عددالزائرين الان

السبت، 19 يوليو 2014

نفتح "الصندوق الاسود" فى ذكرى "الجنرال"

  1. فوجئ الشعب المصرى يوم 19 يوليو منذ عامين بنبأ عاجل تبثه شتى وسائل الإعلام المحلية والدولية والعالمية، تأكيداً لصحته، دون الإفصاح عن ملابسات الحادث، نبأ وفاة "الجنرال"، وفاة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان عن عمر يناهز 76 عاما.
    كانت أجواء الغموض تسيطر على وفاته، وبدأت الأخبار تتوالى وتتناقض، حينا يقال توفى إثر وعكة صحية التى غادر لأجلها البلاد، وتارة اغتيل فى سوريا، وأخرى قتلته الولايات المتحدة الأمريكية، و آخر ما أشيع تورط جمال مبارك فى التخلص منه، و فى النهاية تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة، أن مصر فقدت نبراسًا سياسيًا، وعقلًا محنكًا مدبرًا، ليس من السهل وجود مثيل له.
    هو عمر محمود سليمان عسكري وسياسي مصري، لقب بـ"جنرال المخابرات العامة المصرية"، ولد فى محافظة قنا 2 يوليو 1936، وتلقى تعليمه في الكلية الحربية في القاهرة ليحقق حلم والده بأن يكون ضابطًا مثل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وفي الأكاديمية العسكرية تخرج وكان من الأوائل وكرمه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في حفل التخرج ويومها بكي والده كثيرا حيث تحقق حلمه، ومن ثم انضم إلى القوات المسلحة المصرية في عام 1954.
    تلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتي، وفي ثمانينات القرن العشرين التحق بجامعة عين شمس وحصل على شهادة البكالوريوس بالعلوم السياسية، كما حصل على الماجستير بالعلوم السياسية من جامعة القاهرة، حصل على الماجستير بالعلوم العسكرية، لتصبح كل هذه الخبرات مرشحا له للفوز بلقب "الجنرال".
    وفي غضون عمله بالقوات المسلحة ترقى بالوظائف حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، كما تولى منصب نائب مدير المخابرات الحربية في عام 1986، ثم أعقبها توليه منصب مدير المخابرات الحربية في عام 1991، وأخيرا و ليس آخرا عين رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية في 22 يناير 1993، إلى أن تم تعينه نائبًا لرئيس الجمهورية السابق محمد حسني مبارك في 29 يناير 2011 ابان ثورة 25 يناير.
    وفى خضم هذا الكم من النجاحات التى حققها، حصل على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات، إذ حاز على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية، ونوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، بالإضافة إلى نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى، ونوط الخدمة الممتازة.
    تولى ملف القضية الفلسطينية أثناء فترة عمله رئيسًا للمخابرات بتكليف من الرئيس محمد حسني مبارك، ومنها توليه مهمة الوساطة حول صفقة الإفراج عن العسكري الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس "جلعاد شاليط"،  والهدنة بين الحركة وإسرائيل والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أنه تولى تنفيذ بعض المهام الدبلوماسية في عدد من الدول منها عدد من المهمات في السودان.
    كلفه الرئيس مبارك بعد تعيينه كنائب للرئيس، خلال أحداث ثورة 25 يناير مباشرةً بإبرام الحوار مع قوى المعارضة يتعلق بالإصلاح الدستوري، وفي 10 فبراير 2011 أعلن الرئيس مبارك عن تفويضه بصلاحيات الرئاسة وفق الدستور  إلا أن الرئيس مبارك أعلن في 11 فبراير تنحيه عن السلطة وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شئون البلاد، وقام هو بتسليم السلطة إلى للمجلس الأعلى.
    وفى سياق متصل ذكرت قناة فوكس نيوز الأمريكية في فبراير من عام 2011 وبعيد تعيينه نائبًا للرئيس أنه تعرض إلى محاولة اغتيال فاشلة أدت إلى وفاة اثنين من حراسه الشخصيين وسائقه الخاص وكان مصدر أمني قد نفى تلك المحاولة، إلا أنه صدرت لاحقًا تصريحات عن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط تؤكد ذلك.
    ثم بدأ اللواء عمر سليمان فى اتخاذ خطوة جديدة تتوج مشواره السياسى، معلنا فى يوم 6 أبريل ترشحه لانتخابات الرئاسة وذلك قبل يومين من غلق باب الترشيح، بعد أن كان قد أصدر بيانا فى 4 إبريل بعدم ترشحه، وكان عدد من مناصريه في نفس اليوم قد تظاهروا في ميدان العباسية لمطالبته بالترشح، و تقدم بطلب الترشيح قبل إغلاق باب التقديم بـ20 دقيقة.
    إلا أن اللجنة العليا للانتخابات قررت في 14 أبريل استبعاده بعدما استبعدت أكثر من 3 آلاف من نماذج التأييد التي قدمها، ليصبح عددها الإجمالي 46 ألفًا، وهو رقم أكبر من النصاب الرقمي المطلوب المحدد 30 ألفًا، لكن تبين للجنة أنه جمع هذه النماذج من 14 محافظة فقط، والمطلوب ألف تأييد على الأقل من 15 محافظة.
    توفي "الجنرال" فى19 يوليو 2012 في الولايات المتحدة المتواجد بها لتلقي العلاج، وكثرت الأقاويل بشأن وفاته أو مقتله، فقال مساعده «حسين كمال» إنه كان بخير وإنه كان يخضع لفحوص طبية، وإن وفاته كانت فجأة. فيما ذكرت احد الصحف أن وفاته كانت في "مستشفى كليفلاند" أثناء خضوعه لعملية جراحية بالقلب.
    كما قال مصدر مقرب منه أنه عانى اضطرابات في صمام القلب، ذهب على إثرها إلى ألمانيا لإجراء فحوص طبية، وذكر المصدر أنه عانى مؤخرًا ألمًا شديدًا في القلب، نُقل بعدها إلى مستشفى كليفلاند حيث توفى.
    و فى السياق ذاته نفى رياض الأسعد ما نسبته مواقع إلكترونية للجيش السوري الحر حول مقتل نائب الرئيس المصري السابق اللواء عمر سليمان في تفجير مقر الأمن القومي بدمشق أثناء اجتماع كان يحضره عدد من كبار القادة الأمنيين السوريين، موضحا ان سليمان لم يكن موجودا في ذلك الاجتماع، ليخلف عمر سليمان بعد وفاته لغزا صعب الوصول إلى شفرته.

