عددالزائرين الان

الأحد، 27 يوليو 2014

تتعدم اسرة راديودلهموالى شعب مصر العظيم والى الامه العربيه والاسلاميه بخالص التهانى بمناسبة حلول عيدالفطرالمبارك اعاده الله عليكم باليمن والخير والبركات وكل عام وانتم بخير






















السبت، 19 يوليو 2014

داعش.. فقاعة صنعها الإعلام الصهيونى

دولة لا وجود لها على الأرض, جاءت من غياهب ودهاليز مخابرات ثلاثى أضواء المسرح الدولى, CIA  الأمريكية, MI6  البريطانية  والموساد الإسرائيلى
ظهرت على السطح منذ فترة قليلة لا تتجاوز شهور عديدة أثناء الحرب على سوريا, وتم تدعيمها سرًا من المخابرات الغربية بتمويل خليجى لمساعدة المعارضة السورية على هزيمة الجيش السورى القوة الوحيدة المتبقية فى آسيا القادرة على مواجهة إسرائيل.
دائماً ما نجد أخبار تلك الدولة المزعومة فى شبكات الإعلام الغربية فقط, مثل جريدة الديلى ميل وتليجراف البريطانيتان, وسى إن إن الأمريكية وغيرها من وسائل الإعلام حيث يصفون جميعاً ذلك الكيان المزعوم بما يسمى " دولة" على الرغم من عدم اعتراف أي دولة فى العالم بها نهائيًا, وفى الوقت ذاته ترفض نفس وسائل الإعلام الغربية وصف فلسطين بنفس الكلمة .
تخطيط بعيد المدى


الفارق الوحيد بين القوى الكبرى والدول العربية يكمن فى التخطيط بعيد المدى, فالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تخططان لفترة قد تمتد حتى 100 عام قادمة فى حين أن الدول العربية لا تخطط للمستقبل فحسب بل لاتزال تعيش فى الماضى .
تسير القوى الكبرى بواسطة منظومة تشمل هدف رئيسى يليه أهداف مرحلية تتغير بتغير الظروف الإقليمية والدولية, ويساعدها بالطبع التفوق التكنولوجى الرهيب الذى جعل الفارق بين الدول العربية والغربية فى صالح الأخيرة مما يجعلها تفرض شروطها فى الوقت والزمان الذى تحدده فى حين أن الدول العربية، أو بالأصح الدولة العربية الوحيدة الصامدة بعد إنهيار الدول العربية وهى مصر, تكتفى بمحاولة صد الهجوم الشرس عليها وعلى شقيقاتها العربيات بالإمكانات المتاحة لديها فى الوقت الراهن.
الهدف الرئيسى للولايات المتحدة ومن ورائها هو "تشكيل حكومة عالمية موحدة يحميها جيش موحد", وهذا الهدف موجود منذ نشأة الولايات المتحدة الأمريكية ولم ولن يتغير أبداً, بل لا نكذب إذا قلنا ان إنشاء الولايات المتحدة ذاتها كان تحقيقاً لذلك الهدف , حيث كان لابد من إنشاء دولة عظمى تمتلك مساحة أرض كبيرة وتكنولوجيا فائقة وخبرات كبيرة حتى تستطيع فرض سياستها بالقوة الجبرية على دول العالم , لذا كان ولا يزال الصراع دائراً لهدم الإتحاد السوفييتى حتى تنفرد أمريكا بحكم العالم وتفرض شروطها , مع ملاحظة أن مقر الحكومة العالمية الذى يتم الإعداد له سوف يكون فى القدس , لتصبح إسرائيل هى القوة العظمى المتحكمة فى العالم .


الأهداف المرحلية :

1- تدمير الأديان كلها بما فيها المسيحية واليهودية والإسلام وأى دين سماوى , وإستخدام الفئات المتطرفة فى كل دين سماوى لخلق صراع مع الأديان الأخرى وبالطبع فإن هدم الكعبة المشرفة هو الهدف الأسمى والذى يتم الإعداد له حالياً ليكون بإيدى المسلمين أنفسهم.
2 - إلغاء جيوش الدول فى العالم وتحويلها إلى مجموعات قتالية لمحاربة الإرهاب ودمج تلك المجموعات فى جيش عالمى موحد يكون هو المسيطر دول العالم , وجاء حلف " الناتو" ليكون نواة هذا الجيش الذى تم تشكيله بالفعل بهدوء ودون صخب وبرضاء أغلب دول العالم.
3- محاربة روسيا والصين عن طريق عمل تكتل دولى يجمع بين أمريكا والغرب مع الدول العربية والإسلامية التى يتم جمعها تحت راية حلف إسلامى يطلق عليه إسم " الخلافة الإسلامية" لخداع الشعوب المسلمة حتى إذا ما فرغت أمريكا من روسيا والصين , تتحول الى تدمير الحلف الإسلامى, لذا ساندت الولايات المتحدة الأمريكية جماعة الإخوان فى مصر لتشكيل الخلافة الإسلامية بمساعدة تركيا , وعندما سقط الإخوان بفعل ثورة 30 يونيو, قررت أمريكا صنع خلافة إسلامية بنفسها عن طريق " داعش".
4- السيطرة على شعوب العالم عن طريق التحكم فى الغذاء والطاقة , وبالطبع فإن الموت هو نهاية كل من يجرؤ على تحدى النظام العالمى الجديد .

 
 
القاعدة وعش النمل
تسير المخابرات الغربية وفق خطة طويلة الأجل لتفتيت المنطقة العربية لصالح إسرائيل لكن عن طريق " الحرب بالوكالة " أى جعل غيرهم ينوب عنهم فى الحرب  وهو ما يستدعى وجود منعدمى العقول الذين يندفعون وراء عواطفهم دون تفكير مثل ما حدث فى أفغانستان التى إستخدمت فيها الولايات المتحدة المجاهدين العرب والأفغان لكسر أنف الدب الروسى دون خسارة جندى امريكى واحد فى المعركة .
تعتمد ال CIA على خطة دائمة لا تتغير تدعى " عش النمل",وتنطلق تلك الخطة من السؤال التالى..( ماذا تفعل إذا هاجم بيتك قطعان من النمل متفرقين فى جميع الغرف؟).. الحل البديهى هو القضاء على النمل بالمبيد الحشرى , لكن المشكلة فى ذلك الحل هو التكلفة العالية والإجهاد الكبير الناتج عن تتبع النمل فى أرجاء البيت , الولايات المتحدة وجدت الحل فى إنشاء عش للنمل فى مكان ما تختاره بعناية, يجعل كل النمل يأتى مسرعاً , وبالتالى يمكن القضاء عليه بسهولة بعد تجميعه فى مكان واحد بل ويمكن مراقبته والسيطرة عليه, وإختراقه أيضاً.
وهو ما حدث بالفعل عندما خلقت الولايات المتحدة عشّاً بالفعل فى أفغانستان , فأتى النمل مسرعاً من كل مكان تحت رعاية الولايات المتحدة ذاتها وحلفاءها فى الشرق الأوسط وعلى رأسهم الرئيس الراحل السادات فى مصر, والجنرال ضياء الحق فى باكستان ناهيك عن دول الخليج حيث رعت الأجهزة الأمنية فى تلك الدول المجموعات الجهادية التى ذهبت إلى أفغانستان , وهنا يجب ان نسجل ملحوظة جديرة بالذكر وهى النهاية المأساوية لكل من الرئيسين الراحلين الذين إنتهى دورهما فى المرحلة اللاحقة , كما يجب أن نذكر أن ميلاد "تنظيم القاعدة " كان فى أفغانستان وكان له دور فى تلك المرحلة إكتمل بأحداث 11سبتمبر التى قرر بعدها الأمريكيين إنهاء دوره عن طريق الإعلان عن قتل أسامة بن لادن وإلقاء جثته فى البحر.
الغريب بل والعجيب أن النمل لا يتعلم أبداً من أخطاء الماضى , فبعد أن إنتهت الحرب فى أفغانستان , عادت ريما لعادتها القديمة, وقررت الولايات المتحدة خلق عشاً آخر للنمل , لكن هذة المرة فى سوريا , ليتكرر نفس السيناريو , ويتكرر الأمر تحت دعوى الجهاد خدمة للمخطط الأمريكى حيث إندفع المغيبين من جميع أنحاء العالم لخدمة أمريكا إلا أن الأمر إختلف تلك المرّة حينما وجدت الولايات المتحدة أن المعارضة السورية لا تستطيع مواصلة الحرب ضد الجيش السورى وهنا كان لابد من إنشاء موديل حديث من "تنظيم القاعدة"  إسمه " داعش" لكنه هذة المرّة بمواصفات مختلفة يصلح لتحقيق نصراً محدوداً على الأرض ومن ثمّ تسليط الضوء عليه إعلامياً حتى لو كان هذا التنظيم نمراً من ورق.

السيطرة على العقول

ظهر هذا المفهوم منذ قديم الأزل حيث يتم فيه التحكم فى طريقة التفكير الفرد أو المجموعة ويتم تنفيذه بطريقتين :
الأولى تمارس على الشعوب وتشمل تلك السيطرة التحكم فى الإعلام لغسل أدمغة الرأى العام وتوجيهه دون ان يشعر وهو ما يحدث بالفعل عند الحديث عن "داعش" حيث أطلق الأعلام الأمريكى والصهيونى لفظ "دولة" على تنظيم ضعيف يدعى داعش ليرسخ مفهوم الدولة الغير موجود أساساً على الأرض تمهيداً لما هو قادم, وبالطبع فإن وسائل الإعلام العربية تنقل الآن لفظ " دولة" وتتداوله بكل بساطة ليترسخ فى ذهن الشعوب العربية أن داعش بالفعل دولة ولها جيش فى حين أن التنظيم عبارة عن مرتزقة من شتى بلاد العالم لا يتفقون لا فى اللغة ولا فى الدم أو العادات والتى من المفترض أن تكون أول مقومات الدولة.

