عددالزائرين الان

السبت، 21 فبراير 2015

مصر تحارب مثلث الإرهاب الأسود بعد سقوط الإخوان

كشفت الضربات الجوية، التي شنها الجيش المصري ضد تنظيم داعش الإرهابي بليبيا، للثأر لشهداء الوطن في المذبحة التي راح ضحيتها 21 مصريًا، النقاب عن مثلث الإرهاب الأسود الذي تواجهه مصر، ومدى تلاحمه.

تظهر أضلاع المثلث الثلاث، المتمثلة في تنظيم داعش الإرهابي والجماعات الإرهابية في سيناء، وجماعة الإخوان الإرهابية، إضافة إلى الدول الراعية والممولة له، ولتنكشف علاقتهم المتأصلة من أجل محاربة الدولة المصرية ومحاولة إسقاطها، ونثر بذور الإرهاب بالبلاد، بمساندة قوى خارجية متربصة للبلاد.
فبعد الضربة الجوية، لم يأبه تنظيم داعش الإرهابي في الكشف عن وجود جماعات إرهابية تابعة لهم في سيناء، ارتكبت عمليات ضد البلاد، حيث هدد الجيش المصري بالرد على الغارات الجوية التي شنتها القوات المصرية على تنظيم داعش داخل الأراضي الليبية من خلال الجماعات الإرهابية المتواجدة بسيناء، الأمر الذي يؤكد أن تنظيم داعش على علاقة "وثيقة" بالجماعات الإرهابية بسيناء.
ولما كان للجماعات الإرهابية في سيناء علاقة وثيقة بجماعة الإخوان الإرهابية، تجلت في عدة مواقف وأحداث، كان أبرزها التصريحات الصريحة التي أدلاها القيادي الإخواني محمد البلتاجي، من أعلى منصة "رابعة العدوية" في أعقاب ثورة 30 يونيو، حين قال:" إن العمليات التى تحدث فى سيناء ستتوقف في اللحظة التي يعلن فيها الفريق عبد الفتاح السيسي عودته للشرعية، فإن ذلك يدل على وجود علاقة حتمية بين تنظيم داعش وجماعة الإخوان، لارتباطهما معًا بالعمليات التي تحدث في سيناء".
وعلى الرغم من أن تصريحات البلتاجي كانت أول إعلان مباشر من أحد أعضاء الجماعة بتورطهم في عمليات سيناء، إلا أنه لم يكن الأوحد، حيث سبق ذلك عدة مؤشرات، برزت من خلال تحليل الحوادث الإرهابية التي حدثت في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، فكانت مذبحة رفح الأولى عقب توليه الرئاسة بأقل من شهرين، التي أثارت شكوك المحللين والخبراء الاستراتجيين، في كونها أداة ضغط لإجبار مرسي على عزل المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي آن ذاك، والفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة وقتئذ.
ثم جاءت واقعة اختطاف الإرهابيين لسبعة جنود، بينهم ستة من المجندين بالشرطة، ومجند واحد بقوات حرس الحدود التابعة للجيش، بسيناء، في شهر مايو عام 2013، أي قبل ثورة 30 يونيو، وبعد إعلان حركة "تمرد" موعد التظاهرات وتضامن القوى السياسية معها، لتثير الشكوك حول كون تلك الواقعة تمثيلية من الإخوان بالتعاون مع الجماعات الإرهابية بسيناء، خاصة بعد إعلان مرسي "حرصه على حياة الخاطفين والمخطوفين"، ثم عودة الجنود، ليفسر المحللون ذلك بأنها محاولة من مرسي لإثبات أنه قادر على حماية البلاد.
ومهما كانت أهداف الإخوان أو مرسي من تلك العمليات إلى أنها كشفت عن استخدامهم الجماعات الإرهابية في سيناء كوسيلة لتنفيذ أغراضهم، الأمر الذي يؤكد وجود علاقة واضحة بين الطرفين، لذا علاقتهم بتنظيم داعش المشترك معهم في استخدام الجماعات الإرهابية بسيناء لتنفيذ خططهم من أجل إسقاط الدولة، بمساعدة قوى خارجية - حسبما أكد الخبراء الاستراتيجيون- تدعمهم ماديًا، وتُسهل لهم الدخول إلى البلاد من خلال البوابة الشرقية، المتمثلة في إسرائيل، أو الغربية، المتمثلة في ليبيا.
وتتجلى القوى الخارجية بوضوح خلال الثالوث، الذي طالما ندد به الخبراء العسكريون، المتمثل في دول أمريكا  المساندة لإسرائيل، وتركيا، وقطر، حيث وقفوا يساندون الإرهاب خطوة وبخطوة، ويستنكرون أي إجراء تتخذه الدولة المصرية من أجل حماية أمنها القومي ضد الإرهاب، الأمر الذي لم تغفله مصر، كما لم يغفله مجلس النواب الليبي، حيث طالب بتدخل جامعة الدول العربية الفوري للتصدي للدول الداعمة للإرهاب، التي تهدد الأمن القومي للبلاد.
ولم يتوقف الدعم، الذي تقدمه تلك الدول، عند جماعة الإخوان فحسب، وإنما امتدت ليصل إلى الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق وليبيا، حيث ساعدوا في إسقاط أنظمة تلك الدول، وتنامي نفوذ تنظيم داعش، ففي الوقت الذي رفضت فيه تركيا مواجهة تنظيم داعش علانية، فإن الدعم لا زال يصل إلى التنظيم، كما أن كثيرًا من الخبراء كشفوا علاقة أمريكا الوطيدة بالفيديوهات التي تصورها داعش للجرائم الإرهابية التي تقوم بها، في حين تدين قطر الهجمات العسكرية ضد التنظيمات ال

