عددالزائرين الان

الأحد، 12 مايو 2013

صندوق عمر سليمان الأسود الحلقة (2) :: 3 مليار دولار من قطر للإخوان لتمويل خطة إسقاط مصر


المخابرات المصرية ترصد ثلاثة اجتماعات بين الإخوان والمخابرات الأمريكية بأنقرة فى فبراير 2010
مدير المخابرات القطرية شارك فى الاجتماعين الثانى والثالث واصطحب الوفد الإخوانى إلى الدوحة للاتفاق على التفاصيل
عمر سليمان عرض على مبارك كافة المعلومات.. لكنه طلب عدم التصعيد قائلا: لا نريد تهييج الأمريكيين علينا.. وقطر أصغر من أن تلعب فى مصر
ثلاث قيادات إخوانية وصلت تركيا بجوازات سفر قطرية.. وقالوا لمسئول المخابرات الأمريكية لدينا خلايا نائمة فى الجيش المصري
الأموال القطرية دخلت مصر بشكل سري.. ولم يتم تحويلها عبر البنوك لعدم رصدها
عمر سليمان خير مبارك بين إشراك الإخوان فى العملية السياسية.. أو الكشف عن القضية وإحالة المتهمين بالتخابر للقضاء المدنى.. لكن مبارك رفض
مبارك اعتبر أن رصد الاجتماعات يمثل اختراقا لسيادة ثلاث دول صديقة هى أمريكا وتركيا وقطر