الطريقة الثانية
كانت تمارس بشكل فردى على المعتقلين إلا أنها تطورت الآن بشكل كبير يصعب تصديقه, حيث بدأت الولايات المتحدة فى بداية الخمسينيات إستخدام طرق غير تقليدية فى السيطرة على الخصوم المعتقلين وبرمجتهم لإعادة توجيههم بما يخدم السياسة الأمريكية, وذكر الصحفى والباحث الفرنسى "فرانك دانينو" فى المركز الفرنسى للأبحاث والذى كان كان يعمل كأخصائى فى إستخبارات الولايات المتحدة وحرب المعلومات فيها , أنه جرى إطلاق أكثر من 100 برنامج فى كلاً من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا تختص بالسيطرة على المعتقلين , حيث حملت هذة البرامج أسماء رمزية كالطائر الأزرق "Bluebird" و " "Artishoke" إلا أن أشهر تلك المشاريع كان مشروع مونارك أو " MK ULTRA " والذى ظهر على السطح الحديث عنه إثر تأليف لجنة عام 1975 للتحقيق فى تجاوزات وكالة المخابرات الأمريكية حيث ظهرت بعض الأوجه المظلمة لهذا البرنامج بعد 15 عاماً من إطلاقه.
وأكدت هذا الكلام كاثى أوبراين فى كتابها الشهير " تحول امريكا " وهى الناجية الوحيدة المعلنة التي شُفيت من آثار عملية "مونارك" السرية للتحكم في العقل البشري حيث ذكرت بالتفاصيل التحكم الحكومي الرسمي للولايات المتحدة الامريكية في عقول عملاء المخابرات.
ويتضمن برنامج MK-ULTRA الذي تجريه المخابرات الامريكية CIA بسرية إجراء تجارب لإزالة الشخصية الحقيقية للفرد عن طريق معالجة كهربائية خاصة ومن ثم خلق وبرمجة شخصيات متفرقة وموزعة إلى أقسام مختلفة في العقل وهذا يجعل الخاضع للعملية مهوساً بأفكار معينة يتم تحديدها وبرمجتها مسبقاً , وهو ما يفسر مايفعله مجرمى داعش الذين يقتلون ويذبحون بدم بارد دون أدنى مشاعر إنسانية , وعند البحث والتقصى عن ماضيهم نجد أن أغلبهم تم إعتقاله فى معتقلات أمريكية كسجن أبو غريب أو تم إعتقاله فى أحد مراكز الأعتقال  فى جوانتانامو حيث كانت تتم برمجتهم بأحدث الطرق والوسائل التى لا يتخيلها أحد .
ومما يؤكد هذا الكلام ما فجّره " إدوارد سنودن" العميل السابق فى وكالة الأمن القومى الأمريكى عندما نشر تسريبات على موقع "ذى إنترسيبت" أكدت تعاون  أجهزة مخابرات 3 دول هى أمريكا وبريطانيا وإسرائيل لخلق تنظيم إرهابى قادر على إستقطاب المتطرفين من جميع انحاء العالم , كما كشفت التسريبات أن أبو بكر البغدادى كان بالفعل معتقلاً لدى المريكيين وأ خضعوه لدورة مكثفة إستمرت لمدة عام كامل قبل أن يطلقوه ليظهر كزعيم لتنظيم داعش وينصب نفسه خليفة  للمسلمين.


 
الأساليب الأمريكية للسيطرة على الشرق الأوسط

1- خلق الشىء ونقيضه فى نفس الوقت , دعم الديكتاتورية فى المنطقة العربية وفى نفس الوقت دعم الحركات المعارضة لها , ولنأخذ العراق كمثال , دعم الأمريكيين الرئيس العراقى صدام حسين فى بداية عهده بالأسلحة والدعم المباشر وإضهد النظام العراقى الشيعة فى ذلك الوقت, إنتهزت الولايات المتحدة الفرصة ودعمت الشيعة بشكل غير مباشر ودفعتهم للثورة فى أوقات مختلفة أشهرها إنتفاضة الشيعة فى الجنوب أثناء حرب الخليج الثانية أو ما يعرف بحرب تحرير الكويت , وعلى الرغم من تأكيد الولايات المتحدة دعم الشيعة إلا أنها تخلت عنهم وسمحت للرئيس العراقى بإستخدام الطائرات الحربية العراقية لضرب الإنتفاضة فى  الجنوب على الرغم من عدم إستخدام صدام لأية طائرة ضد قوات التحالف الدولى أثناء الحرب.
وهاهى الولايات المتحدة الأمريكية تكرر نفس الأمر فى يومنا هذا حيث دعمت المالكى على الرغم من الإنتهاكات التى حدثت للسنّة فى عهده وفى نفس الوقت دعمت داعش بالأسلحة والدعم اللوجستى الغير منظور لتظهر داعش وكأنها المنقذ للسنّة من إضطهاد المالكى وتستطيع إقامة تحالفات مع العشائر العراقية وتكون النتيجة فتنة لا تهدأ فى العراق.
نفس السيناريو حدث فى مصر تماماً حيث دعمت أمريكا نظام الرئيس السابق مبارك وفى نفس الوقت قامت بالإتصال بالإخوان فى الداخل والخارج لمحاولة هدم النظام نفسه , وهو ما كررته الولايات المتحدة مع نظام الإخوان نفسه حينما كان فى السلطة.
2- دعم مؤسسات المجتمع المدنى فى الدول العربية وعلى رأسها مصر, وعلى الرغم من ان بعض المؤسسات إنحرفت عن دورها إلا أن البعض الآخر لم ينحرف وأصابته أيضاً شبهة العمل ضد الدولة.
3-  إستخدام صفقات السلاح لمحاولة السيطرة على الدول , وهو ما حدث مع مصر حينما إختلفت الولايات المتحدة مع نظام الرئيس السيسى حيث تحفظت على طائرات الأباتشى التى ذهبت الصيانة هناك , الا أنها سرعان ما تراجعت وأعادت الطائرات لمصر, لكن من يدرى؟..هل عادت الطائرات مزودة بتكنولوجيا خفية تسمح للولايات المتحدة بالسيطرة عليها عن طريق الأقمار الصناعية إذا قام الطيارين المصريين بالتحليق بها فى الجو لمطاردة الإرهابيين فى سيناء , لتتسبب فى مقتل طيارين مصريين دون أن يشعر أحد..هذا السؤال يصعب التكهن بإجابته .

الأهداف الأمريكية الصهيونية التى تعمل داعش على تحقيقها:

1- تفتيت البقية الباقية من جيوش الدول العربية مثل المتبقى من الجيشان العراقى والسورى.
2- إشعال حرباً مذهبية جديدة فى الشرق الأوسط  بين الشيعة والسنّة , أى إيران والخليج , ولن تشعلها إلا فئة متطرفة من السنّة مثل داعش مع فئة متطرفة من الشيعة فى إيران.
3- هدم الكعبة المشرفة رمز الإسلام والمسلمين بأيدى مسلمة فى الظاهر لكنها صهيونية خبيثة فى الباطن , وخلق واقع جديد فى أرض الحرمين يكون نتيجته تفتيت المملكة العربية السعودية وتدويل قضية مكة والمدينة بحيث تصبحان مدناً مقدسة مثل الفاتيكان تحت إشراف هيئة إسلامية دولية وهو ما سوف يجد صدى عند المغيبين كالعادة , وبدأت تصريحات داعش بالفعل لتؤكد أنهم سوف يهدمون الكعبة بحجة انها باتت تعبد من دون الله .
4- خلق كيان متطرف قريب حدودياً مع إسرائيل يجعلها تستطيع شن حرباً خاطفة تحت دعوى وجود كيان يهدد وجودها .
5- إزالة الآثار فى الدول العربية والتى يمكن بعد إزالتها أن يتم تزييف التاريخ لمصلحة وجود الدولة الصهيونية ذاتها, لذا تسير إسرائيل على مبدأ تزييف التاريخ حالياً حتى تأتى الأجيال القادمة بعد 50 عاماً من الآن ولا تجد ما يثبت إمتلاكها للأرض بإعتبارها أرض أجداد , والآثار التى لا يمكن نقلها أو الإستيلاء عليها مثل الأهرامات , تسلط عليها حرباً إعلامية تدّعى بأن بناة الأهرام هم اليهود وليس المصريين أصحاب الأرض.
بعد الغزو الأمريكى على العراق تم نهب المتاحف والأماكن الأثرية المفتوحة وتكرر الأمر فى سوريا على يد وكيل أعمال امريكا فى المنطقة وهى داعش التى هدمت قبور الأنبياء .
أما المناطق التى لا تستطيع الولايات المتحدة وإسرائيل دخولها حالياً مثل مكة , ترسل من ينوب عنها من الشركات الإقتصادية ذات التمويل الصهيونى لتقيم مشاريع على أنقاض الآثار الإسلامية التى تثبت وجود النبى صلى الله عليه وسلم مثل بيت السيدة خديجة , وبيت عمر بن الخطاب اللذان تم هدمهما مع الكثير من الاثار الإسلامية بدعوى بناء فنادق فاخرة فى حين ان الهدف الرئيسى هو إبعاد الجيال القادمة عما يثبت وجود الإسلام أساساً فى شبه الجزيرة العربية عن طرق طمس الآثار الدينية التى تثبت الهوية الإسلامية فى بلاد الحرمين الشريفين.

