عددالزائرين الان

الأحد، 11 يونيو 2017

«قطر» من جزيرة خليجية إلى إمارة إسرائيلية

لم تكن تصريحات تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر بشأن علاقة بلاده الجيدة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي أمراً جديداً، فالعلاقات المشبوهة بين إمارة قطر ودولة الاحتلال مفضوحة منذ زمن، وتم نشرها على أكثر من صعيد فهناك عدة كتب فضحت هذه العلاقة، بالإضافة إلى التقارير الإعلامية الإسرائيلية التى كشفت عمق العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين قطر والاحتلال، والتى وصفت تلك العلاقات بالممتازة.
قال تقرير لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية: إنه رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الدوحة وتل أبيب، إلا أن العلاقات الجيدة لا تحتاج لمثل هذه التعقيدات، فالأمور تسير بصورة جيدة دون وجود سفراء رسميين بين البلدين.
أما الخطير فى الأمر ارتماء تميم فى أحضان دولة الاحتلال وإصراره المتعمد ومحاولاته المستميتة لهدم جيرانه وإخوانه العرب وهناك تاريخ أسود للأسرة الحاكمة فى قطر مع رعاية الإرهاب وتحالفها المشبوه مع العدو الإسرائيلى
كشفت وثيقة لموقع ويكيليكس عن أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرى السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى أبلغ إسرائيل أن الدوحة تتبنى خطة لضرب استقرار مصر بعنف، والأمر كذلك يشمل لعباً بمشاعر المصريين لإحداث الفوضى عن طريق قناة الجزيرة باعتبارها عنصراً محورياً فى الخطة، وفى لقاء سري جمع بين بن جاسم ومسئول إسرائيلى نافذ فى السلطة أبلغه فيه نيته تلك، ووصف مصر بـ «الطبيب الذى لديه مريض واحد» ويفضل أن يستمر مرضه لفائدته الخاصة.
وأشار جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس إلى أن لديه 7 وثائق عن قطر نشر منها 5 وثائق وحجب وثيقتين، ويقال إن ذلك جاء بعد تفاوض قطر مع إدارة الموقع الذى طلب مبالغ ضخمة حتى لا يتم النشر لما تحويه من معلومات خطيرة عن لقاءات مع مسئولين إسرائيليين وأمريكيين كانت فى مجملها للتحريض ضد مصر، ويقال كذلك إن الموقع حصل على الثمن من قطر.
وكجثة الغريق التي تأبى إلا أن تطفو، فإن عدة وسائل إعلامية وصلتها تسريبات عن الأمر، أهمها جريدة «الجارديان» البريطانية والتي نشرت نص الوثيقتين على موقعها، وشمل ضمن محتواهما تحليل السفارة الأمريكية لموقع قناة «الجزيرة» على خريطة التحرك السياسى لقطر ودورها في رسم ملامح سياسة قطر الخارجية.
وتتحدث الوثيقة التى حملت رقم 432 بتاريخ الأول من يوليو 2009 عن اللقاء الذى استغرق 50 دقيقة بين الشيخ حمد بن جاسم وقناة «الجزيرة» والذى أسهب فيه بن جاسم عن السياسة الخارجية القطرية فى عدد من الموضوعات، بما فيها المصالحة الفلسطينية وعملية السلام، ولم يدخر جهداً فى شن هجوم شرس على مصر وسياساتها بشكل مباشر وغير مباشر فى لحظات أخرى، وقام السفير الأمريكي بتحليل اللقاء، وأشار فى مجمل تحليله إلى كون الجزيرة أداة فى يد القطريين يستخدمونها كيفما يشاءون لخدمة مصالحهم على حساب قوى أخرى بطبيعة الحال.
أما الوثيقة الثانية والتى حملت رقم 677 بتاريخ 19 نوفمبر 2009 فقد تعلّقت بتقييم شامل تعده الأقسام المختلفة بالسفارة كل فى اختصاصه حول قطر، وتطرق التقييم إلى دور قناة الجزيرة فى منظومة السياسة القطرية وتحليل توجهات الشبكة منذ تولى الرئيس الأمريكى باراك أوباما مقاليد السلطة فى واشنطن، وأشارت الوثيقة إلى أن تغطية الجزيرة أصبحت أكثر إيجابية تجاه الولايات المتحدة فى الوقت نفسه يؤكد التقييم بقاء الجزيرة كأداة للسياسة الخارجية القطرية.
لم تنته المعلومات عند هذا الحد الذي يراه البعض بديهياً، لكن اللافت الحقيقى والمثير كذلك هو تأكيد الوثيقتين على جزئية تكليف بن جاسم، بعد اجتماعه بعدد من المسئولين الإسرائيليين والأمريكان – للجزيرة ببث كل ما يزكى إشعال الفتنة فى دول الخليج، ولتكتمل الصورة البارزة ذكرت الوثيقة أن توتر العلاقات مع الدوحة لأى نظام عربى سيجر عواصم هذا النظام أو ذاك لأزمة مخيفة، باعتبار أن النظام القطرى يستخدم دائماً قناة الجزيرة كعصا تصفية الحسابات مع خصومه، وهذه الوصفة نجحت أكثر من مرة فى إشعال الجو العام فى عدد كبير من البلدان العربية، مروراً بسوريا ووصولاً إلى دول مجلس التعاون الخليجى التي انتفضت مؤخراً ضد نظام الدوحة واتهمته بدعم قوى الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار فى المنطقة.