إرهابية.

 

10 تداعيات لغارات مصر على داعش ليبيا

 

بعد لحظات من عرض فيديو ذبح 21 مصريا مسيحيا في ليبيا على يد تنظيم داعش "الإرهابي"، انطلقت بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات تطالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالقصاص لمقتلهم، في مقابل دعوات عبر نفس المواقع كانت أقل انتشارا وتأثيرا طالبته بالتريث، والحذر من الانجرار نحو ما وصفوه بـ "المستنقع الليبي".

وبعد ساعات من كلمة وجهها الرئيس المصري لمواطنيه في أعقاب الحادث ألمح فيها إلى أن بلاده سيكون لها رد فعل تجاه الحادث، جاءت الضربة الجوية التي وجهتها القوات المصرية لما قالت إنها "مواقع لتمركز قوات التنظيم في ليبيا"، لتختار القيادة المصرية الانحياز لأصحاب الرأي الأول.

 لم ينته الجدل بعد توجيه الضربة العسكرية، بل زاد حده، فأصحاب الرأي الأول أبدوا شعورا بما يشبه نشوة الانتصار، وانتشرت عبر المواقع تعليقات دارت معظمها في إطار: "على قدر الضيق من فيديو الذبح جاءت الفرحة برد الفعل"، في مقابل تعليقات أخرى تبناها أصحاب الرأي الآخر انتقدت ما قالوا إنها أخطاء في القصف أدت إلى وقوع خسائر بشرية بين المدنيين الليبيين.

عسكريا، فإن هذه الأخطاء واردة، بل إن بعض الأقلام الصحفية المتوازنة في مصر تحدثت عن أن الرد بالقصف الجوي " لم يكن هناك بديل عنه"، مع اعترافها باحتمالية وقوع أخطاء.

وتحدثت نفس الأقلام عن ضرورة توخي الحذر إذا كانت هناك ضربات تالية، حتى لا يسقط ضحايا من المدنيين، وبالتالي يكون هناك ثأر بين القبائل الليبية والجيش المصري.