 
الحرب الإعلامية الموجهة للشعوب
 

تعتمد القوى الكبرى وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل على شن حرباً فعلية على الأرض من خلال تنظيم داعش , وحرباً إعلامية اخرى موجهة للجماهير والشعوب حتى يستقر فى العقل اللاواعى العربى فكر الهزيمة وعدم القدرة على مواجهة داعش وهو ما يثبت أن داعش عبارة عن بالون صهيونى تم تضخيمه خلال عام واحد فقط , ويمكن ان يتم تلخيص ماحدث فى عدة نقاط أهمها :
1- تشكّل تنظيم داعش في أبريل 2013 على أساس أنه إندماج بين "دولة العراق الإسلامية" التابعة لتنظيم القاعدة وبين المجموعة الإسلامية المسلحة في سورية المعروفة بـ"جبهة النصرة"، إلا أن الاخيرة رفضت هذا الاندماج على الفور، وبدأت المعارك بين الطرفين في  يناير 2014.
2- منذ ذلك التاريخ وبدأت الأحداث تتلاحق حيث لا يكاد يمر يوماً إلا ونجد خبراً أو تقريراً عن داعش فى أشهر الجرائد والمواقع والشبكات الإعلامية العالمية مثل CNN  الأمريكية والديلى ميل البريطانية وغيرها , والأدهى إستخدام لفظ " دولة " على مجموعة عصابات من المرتزقة وهو ما تسبب بالطبع فى إستعمال تلك الكلمة من وسائل الإعلام العربية التى تنقل التقارير والأخبار من المواقع الأجنبية.
3- عند البحث عن داعش على شبكة الإنترنت نجد أن أول موقع إستخدم لفظ دولة هو موسوعة ويكيبيديا التى أظهرت خريطة داعش على الأرض واطلقت عليها لفظ الدولة الإسلامية وعلى الرغم من أن الموقع ذكر ان تلك الدولة غير معترف بها إلا أنه استخدم كلمة دولة فى الموضوع المنشور والذى تم تأكيدة بخريطة تلك الدولة المزعومة.
4- عند البحث والتقصى عن الأعداد الحقيقية لمقاتلى داعش نجد أن العدد غير معروف على وجه التحديد , لكنه فى النهاية قليل جداً ولا يكفى للسيطرة على تلك المساحة التى يقال أنه سيطر عليها  على الأرض فى العراق وسوريا , وتجربة صغيرة يمكن أن يجريها أى شخص عند البحث عن أية مدينة يقال أن داعش سيطرت عليها , تثبت له أن ما يقال فى الإعلام شىء , والواقع شيئاً آخر.


كمثال بسيط محافظة الرقة التى تقول داعش أنها سيطرت عليها , عندما نبحث عنها بواسطة جوجل إيرث  نجد أن مساحتها حوالي عشرين ألف كيلو متر مربع وعدد سكانها يتجاوز الربع مليون مواطن سورى ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يسيطر على تلك المساحة وهذا العدد من السكان مجرد مجموعة بسيطة لا تتعدى عدة آلاف تقود سيارات دفع رباعى مزودة برشاشات.
5- عند تتبع أخبار داعش نجد على سبيل المثال العناوين الآتيه:
"-داعش تنفذ الأحكام بالساحات وتنشر مخابراتها بالرقة" وهذا الخبر المنشور على موقع قناة العربية نهاية عام 2013 يوحى للمشاهد والقارىء أن داعش بالفعل دولة ولديها مخابرات فى حين انها مجرد مجموعة من المرتزقة.
-"مليون دولار أرباح داعش يوميا من بيع نفط العراق" عنواناً آخر فى أكبر مواقع إعلامية فى العالم وهى بالترتيب واشنطن بوست الأمريكية والجارديان والديلى ميل البريطانيتان , وهو يمثل إدانه للغرب , فمن يشترى النفط من مجموعة عصابات يؤكد الإعتراف بوجودهم, أو بالأصح يدعمهم بشكل غير مباشر , وهناك المئات من تلك الأخبار المدسوسة خصيصاً لنفخ فقاعة داعش فى وجه المشاهد العربى.
- الإهتمام غير الطبيعى من الإعلام الغربى بخريطة داعش والتى تظهر فيها سيطرتها على إيران ومصر والدول العربية وبعض الدول الأوروبية يبين أن نشرها كان لهدف الترويج لها وبث روح الإنهزام داخل العقل اللاواعى للمشاهد العربى من خلال تضخيم دور داعش إظهارها على انها لا تقهر .
6- أصدرت داعش أول صحيفة إلكترونية ناطقة باسمها باللغتين العربية والإنجليزية تحت مسمى "دابق" وهى سابقة لم تحدث من قبل مع تنظيم القاعدة , ووزعت الصحيفة في بعض المناطق التى تسيطر عليها داعش فى سوريا كماوزعت عبر البريد الإلكتروني و ذكرت مصادر مقربة من تنظيم الدولة في العراق والشام أن صحيفة ناطقة باللغتين العربية والإنكليزية في طريقها للصدور قريباً، تحت اسم "خلافة2" من شأنها تناول أفكار دولة البغدادي ونشرها على نطاق أوسع وتعريف العالم بأهداف الدولة  وهى سابقة تعتبر الأولى من نوعها وتؤكد وجود اجهزة مخابارت قوية خلف داعش, فلايمكن بأى حال من الأحوال أن يكون هذا التنظيم مجرد مقاتلين قادمين من عدة دول فحسب, بل هناك دعماً واسعاً من خلف الستار.

السيناريو القادم ضد السعودية ومصر
- بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى  قولته المشهورة "مسافة السكة " تعليقاً على تهديدات داعش ضد الخليج, ظهرت تصريحات من داعش ضد مصر والسعودية على وجه الخصوص ويأتى أهمها تهديد أحد الجهاديين الذى ينتمي إلى تنظيم "داعش" ويدعى أبو تراب المقدسى بهدم الكعبة المشرفة بحجة أنها باتت تعبد من دون الله، مشيراً إلى ان قرار الهدم صادر عن "أمير التنظيم ابو بكر البغدادي"، في إشارة جديدة إلى نية التنظيم التوغل داخل السعودية , ولعل ما يؤكد تلك التهديدات هو نشر شبكة فوكس الأمريكية ذات التوجهات الصهيونية لهذا الخبر رغم انه كان عبارة عن خبر مكتوب على تويتر أى غير مؤكد , إلا أن الهدف من نشره كان تخويف المسلمين مما هو قادم ومحاولة جر الجيش المصرى لمنطقة الخليج لحماية أقدس أقداس المسلمين وهى الكعبة المشرفة.

والذى نتوقعه بخصوص هذا الموضوع هو نية داعش لإستخدام الصواريخ التى إستولت عليها من الجيشين العراقى والسورى  لضرب الكعبة  المشرفة وبالتأكيد ان الموضوع ليس بتلك البساطة وإنما يحتاج الأمر إلى مساعدة تكنولوجية من الباطن وهو ما سوف تتكفل به الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل غير مباشر عبر الأقمار الصناعية بحيث تظهر الصورة من الخارج وكأن الحرب تدور بين المسلمين بعضهم البعض , فعندما ينطلق صاروخ نحو الكعبة لن يفكر أحد ساعتها أن تنظيم داعش لديه تكولوجيا أم لا , بل ستكون ساعتها فتنة كبيرة بين المسلمين خاصة إذا تم إختيار وقت الضرب أثناء موسم الحج لإسالة أكبر قدر من الدماء.

ولايفوتنا هنا ان نذكر دور ساعة مكة فى توجيه الصواريخ إلى الكعبة , فمن يبحث وراء الشركات الأمريكية التى قامت ببناء الساعة العملاقة ويفتش بداخلها يمكن أن يعى يفهم أهمية وجود أجهزة إلكترونية تم زرعها فى أعلى مكان ملاصق للكعبة بحيث تساعد فى توجيه الصاروخ نحو الهدف المنشود.
- تبقى مصر الجائزة الكبرى التى تنشدها أمريكا وإسرائيل , حيث لازالت فكرة إستقطاع سيناء من مصر تسيطر على الصهاينة ومن خلفهم أمريكا وكان من المخطط إعلان قيام إمارة إسلامية فى سيناء تبايع الخليفة أبو بكر البغدادى , وهو ما سوف تحاول امريكا القيام به حالياً فى إطار الحرب الإعلامية , فمن الممكن أن نصحوا يوماً ما لنجد نفس السيناريو يتكرر , بيان إعلامى من إحدى العصابات فى سيناء يؤكد قيام الإمارة , ثم ما يلبث الإعلام الصهيونى أن ينفخ فى تلك الأخبار الكاذبة حتى يوحى أن زمام الأمور قد أفلت من مصر , إلا ان كل الشواهد تؤكد قيام إسرائيل وأمريكا بتأجيل تلك الخطوة , لتقوم بتنفيذها بالفعل وسط أجواء أكثر سخونة فى مصرخلال العام القادم على أقصى تقدير , وهو ما يجعلنا نقدّر المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتق الجيش المصرى فى تلك الفترة وهو الجيش العربى الوحيد المتبقى فى جميع الدول العربية.

نفتح "الصندوق الاسود" فى ذكرى "الجنرال"