50 عاماً على احتلال «مدينة الله»

خمسون عاماً مرت علي احتلال مدينة القدس، لكنها رغم الاحتلال مازالت تقف شامخة تقاوم المحتلين الذين حاولوا العبث بمقدراتها، ومكوناتها الحضارية.
خمسة عقود من التهويد ومازالت أيقونة المدن العربية، تعيش مأساة إنسانية نتيجة إرهاب عصابات الصهاينة، التي ارتكبت عشرات المجازر في حق الشعب الفلسطيني، ومارست أعمال النهب والتدمير.
ستظل القدس صورة بديعة لكل الديانات السماوية رغم أنف الصهاينة المجرمين، ولن تحترق أو تتهود، فهي مدينة الله وحلقة الوصل المكانية بين الإنسان والسماء.
 
المفاتيح الفلسطينية تحلم بالعودة إلى الأبواب القديمة
 
عندما طرد أكثر من 750 ألف فلسطينى من منازلهم عام 1948، فيما عرف بنكبة فلسطين، لم يكن هناك وقت لحمل شىء سوى الذكريات، ومن حالفه الحظ أكثر، استطاع أن يحصل على مفتاح بيته، تلك المفاتيح التى تشردت مع أصحابها فى قارات الدنيا الست، التى ربما مات أصحابها، وهم قابضون عليها، فتلقفتها أيدى الأبناء الذين استقبلتهم الحياة كلاجئين فى أزقة المخيمات، وعلى الرغم من كوابيس النكبة والتشريد التى ظلت تهاجم هؤلاء الأبناء، ظلت أحلام العودة إلى بيوت، لا يملكون منها سوى مفاتيحها، أيضاً تراودهم، مصرين على تحقيق أحلام آبائهم، فى العودة إلى أرضٍ عاشوا فيها عبر حكايات الآباء والأجداد.
لقد أطلق الفلسطينيون على أنفسهم لقب «المنكوبين»، معبرين عن المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير منهم خارج دياره، و تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948، وهى السنة التى طرد فيها الشعب الفلسطينى من بيته وأرضه وخسر وطنه لصالح، إقامة الدولة اليهودية- إسرائيل، وشملت المأساة احتلال معظم أراضى فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو على 750 ألف فلسطينى وتحويلهم إلى لاجئين، كذلك وقوع عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية، وطرد معظم القبائل البدوية التى كانت تعيش فى النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية، وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعى أوروبى.
على الرغم من أن السياسيين اختاروا 1948/5/15 لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية، فإن المأساة الإنسانية بدأت قبل ذلك، عندما هاجمت عصابات صهيونية إرهابية قرى وبلدات ومدناً فلسطينية بهدف إبادتها أو دب الذعر فى سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقاً . 
ففى الخامس عشر من مايو من كل عام، يحيى الفلسطينيون، ذكرى نكبة فلسطين التى ألمت بالأمة العربية فى عام 1948، بعدما أعلن المجلس اليهودى الصهيونى فى الساعة الرابعة بعد ظهر يوم 14 مايو عام 1948، فى تل أبيب أن قيام «دولة إسرائيل» سيصبح سارى المفعول فى منتصف الليل، ونشر الرئيس الأمريكى هارى ترومان رسالة الاعتراف بالكيان الصهيونى بعد إعلانها ببضع دقائق، فيما اعترف الاتحاد السوفيتى بـ«إسرائيل» بعد إعلانها بثلاثة أيام، وتزامن هذا الأمر مع طرد وتهجير الفلسطينيين من 20 مدينة ونحو 400 قرية غدت أملاكها ومزارعها جزءاً من الدولة الجديدة آنذاك «إسرائيل» بحسب بيانات عن المركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات .
وخلال تلك الأحداث لقى عشرة آلاف فلسطينى على الأقل مصرعهم فى سلسلة مجازر وعمليات قتل ما زال معظمها مجهولاً، وأصيب ثلاثة أضعاف هذا الرقم بجروح وهجر نحو 700 ألف من سكان فلسطين، كما خلفت هذه النكبة وراءها حوالى 900 ألف لاجئ طردوا من 531 مدينة وقرية، نزحوا إلى الجنوب المتبقى فى قطاع غزة وإلى الشرق فيما أصبح يعرف بالضفة الفلسطينية وإلى الشمال نحو سوريا ولبنان.
وفقد ما يزيد على 700 ألف فلسطينى منازلهم وممتلكاتهم ومزارعهم وأعمالهم وبلداتهم ومدنهم حيث أجبرتهم الميليشيات اليهودية والجيش الإسرائيلى لاحقاً على الرحيل بهدف خلق «دولة» ذات أغلبية يهودية فى فلسطين، ثم عمدت «إسرائيل» إلى نقل اليهود بسرعة إلى منازل الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم، وأدى هذا الحدث الأليم إلى ظهور أزمة اللاجئين الفلسطينيين، حيث بات ثلثا الشعب الفلسطينى مشرداً فى المنفى، وتشير التقديرات إلى أن نحو 50% منهم تم ترحيلهم بفعل الاعتداء العسكرى اليهودى المباشر عليهم، فى حين اضطر الآخرون للرحيل بفعل انتشار أنباء المجازر التى ارتكبتها الميليشيات اليهودية فى القرى الفلسطينية، مثل دير ياسين وطنطورة. ‏
ويقول المؤرخ الإسرائيلى «توم سيغيف» عن ذلك «أن هناك مئات من القرى التى تم إخلاؤها من أهلها، واستقدام مهاجرين يهود جدد إليها، فمضى الأحرار العرب إلى المنفى وأصبحوا لاجئين معوزين، وجاء اللاجئون المعوزون اليهود ؛ ليحلوا محل المنفيين، كخطوة أولى نحو تحولهم إلى أناس أحرار، وهكذا فقد الفلسطينيون كل ما يملكون، وحصل اليهود على كل ما احتاجوا إليه من أثاث وأدوات مطبخ وكتب وأجهزة راديو وحتى الملابس والحيوانات الأليفة».  ‏
وحتى اليوم، تتواصل عمليات الطرد والتهجير القسرى التى تمارسها حكومات «إسرائيل» المتعاقبة بحق الشعب الفلسطينى من خلال هدم البيوت فى القدس والضفة الفلسطينية وتدمير آلاف المنازل كما حدث خلال الحروب العدوانية الأخيرة التى شنها الجيش الإسرائيلى الصهيونى على قطاع غزة، ومصادرة الأراضى وضمها بغرض بناء جدار الفصل العنصرى على أراضى الضفة الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية والاعتداء على المسجد الأقصى، وما زال الفلسطينيون يحلمون بالعودة إلى بيوتهم، التى يعلقون مفاتيحها فى أعناقهم على أمل أن يدور المفتاح فى الأقفال الصدئة ولو مرة واحدة.
 