    2/أكد اللواء حسين كمال مدير مكتب اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية ورئيس المخابرات العامه السابق، أن لديه معلومات تؤكد عقد صفقة بين الإخوان والامريكان لبيع جزء من سيناء مقابل 12 مليار دولار.
    وكشف كمال في حواره مع  الوفد عن مفاجأة مدوية، عن رفض اللواء عمر سليمان للدخول في السباق الرئاسي مرة اخري بعد استبعاده، عن طريق الترشح علي قوائم احد الاحزاب، مشدداً علي ضرورة محاربة العناصر الارهابية واستخدام القوة المفرطة معها، مؤكدا في الوقت ذاته امكانية عودة الاخوان  للساحة مرة اخري باعتبارهم تنظيمًا دوليُا وليس محليًا داخل حدود دولة بعينها.
    وفيما يلي نص الحوار:
    *كيف تري إدعاءات البعض بأن اللواء عمر سليمان لم يمت واختفاؤه حفاظا على حياته؟
    في البداية جموع الناس تري أن عمر سليمان  لديه مقومات شخصية وفكرية وقدرات سواء من الناحية السياسية والأمنية كانت تؤهله الى تولي مقاليد البلاد في هذه المرحلة الحرجة؛ لانه كان الأقدر على انتشال مصر من هذه الازمة، وهم من يتمنون أن يكون عمر سيلمان على قيد الحياة.
    وردي علي هؤلا بأننا نتعامل بالمستندات والحقائق ونحن تحققنا من جثمان اللواء الراحل عمر سليمان فور وصوله من المستشفى، وتأكدت من أنه اللواء عمر وانزلناه مثواه الاخير امام عينى، وشاهدت مستند الوفاة، وكل الادلة التى تؤكد وفاته.
    وتعليقي على الادعاءات إن الشعب المصري طول ما الأزمة موجودة يبحثون عن المنقذ، والشعب المصري عجول بطبعه وكانت لديه آمال بتحقيق تلك الإدعاءات لما يرونه في اللواء عمر من امكانيات وخبرات تمكنه من تحقيق غايته.