 وحتى الساعة (9: 45 ت.غ. من اليوم الخميس) لم يعلن الجيش المصري عن تنفيذ ضربات جديدة، حتى يمكن تقييم مدى الحرص على توخي الحذر، لمنع اتساع دائرة الغضب الشعبي داخليا في ليبيا، ولكن ما يمكن تقييمه بعد مرور أكثر من 3 أيام على تنفيذ الضربة الأولى هو ما أنتجته من تداعيات  داخلية و أخرى خارجية يرصدها مراسل الأناضول.

 أولا: تداعيات داخلية

1 - تحقيق شعبية "فليعلم القاصي والداني أن للمصريين درعا يحمي وسيفا يبتر الإرهاب والتطرف".. لاقت هذه الكلمات التي قيلت بأسلوب خطابي في البيان المرئي الذي خرج عن الجيش المصري، في أعقاب الضربة العسكرية، رواجا بين قطاعات من المصريين لتمنح الرئيس المصري كثير من الشعبية.

 ونجح الإعلام المصري في تسويق الضربة جيدا، مستخدما الأغاني الوطنية التي ارتبطت في أذهان المصريين بأجواء الحرب والانتصارات، ليتحول القهر والحزن بعد مشاهدة مقاطع فيديو الذبح، إلى شعور بنشوة الانتصار.

 وأعلن الجيش المصري فجر الأحد أنه استهدف مراكز لتجمع تنظيم داعش الإرهابي ومخازن أسلحة وذخيرة تابعة له في ليبيا، ردا على مشاهد ذبح 21 مصريا.

2 - التقليل من ضجيج الخلافات السياسية لصالح التوحد لدعم الجيش المصري "نختلف كثيرا مع النظام، ولكن عندما يتعلق الأمر بالجيش المصري، فكلنا جنود في خدمته".. رصد مراسل الأناضول تردد هذه العبارة في تعليقات كثيرة لشخصيات اعتادوا توجيه انتقادات للنظام المصري وسياساته عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

 وبعد توجيه الضربة الجوية، لما قال بيان للجيش المصري أنه لمواقع تابعة للتنظيم، تحولت الانتقادات التي كانت توجه إلى إطراء لسرعة اتخاذ قرار توجيه الضربة العسكرية.

 وعبر حسابه على موقع " تويتر" أعرب الناشط السياسي، عمرو حمزاوي، الذي طالما وجه انتقادات للنظام المصري، عن سعادته إثر رد مصر السريع بتوجيه ضربات للتنظيم الإرهابي "داعش" في ليبيا بعد ذبح 21 مصريا ، قائلاً: " توجيه ضربات جوية لمواقع داعش الإرهابية في ليبيا بعد جريمة قتل مواطنينا قرار مصري صائب جاء في توقيت دقيق".

وفي السياق ذاته، أعلن حزب الدستور، وهو من الأحزاب المعارضة، والتي أعلنت مقاطعتها للانتخابات البرلمانية،  مساندته للضربة الجوية التي قامت بها القوات المسلحة في مواجهة "داعش".

 واتخذ حزب "مصر القوية" نفس الموقف، وطلب الحزب في بيان يوم الأحد المصريين بالتوحد خلف دماء المصريين على كل تنوعاتهم وانتماءاتهم، والتعزيز من قيمة هذه الدماء داخل بلادنا وأن نتوحد خلف كرامة المصريين دولة وشعبا وأحزابا ومؤسسات.

3 - مشهد انتخابي بلا ضجيج بينما كان المشهد الانتخابي مليئا بالضجيج، وتخرج الصحف يوميا بصفحات تتحدث عن التجاذبات في المشهد الانتخابي، بين نجاح جهود وفشل أخرى في تشكيل القوائم الانتخابية، انحسرت التغطيات الصحفية المتعلقة بالانتخابات البرلمانية، لصالح تداعيات فيديو الذبح والضربة الجوية التي نفذتها مصر.