الثلاثاء، 6 يونيو 2017

الدوحة تختنق .. 7 دول تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر

أعلنت 7 دول عربية، فجرأمس الإثنين، مفاجأة من العيار الثقيل، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر،  بسبب دعمها للإرهاب، وهي مصر والسعودية والإمارات والبحرين واليمن وليبيا وجزر المالديف.

  البحرين
كانت البحرين أول الدول التي أعلنت، فجر اليوم الإثنين، قطع علاقتها مع قطر، وقالت في بيانها لها: "إن دولة قطر لديها إصرار على المضي في زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين، والتدخل في شئونها، ودعم الأنشطة الإرهابية المسلحة، وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران، للقيام بالتخريب ونشر الفوضى في البحرين".
اتخذت البحرين إجراءات عدة لقطع العلاقات، منها، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، حفاظًا على أمنها الوطني، وسحب البعثة الدبلوماسية البحرينية من الدوحة، وإمهال جميع أفراد البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد مع استكمال تطبيق الإجراءات اللازمة.
كما قامت بإغلاق الأجواء أمام حركة الطيران، وإقفال الموانئ والمياه الإقليمية أمام الملاحة من وإلى قطر، خلال 24 ساعة من إعلان بيانها، وعدم السماح للمواطنين القطريين من الدخول إلى أراضيها أو المرور عبرها، كما منحت البحرين المقيمين والزائرين القطريين مهلة 14 يومًا لمغادرة أراضي المملكة.

  السعودية
جاءت المملكة العربية السعودية كثاني دولة تعلن قرارها الحاسم بقطع العلاقات مع الدوحة، صباح اليوم الإثنين، معللة قرارها بالانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة، سرًا وعلنًا، طوال السنوات الماضية، بهدف شق الصف الداخلي السعودي، واحتضانها  للجماعات الإرهابية، وطائفية متعددة، تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، ومنها جماعة "الإخوان المسلمين" و"داعش" و"القاعدة".

وأغلقت المملكة المنافذ البرية والبحرية والجوية كافة، ومنعت العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي، كما منعت السعودية مواطنيها من السفر إلى دولة قطر، ومنحت السعودية المقيمين والزائرين القطريين 14 يومًا للمغادرة المملكة.

  الإمارات
كما أعلنت دولة الإمارت على الفور  قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وأمهلت البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد، كما منعت دخول أو عبور المواطنين القطريين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وأمهلت المقيمين والزائرين منهم مدة 14 يومًا للمغادرة، وذلك لأسباب أمنية واحترازية، كما منعت المواطنين الإماراتيين من السفر إلى دولة قطر، أو الإقامة فيها، أو المرور عبرها، وإغلاق المنافذ البحرية والجوية كافة.

  مصر
أعلنت مصر قطع علاقتها الدبلوماسية مع قطر، نتيجة ما تقوم به قطر تجاه مصر من عداء ظهر في الآونة الأخيرة، ودعمها للإرهاب ضد مصر، وإيوائها قيادات صادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر، إضافة إلى ترويج فكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الإرهابية في سيناء، وإصرار قطر على التدخل في الشئون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومي العربي.
أغلقت مصر أجواءها وموانئها البحرية أمام وسائل النقل القطرية كافة، حرصًا على الأمن القومي المصري.

