عددالزائرين الان

الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

إعلانات الخداع الروحاني.. فن النصب السُفلي


لم يعد الدجل والشعوذة والنصب على المهووسين بفك الأعمال وعمل أعمال من أجل الزواج أو الثراء يقتصر على رجل كبير في السن يرتدي جلبابا أبيض ويمسك بيديه مسبحة كبيرة وأخرى معلقة في رقبته بلون أزرق ويردد طوال فترة جلوس صاحب الحاجة جملة "أشتاتا أشتوت" أو على المرأة البسيطة التي ترتدي جلبابا أسود وتتحدث طوال الوقت على أنها مخاوية أحد الخدام من الجان، بل تنوعت الطرق والمظاهر ووصلت إلى الإعلانات عبر التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي.
وشهدت سوق الدجل والشعوذة الفترة الأخيرة ظهورا إعلاميا كبيرا بعد أن لجأ الدجالون إلى طريقة جديدة تحمل شكل وأسلوب ومصطلحات جديدة مستخدمين وسائل الإعلام ومواقع التواصل للترويج عن إمكانيتهم الروحانية واستطاعتهم حل جميع المشكلات الروحانية والسحر العلوي والسفلي، وتم تعديل اسم دجال إلي الخبير أو المعالج وقبل هذه الألقاب يسبقها لقب الشيخ الدكتور حتى يقتنع الرواد بأن هذا علم يدرس ويحصل صاحب هذا العلم على شهادة الدكتوراه.

إعلانات الدجل والشعوذة تهدد أمن البلاد

يهدف المنبر الإعلامي إلى نشر الحقائق وتسليط الضوء على الفساد فى المجتمع  للحفاظ على مقدرات هذا الوطن.
وحين يغيب الضمير ويسعى الأشخاص لتحقيق مصالحهم على حساب الوطن يظهر الجانب السيء في المنابر الإعلامية من خلال نشر إعلانات تحث المواطنين على اللجوء إلى الدجالين واتباع الشعوذة لتخفيف مشكلاتهم الشخصية والخلافات التى يواجهونها فى الحياة.
ورغم ان أعمال الدجل والشعوذة هي في الأصل ثقافة مجتمعية سادت بين الطبقات الفقيرة والمهشمة ومحدودى الثقافة، إلا أنها أصبحت تسيطر على العديد من الطبقات المجتمعية الأخرى بفضل المنابر الإعلامية المشبوهة.
وساهمت هذه الإعلانات والبرامج في زيادة نسبة رواد الدجالين بشكل كبير، خاصة انها تتحدث عن "جلب الحبيب و رد المطلقة و الشفاء من جميع الأمراض باستخدام حجاب يحمله جان في بطن الأرض أو في أعماق البحر وبين هذا و ذك أصبح المجتمع عائم فى دائرة الدجل والشعوذة".
وتعتبر تلك القنوات والإعلانات شريك رئيسي في جرائم النصب علي المواطنين طبقا للبلاغات التي قدمها جهاز حماية المستهلك ضد الوكلاء المصريين و الممثلين القانونيين لهذه القنوات للنصب علي المشاهدين .
في هذا الصدد قال الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن ظاهرة الإعلانات المضللة التي تظهر علي عدد من القنوات الفضائية تتحدث عن علاج السحر، واستطاعت الشفاء من جميع الأمراض باستخدام الجان ورد الغائب وجلب الحبيب ،ظاهرة متخلفة ويجب التصدي له وتطبيق القانون علي هذه القنوات .
وأضاف العالم في تصريحات لـ"بوابة الوفد"، إن تسليط الضوء علي الدجالين والمشعوذين بأي شكل من الأشكال يجعل منهم نجوم ومشهورين ويبدأ البعض في البحث عنهم للتعرف عليهم ، مشددًا على ضرورة تجاهل هؤلاء الدجالين بشكل تام حتى يتم القضاء على تلك الظاهرة التى تهدد أمن المجتمع المصرى.
واكد أستاذ الإعلام ضرورة غلق جميع هذه القنوات التي تروج لإعلانات السحر أو نشر برامج تنال من القيم و الأخلاق المجتمعية للحفاظ علي عادات المجتمع، مشيرًا إلي أن الوضع أصبح يحتاج إلي وجود مسئول من جهاز حماية المستهلك في جميع المجالات للحفاظ علي حقوق المستهلك من النصب و الغش التجاري الذي يحدث.
وعن سن تشريعات خاصة باعلانات الدجل والشعوذة قالت الدكتورة ليلي عبد المجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، إن "التشريعات الموجودة حالياً لا تناسب كم الخداع الذي أصبح منتشرا في العديد من الإعلانات التجارية والصحية الدوائية وإعلانات الدجل والشعوذة التي "تنصب" علي المواطنين.
ورأت عبدالمجيد أن هناك العديد من القوانين الخاصة بالصحة والتجارة التي تجرم الإعلانات الضارة إلا انها أصبحت غير فعالة فى الوقت الراهن"، مضيفة أن عدم وجود تشريعات إعلامية منضبطة جعلت السوق الإعلامية والإعلانية في حالة فوضي حقيقية وأصبح الحل الوحيد يكمن في ضرورة عمل تشريع قانون جديد ينظم عرض الإعلانات بالفضائيات.
وكان تقرير جهاز حماية المستهلك كشف عن وجود "27" قناة فضائية تروج لإعلانات مضللة تتعلق بوهم المواطنين بحل مشاكل الزوجية ورد المطلقة وجلب الحبيب وفك السحر وغيرها من إعلانات التضليل والشعوذة.