  1. فوجئ الشعب المصرى يوم 19 يوليو منذ عامين بنبأ عاجل تبثه شتى وسائل الإعلام المحلية والدولية والعالمية، تأكيداً لصحته، دون الإفصاح عن ملابسات الحادث، نبأ وفاة "الجنرال"، وفاة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان عن عمر يناهز 76 عاما.
    كانت أجواء الغموض تسيطر على وفاته، وبدأت الأخبار تتوالى وتتناقض، حينا يقال توفى إثر وعكة صحية التى غادر لأجلها البلاد، وتارة اغتيل فى سوريا، وأخرى قتلته الولايات المتحدة الأمريكية، و آخر ما أشيع تورط جمال مبارك فى التخلص منه، و فى النهاية تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة، أن مصر فقدت نبراسًا سياسيًا، وعقلًا محنكًا مدبرًا، ليس من السهل وجود مثيل له.
    هو عمر محمود سليمان عسكري وسياسي مصري، لقب بـ"جنرال المخابرات العامة المصرية"، ولد فى محافظة قنا 2 يوليو 1936، وتلقى تعليمه في الكلية الحربية في القاهرة ليحقق حلم والده بأن يكون ضابطًا مثل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وفي الأكاديمية العسكرية تخرج وكان من الأوائل وكرمه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في حفل التخرج ويومها بكي والده كثيرا حيث تحقق حلمه، ومن ثم انضم إلى القوات المسلحة المصرية في عام 1954.
    تلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتي، وفي ثمانينات القرن العشرين التحق بجامعة عين شمس وحصل على شهادة البكالوريوس بالعلوم السياسية، كما حصل على الماجستير بالعلوم السياسية من جامعة القاهرة، حصل على الماجستير بالعلوم العسكرية، لتصبح كل هذه الخبرات مرشحا له للفوز بلقب "الجنرال".
    وفي غضون عمله بالقوات المسلحة ترقى بالوظائف حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، كما تولى منصب نائب مدير المخابرات الحربية في عام 1986، ثم أعقبها توليه منصب مدير المخابرات الحربية في عام 1991، وأخيرا و ليس آخرا عين رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية في 22 يناير 1993، إلى أن تم تعينه نائبًا لرئيس الجمهورية السابق محمد حسني مبارك في 29 يناير 2011 ابان ثورة 25 يناير.
    وفى خضم هذا الكم من النجاحات التى حققها، حصل على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات، إذ حاز على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية، ونوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، بالإضافة إلى نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى، ونوط الخدمة الممتازة.
    تولى ملف القضية الفلسطينية أثناء فترة عمله رئيسًا للمخابرات بتكليف من الرئيس محمد حسني مبارك، ومنها توليه مهمة الوساطة حول صفقة الإفراج عن العسكري الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس "جلعاد شاليط"،  والهدنة بين الحركة وإسرائيل والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أنه تولى تنفيذ بعض المهام الدبلوماسية في عدد من الدول منها عدد من المهمات في السودان.
    كلفه الرئيس مبارك بعد تعيينه كنائب للرئيس، خلال أحداث ثورة 25 يناير مباشرةً بإبرام الحوار مع قوى المعارضة يتعلق بالإصلاح الدستوري، وفي 10 فبراير 2011 أعلن الرئيس مبارك عن تفويضه بصلاحيات الرئاسة وفق الدستور  إلا أن الرئيس مبارك أعلن في 11 فبراير تنحيه عن السلطة وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شئون البلاد، وقام هو بتسليم السلطة إلى للمجلس الأعلى.
    وفى سياق متصل ذكرت قناة فوكس نيوز الأمريكية في فبراير من عام 2011 وبعيد تعيينه نائبًا للرئيس أنه تعرض إلى محاولة اغتيال فاشلة أدت إلى وفاة اثنين من حراسه الشخصيين وسائقه الخاص وكان مصدر أمني قد نفى تلك المحاولة، إلا أنه صدرت لاحقًا تصريحات عن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط تؤكد ذلك.
    ثم بدأ اللواء عمر سليمان فى اتخاذ خطوة جديدة تتوج مشواره السياسى، معلنا فى يوم 6 أبريل ترشحه لانتخابات الرئاسة وذلك قبل يومين من غلق باب الترشيح، بعد أن كان قد أصدر بيانا فى 4 إبريل بعدم ترشحه، وكان عدد من مناصريه في نفس اليوم قد تظاهروا في ميدان العباسية لمطالبته بالترشح، و تقدم بطلب الترشيح قبل إغلاق باب التقديم بـ20 دقيقة.
    إلا أن اللجنة العليا للانتخابات قررت في 14 أبريل استبعاده بعدما استبعدت أكثر من 3 آلاف من نماذج التأييد التي قدمها، ليصبح عددها الإجمالي 46 ألفًا، وهو رقم أكبر من النصاب الرقمي المطلوب المحدد 30 ألفًا، لكن تبين للجنة أنه جمع هذه النماذج من 14 محافظة فقط، والمطلوب ألف تأييد على الأقل من 15 محافظة.
    توفي "الجنرال" فى19 يوليو 2012 في الولايات المتحدة المتواجد بها لتلقي العلاج، وكثرت الأقاويل بشأن وفاته أو مقتله، فقال مساعده «حسين كمال» إنه كان بخير وإنه كان يخضع لفحوص طبية، وإن وفاته كانت فجأة. فيما ذكرت احد الصحف أن وفاته كانت في "مستشفى كليفلاند" أثناء خضوعه لعملية جراحية بالقلب.
    كما قال مصدر مقرب منه أنه عانى اضطرابات في صمام القلب، ذهب على إثرها إلى ألمانيا لإجراء فحوص طبية، وذكر المصدر أنه عانى مؤخرًا ألمًا شديدًا في القلب، نُقل بعدها إلى مستشفى كليفلاند حيث توفى.
    و فى السياق ذاته نفى رياض الأسعد ما نسبته مواقع إلكترونية للجيش السوري الحر حول مقتل نائب الرئيس المصري السابق اللواء عمر سليمان في تفجير مقر الأمن القومي بدمشق أثناء اجتماع كان يحضره عدد من كبار القادة الأمنيين السوريين، موضحا ان سليمان لم يكن موجودا في ذلك الاجتماع، ليخلف عمر سليمان بعد وفاته لغزا صعب الوصول إلى شفرته.

    2/أكد اللواء حسين كمال مدير مكتب اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية ورئيس المخابرات العامه السابق، أن لديه معلومات تؤكد عقد صفقة بين الإخوان والامريكان لبيع جزء من سيناء مقابل 12 مليار دولار.
    وكشف كمال في حواره مع  الوفد عن مفاجأة مدوية، عن رفض اللواء عمر سليمان للدخول في السباق الرئاسي مرة اخري بعد استبعاده، عن طريق الترشح علي قوائم احد الاحزاب، مشدداً علي ضرورة محاربة العناصر الارهابية واستخدام القوة المفرطة معها، مؤكدا في الوقت ذاته امكانية عودة الاخوان  للساحة مرة اخري باعتبارهم تنظيمًا دوليُا وليس محليًا داخل حدود دولة بعينها.
    وفيما يلي نص الحوار:
    *كيف تري إدعاءات البعض بأن اللواء عمر سليمان لم يمت واختفاؤه حفاظا على حياته؟
    في البداية جموع الناس تري أن عمر سليمان  لديه مقومات شخصية وفكرية وقدرات سواء من الناحية السياسية والأمنية كانت تؤهله الى تولي مقاليد البلاد في هذه المرحلة الحرجة؛ لانه كان الأقدر على انتشال مصر من هذه الازمة، وهم من يتمنون أن يكون عمر سيلمان على قيد الحياة.
    وردي علي هؤلا بأننا نتعامل بالمستندات والحقائق ونحن تحققنا من جثمان اللواء الراحل عمر سليمان فور وصوله من المستشفى، وتأكدت من أنه اللواء عمر وانزلناه مثواه الاخير امام عينى، وشاهدت مستند الوفاة، وكل الادلة التى تؤكد وفاته.
    وتعليقي على الادعاءات إن الشعب المصري طول ما الأزمة موجودة يبحثون عن المنقذ، والشعب المصري عجول بطبعه وكانت لديه آمال بتحقيق تلك الإدعاءات لما يرونه في اللواء عمر من امكانيات وخبرات تمكنه من تحقيق غايته.

    *هل كان "سليمان" يحوي خزانة من الأسرار تدين جماعة؟
    نعم, وذلك بالوقائع والتواريخ  فخلال خدمته في المخابرات الحربية والمخابرات العامة كانت لديه العديد من المعلومات الوفيرة والكثير من الاسرار والخبايا والحقائق المؤكدة والموثقة التي تؤكد أنه تنظيم إرهابي, مع سبق الإصرار والترصد، وان هذا الكيان لا يعترف بالدولة ولا بالحدود، وهو يخدم الجماعة واهدافها فقط .
    *هل كان "سليمان" بمنزلة "بعبع" للإخوان لذلك حاولوا إقصاءه؟
    أكيد, فاللواء الرحل عمر سليمان كان الشخص الوحيد الذي يستطيع القضاء علي الاخوان نهائيا سياسيا واجتماعيا وأمنيا؛ لأنه كان يمتلك من الخبرة والحنكة التي تؤهله الى تحجيم هذه الجماعة, ووضعها في مكانها الطبيعى.
    ولا يخرجون من ذلك الإطار, وبذلك يصبح عملهم خيري فقط وفي نطاق القانون؛ لذلك كان هدفهم إقصاءه بعيدا عن الساحة السياسية؛ لانهم يعلمون جيدا أنه الشخصية الوحيدة المهددة لوجود الجماعة في مصر
    ادعي البعض أن هناك صفقة تمت بين سليمان وبين الإخوان ما ردك على ذلك؟
    اللواء عمر سليمان "مش بتاع صفقات", فعلى الرغم من أن رجل المخابرات له العديد من الخبرات التي تمكنه من التعامل مع كافة الاطراف إلا انه لا يحبذ أسلوب الصفقات، ولكن الحقيقة كان هناك توتر شديد وغليان في الشارع المصري ابان ثورة 25 يناير وللأسف الشديد إن الإخوان استطاعوا ان يتحكموا في الحشد في الشارع بطريقة أو بأخري كما شاهدنا.
    فكانت إنذاك هي الجماعة الوحيدة المنظمة التي تستطيع أن تفك الأزمة, لذلك كان لابد من الجلوس معهم لمعرفة طلباتهم لكي تسير البلاد, ومن المعروف إن المخابرات "لاتعقد صفقات",  وإن وجدت الصفقة فلابد وان تكون لصالح الوطن والشعب المصري, لأنها ملك لهذا الشعب.
    إذا كان الراحل عمر سليمان مازال على قيد الحياة هل كان ذلك سيغير كثيرًا من المعادلات الموجودة؟
    لابد أن نفرق بين من يتولي المسئولية الآن واللواء عمر سيلمان لو كان على قيد الحياة فإن احتاجه الرئيس السيسي لإبداء النصيحة، فإنه لن يتأخر في مساعدة بلاده والوقوف بجوارها .
    ولكن لابد أن نعى أن الحكومة والنظام هما المسئولان فقط, وليس من سيشاوروه في الامر؛ لأن الذي سيُحاسب هو النظام فقط, ولكن ما أريد التنويه إليه هو إن اللواء عمر سليمان  لا يمكن أن يتخلي نهائيا عن أداء مسئولياته.