  اليمن
أعلنت الحكومة اليمنية، اليوم الإثنين، قطع علاقاتها الدبلوماسية بقطر، وتأييدها للخطوات التي اتخذتها قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، بإنهاء مشاركة القوات القطرية.

  ليبيا
أعلنت ليبيا، الإثنين، قطع علاقاتها مع دولة قطر، وذلك عقب قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة.

  جزر المالديف
كأول دولة غير عربية، أعلنت جزر المالديف قطع علاقتها الدبلوماسية مع دولة قطر، وذلك بعد قطع 6 دول علاقتها مع قطر.

الأحد، 4 يونيو 2017

تتقدم اسرة راديودلهموالى شعب مصر العظيم والى الامه العربيه والاسلاميه بخالص التهانى بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك اعاده الله عليكم باليمن والخير والبركات وكل عام وانتم بخير









أعــداء «الـسيسى».. الـجـدد

على رأسهم رجال أعمال ولصوص أراضٍ  وتجار آثار ومخدرات


خبراء: الحكومة أضعف من مواجهتهم.. وسلاحهم الأخير تنفيذ اغتيالات سياسية
4 أهداف رئيسية  للوبى  الجديد.. على رأسها  زعزعة الاستقرار وإثارة الغضب الاجتماعى