تعتبر تركيا أحد المحطات المهمة التى تنشط فيها المخابرات المركزية الأمريكية، منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وتأسيس حلف شمال الأطلنطى، فهى بلد أوروبي وأسيوى، وبها أكبر قواعد أمريكية خارج الديار، كما أنها قريبة من وسط أسيا حيث النفوذ التقليدى للاتحاد السوفيتى السابق.وكذلك كانت ولا تزال تركيا من أهم محطات المخابرات الإسرائيلية الموساد، إلى جانب جزيرة قبرص وألمانيا.. لجل ذلك لم تغب تركيا أبدا عن نظر المخابرات المصرية.
ومنذ تأسيس جهاز المخابرات العامة فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أصبحت تركيا أحد المحطات المهمة للمخابرات المصرية، لمتابعة أجهزة المخابرات العالمية خاصة الأمريكية والإسرائيلية الناشطة، ولتجنيد العملاء الأتراك الرافضين للتقارب التركى الإسرائيلي من ناحية، ولذلك يصعب الشك فيهم حين يتم زرعهم فى إسرائيل.. وتحفل سجلات المخابرات الصميرة بعمليات ناجحة لزرع عملاء أتراك فى قلب إسرائيل.
وحين تولى عمر سليمان قيادة جهاز المخابرات قرر نقل مركز الثقل الجهاز إلى تركيا وهو ما لم يكن مفهوما كثيرا في ذلك الوقت حتى للكوادر التى قامت بتنفيذ التوجه الجديد لكن فيما يخص عمر سليمان فإنه كان يسعي وراء شئ يدركه دون أن يراه ويشعر به ودون أن يستطيع ضبطه وفي سبيل ذلك قرر عمر سليمان إضافة إلى نقل مركز الثقل إلى تركيا وضع مصفوفة جديدة من الكلمات الحمراء لإتصالات الإنترنت ،والكلمات الحمراء في مفهوم رجال المخابرات هي الكلمات التى ما أن يتم نطقها أو كتابتها حتى تبدأ أجهزة التنصت القيام بتسجيل كل شئ لحين الحاجة إليه أو الرجوع إليه وعلى خلاف ما يتخيل الكثيرون فإن البرامج التى تقوم بذلك ليست ضمن نطاق الاتفاقات الأمنية بين مصر وأمريكا لكنها مجموعة من البرامج التى قام بتطويرها خبراء مصريون.
لم يكن عمر سليمان يثق كثيرا في التعامل مع أمريكا بأفق مفتوح وكان يردد دائما أن إسرائيل تتعامل مع أمريكا بشكل مختلف عن ما يراه العالم وكان محقا في ذلك فإسرائيل تحتفظ بعلاقات إستخباراتية قوية مع أمريكا لكنها لا تجد غضاضة في التحوط منها بل وممارسة أعمال الجاسوسية والجاسوسية المضادة أيضا على أراضيها
نفس الأمر كان متبعا داخل جهاز المخابرات المصرية لكنه وبعد عام 2009 أصبح أكثر حدة للدرجة التى دفعت أجهزة الأمن الأمريكية لإعادة بعض المبعوثين الدراسيين إلى مصر كما دفعتهم لتشديد الرقابة على مراسلات السفارة المصرية ولقاءات الدبلوماسيين المصريين هناك.
كنز منزل أنقرة الآمن
ونتيجة لتكثيف العمل المخابراتى المصري على الأراضي التركية رصدت عناصر المخابرات فى  شهر فبراير 2010 لقاءات على مدار ثلاثة أيام في أحد البيوت الآمنة بأنقرة لعناصر من الإستخبارات الأمريكية وثلاث قيادات من الإخوان المسلمين وصلوا قبل بداية اللقاءات بيوم واحد وكان اللقاء الأول مغلقا ضم فقط القيادات الإخوانية الثلاث وعنصرين من الإستخبارات الأمريكية انضم لهم في المساء ضابط مخابرات تركي وامتد اللقاء إلى الساعات الأولي من الصباح
في اليوم التالي تم عقد إجتماع آخر انضم له مدير هيئة الاستخبارات والأمن القطري الذي غادر إلى الدوحة في نهاية اليوم مصطحبا معه واحدا من عناصر الإستخبارات الأمريكية.
في اليوم الثالث عقد اجتماع آخر ضم كافة الأطراف السابقة بما فيها قائد هيئة الاستخبارات والامن القطري وضابط المخابرات الأمريكي الذي غادر معه الليلة الماضية وفي المساء غادرت القيادات الإخوانية إلى الدوحة لتعود بعد ذلك بيومين إلى أنقرة لتقفز الإحتمالات إلى أقصاها بعد أن إلتقي أحد مساعدي الرئيس التركي بالقيادات الإخوانية الثلاث قبل أن يغادروا متجهين إلى القاهرة مرورا بالدوحة في اليوم التالي.
المخابرات المصرية تفض تفاصيل الاجتماعات السرية
وتوصلت عناصر المخابرات المصرية لما حدث أثناء تلك الإجتماعات المحمومة ليتضح بشكل ملخص أن العناصر الإخوانية توجهت لأنقرة قادمة من الدوحة التى دخلوها تحت ستار العمل ضمن فريق طبي خاص ينشط في مجال الدعم الطبي داخل قطاع غزة تحت لافتة إسلامية وهناك تم منحه جوازات سفر قطرية استخدموها في مغادرة الدوحة والدخول إلى تركيا حيث تمت اللقاءات وفي النهاية عادوا إلى الدوحة ليستخدموا جوازات السفر المصرية أثناء رحلة العودة إلى مصر
وحسب المعلومات التى توصلت إليها المخابرات المصرية فإن الاجتماع الأول بين القيادات الإخوانية وضباط المخابرات الأمريكية جرى خلاله مناقشة سيناريو ما بعد مبارك وكان هناك إلحاح على أن يقدم الإخوان معلومات عن العناصر التابعة لهم داخل الجيش ضمن خلاياهم النائمة وأصرت القيادات الإخوانية على أن الأمر لا يمكن فضحه حتى للأصدقاء في واشنطن لكنهم إكتفوا بالتأكيد على أن خلاياهم داخل الجيش فاعلة وقادرة على إحداث الفارق عند الضرورة.
ضباط الإستخبارات الأمريكية كان لهم تقدير مختلف للأمر حيث تداولوا في المساء حول كون الإخوان يقدرون قوة عناصرهم بأكثر من الحقيقة سواء عن جهل أو عن رغبة في طرح أنفسهم كبديل آمن لنظام مبارك يملك القدرة حتى على التدخل داخل أحد الفاعلين سياسيا في الدولة المصرية …الجيش
أما عن إنضمام ضابط المخابرات التركي فقد كان الأمر روتينيا تتخذه خلية الشرق الأوسط في الاستخبارات التركية التى نشطت خلال العامين السابقين في العمل وفقا لتصور جديد لشكل الشرق الأوسط وكان دوره أشبه ما يكون بضابط الاتصال بالقيادة السياسية التركية.
وتوصلت المخابرات المصرية إلى أن الرحلة المفاجئة للقيادات الإخوانية بصحبة ضابط المخابرات الأمريكي إلى الدوحة جاءت بعد وصول الأمر لمرحلة حاسمة حول شكل التحرك خلال الفترة القادمة وأشكال الدعم والتمويل وإمكانية قيام قطر بتقديم ملاذ آمن لعناصر إخوانية في حالة فشل الأمر حيث عبر أحد القيادات الإخوانية عن عدم رغبة الإخوان في تكرار معاناتهم في عهد جمال عبد الناصر.
في النهاية انضم قائد هيئة الاستخبارات والامن القطري قادما من الدوحة لينهي الأمر وفقا لصلاحياته حيث أيضا تم إعتماد المبالغ المخصصة لتمويل شكل الحراك خلال الفترة القادمة وساهمت قطر وفقا لتلك المعلومات بثلاثة مليارات دولار نقدا جرى تحريكها خارج نطاق الجهاز المصرفي.
المعلومات على مائدة مبارك
هنا كانت الأمور قد أصبحت قابلة للطرح على الرئيس حسنى مبارك وهو ما قام به فعليا عمر سليمان الذي عرض الأمر على مبارك الذي نظر للأمر بأكمله بطريقة مغايرة تماما لعمر سليمان حيث أكد على أن قطر(متعرفش تعمل شغل في مصر).
عمر سليمان كان يرى مخرجين إما أن يدخل الإخوان لساحة الصراع السياسي ووضعهم تحت المجهر ثم تفجير القضية برمتها وإما أن يقوم عمر سليمان بتقديم ما تجمع لديه من أدلة لسلطات التحقيق التى أصر على أن لا تكون عسكرية (لم يكن عمر سليمان من المؤيدين للمحاكم العسكرية فيما يخص الإخوان) وكان يرى أن المحاكم العادية بإجراءاتها التى تستمر وقتا طويلا ستكون أكثر مناسبة للحدث ووضع الإخوان تحت المجهر أمام الشعب لكن مبارك رفض لسبب غريب حين قال ما فحواه أن عمر سليمان يريد من مصر أن تعترف بأنها انتهكت سيادة ثلاث دول صديقة أمريكا وقطر وتركيا وأنها مارست أعمال مخابراتية على أراضي تلك الدول ….مبارك كان يرى أن ذلك التحرك سيدفع بالأمريكين إلى حافة الجنون وأنهم قد يفعلون أي شئ في تلك الحالة دون أن يوضح ما هو هذا الشئ.

فى الحلقة القادمة: تفاصيل اجتماع غامض بين الإخوان والمخابرات الإسرائيلية