وجاءت هذه التداعيات قبل نحو شهر من بدء الانتخابات البرلمانية، والتي ستبدأ مرحلتها الأولى في شهر مارس الجاري، ليصبح المشهد الانتخابي بلا صخب، وزادت على إثر ذلك الدعوات التي تطالب بتأجيل الانتخابات بسبب الظروف الأمنية.

وطلب مجدي مرشد، نائب رئيس حزب المؤتمر (ليبرالي) لشؤون الشباب والتثقيف "بضرورة التأجيل"، في أعقاب فيديو الذبح والرد المصري.

وقال مرشد في تصريحات صحفية: "الوقت الحالى غير مناسب تماما لإجراء الانتخابات البرلمانية؛ وذلك نظرا لما تمر به البلاد من ظروف قاسية، فى ظل الحرب الجارية التى يقوم بها الجيش المصرى على عدة جبهات".

 وطالبت حركة "شباب من أجل مصر" هي الأخرى، الأجهزة الأمنية المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسى بتأجيل الانتخابات البرلمانية القادمة لحين استقرار الأوضاع الأمنية بالبلاد ولحين القضاء على الإرهاب، وقالت الحركة في بيان لها وصل مراسل الأناضول نسخة منه: "نرجو ردا سريعا من القيادة السياسية وإن كان ليس عندنا أمل فى الرد لأننا نصرخ في الصحراء ولا مستمع أو مجيب لنا".

 وقضت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في وقت سابق، بوقف البدء في إجراءات انتخابات مجلس النواب المقرر إجراؤها ابتداء من 21 مارس المقبل، وذلك لعدم وجود دليل يقطع بأن ثمة ظروف قهرية تحول دون اتخاذ الإجراءات اللازمة، وقد يخلق فيديو الذبح والرد المصري مبررات لرفع المزيد من القضايا.

 4 - تراجع زخم مؤتمر مارس الاقتصادي بالتزامن مع الحديث عن الانتخابات البرلمانية، كان الإعلام المصري يتحدث بنفس القدرة والقوة عن المؤتمر الاقتصادي في مارس الجاري، حيث ربط كثير من المانحين مشاركتهم في المؤتمر باتخاذ إجراءات نحو انتخاب برلمان جديد.

وكما هو الحال مع الانتخابات، تراجع زخم الحديث عن مؤتمر مارس الاقتصادي، بشكل أقلق سياسيين ورجال أعمال وخبراء، فخرجت تصريحات دارات معظمها حول أن "المؤتمر الاقتصادي لن يتأثر بالحرب على داعش".

 كما استبق الأمن المصري احتمالات الخوف من المشاركة بسبب هجمات تنظيم داعش، وقال اللواء حاتم أمين مدير أمن جنوب سيناء في حوار مع الإعلامي هيثم سعودي ببرنامج "صوت الناس" على فضائية "المحور" (خاصة)، إن ما تدعيه بعض الوكالات الأجنبية بوجود تنظيم "داعش" في سيناء للقيام بأي أعمال تخريبية قبل المؤتمر الاقتصادي لا أساس لها من الصحة.

 وأشار إلى أنه تم وضع خطة أمنية محكمة بالتنسيق مع كافة الأجهزة الأمنية في الوزارة، موضحا أن هناك فرقا متعددة من وزارة الداخلية وصلت جنوب سيناء لتأمين المؤتمر الاقتصادي الشهر القادم.

    5 - تراجع الحديث عن التسريبات جاء فيديو الذبح، ومن ثم رد الفعل المصري، في أعقاب حالة من الجدل خلقتها تسريبات مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في فترة توليه منصب وزير الدفاع.

 وتراجع الحديث في وسائل الإعلام سواء المؤيدة أو المناهضة عن مضمون التسريبات، فيما يبدو وكأنه رفع لشعار "لا صوت يعلو فوق الصوت المعركة".