عشية ثورة يونيه 2013 لم يكن فى مصر من يناصب الفريق أول عبدالفتاح السيسى العداء سوى جماعة الإخوان وأنصارها، بعدما اعتبروه السبب الرئيسى فى زوال حكم الإخوان.
وفى المقابل كان كل المصريين ـ ما عدا الإخوان يؤيدون «السيسى» ويعتبرونه قائداً وطنياً شارك بقوة فى  إنقاذ  البلاد  من احتلال إخوانى كاد يورد مصر المهالك.
وهو ما تمت ترجمته بشكل عملى بفوز كاسح حققه «السيسى» فى انتخابات  الرئاسة عام 2014،  بلغت نسبته 96.94٪ من أصوات الناخبين المشاركين فى الانتخابات.
وخلال شهور حكمه الأولى ظلت جماعة الإخوان وأنصارها، فقط فى خندق العداء للسيسى، وتناسوا أنهم كانوا أول من قالوا إن «السيسى.. صوام قوام» وتناسوا أن رئيسهم محمد مرسى نفسه قال إن «السيسى مش بس قائد عسكرى فذ ولكنه صاحب دراية سياسية واقتصادية واسعة»..  تناسى الإخوان كلماتهم تلك، وانقلبوا على أنفسهم وراحوا يقولون فى السيسى ما قاله مالك فى الخمر!
ثم فجروا فى خصومتهم، لدرجة أن أغلبهم يتمنون لو أن مصر تحترق عن آخرها أو تتدمر شبرا بعد شبر، حتى لا يظل السيسى رئيساً لها، وبلغ بهم الشطط لدرجة أنهم يتمنون أن تحتل  إسرائيل مصر ليسقط حكم السيسى!
ولكن بعد شهور قليلة من حكم السيسى، لم يعد الإخوان وحدهم أعداء له، فقد انضم إليهم فريق ثان، ناصبه العداء وجعل شغله الشاغل فى الحياة هو تسفيه كل قرار يصدره السيسى، وكل رأى يقوله، وكل دعوة يدعو إليها، وكل فكرة يعلن عنها، وأجمعوا قوتهم لعرقلة كل إجراء يتخذه، وكل  مشروع يبدأه، ووصل بهم الشطط على الطريقة الإخوانية، لدرجة أن السيسى لو قرأ القرآن لانتقدوه على قراءته للقرآن الكريم!
قائمة أعداء الوطن الجدد تضم بحسب- الحسين حسان مؤسس «حملة مين بيحب مصر»- 8 فئات مختلفة.. تضم  لصوص الآثار والأراضى  وتجار المخدرات، والفاسدين، وعددًا من رجال الأعمال، والفوضويين الذين يعتنقون فكرة الاعتراض على كل شيء، ويؤمنون بمبدأ «خلقنا لنعترض».
وأرجع «حسان» انتقال هؤلاء جميعاً إلى خندق أعداء السيسى  لأسباب مختلفة.. وقال: «الفاسدون ولصوص الآثار والأراضى والمخدرات يريدون أن تظل مصر دولة رخوة، بل تسودها الفوضى حتى يتمكنوا من مواصلة تجارتهم الحرام، فتنموا ثرواتهم أكثر وأكثر، ولهذا يعارضون بشدة كل ما من شأنه أن يعيد لمؤسسات مصر  قوتها، فلو تحقق ذلك فمعناه ببساطة أن كل الثروة الحرام التى نهبوها على مدى سنوات  طويلة ستضيع وأنهم سيحاسبون على ما اقترفته أيديهم من جرائم فى حق المصريين وحق المال العام».
وأضاف: هناك رجال أعمال كونوا جزءًا من أموالهم بطرق غير مشروعة ويخشون إذا ما استقرت الدولة أن يتم فتح ملفاتهم ويأتيهم يوم الحساب، ولهذا يبذلون أقصى ما يستطيعون  من أجل عرقلة أى استقرار، فالأفضل لهم أن تظل مصر  غير مستقرة، ومشغولة دائماً بتوفير حاجاتها الأساسية، وغارقة فى أزمات من كل شكل ولون، حتى لا يكون لدى مسئوليها وقت لفتح ملفات الفاسدين أو لمحاسبة  ناهبى ثروات الوطن.
