عددالزائرين الان

الأحد، 4 يونيو 2017

أعــداء «الـسيسى».. الـجـدد

على رأسهم رجال أعمال ولصوص أراضٍ  وتجار آثار ومخدرات


خبراء: الحكومة أضعف من مواجهتهم.. وسلاحهم الأخير تنفيذ اغتيالات سياسية
4 أهداف رئيسية  للوبى  الجديد.. على رأسها  زعزعة الاستقرار وإثارة الغضب الاجتماعى


عشية ثورة يونيه 2013 لم يكن فى مصر من يناصب الفريق أول عبدالفتاح السيسى العداء سوى جماعة الإخوان وأنصارها، بعدما اعتبروه السبب الرئيسى فى زوال حكم الإخوان.
وفى المقابل كان كل المصريين ـ ما عدا الإخوان يؤيدون «السيسى» ويعتبرونه قائداً وطنياً شارك بقوة فى  إنقاذ  البلاد  من احتلال إخوانى كاد يورد مصر المهالك.
وهو ما تمت ترجمته بشكل عملى بفوز كاسح حققه «السيسى» فى انتخابات  الرئاسة عام 2014،  بلغت نسبته 96.94٪ من أصوات الناخبين المشاركين فى الانتخابات.
وخلال شهور حكمه الأولى ظلت جماعة الإخوان وأنصارها، فقط فى خندق العداء للسيسى، وتناسوا أنهم كانوا أول من قالوا إن «السيسى.. صوام قوام» وتناسوا أن رئيسهم محمد مرسى نفسه قال إن «السيسى مش بس قائد عسكرى فذ ولكنه صاحب دراية سياسية واقتصادية واسعة»..  تناسى الإخوان كلماتهم تلك، وانقلبوا على أنفسهم وراحوا يقولون فى السيسى ما قاله مالك فى الخمر!
ثم فجروا فى خصومتهم، لدرجة أن أغلبهم يتمنون لو أن مصر تحترق عن آخرها أو تتدمر شبرا بعد شبر، حتى لا يظل السيسى رئيساً لها، وبلغ بهم الشطط لدرجة أنهم يتمنون أن تحتل  إسرائيل مصر ليسقط حكم السيسى!
ولكن بعد شهور قليلة من حكم السيسى، لم يعد الإخوان وحدهم أعداء له، فقد انضم إليهم فريق ثان، ناصبه العداء وجعل شغله الشاغل فى الحياة هو تسفيه كل قرار يصدره السيسى، وكل رأى يقوله، وكل دعوة يدعو إليها، وكل فكرة يعلن عنها، وأجمعوا قوتهم لعرقلة كل إجراء يتخذه، وكل  مشروع يبدأه، ووصل بهم الشطط على الطريقة الإخوانية، لدرجة أن السيسى لو قرأ القرآن لانتقدوه على قراءته للقرآن الكريم!
قائمة أعداء الوطن الجدد تضم بحسب- الحسين حسان مؤسس «حملة مين بيحب مصر»- 8 فئات مختلفة.. تضم  لصوص الآثار والأراضى  وتجار المخدرات، والفاسدين، وعددًا من رجال الأعمال، والفوضويين الذين يعتنقون فكرة الاعتراض على كل شيء، ويؤمنون بمبدأ «خلقنا لنعترض».
وأرجع «حسان» انتقال هؤلاء جميعاً إلى خندق أعداء السيسى  لأسباب مختلفة.. وقال: «الفاسدون ولصوص الآثار والأراضى والمخدرات يريدون أن تظل مصر دولة رخوة، بل تسودها الفوضى حتى يتمكنوا من مواصلة تجارتهم الحرام، فتنموا ثرواتهم أكثر وأكثر، ولهذا يعارضون بشدة كل ما من شأنه أن يعيد لمؤسسات مصر  قوتها، فلو تحقق ذلك فمعناه ببساطة أن كل الثروة الحرام التى نهبوها على مدى سنوات  طويلة ستضيع وأنهم سيحاسبون على ما اقترفته أيديهم من جرائم فى حق المصريين وحق المال العام».
وأضاف: هناك رجال أعمال كونوا جزءًا من أموالهم بطرق غير مشروعة ويخشون إذا ما استقرت الدولة أن يتم فتح ملفاتهم ويأتيهم يوم الحساب، ولهذا يبذلون أقصى ما يستطيعون  من أجل عرقلة أى استقرار، فالأفضل لهم أن تظل مصر  غير مستقرة، ومشغولة دائماً بتوفير حاجاتها الأساسية، وغارقة فى أزمات من كل شكل ولون، حتى لا يكون لدى مسئوليها وقت لفتح ملفات الفاسدين أو لمحاسبة  ناهبى ثروات الوطن.
وواصل «هناك ناشطون سياسيون طمحوا وطمعوا فى أن يتولوا مناصب كبيرة فى مؤسسات الدولة، ويرون أنفسهم أنهم الأحق بتولى أكبر المناصب عقب ثورتى يناير و30 يونيه،  ولما وجدوا أنفسهم بعيداً عن تلك المناصب، اتبعوا نظرية هدم المعبد، فراحوا يسفهون من كل رأى يطرح أو مشروع يتم الإعلان عنه، وهؤلاء يعارضون من أجل المعارضة وليس من أجل الوطن، أو من أجل مستقبل أفضل، الكارثة أن بعض الوزراء والمسئولين يساعدون لوبى أعداء السيسى، بإصدارهم قرارات غريبة واتباعهم سياسات تصب فى النهاية فى صالح مثيري الفتن وكارهى تقدم مصر». 
وأكد  مؤسس «حملة مين بيحب مصر» أن لوبى أعداء السيسى الجدد من رجال الأعمال تمكنوا بفضل ثرواتهم وعلاقاتهم من تجنيد إعلاميين وصحفيين وتنفيذيين فى الوزارات المختلفة، وتولى هؤلاء المرتزقة  الهجوم على ما يصدره السيسى، وكل ما يدعو إليه، وكل ما يتبناه من مشروعات».
وأضاف «رغم اختلاف الخلفيات الاجتماعية والمستويات الاقتصادية، لأعداء السيسى الجدد إلا أنهم يتفقون على تحقيق 3 أهداف رئيسية.. أولها  عرقلة مسيرة الدولة.. والثانى إثارة الفوضى وعدم الاستقرار.. والثالث اثارة الغضب الاجتماعي». والهدف الرابع هو ترويج رسالة و احدة مفادها أن السيسى غير قادر على قيادة البلاد للأفضل، وهى ذات الأهداف التى تسعى  إليها جماعة الإخوان وأنصارها».
والمثير أن  أحمد بهاء شعبان رئيس الحزب الاشتراكى المصري، يؤكد أن أجهزة الدولة حالياً أضعف من أن تواجه هذا اللوبي.. ويقول «عندما أنشأ الرئيس السيسى صندوق «تحيا مصر» لتكون أمواله رصيداً جاهزاً لتحقيق مشروعات اقتصادية وإصلاحية كان المتوقع أن يجمع الصندوق 100 مليار جنيه، خلال أسابيع قليلة، ولكن  الصندوق لم يجمع سوى بضعة مليارات من الجنيهات طوال عامين كاملين، وبعد أن عصرت  الحكومة  الطبقتين  الفقيرة والوسطى حاولت أن تحصل على جزء من أرباح المتعاملين مع البورصة، ولكنها فشلت فى ذلك بسبب عاصفة المعارضة التى هبت على هذا التوجه، وهو ما تكرر مع فرض ضرائب تصاعدية على أصحاب الدخول المرتفعة، ومع قرار الحكومة رفع  الجمارك على استيراد  الدواجن، الذى تراجعت فيه بعد ساعات قليلة من إصداره تحت ضغط محتكرى الدواجن الذين تعهدوا بخفض الأسعار فى حال عودة الحكومة عن قرارها، وبالفعل ألغت الحكومة قرارها، ولكن المحتكرين رفعوا أسعار دواجنهم!».
واضاف «مصر أمام مأزق حقيقى بسبب جماعات المصالح التى تقف عقبة  أمام كل محاولة جذرية  للإصلاح، وأمام كل إجراءات تحقق عدالة اجتماعية، أو توقف نهب ثروات الدولة المصرية على يد لوبى الفساد».
وتابع «عقب ثورة يونيه 2013 ارتفعت الروح المعنوية للمصريين إلى عنان السماء وسرت فى طول البلاد وعرضها روح جديدة مفادها أننا المصريون قادرون على تغيير الكون كله، وليس فقط النهوض بوطننا لعنان السماء، ولكن شهراً بعد آخر خفتت تلك الروح، حتى كادت تختفى بسبب قدرة لوبى أعداء الإصلاح على تفريغ كل محاولة إصلاحية من مضمونها والانحراف بها عن مسارها الصحيح».