    باعتبارك رجل مخابرات كيف تري العدوان على غزة ؟
    أري أنه ضغط على مصر من تنظيم حماس الإرهابي, وضغط أيضا من قبل إسرائيل, فكل هذه الاعتداءات التي تجري علي الحدود المصرية الفلسطينية الاسرائيلية فهي تضغط على مصر بطريقة أو بأخري.
    كما أن حماس تريد أن تظهر للعالم أجمع وللعرب الأشقاء ان غزة تحت العدوان ومصر تتجاهل ما يحدث ولا تريد أن تقدم لها العون وهذا مخالف تماما للحقيقة ونحن نعلم ذلك جيدا, فحماس ترغب في توريط مصر أكثر من رغبتها في مساعدة مصر لغزة, خاصة أنهم يعلمون جيداً ما تعانيه مصر من أعباء كثيرة داخلية وخارجية ويريدون تزويد هذه الأعباء وتشتيت القدرات والامكانيات.
    والسيسي يرسل لغزة المعونات رغم الضرر الذي تلحق به حماس لمصر؛ وذلك لأنه يدرك جيدا أنه واجب قومي, وهناك فارق كبير بين حماس والشعب الفلسطيني, وتجاهل تمام ما فعلته حماس من الممارسات الصيبيانية داخل مصر وقيامها بزعزعة الأمن والاستقرار القومي.

    *كيف تري تعامل الجانب المصري مع غزة؟
    المخابرات عليها العبء الأكبر في التنسيق بين الجهات الفلسطينة والمصرية، وأري انه تعامل عقلاني في حدود الظروف والإمكانيات المتاحة, وفي حدود قدرات مصر الحالية من الناحية السياسية والامنية والاقتصادية, ولابد أن ندرك جيداً ان حماس بينها وبين مصر عداء شديد وهدفه توريط مصر, ويجب أن نكون يقظين بذلك, وألا ننسي الجرائم التي ارتكبتها حماس مع الشعب المصري, وأوجدت بذلك حاجزًا ضخمًا بين مصر وحماس.
    تعامل رئيس المخابرات المصرية اللواء فريد التهامي يختلف عن تعامل الراحل "سليمان" مع الأزمة ؟
    لا يوجد اختلاف في التعامل؛ لأن السياسة واضحة ونحن مستمرون في التهدئة منذ ايام عمر سليمان, باستثناء فترة حكم مرسى فنحن نعتبرها غفلة استثنائية, وكان  صفقتهم واتجاههم أن يبقوا في السلطة وليس البحث عن مصلحة الوطن؟
    هل الصفقة التي تمت بين الإخوان وإسرائيل فى اجتياح غزة العام الماضى كانت مقابل تنازلات معينة؟
    جهاز المخابرات الامريكية، "السى اي ايه"، ومحمد مرسى عقدا صفقة مع مفادها ان يقتطعوا جزءًا من سيناء حتي العريش ، لتوطين الفلسطينيين، تباع بـ 12 مليار دولار, وعمل الإخوان على تنفيذ هذا المخطط والمقابل أن يستمروا في السلطة.
    وكان هذا العرض موجود أيام الرئيس مبارك كان إيجارًا سنويًا مقابل 12 مليار دولار وليس بيعا، لتوطين فلسطين ولم يرد مبارك على هذا العرض ولو لم تحدث ثورة 30 يونيو كانت تلك الصفقة ستنفذ .


    *كيف تري مواجهة السيسي للأزمات التى تمر بها مصر؟
    كل من تولي قيادة مصر لم ينافق الشعب المصري باستثناء محمد مرسي، جمال عبدالناصر كان لديه مشروعات قومية, السادات اتخذ قرار الحرب أين النفاق هنا، مبارك خلال مدة حكمه 30 عاما شهدت مصر حالة من الاستقرا السياسي، رغم ان الدول حوالينا بتولع معدل النمو وصلنا لـ 7 ونص % واقام مدن جديدة وخفض الديون لـ  50%  .  الحقيقة أن السيسي تولي مقاليد الحكم ومصر تمر بظروف غاية في الصعوبة من تآمر داخلي وخارجي واقتصاد منهك, فمصر محاصرة بديون تبلغ 45,3 مليار, غير إنها أمنيا على غير ما يرام, فالأعباء التي تقع على عاتقه كثيرة.
    وأري أن الإجراءات والقرارات التى اتخذها الرئيس عبدالفتاح السيسي لابديل عنها وجميعها لصالح الشعب المصري, بل لابد من اتخاذ إجراءات أكثر حسما وعلى الشعب أن يتقبل ذلك متسائلاً: "أين الموارد التي يمكن الاعتماد عليها؟.
    وجدنا خلال المرحلة الاخيرة انفلاتًا أمنيًا ملحوظًا.. فهل هذا الانفلات يعد قصورًا من الأجهزة المعنية؟
    لا يمكن القول إن هذا تقصير من جانب الأجهزة الأمنية, فنعلم جميعا إن أقوي جهاز أمني في العالم هو "السي أي أيه", الأمريكي, إلا إنه ليس لديه القدرة الكاملة علي منع العمليات الارهابية, فالأجهزة الأمنية في مصر تقوم بدورها كما ينبغي أن يكون, لكن يبقي الدور الحقيقي على مواجهة الإرهاب هو إيجابية المواطنين, فلا فائدة من تجاهل المواطنين لأدوارهم.
    يقال إن هناك أجهزة استخباراتية عبثت بمصر أثناء الانفلات الأمني .. إلى أي مدي وصل هذا العبث؟
    حينما تجد أجهزة المخابرات ظروفًا مثل التي كانت تمر بها مصر, فتكون لديها الارض خصبة لزراعة ما تريده والعبث كما تشاء, ولكن يبقي نسيج هذا الشعب وطبيعته هو اكبر حامى لهذه الدولة بما فيها مؤسساتها, فنحن حتي الآن في حدود آمنة. والأجهزة الامنية في مصر يقظة ومازالت لديها القدرة على التعامل مع هذه الظروف والأجواء، وعلمت أنه تم القبض على بعض من تلك الأجهزة التي عبثت بالبلاد وسيتم إعلان القضايا قريباً.

    *هل هناك تعويل على دور الجيش المصري والمخابرات العامة في المرحلة القادمة؟
    المؤسسة العسكرية والداخلية وأجهزة المخابرات تقوم بدورها على أعلي مستوي لصالح المواطن, لأن كل ما يهمها هو إزالة هذه الغمة وعودة عجلة الانتاج مرة اخري، ولكن المؤسسات لا تستطيع فعل ذلك لوحدها منفردة والشعب لابد وان ينهض ويفيق من غفلته قبل فوات الآوان, وعليه ان يتضافر جيداً لصالح مصر وترك المصالح الشخصية جانبا.
    *هل من الوارد أن تعود جماعة الإخوان مرة اخري للساحة, على الرغم من ما حدث لها من انتكاسات؟
    من الممكن جدا؛ لأنه تنظيم دولي وليس محليًا داخل حدود دولة بعينها, لكن نحن نثق في دور الاجهزة الامنية, غير ان الشعب هو الواقي الأول من تلك الجماعة ولن يسمح بعودتها مرة أخري؛ لأنه استوعب الدرس جيدا.

    *من خلال خبرتك الاسخباراتية ضع روشته للأجهزة الامنية والمواطن للتعامل مع العنف؟
    على الأجهزة الأمنية, الاستمرار بالضغط على كل من يخالف القانون في هذه البلاد سواء من قبل الجماعة او غيرها, و العين بالعين والسن بالسن والعنف بالعنف, فلا لابد من القسوة المفرطة في التعامل مع العناصر الاجرامية التي تلوثت إيديها بالدماء, فيجب بترها تماما بلا رحمة.
    أما بالنسبة للمواطن فعليه أن يفيق من غفلته, ويتكاتف للحفاظ على مصر وحمايتها؛ لأنها إذا ضاعت لن تعود مرة ثانية.

    *هل تتوقع  إبرام صفقة بين الإخوان والنظام الحالي لتهدئة الأوضاع بالشارع ؟
    لا أتوقع ذلك, فهذا لا يمكن ان يحدث بسبب العمليات الاجرامية التي راح ضحيتها العديد من الجنود والضباط والمواطنين الأبرياء, فالإخوان كانت لديهم الفرصة لذلك ولكنهم أضاعوها بغبائهم السياسي, غير ان الرأي العام كاره ذلك.

    *هناك الكثير من الدول التي ساعدت مصر واخري وقفت ضدها.. فما الرسالة التي توجهها لهم؟
    أقول للدول العربية التي وقفت ضد مصر, افيقوا قبل فوات الآوان؛ لأن المصريين "مبينسوش اللي بيسيء ليهم ولا اللي بيحسن ليهم ولذلك سيرغمكوا على دفع ما لا تستطيعوا دفعه لان المصريين لقمة ناشفة مش طرية".
    اما الدول التي ساعدت مصر أتقدم بخالص الشكر لها, وأقول لها إن مساعدة مصر تعد أمنًا قوميًا عربيًا, ونحن أشقاء عرب, ونحرص علي مصلحة بعضنا البعض, ولابد من استمرار الدعم السياسي والاقتصادي حتي نخرج من تلك الأزمة.

    صف لنا موقف اللواء عمر سيلمان ..عندما علم بخبر استبعاده من الانتخابات الرئاسية.
    سأفجر لك مفاجأة اللواء عمر كان متماسكًا جدًا لانه لم يرغب في الترشح من البداية لولا الضغوط التي مورست عليه، ثم انه بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، استبعاده من السابق بسبب خطأ في التوكيلات، وكان لديه الفرصة في خوض السباق من خلال أحد الاحزاب.
    وبالفعل حضرت الى مكتبه وعرضت عروض عدد كبير من الأحزاب للنزول على قوائمهم، وهذا كان متاحًا قانونيًا ولكنه رفض رفضاً قاطعاً .

    تفاصيل آخر مكالمة بينك وبين عمر سليمان؟
    تمت مكالمة بيني وبين اللواء عمر سليمان قبل وفاته وكان قلقًا جدًا بشأن ما يحدث في مصر, خاصة بعد توالي الإخوان الحكم, وقال لى إن حكم الإخوان لا يمكن أن يستمر أكثر من سنة, فقولت له "ازاي؟", قال لي اللي جبوهم هما اللي هيمشوهم".
    وسألني في آخر مكالمة عن أحوال المصريين وقال لى "أنا نفسي البسمة تعود على اوجه المصريين قبل ما أموت وخالوا بالكم من مصر"، وكان بصحة جيدة إلي ان وافته المنية.
     


