عددالزائرين الان

الأحد، 11 يونيو 2017

«قطر» من جزيرة خليجية إلى إمارة إسرائيلية

لم تكن تصريحات تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر بشأن علاقة بلاده الجيدة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي أمراً جديداً، فالعلاقات المشبوهة بين إمارة قطر ودولة الاحتلال مفضوحة منذ زمن، وتم نشرها على أكثر من صعيد فهناك عدة كتب فضحت هذه العلاقة، بالإضافة إلى التقارير الإعلامية الإسرائيلية التى كشفت عمق العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين قطر والاحتلال، والتى وصفت تلك العلاقات بالممتازة.
قال تقرير لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية: إنه رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الدوحة وتل أبيب، إلا أن العلاقات الجيدة لا تحتاج لمثل هذه التعقيدات، فالأمور تسير بصورة جيدة دون وجود سفراء رسميين بين البلدين.
أما الخطير فى الأمر ارتماء تميم فى أحضان دولة الاحتلال وإصراره المتعمد ومحاولاته المستميتة لهدم جيرانه وإخوانه العرب وهناك تاريخ أسود للأسرة الحاكمة فى قطر مع رعاية الإرهاب وتحالفها المشبوه مع العدو الإسرائيلى
كشفت وثيقة لموقع ويكيليكس عن أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرى السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى أبلغ إسرائيل أن الدوحة تتبنى خطة لضرب استقرار مصر بعنف، والأمر كذلك يشمل لعباً بمشاعر المصريين لإحداث الفوضى عن طريق قناة الجزيرة باعتبارها عنصراً محورياً فى الخطة، وفى لقاء سري جمع بين بن جاسم ومسئول إسرائيلى نافذ فى السلطة أبلغه فيه نيته تلك، ووصف مصر بـ «الطبيب الذى لديه مريض واحد» ويفضل أن يستمر مرضه لفائدته الخاصة.
وأشار جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس إلى أن لديه 7 وثائق عن قطر نشر منها 5 وثائق وحجب وثيقتين، ويقال إن ذلك جاء بعد تفاوض قطر مع إدارة الموقع الذى طلب مبالغ ضخمة حتى لا يتم النشر لما تحويه من معلومات خطيرة عن لقاءات مع مسئولين إسرائيليين وأمريكيين كانت فى مجملها للتحريض ضد مصر، ويقال كذلك إن الموقع حصل على الثمن من قطر.
وكجثة الغريق التي تأبى إلا أن تطفو، فإن عدة وسائل إعلامية وصلتها تسريبات عن الأمر، أهمها جريدة «الجارديان» البريطانية والتي نشرت نص الوثيقتين على موقعها، وشمل ضمن محتواهما تحليل السفارة الأمريكية لموقع قناة «الجزيرة» على خريطة التحرك السياسى لقطر ودورها في رسم ملامح سياسة قطر الخارجية.
وتتحدث الوثيقة التى حملت رقم 432 بتاريخ الأول من يوليو 2009 عن اللقاء الذى استغرق 50 دقيقة بين الشيخ حمد بن جاسم وقناة «الجزيرة» والذى أسهب فيه بن جاسم عن السياسة الخارجية القطرية فى عدد من الموضوعات، بما فيها المصالحة الفلسطينية وعملية السلام، ولم يدخر جهداً فى شن هجوم شرس على مصر وسياساتها بشكل مباشر وغير مباشر فى لحظات أخرى، وقام السفير الأمريكي بتحليل اللقاء، وأشار فى مجمل تحليله إلى كون الجزيرة أداة فى يد القطريين يستخدمونها كيفما يشاءون لخدمة مصالحهم على حساب قوى أخرى بطبيعة الحال.
أما الوثيقة الثانية والتى حملت رقم 677 بتاريخ 19 نوفمبر 2009 فقد تعلّقت بتقييم شامل تعده الأقسام المختلفة بالسفارة كل فى اختصاصه حول قطر، وتطرق التقييم إلى دور قناة الجزيرة فى منظومة السياسة القطرية وتحليل توجهات الشبكة منذ تولى الرئيس الأمريكى باراك أوباما مقاليد السلطة فى واشنطن، وأشارت الوثيقة إلى أن تغطية الجزيرة أصبحت أكثر إيجابية تجاه الولايات المتحدة فى الوقت نفسه يؤكد التقييم بقاء الجزيرة كأداة للسياسة الخارجية القطرية.
لم تنته المعلومات عند هذا الحد الذي يراه البعض بديهياً، لكن اللافت الحقيقى والمثير كذلك هو تأكيد الوثيقتين على جزئية تكليف بن جاسم، بعد اجتماعه بعدد من المسئولين الإسرائيليين والأمريكان – للجزيرة ببث كل ما يزكى إشعال الفتنة فى دول الخليج، ولتكتمل الصورة البارزة ذكرت الوثيقة أن توتر العلاقات مع الدوحة لأى نظام عربى سيجر عواصم هذا النظام أو ذاك لأزمة مخيفة، باعتبار أن النظام القطرى يستخدم دائماً قناة الجزيرة كعصا تصفية الحسابات مع خصومه، وهذه الوصفة نجحت أكثر من مرة فى إشعال الجو العام فى عدد كبير من البلدان العربية، مروراً بسوريا ووصولاً إلى دول مجلس التعاون الخليجى التي انتفضت مؤخراً ضد نظام الدوحة واتهمته بدعم قوى الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار فى المنطقة.