اغتيالات
ويفرق الدكتور سعيد صادق- خبير الاجتماع السياسى- ما بين المعارضين السياسيين وأعداء السيسى.. ويقول «هناك قطاعات  كانت مؤيدة للرئيس بشكل كبير فى بداية عهده، ولكن تأييدها انخفض، وبعضهم  يعارض بشكل واضح بعض سياسات الرئيس السيسى، ولكن كل هؤلاء يندرجون فى خانة المعارضين السياسيين، ولا يمكن أبداً اعتبارهم  أعداء.
وأضاف «أعداء السيسى هم الذين يرون أن ثرواتهم ومراكزهم الاجتماعية مهددة بسبب سياسات السيسى، سواء بمواجهة الفساد، بما فى ذلك طبعاً استرداد أراضى الدولة المنهوبة وهى المعركة التى يخوضها السيسى  حالياً».
وواصل: «مشكلة هؤلاء الأعداء أن جميعهم يمتلك ثروات ضخمة وأغلبهم له سطوة على بعض الإعلاميين، وأغلبهم أيضاً له علاقات بأفراد ومسئولين  داخل ما يسمى الدولة العميقة، وهذا أمر فى غاية الخطورة لأنهم يجعلهم نافذين داخل أجهزة الدولة ذاتها».
< سألت الدكتور سعيد صادق عن أخطر الأسلحة فى يد أعداء السيسى؟.. فقال: «ثروتهم ونفوذهم داخل الدولة العميقة وقدرتهم على إثارة أزمات ومشاكل من خلال الإعلام الذى يسيطرون على جزء غير قليل منه.
< عدت أسأله: وهل يمكن أن يسلك هؤلاء مسلك الإخوان فى معارضتهم للسيسى؟.. فقال «بالطبع لن يسافر بعضهم للخارج كما فعل الإخوان، ولكنهم سيثيرون الأزمات، وقد يلجأون إلى الاغتيالات من أجل مزيد من إرباك المشهد السياسى».