    الخميس، 17 يوليو 2014

    لحظه بلحظه الحرب على غزه

    بدأت إسرائيل حربها الدموية الجديدة على قطاع غزة بعد ساعات من تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتانياهو" ووزير دفاعه "إيهود باراك" التى أطلقوها أمس عقب العمليات الثلاث التى حدثت بالقرب من مدينة إيلات وأدت لمقتل وإصابة حوالى 29 إسرائيليا.
    وشنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية صباح اليوم ،الجمعة، سلسلة جديدة من الغارات الوحشية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، فى الوقت الذى كثفت فيه من قواتها البرية على الحدود المتاخمة مع مصر، حسبما ذكر التليفزيون الإسرائيلى منذ قليل.
    وذكرت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى، أن طائرات إسرائيلية مقاتلة نفذت عدة غارات تكللت بالنجاح، حيث أصابت 4 صواريخ غزة وقصفت موقع بدر التابع لكتائب القسام فى مخيم الشاطئ، كما استهدفت مناطق أخرى، من بينها سيارة كان تقل فلسطينيين لكنهم نجوا من هذا القصف.
    وأضاف التليفزيون العبرى أن طائرات الحربية قصفت أيضا منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، كما قصفت موقع للقسام فى المنطقة الشرقية لمحافظة خان يونس، كما قصفت موقعاً فى مخيم "النصيرات" بالقرب من شركة الكهرباء.
    وحتى هذا اللحظات من ظهر اليوم الجمعة يواصل سلاح الجو الإسرائيلى هجومه المكثف على أهداف متنوعة فى قطاع غزة تتبع فى معظمها لكتائب القسام الجناح المسلح لحماس، بالإضافة لمواقع تابعة للحكومة فى غزة.
    وأوقعت الهجمات الإسرائيلية العديد من الشهداء الفلسطينيين وعشرات الجرحى، كما تضررت عدة مواقع مدنية وخدمية جراء القصف الإسرائيلى.
    فى المقابل ردت المقاومة الفلسطينية على الهجمات الإسرائيلية بإطلاق عدة صواريخ، سقطت إحداها على مدينة "أشدود" مما أوقع عشرة إصابات حسب التليفزيون الإسرائيلى، بينها إصابتان وصفتا بالخطيرة.
    الجدير بالذكر أن إسرائيل كانت قد اغتالت فى ساعات متأخرة من مساء أمس، الخميس، الأمين العام للجان المقاومة الشعبية فى قطاع غزة "أبو عوض النيرب" و 5 آخرين بينهم طفل فلسطينى رضيع.
    من جانبه قال المتحدث الرسمى باسم الجيش الإسرائيلى، إنه لم يتم التأكد نهائياً من خلو أراضى صحراء النقب الجنوبية من وجود أى عناصر شاركت فى الهجمات على مدينة إيلات، مؤكداً استمرار النشاطات العسكرية الإسرائيلية فى تلك المنطقة.

    الثلاثاء، 8 يوليو 2014

    خريطة تهريب البنزين والسولار من مصر

    عامان وأكثر، وأزمات المواد البترولية من سولار، وبنزين، وبوتاجاز لا تنتهي، والطوابير الواقفة ليل نهار أمام محطات البنزين أو أمام مستودعات البوتاجاز لا تكاد تنقطع ليل نهار، والسائقون يقفون بالساعات للحصول على عدد من اللترات البسيطة، وحركة النقل تُصاب بالشلل في الكثير من الحيان، والدولة أفلست فأصبحت لا تستطيع في أوقات كثيرة أن تدفع ثمن حمولات البنزين والسولار المحملة على المراكب الواقفة في عرض البحر تنتظر الدفع قبل التفريغ..
    أزمات كثيرة، البطل الحقيقي فيها وكلمة السر السحرية لها: التهريب!
    لتهريب المواد البترولية خطة ممتدة من جنوب مصر إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها، وقد اعترف وزير البترول الحالي المهندس أسامة كمال، بأن المنتجات البترولية يتم تهريبها إلى العديد من الدول أبرزها تركيا وغزة، بالإضافة إلى السودان، وليبيا، والسبب في التهريب إلى هذه الدول ليس لأنها لا يوجد فيها بترول ولكنها تشتري البنزين والسولار المدعم  بأسعار رخيصة، فسعر لتر السولار في مصر جنيه و10 قروش بينما يتعدى سعره هناك الـ 5 جنيهات، وتجار السوق السوداء يقومون ببيعه بــ 4 أو 3.5 ثلاثة جنيهات ونصف، أما سعر بنزين 80 والذي يُباع بأقل من تكلفة اللتر الواحد حتى يصل إلى مراحله النهائية إلى هذا الرقم، ومن قبل كان يتم تهريب بنزين 90 إلى أن اختفى من الأسواق؛ بسبب تقارب سعره مع بنزين 92، وعدم وجود هوة كبيرة بينه وبين الأخير.
    كما أن مراكب الصيد والبواخر المقبلة من دول أخرى تعتمد في تمويلها وخاصةً في الفترة الأخيرة على ما يقدمه لها تجار الدعم والمهربون، فالباخرة التي تمول اللتر ثلاثة أو أربعة دولارات تفضل أن تشتريه من المهربين مقابل 6 جنيهات للتر الواحد.
    ولأن لتر البنزين في مصر أرخص من لتر المياه المعدنية، لذلك أصبح صيدًا ثمينًا لكل من تسول له نفسه أن يكون ثريًا في وقت قياسي.
    ويسلك المهربون الطرق الجبلية والممرات الوعرة الموجودة في سيناء، وعن طريق البحر الأحمر، وعبر طريق سفاجا، لكن أبرز طرق التهريب عبر الحدود مع ليبيا، والسودان، وفلسطين، وحمل مراكب الصيد لحمولات كبيرة لتمويل السفن الكبيرة في عرض البحر.
    اللاعبون الرئيسيون
    للتهريب أطراف كثيرة، من هذه الأطراف الشركات العاملة في مجال التسويق وبيع المنتجات البترولية، وهما شركتان كبيرتان تابعتان لوزارة البترول، ومنذ قيام الثورة تم الكشف عن أكثر من خمس قضايا متهم فيها موظفون من هذه الشركات، بضلوعهم في بيع المنتجات البترولية في السوق السوداء بمعاونة أشخاص آخرين، وهم المتعهدون من أصحاب المحطات سواء المالكون لها أو الذين يستأجرونها من هذه الشركات، وكشفت محاضر الداخلية لوزارة التموين بقيامهم ببيع السولار والبنزين في السوق السوداء مثلهم في ذلك مثل الدقيق المدعم الذي يُباع في السوق السوداء.
    وتمرُّ عملية التهريب من هذه الشركات بعامل الطلبات الذي يتلقى اتصالات من أصحاب المحطات فيخرج له ما يشاء من حصص حيث لا يوجد رقيب عليه، والطرف الثاني السائق الذي يخرج بالحمولة والتي غالبًا لا تصل إلى المحطة وإنما تذهب إلى مكان ثانٍ غير معلوم لتباع لاحقًا في السوق السوداء أو تذهب إلى غزة، كما أن الكثير من المسئولين أكدوا أن تلقي المنتجات في بعض المصانع يتفق مع عامل الطلبات، على أن يخرج له ضعف الكمية التي يستهلكها المصنع على أن يقوم ببيع الفائض في السوق السوداء أو تذهب إلى غزة، وقد تكشفت قضية لمصنع شهير يعمل في مجال الحلوى منذ فترة بسيطة.