    *هل كان "سليمان" يحوي خزانة من الأسرار تدين جماعة؟
    نعم, وذلك بالوقائع والتواريخ  فخلال خدمته في المخابرات الحربية والمخابرات العامة كانت لديه العديد من المعلومات الوفيرة والكثير من الاسرار والخبايا والحقائق المؤكدة والموثقة التي تؤكد أنه تنظيم إرهابي, مع سبق الإصرار والترصد، وان هذا الكيان لا يعترف بالدولة ولا بالحدود، وهو يخدم الجماعة واهدافها فقط .
    *هل كان "سليمان" بمنزلة "بعبع" للإخوان لذلك حاولوا إقصاءه؟
    أكيد, فاللواء الرحل عمر سليمان كان الشخص الوحيد الذي يستطيع القضاء علي الاخوان نهائيا سياسيا واجتماعيا وأمنيا؛ لأنه كان يمتلك من الخبرة والحنكة التي تؤهله الى تحجيم هذه الجماعة, ووضعها في مكانها الطبيعى.
    ولا يخرجون من ذلك الإطار, وبذلك يصبح عملهم خيري فقط وفي نطاق القانون؛ لذلك كان هدفهم إقصاءه بعيدا عن الساحة السياسية؛ لانهم يعلمون جيدا أنه الشخصية الوحيدة المهددة لوجود الجماعة في مصر
    ادعي البعض أن هناك صفقة تمت بين سليمان وبين الإخوان ما ردك على ذلك؟
    اللواء عمر سليمان "مش بتاع صفقات", فعلى الرغم من أن رجل المخابرات له العديد من الخبرات التي تمكنه من التعامل مع كافة الاطراف إلا انه لا يحبذ أسلوب الصفقات، ولكن الحقيقة كان هناك توتر شديد وغليان في الشارع المصري ابان ثورة 25 يناير وللأسف الشديد إن الإخوان استطاعوا ان يتحكموا في الحشد في الشارع بطريقة أو بأخري كما شاهدنا.
    فكانت إنذاك هي الجماعة الوحيدة المنظمة التي تستطيع أن تفك الأزمة, لذلك كان لابد من الجلوس معهم لمعرفة طلباتهم لكي تسير البلاد, ومن المعروف إن المخابرات "لاتعقد صفقات",  وإن وجدت الصفقة فلابد وان تكون لصالح الوطن والشعب المصري, لأنها ملك لهذا الشعب.
    إذا كان الراحل عمر سليمان مازال على قيد الحياة هل كان ذلك سيغير كثيرًا من المعادلات الموجودة؟
    لابد أن نفرق بين من يتولي المسئولية الآن واللواء عمر سيلمان لو كان على قيد الحياة فإن احتاجه الرئيس السيسي لإبداء النصيحة، فإنه لن يتأخر في مساعدة بلاده والوقوف بجوارها .
    ولكن لابد أن نعى أن الحكومة والنظام هما المسئولان فقط, وليس من سيشاوروه في الامر؛ لأن الذي سيُحاسب هو النظام فقط, ولكن ما أريد التنويه إليه هو إن اللواء عمر سليمان  لا يمكن أن يتخلي نهائيا عن أداء مسئولياته.

    باعتبارك رجل مخابرات كيف تري العدوان على غزة ؟
    أري أنه ضغط على مصر من تنظيم حماس الإرهابي, وضغط أيضا من قبل إسرائيل, فكل هذه الاعتداءات التي تجري علي الحدود المصرية الفلسطينية الاسرائيلية فهي تضغط على مصر بطريقة أو بأخري.
    كما أن حماس تريد أن تظهر للعالم أجمع وللعرب الأشقاء ان غزة تحت العدوان ومصر تتجاهل ما يحدث ولا تريد أن تقدم لها العون وهذا مخالف تماما للحقيقة ونحن نعلم ذلك جيدا, فحماس ترغب في توريط مصر أكثر من رغبتها في مساعدة مصر لغزة, خاصة أنهم يعلمون جيداً ما تعانيه مصر من أعباء كثيرة داخلية وخارجية ويريدون تزويد هذه الأعباء وتشتيت القدرات والامكانيات.
    والسيسي يرسل لغزة المعونات رغم الضرر الذي تلحق به حماس لمصر؛ وذلك لأنه يدرك جيدا أنه واجب قومي, وهناك فارق كبير بين حماس والشعب الفلسطيني, وتجاهل تمام ما فعلته حماس من الممارسات الصيبيانية داخل مصر وقيامها بزعزعة الأمن والاستقرار القومي.