وتتضمن التسريبات التي أذيعت مؤخرا ما يفترض أنها حوارات دارات بين عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقت تسجيلها، ومدير مكتبه، ورئيس أركان الجيش المصري محمود حجازي، تضمنت حديثا عن حجم الأموال التي تلقتها مصر كدعم من الخليج بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.

 6 - انخفاض نغمة الحديث عن الحريات السياسية "عندما يتعلق الأمر بالأمن الوطنى لا تحدثونى عن حقوق الإنسان".. هذا التصريح الشهير الذي خرج عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في عام 2011 تعليقا على اتهامات للأمن البريطاني بسوء معاملة المحتجين، دأب الإعلام المصري على استخدام هذه العبارة في الرد على أي اتهامات توجه لقوات الأمن بسوء معاملة المتظاهرين في مصر.

وحرص الرئيس المصري - أيضا - في كثير من حواراته على أن يدور في نفس المعنى، حيث أقر في كلمته باحتفال الشرطة بعيدها خلال يناير الماضي بوجود تجاوزات تجاه حقوق الإنسان، لكنه بررها بما سماه بـ "الظرف الاستثنائي والمخاطر الأمنية" التي تواجهها مصر.

 وأعطى فيديو الذبح زخما لهذه الرؤية، وظهر ذلك في كثير من وسائل الإعلام، التي طلب مقدموا البرامج فيها بالتعامل بحزم مع كل متظاهر، بل وصل الأمر إلى المطالبة بالاغتيال السري لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين سرا، وهي الرؤية التي طرحها الكاتب الصحفي عاصم حنفي أمس الأربعاء 18 فبراير في مقال بجريدة "المصري اليوم" تحت عنوان "ابدأ بالإخوان".

كما ظهر أثر تلك الأحداث في حدوث تراجع ملحوظ بالتظاهرات المناهضة للسلطات الحالية، وذلك على الرغم من أن استئناف الدراسة بعد إجازة نصف العام كان ينبئ بموجة عاتية من التظاهر.

ثانيا: تداعيات خارجية

 1- تثبيت دعائم النظام المصري خارجيا كأحد قوى مكافحة الإرهاب نجح النظام المصري في تثبيت دعائمه خارجيا، كأحد القوى الدولية في مكافحة الإرهاب، وذلك عبر تحركات دبلوماسية أعقبت فيديو الذبح والضربة الجوية لتنظيم داعش.

 وقال السفير رخا أحمد حسن – مساعد وزير الخارجية الأسبق – في تصريحات صحفية يوم 16 فبراير أن توجه وزير الخارجية سامح شكري إلى مجلس الأمن بعد الضربة الجوية، يهدف إلى إعطاء الشرعية إلى مصر لمواجهة الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم "داعش" والحصول على غطاء دولي للقيام بعمليات عسكرية ضد فرع تنظيم "داعش" في ليبيا وإلزام دول الجوار بإحكام الحلقات حولها وعدم السماح بدخول أسلحة أو مقاتلين أو تمويل إلى التنظيم الإرهابي.

 2 - محاصرة الإخوان بالخارج أعطى فيديو الذبح زخما لظاهرة "الإسلاموفوبيا"، وهي الظاهرة التي ستلقي بتبعاتها على الإسلاميين في الخارج، بمن فيهم "الإخوان". وأصبح الإسلاميون عامة والإخوان خاصة مطالبين بإثبات انتهاجهم لمنهج العمل السلمي، وهو مناخ يسهل كثيرا من إمكانية محاصرتهم خارجيا بالربط بينهم وبين الإرهاب بتنظيماته المختلفة.

وقبل فيديو الذبح، يعمل الإعلام المصري والدبلوماسية المصرية بشكل جيد على هذا الربط، من خلال التأكيد على أن التنظيمات الإرهابية تستمد أفكارها من معين واحد.