وواصل «هناك ناشطون سياسيون طمحوا وطمعوا فى أن يتولوا مناصب كبيرة فى مؤسسات الدولة، ويرون أنفسهم أنهم الأحق بتولى أكبر المناصب عقب ثورتى يناير و30 يونيه،  ولما وجدوا أنفسهم بعيداً عن تلك المناصب، اتبعوا نظرية هدم المعبد، فراحوا يسفهون من كل رأى يطرح أو مشروع يتم الإعلان عنه، وهؤلاء يعارضون من أجل المعارضة وليس من أجل الوطن، أو من أجل مستقبل أفضل، الكارثة أن بعض الوزراء والمسئولين يساعدون لوبى أعداء السيسى، بإصدارهم قرارات غريبة واتباعهم سياسات تصب فى النهاية فى صالح مثيري الفتن وكارهى تقدم مصر». 
وأكد  مؤسس «حملة مين بيحب مصر» أن لوبى أعداء السيسى الجدد من رجال الأعمال تمكنوا بفضل ثرواتهم وعلاقاتهم من تجنيد إعلاميين وصحفيين وتنفيذيين فى الوزارات المختلفة، وتولى هؤلاء المرتزقة  الهجوم على ما يصدره السيسى، وكل ما يدعو إليه، وكل ما يتبناه من مشروعات».
وأضاف «رغم اختلاف الخلفيات الاجتماعية والمستويات الاقتصادية، لأعداء السيسى الجدد إلا أنهم يتفقون على تحقيق 3 أهداف رئيسية.. أولها  عرقلة مسيرة الدولة.. والثانى إثارة الفوضى وعدم الاستقرار.. والثالث اثارة الغضب الاجتماعي». والهدف الرابع هو ترويج رسالة و احدة مفادها أن السيسى غير قادر على قيادة البلاد للأفضل، وهى ذات الأهداف التى تسعى  إليها جماعة الإخوان وأنصارها».
والمثير أن  أحمد بهاء شعبان رئيس الحزب الاشتراكى المصري، يؤكد أن أجهزة الدولة حالياً أضعف من أن تواجه هذا اللوبي.. ويقول «عندما أنشأ الرئيس السيسى صندوق «تحيا مصر» لتكون أمواله رصيداً جاهزاً لتحقيق مشروعات اقتصادية وإصلاحية كان المتوقع أن يجمع الصندوق 100 مليار جنيه، خلال أسابيع قليلة، ولكن  الصندوق لم يجمع سوى بضعة مليارات من الجنيهات طوال عامين كاملين، وبعد أن عصرت  الحكومة  الطبقتين  الفقيرة والوسطى حاولت أن تحصل على جزء من أرباح المتعاملين مع البورصة، ولكنها فشلت فى ذلك بسبب عاصفة المعارضة التى هبت على هذا التوجه، وهو ما تكرر مع فرض ضرائب تصاعدية على أصحاب الدخول المرتفعة، ومع قرار الحكومة رفع  الجمارك على استيراد  الدواجن، الذى تراجعت فيه بعد ساعات قليلة من إصداره تحت ضغط محتكرى الدواجن الذين تعهدوا بخفض الأسعار فى حال عودة الحكومة عن قرارها، وبالفعل ألغت الحكومة قرارها، ولكن المحتكرين رفعوا أسعار دواجنهم!».
واضاف «مصر أمام مأزق حقيقى بسبب جماعات المصالح التى تقف عقبة  أمام كل محاولة جذرية  للإصلاح، وأمام كل إجراءات تحقق عدالة اجتماعية، أو توقف نهب ثروات الدولة المصرية على يد لوبى الفساد».
وتابع «عقب ثورة يونيه 2013 ارتفعت الروح المعنوية للمصريين إلى عنان السماء وسرت فى طول البلاد وعرضها روح جديدة مفادها أننا المصريون قادرون على تغيير الكون كله، وليس فقط النهوض بوطننا لعنان السماء، ولكن شهراً بعد آخر خفتت تلك الروح، حتى كادت تختفى بسبب قدرة لوبى أعداء الإصلاح على تفريغ كل محاولة إصلاحية من مضمونها والانحراف بها عن مسارها الصحيح».