    *كيف تري تعامل الجانب المصري مع غزة؟
    المخابرات عليها العبء الأكبر في التنسيق بين الجهات الفلسطينة والمصرية، وأري انه تعامل عقلاني في حدود الظروف والإمكانيات المتاحة, وفي حدود قدرات مصر الحالية من الناحية السياسية والامنية والاقتصادية, ولابد أن ندرك جيداً ان حماس بينها وبين مصر عداء شديد وهدفه توريط مصر, ويجب أن نكون يقظين بذلك, وألا ننسي الجرائم التي ارتكبتها حماس مع الشعب المصري, وأوجدت بذلك حاجزًا ضخمًا بين مصر وحماس.
    تعامل رئيس المخابرات المصرية اللواء فريد التهامي يختلف عن تعامل الراحل "سليمان" مع الأزمة ؟
    لا يوجد اختلاف في التعامل؛ لأن السياسة واضحة ونحن مستمرون في التهدئة منذ ايام عمر سليمان, باستثناء فترة حكم مرسى فنحن نعتبرها غفلة استثنائية, وكان  صفقتهم واتجاههم أن يبقوا في السلطة وليس البحث عن مصلحة الوطن؟
    هل الصفقة التي تمت بين الإخوان وإسرائيل فى اجتياح غزة العام الماضى كانت مقابل تنازلات معينة؟
    جهاز المخابرات الامريكية، "السى اي ايه"، ومحمد مرسى عقدا صفقة مع مفادها ان يقتطعوا جزءًا من سيناء حتي العريش ، لتوطين الفلسطينيين، تباع بـ 12 مليار دولار, وعمل الإخوان على تنفيذ هذا المخطط والمقابل أن يستمروا في السلطة.
    وكان هذا العرض موجود أيام الرئيس مبارك كان إيجارًا سنويًا مقابل 12 مليار دولار وليس بيعا، لتوطين فلسطين ولم يرد مبارك على هذا العرض ولو لم تحدث ثورة 30 يونيو كانت تلك الصفقة ستنفذ .


    *كيف تري مواجهة السيسي للأزمات التى تمر بها مصر؟
    كل من تولي قيادة مصر لم ينافق الشعب المصري باستثناء محمد مرسي، جمال عبدالناصر كان لديه مشروعات قومية, السادات اتخذ قرار الحرب أين النفاق هنا، مبارك خلال مدة حكمه 30 عاما شهدت مصر حالة من الاستقرا السياسي، رغم ان الدول حوالينا بتولع معدل النمو وصلنا لـ 7 ونص % واقام مدن جديدة وخفض الديون لـ  50%  .  الحقيقة أن السيسي تولي مقاليد الحكم ومصر تمر بظروف غاية في الصعوبة من تآمر داخلي وخارجي واقتصاد منهك, فمصر محاصرة بديون تبلغ 45,3 مليار, غير إنها أمنيا على غير ما يرام, فالأعباء التي تقع على عاتقه كثيرة.
    وأري أن الإجراءات والقرارات التى اتخذها الرئيس عبدالفتاح السيسي لابديل عنها وجميعها لصالح الشعب المصري, بل لابد من اتخاذ إجراءات أكثر حسما وعلى الشعب أن يتقبل ذلك متسائلاً: "أين الموارد التي يمكن الاعتماد عليها؟.
    وجدنا خلال المرحلة الاخيرة انفلاتًا أمنيًا ملحوظًا.. فهل هذا الانفلات يعد قصورًا من الأجهزة المعنية؟
    لا يمكن القول إن هذا تقصير من جانب الأجهزة الأمنية, فنعلم جميعا إن أقوي جهاز أمني في العالم هو "السي أي أيه", الأمريكي, إلا إنه ليس لديه القدرة الكاملة علي منع العمليات الارهابية, فالأجهزة الأمنية في مصر تقوم بدورها كما ينبغي أن يكون, لكن يبقي الدور الحقيقي على مواجهة الإرهاب هو إيجابية المواطنين, فلا فائدة من تجاهل المواطنين لأدوارهم.
    يقال إن هناك أجهزة استخباراتية عبثت بمصر أثناء الانفلات الأمني .. إلى أي مدي وصل هذا العبث؟
    حينما تجد أجهزة المخابرات ظروفًا مثل التي كانت تمر بها مصر, فتكون لديها الارض خصبة لزراعة ما تريده والعبث كما تشاء, ولكن يبقي نسيج هذا الشعب وطبيعته هو اكبر حامى لهذه الدولة بما فيها مؤسساتها, فنحن حتي الآن في حدود آمنة. والأجهزة الامنية في مصر يقظة ومازالت لديها القدرة على التعامل مع هذه الظروف والأجواء، وعلمت أنه تم القبض على بعض من تلك الأجهزة التي عبثت بالبلاد وسيتم إعلان القضايا قريباً.