وفي مؤتمر صحفي نظمته الهيئة العامة للاستعلامات للمراسلين الأجانب يوم 28 يناير للتعليق على الاحتجاجات التي صاحبت ذكرى ثورة يناير، قال العميد جمال مختار من وزارة الداخلية عندما سئل عن أسباب زيادة التفجيرات، رغم المحاصرة الأمنية للإخوان واعتقال أغلب قيادات الجماعة: " التنظيمات المتطرفة كيان واحد بأذرع مختلفة، فلا تشغلوا أنفسكم بالأسماء"..

وتابع : "الإخوان مثل تنظيم بيت المقدس مثل داعش". واستخدمت الخارجية المصرية نفس المنطق في الحديث مع الخارج، حيث دائما ما تضع الإخوان في جملة مفيدة عند الحديث عن "داعش"، حتى قبل فيديو الذبح.

 فخلال مشاركة مصر فى الاجتماع الوزارى الأول لمجموعة العمل المصغَّرة للتحالف الدولى ضد تنظيم داعش الإرهابى، بالعاصمة البريطانية لندن، يوم 24 يناير الماضي، طالب الوفد المصري بأن تتسم مواجهة الإرهاب دوليا بالشمولية.

وقال بيان لوزارة الخارجية، اليوم السبت، إن الوفد المصرى شدد على أن الإرهاب ليس تنظيم "داعش" فقط، وإنما يجب أن تشمل المواجهة الشاملة جميع التنظيمات الإرهابية الأخرى، لاسيما وأنها تعتنق جميعها ذات الأفكار التكفيرية.

 3 - تجدد الأزمة المصرية القطرية تجددت الأزمة المصرية القطرية، حيث أعلنت قطر، مساء الأربعاء، استدعاء سفيرها لدى مصر سيف بن مقدم البوعينين للتشاور، على خلفية تصريح مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية، اتهم فيه الدوحة بدعم الإرهاب بعد تحفظها على عبارة "التفهم الكامل" لمجلس الجامعة، لتوجيه مصر ضربة عسكرية ضد مواقع قالت إنها لتنظيم "داعش" بليبيا.

 في الوقت الذي رفض أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف بن راشد الزياني، الاتهامات التي وجهتها مصر لقطر بدعم "الإرهاب".

 وقال في بيان له اليوم، إنه يرفض "الاتهامات التي وجهها مندوب مصر الدائم بجامعة الدول العربية إلى دولة قطر بدعم الإرهاب"، ووصفها بأنها "اتهامات باطلة تجافي الحقيقة".

والفترة الأخيرة توترت العلاقات بين مصر وقطر مجددا، بعد تقدم محدود جرى في العلاقات بين البلدين في ديسمبر الماضي، برعاية العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

 4 - توفير مبرر لطلب مزيد من الدعم المادي والسياسي والعسكري من الخارج مساء اليوم الذي وجهت فيه مصر ضربة جوية لتنظيم داعش، وقع وزير الدفاع المصري مع نظيره الفرنسي صفقة شراء طائرات فرنسية من طراز " رافال".

 الصفقة شملت 24 طائرة من طراز رافال، ستحصل مصر على 3 منها في شهر أغسطس، ثم تحصل على الباقي تباعا.

 وبعد أن أصبحت مصر لاعبا مهما في الحرب على الإرهاب بعد الضربة الجوية، يمكنها استعجال إجراءات الحصول على عدد أكبر من الطائرات، وبتسهيلات مادية، لاسيما أن وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان، كانت له تصريحات قبل لقاؤه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، للتوقيع على صفقة الطائرات الفرنسية، قال فيها أن" طائرات الرافال ستساعد مصر على مكافحة الإرهاب".

 وفي نفس يوم الضربة الجوية لتنظيم داعش، قال بدر عبد العاطى المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين، أن وزير الخارجية سامح شكرى سيطالب المجتمع الدولى بدعم مصر سياسيا وماديا فى حربها ضد الإرهاب، وذلك خلال مشاركته في قمة الإرهاب بالعاصمة الأمريكية واشنطن، خلال الفترة من 18 إلى 20 فبراير الجاري.