    أما الجزء الذي يتم تهريبه بعيدًا عن شركات التسويق، فهو الذي يتم عن طريق كسر خطوط أنابيب البترول المتنامية الأطراف في ستة آلاف كيلو متر مربع في جميع أنحاء مصر، وتقوم شركة أنابيب البترول بتدفيع المنتجات من بنزين 80 وسولار وبنزين عبر هذه الخطوط من معامل التكرير إلى المستودعات، وفي أثناء التدفيع تقوم عصابات مسلحة ومافيا معروفة للأجهزة الأمنية باختراق الحواجز الجبلية وكسر خط تعبئة السيارات المحملة بهذه المنتجات سواء قبل البيع أو أثناء السير أو أثناء التحميل، وقد نتج عن ذلك كما يقول رئيس شركة أنابيب البترول الجديد المهندس محمد فتحي وفاة الكثيرين من موظفي شركة الأنابيب، والذين يقومون على حماية الخطوط في كل مكان، وكان آخر هذه الحوادث وفاة موظف من كفر الشيخ في منطقة البحر الأحمر بطلق ناري من اللصوص أثناء مطاردته اللصوص.                
    وقد كشف مصدر داخل شركة الأنابيب، أن عصابات كسر الخطوط تنسق مع بعض الموظفين بالشركة، حيث يطلعونهم على موعد ضخ السولار والبنزين فيقومون بكسر الخطوط أثناء التدفيع، ومن قبل قام اللصوص بكسر الخط من منطقة مسطرد أثناء تدفيع البوتاجاز، وشبَّ حريق ضخم نتيجة ذلك.
    وتحتل حدود مصر الشرقية نصيب الأسد في عمليات التهريب، حيث حدود البحر الأحمر، وخليج السويس، وحدود غزة، ولذلك فمعظم حوادث وعمليات السطو على خطوط أنابيب البترول تتم في السويس؛ لأن مستودعات ومعامل التكرير هناك تستحوذ على 65% من المنتجات البترولية، بالإضافة إلى قربها من الحدود مع غزة وغيرها من الدول التي يسهل تهريب المنتجات إليها، وكذلك البواخر والمراكب القادمة إلى خليج السويس.
    كما أن معظم السيارات المحملة بالمواد البترولية يتم ضبطها في هذه المنطقة، حتى أن إسرائيل تعتمد على البترول المهرب إليها لهذه المنطقة بنسبة 30% وخاصةً منذ قيام الثورة، وذلك باعتراف بعض المسئولين في الهيئة العامة للبترول.
     وتتنتج مصر من البنزين 4.5 مليون طن سنويًا، وتستهلك 5.5 مليون طن، والفرق بين الإنتاج والاستهلاك يتم استيراده من الخارج، هذا بالإضافة إلى استيراد مليون طن من شريحة بنزين 95 لخلطه بنوعيات أخرى ومواد أخرى لإنتاج بنزين 92، ويستهلك السوق المحلي في مصر من المواد البترولية يوميًا 13 ألف طن في الأوقات العادية، بينما يصل في وقت الأزمات إلى 15 ألف طن يوميًا، وتدفع مصر 600 مليون دولار لاستيراد المواد البترولية بمختلف شرائحها تدفع هيئة البترول 300 مليون دولار تدبر من حصيلة الإنتاج والـ 300 مليون الأخرى تدفعها وزارة المالية.
    الكميات المهربة
    لا توجد إحصائية دقيقة عن الكميات التي يتم تهريبها من المواد البترولية؛ وذلك لأن الكميات التي تهرب عبر كسر خطوط الأنابيب لا يمكن حصرها؛ لأن عمليات ضخ المنتجات تحمل ملايين الأطنان.
    لكن هيئة البترول والرقابة على التوزيع بوزارة التموين وضعا رقمًا ربما يكون أقل من الكميات المهربة، حيث قدّرا الكميات النهرية يوميًا بـ 300 ألف لتر، وهو رقم كبير إذا ما تم ضربه في عدد أيام السنة.
    وتدفع الدولة دعمًا للبنزين بمختلف شرائحه أكثر من 21 مليار جنيه سنويًا، يدخل في هذا المبلغ الكميات المستوردة والمنتج المحلي، كما تدعم الدولة البوتاجاز بـ 20 مليار جنيه سنويًا، وتدعم السولار بـ 20 مليار مليار، وتدعم المازوت بـ 13 مليار جنيه سنويًا، وتدعم الغاز بـ 9.7 مليار، ويشمل دعم الغاز تكلفة مشروعات توصيل الغاز للمواطنين وللعملاء والتجاريين والصناعيين.
    المهندس أسامة كمال وزير البترول والثروة المعدنية يقول: عمليات التهريب عمليات غير منظمة، وتحتاج إلى تضافر كافة الأجهزة لمنعها، خاصةً الأجهزة المعنية وحماية الحدود فالتهريب يتم عبرها، ويضيف: وزارة البترول لا تملك حق الضبطية القضائية، ولو كان الوضع كذلك لعاقبنا كل من يتم الإمساك به، خاصةً الذين يعتدون على خطوط الأنابيب، ونحن طالبنا الجهات المعنية بضرورة تغليظ العقوبة على كل الذين يتاجرون في الدعم، ويقومون بعمليات التهريب فلا تكفي الغرامة لردع المخطئين، خاصةً أنهم يكسبون ملايين الدولارات لكن نحن نتصدى بقدر الإمكان لمن يقومون بذلك داخل قطاع البترول إلا أن المشكلة تكمن في العمليات غير المنظمة، وهنا أحمل المسئولية لكل الأجهزة وليس لوزارتي التموين أو الداخلية وحدهما، وإنما لكل مصري يخاف على هذا البلد.
    ويقول المهندس هاني ضاحي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للبترول: كما قلت مسبقًا فلوس البلد تُلقى في الأرض وتذهب إلى جيوب مافيا التهريب وتجار الدعم الذين يجب شنقهم في ميدان عام، وهيئة البترول لم تقصر يومًا في تلبية احتياجات المواطنين من المواد البترولية لكن معدل الاستهلاك زاد بنسبة 33%؛ بسبب التهريب، وهذا يحمّلنا أعباءً ماليةً زائدةً عن الحد، ويكبد الدولة خسائر بالملايين، وللأسف كلها تذهب إلى المهربين والمتاجرين بالفقراء، وأنا أطالب بتشريع حازم ضد المتلاعبين والتجار حتى ننتهي من الأزمات التي نعيش فيها، ويضيف ضاحي: البعض يقول إن الإنتاج قلَّ وأدى ذلك إلى وجود أزمة، وهذا غير صحيح؛ لأن إنتاجها زاد لكن أنت تلقي في حفرة لا تمتلئ.
    .. أزمة البوتاجاز أيضًا
    أما البوتاجاز من الأزمات المصطنعة؛ لأن الدولة تنتج فقط 50% من كميات البوتاجاز المستهلكة بينما يتم استيراد الــ 50% الباقية من الخارج، والذي يتسبب في الأزمة قيام أصحاب المستودعات ومتعهدين من وزارة البترول ببيع أسطوانات البوتاجاز لأصحاب المصانع الذين يستغلون البوتاجاز المدعم ورفضهم لاستخدام طاقة أخرى بأسعار مرتفعة.
    وقد أدى ذلك إلى زيادة الاستهلاك إلى ما يزيد على الــ 5 ملايين طن بوتاجاز خلال العامين المنقضيين، ويبلغ استهلاك مصر من السولار يوميًا 33 ألف طن زاد هذا الرقم؛ بسبب التهريب، وعدم ضبط الأسواق إلى 37 ألف طن يوميًا، وهذا ما جعل وزارة البترول تستورد من الخارج 30% من كميات السولار المستهلكة في مصر.
                 