اغتيالات
ويفرق الدكتور سعيد صادق- خبير الاجتماع السياسى- ما بين المعارضين السياسيين وأعداء السيسى.. ويقول «هناك قطاعات  كانت مؤيدة للرئيس بشكل كبير فى بداية عهده، ولكن تأييدها انخفض، وبعضهم  يعارض بشكل واضح بعض سياسات الرئيس السيسى، ولكن كل هؤلاء يندرجون فى خانة المعارضين السياسيين، ولا يمكن أبداً اعتبارهم  أعداء.
وأضاف «أعداء السيسى هم الذين يرون أن ثرواتهم ومراكزهم الاجتماعية مهددة بسبب سياسات السيسى، سواء بمواجهة الفساد، بما فى ذلك طبعاً استرداد أراضى الدولة المنهوبة وهى المعركة التى يخوضها السيسى  حالياً».
وواصل: «مشكلة هؤلاء الأعداء أن جميعهم يمتلك ثروات ضخمة وأغلبهم له سطوة على بعض الإعلاميين، وأغلبهم أيضاً له علاقات بأفراد ومسئولين  داخل ما يسمى الدولة العميقة، وهذا أمر فى غاية الخطورة لأنهم يجعلهم نافذين داخل أجهزة الدولة ذاتها».
< سألت الدكتور سعيد صادق عن أخطر الأسلحة فى يد أعداء السيسى؟.. فقال: «ثروتهم ونفوذهم داخل الدولة العميقة وقدرتهم على إثارة أزمات ومشاكل من خلال الإعلام الذى يسيطرون على جزء غير قليل منه.
< عدت أسأله: وهل يمكن أن يسلك هؤلاء مسلك الإخوان فى معارضتهم للسيسى؟.. فقال «بالطبع لن يسافر بعضهم للخارج كما فعل الإخوان، ولكنهم سيثيرون الأزمات، وقد يلجأون إلى الاغتيالات من أجل مزيد من إرباك المشهد السياسى».