    السيسي: مصر في حرب "فأعينوني بقوة

    وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، رسالة إلي الشعب من خلال لقائه أمس مع رؤساء الصحف، ناشده فيها الانتباه إلي أن مصر تمر بمرحلة حرب واستهداف من أعدائها في الداخل والخارج،
    ودعا الرئيس جميع المصريين إلي تحمل مسئوليتهم في هذه الحرب، وفي مواجهة الأعداء الذين يسعون إلي إفشال المسيرة الجادة التي بدأت لبناء الدولة الحقيقية وللمواجهة الجادة للمشاكل والتحديات التي تركتها الأنظمة السابقة لأكثر من خمسين عاماً دون مواجهة.
    وأشار إلي أن الحرب التي تخوضها البلاد، تستدعي اتخاذ إجراءات جادة، لكن القوي المعادية تحاول افشال هذه الاجراءات وإحباطها، وهذا يستدعي وجود جبهة داخلية صلبة كالحديد للتصدي لهؤلاء الأعداء.
    واستدعي الرئيس عبدالفتاح السيسي نص الآية القرآنية «فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما»، والتي وردت في سورة الكهف عن قصة ذا القرنين وقومه مع يأجوج ومأجوج الذين أفسدوا في الأرض.
    وقال الرئيس منفعلاً: «إن مصر تبدأ الآن التحرك الجاد لأول مرة منذ 40 أو 50 سنة لبناء دولة حقيقية، ولتواجه مصيرها بجد، بعد أن تركوها لمدة خمسين عاماً دون أن يحاول أحد المواجهة، وعلينا جميعاً الآن أن نتحمل مسئوليتنا كشركاء».
    وحول الإجراءات التي يتم اتخاذها للإصلاح الاقتصادي الآن، قال الرئيس: «إنني أتخذ هذه الاجراءات من موقع المسئولية والوعي والإيمان بضرورتها، ومن منطلق أنني لا أؤمن بأسلوب الإدارة «النص نص» أو أسلوب المواءمات والتوازنات، فأنا سأقابل ربي ويحاسبني علي أعمالي، وأنا مستعد للموت في أي وقت».
    ونبه الرئيس إلي أن هناك تياراً داخل الدولة مازال يعمل ضد مصلحة الدولة، ووصف هذا التيار بأنه فصيل لا يعرف ربنا، ومستعد لتدمير البلد بالكامل، رغم أنه يعيش بيننا، ويقوم بتدمير منشآت الكهرباء والبترول وكل مؤسسات الدولة تقريباً.
    وقال: إنني استدعي مسئوليتكم الوطنية تجاه بلدكم، فأنا لست وحدي، ولم أقل أبداً إنني سأتصدي لتحديات الوطن بمفردي.. بل قلت إن هذه مسئولية يتقاسمها الجميع، وكل منا له دوره في المعركة.
    وأكد أنه لم يكن من المستطاع تأجيل القرارات الاقتصادية التي أعلنت عنها الحكومة مؤخراً، لأن ذلك كان سيعرض البلد لخطورة كبيرة، ونبه الرئيس إلي أن مصر كانت مستهدفة بنفس سيناريو ما يحدث الآن من «داعش» في سوريا والعراق.. وقال: إنني نبهت الأمريكان والأوروبيين منذ أكثر من عام ونصف العام من أن الإرهاب سيخرج من سوريا، ويزحف إلي دول الجوار، ولم يصدقوا، لكنهم صدقوا الآن بعد ما حدث، لذلك أقول إننا في حرب حقيقية، ولابد أن تكون كل جهود الدولة في الداخل والخارج متركزة في ذلك، لأن اعداءنا لا يريدون لنا الخير ولا الانتصار.
    كما نبه الرئيس إلي ما يحدث الآن في المنطقة من تنفيذ لمخططات التقسيم التي تستهدف اعادة رسم الخريطة السياسية والجغرافية للمنطقة، وهي ما يعتبرها الغرب «سايكس بيكو» جديدة لإعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط، وأكد أن مصر كانت مرشحة للدخول ضمن هذه المخططات، وأن ذلك يستدعي وجود جبهة داخلية «من حديد».
    وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: إننا تحركنا في 30 يونية 2013، لإنقاذ بلدنا من الضياع والانهيار، وأذكركم بأنه لو كانت الأمور قد تركت للوضع السابق لتاريخ 30 يونية لمدة شهرين أو ثلاثة شهور أخري، لكانت الأمور انتهت تماماً، ودخلنا في دوامات من الصراعات بهدف هدم الدولة، لكن ذلك لم يحدث، ولن يحدث بإذن الله.
    ورد الرئيس علي القول بأن توقيت اتخاذ قرارات رفع الدعم الجزئي لأسعار الطاقة لم يكن مناسباً، وأكد أنه لم يكن بمقدورة الموافقة علي الموازنة العامة للدولة بالشكل الذي كانت عليه، متضمنة عجزاً قدره 240 مليار جنيه، لأن قيمة هذا العجز لم يكن هناك طريقة لسدها إلا بالاقتراض، ليضاف هذا المبلغ علي قيمة الديون المتراكمة بالفعل والتي وصلت إلي نحو 1.9 تريليون جنيه ليتعدي حجم الديون 2.2 تريليون، ويعني ذلك أنه لو ترك الأمر علي هذا الحال فإن الديون سيصل حجمها إلي 4 تريليونات بعد 4 أعوام أقضيها في الحكم.
    وأضاف الرئيس: إنني لم أقل أبداً إنني قادر علي التصدي لهذه التحديات بمفردي، ولكن قلت إنني سأعمل معكم ومع مؤسسات الدولة والشعب كله، وقلت إننا أمامنا جميعاً سنتان من العمل والشقاء والتعب، ولابد أن نتحمل ذلك، لان كل ما تعرضت له مصر خلال الأربعين أو الخمسين عاماً الماضية كان الهدف منه هدم ما نحن فيه الآن من إضعاف للدولة، حتي لا تقوم لها قائمة مرة أخري.
    وأكد الرئيس أن القرارات الأخيرة لم تلغ الدعم عن الوقود بشكل كامل، بدليل أن لتر البنزين مازال حتي الآن مدعوماً بنحو 3 جنيهات، والسولار 4 جنيهات، رغم الزيادة الأخيرة في الأسعار، وقال: إنني أدعو الناس إلي استدعاء التجربتين الألمانية واليابانية بعد الحرب العالمية الثانية، لتروا كيف تحملت هذه الشعوب وقاست وعملت من أجل بناء الدولة، وكيف أن الإنسان كان هو الأساس في إعادة البناء.
    ونبه الرئيس عبدالفتاح السيسي جميع القوي السياسية إلي ضرورة إعداد الشعب للاستحقاق الديمقراطي القادم وفقاً لخريطة المستقبل، وهو انتخابات مجلس النواب، لأن البرلمان القادم يتمتع وفقاً للدستور بصلاحيات واسعة، يمكن أن تتحول إلي خير كبير للبلاد أو تتحول إلي شر ومعول هدم لكل ما تحقق منذ ثورة 30 يونية من انجازات لو أسيء استخدامه وسيطر عليه المتربصون وأعداء الوطن.
    ورداً علي سؤال حول ضرورة اتخاذ إجراءات يشعر بها المواطن لتحقيق الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي، أكد «السيسي» أن هناك اجراءات بدأ اتخاذها مبكراً بالفعل، ومنها زيادة الحد الأدني للأجور، وزيادة مظلة الضمان الاجتماعي، وزيادة المعاشات بنسبة 10٪.
    وحول فكرة ضرورة وجود ظهير شعبي وسياسي لرئيس الجمهورية داخل البرلمان القادم، أكد الرئيس أنه يرفض هذه الفكرة تماماً.
    وعن دور رجال الأعمال والقادرين واقتراح بإلزامهم بدور أكثر فاعلية في فاتورة الاصلاح، قال الرئيس إن هناك اجراءات تم اتخاذها بالفعل، ومنها فرض الحد الأقصي للأجور دون استثناء، وفرض الضرائب علي أرباح البورصة، وضريبة الـ 5٪ علي الدخول المرتفعة.
    وقال إنه تبني فكرة صندوق التبرعات «صندوق تحيا مصر» وبادر بالتبرع بنصف دخله وأملاكه الخاصة، لكنه لا يستطيع فرض هذا التبرع علي أحد، مشيراً إلي أنه يتولي بنفسه الإشراف علي هذا الصندوق، ولن يسمح بصرف جنيه واحد منه دون وجه حق.
    وأكد الرئيس السيسي أنه يدرك تماماً ضرورة توفير المناخ الملائم للاستثمار، ولذلك فإنه لن يلجأ مطلقاً إلي اتخاذ اجراءات استثنائية، كما أكد تصميمه علي مكافحة الفساد بالقانون، وليس بالإجراءات الاستثنائية، وقال: إننا نؤمن بدولة القانون، وستكون المواجهة بالقوانين حتي لا نجور علي أحد باسم القرارات أو الاجراءات الثورية، وقال أنه اصدر تكليفات لوزارة الداخلية بالقضاء علي مافيا التلاعب في أقوات الشعب وفي أسعار الغذاء والخدمات، وقال: إن هذه القضية هي قضية أمن وطني، وإنه يدرك أن «خميرة الفساد قد تشكلت في كل خلايا الدولة وتجذرت علي مدي 40 عاما»، لكنه يؤمن بأن المواجهة لن تكون إلا بالقانون.
    وإختتم الرئيس رسالته إلي الشعب قائلاً: «إنني أحملكم المسئولية الوطنية والأخلاقية للقيام بدوركم تجاه الوطن».

    اختفاء السولار وبنزين 80 رغم رفع السعر


    شهدت محطات الوقود إقبالا ضعيفا من المواطنين مالكي السيارات والأجرة؛ بسبب نقص السولار والبنزين 80، رغم زيادة أسعار الوقود بعد القرار الذي طبقته الحكومة ليلة أمس.
    قال أحد العاملين بمحطة بنزين الدقي، إن الإقبال الضعيف تسبب في قلة دخلي، كما تسبب نقص البنزين والسولار في محطات البنزين في عودة سائقي المكروباص والتاكسي إلى منازلهم دون عمل، الذين عبروا عن مدى استيائهم عن زيادة اسعار الوقود قائلين "هنجيب منين".

    الأسعار الجديدة لشرائح الكهرباء






     أعلن الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة أن الإجراءات التى أقرها مجلس الوزراء لتحريك أسعار شرائح فاتورة الكهرباء ستؤدى إلى خفض الدعم الذى تقدمه الوزارة إلى المواطنين من 38 مليار جنيه إلى 27 مليار جنيه.



    وأعلن الوزير أن الأسعار الجديدة للشرائح ستطبق ابتداءً من استهلاك شهر يوليو الحالى وتظهر فى فاتور اغسطس القادم, جاء ذلك خلال تصريحات للوزير خلال مؤتمر صحفي دعت إليه الوزارة اليوم الخميس بشكل عاجل، أوضح فيه إلى أن متوسط السعر الحقيقي للكيلوات ساعة حاليا يصل إلى حوالي 47 قرشًا ومتوسط سعر البيع حوالي 6ر22 قرش، أما في إطار إعادة الهيكلة في العام الأول فسيكون متوسط سعر البيع 2ر29 قرش، وفي الثانية 2ر35 قرش، والثالثة 40 قرشا، والرابعة 5ر45 قرش، والخامسة 8ر50 قرش، وسيظهر هامش ربح بسيط لأول مرة في قطاع الكهرباء خلال العام الخامس من إعادة الهيكلة.
    وأوضح الوزير أن دعم الكهرباء لهذا العام بعد إعادة الهيكلة يبلغ 4ر27 مليار جنيه، بدلا من 7ر38 مليار جنيه لو لم يكن قد تم البدء في إعادة الهيكلة.
    ونوه إلى أن دعم الاستهلاك المنزلي سيستمر خلال العام الأول من إعادة الهيكلة  بمقدار 5ر21 مليار جنيه أما دعم أغراض الري للمزارعين فستمر بحوالي 5ر1 مليار جنيه.
    وأوضح أن دعم الكهرباء في الموازنة في السنة الثانية لإعادة الهيكلة سيصل إلى 2ر20 مليار جنيه، وفي السنة الثالثة 8ر12 مليار جنيه، وفي الرابعة 4ر4 مليار جنيه، ليصل إلى الصفر في العام الخامس، وعلى الرغم من ذلك سيستمر الدعم للاستهلاك المنزلي بحوالي 9 مليارات جنيه إضافة إلى 15 مليون جنيه لأغراض الري لن تتحملها خزانة الدولية ولكن ستكون من خلال الدعم البيني لشرائح الاستهلاك المختلفة بمعني أن القادر سيدعم غير القادر، أو من خلال دعم الأغنياء للفقراء، وشدد الوزير على أن ترشيد الاستهلاك يمثل الحل الأساسي لأزمة الكهرباء على مستوى العالم.
    وقال الوزير إن زيادة أسعار الكهرباء سوف تجنب البلاد كارثة، لأن مديونية القطاع بلغت 163 مليار جنيه فى نهاية العام الماضى منها 56 مليار مديونية لقطاع البترول ووزارة المالية كمستحقات قيمة وقود، وهو ما يهدد بانهيار منظومة الكهرباء بالكامل بانهيارمنظومة الكهرباء بالكامل بسبب تباطؤ برامج الصيانة والتأخر في سداد أقساط القروض الاستثمارية. 
    وقال إن الدعم الاستهلاك المنزلي حاليا في التسعيرة الجديدة  يصل الى 21,5  مليار جنيه، وان نحو ٦٠ بالمائة من الشعب مازال متمتعا بالدعم، وان فاتورة المستهلك لـ ١٠٠ كيلو وات ساعة حاليا بـ ١٠ جنيهات ستزيد إلى  ١٢.٥ جنيه، واستهلاك حتى ٢٠٠ كيلو وات ساعة فى الشهر سترتفع من  ٢٢ جنيها إلى ٣٥ جنيها، والاستهلاك حتى ٣٠٠ كيلو وات في الساعة شهريا من 42 إلى ٦١ جنيها، وهذه هي شرائح الاستهلاك لما يعادل 60% من الشعب.
    اما المحال التجارية فـ ٦٠ ٪ منها يستهلك نحو ١٠٠ كيلو وات ستزيد من ٢٧ الى ٣٣ جنيها.
    أكد أنه سيتم خفض الدعم سنويا من ٢٧.٤ مليار جنيه في السنة الأولى إلى ٢٢.٢ في السنة الثانية، إلى ١٢.٤ في السنة الثالثة إلى ٤.٤ مليار في السنة الرابعة، إلى صفر في السنة الخامسة مع استمرار دعم الفقراء من أسعار فواتير الأغنياء