    *هل هناك تعويل على دور الجيش المصري والمخابرات العامة في المرحلة القادمة؟
    المؤسسة العسكرية والداخلية وأجهزة المخابرات تقوم بدورها على أعلي مستوي لصالح المواطن, لأن كل ما يهمها هو إزالة هذه الغمة وعودة عجلة الانتاج مرة اخري، ولكن المؤسسات لا تستطيع فعل ذلك لوحدها منفردة والشعب لابد وان ينهض ويفيق من غفلته قبل فوات الآوان, وعليه ان يتضافر جيداً لصالح مصر وترك المصالح الشخصية جانبا.
    *هل من الوارد أن تعود جماعة الإخوان مرة اخري للساحة, على الرغم من ما حدث لها من انتكاسات؟
    من الممكن جدا؛ لأنه تنظيم دولي وليس محليًا داخل حدود دولة بعينها, لكن نحن نثق في دور الاجهزة الامنية, غير ان الشعب هو الواقي الأول من تلك الجماعة ولن يسمح بعودتها مرة أخري؛ لأنه استوعب الدرس جيدا.

    *من خلال خبرتك الاسخباراتية ضع روشته للأجهزة الامنية والمواطن للتعامل مع العنف؟
    على الأجهزة الأمنية, الاستمرار بالضغط على كل من يخالف القانون في هذه البلاد سواء من قبل الجماعة او غيرها, و العين بالعين والسن بالسن والعنف بالعنف, فلا لابد من القسوة المفرطة في التعامل مع العناصر الاجرامية التي تلوثت إيديها بالدماء, فيجب بترها تماما بلا رحمة.
    أما بالنسبة للمواطن فعليه أن يفيق من غفلته, ويتكاتف للحفاظ على مصر وحمايتها؛ لأنها إذا ضاعت لن تعود مرة ثانية.

    *هل تتوقع  إبرام صفقة بين الإخوان والنظام الحالي لتهدئة الأوضاع بالشارع ؟
    لا أتوقع ذلك, فهذا لا يمكن ان يحدث بسبب العمليات الاجرامية التي راح ضحيتها العديد من الجنود والضباط والمواطنين الأبرياء, فالإخوان كانت لديهم الفرصة لذلك ولكنهم أضاعوها بغبائهم السياسي, غير ان الرأي العام كاره ذلك.

    *هناك الكثير من الدول التي ساعدت مصر واخري وقفت ضدها.. فما الرسالة التي توجهها لهم؟
    أقول للدول العربية التي وقفت ضد مصر, افيقوا قبل فوات الآوان؛ لأن المصريين "مبينسوش اللي بيسيء ليهم ولا اللي بيحسن ليهم ولذلك سيرغمكوا على دفع ما لا تستطيعوا دفعه لان المصريين لقمة ناشفة مش طرية".
    اما الدول التي ساعدت مصر أتقدم بخالص الشكر لها, وأقول لها إن مساعدة مصر تعد أمنًا قوميًا عربيًا, ونحن أشقاء عرب, ونحرص علي مصلحة بعضنا البعض, ولابد من استمرار الدعم السياسي والاقتصادي حتي نخرج من تلك الأزمة.

    صف لنا موقف اللواء عمر سيلمان ..عندما علم بخبر استبعاده من الانتخابات الرئاسية.
    سأفجر لك مفاجأة اللواء عمر كان متماسكًا جدًا لانه لم يرغب في الترشح من البداية لولا الضغوط التي مورست عليه، ثم انه بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، استبعاده من السابق بسبب خطأ في التوكيلات، وكان لديه الفرصة في خوض السباق من خلال أحد الاحزاب.
    وبالفعل حضرت الى مكتبه وعرضت عروض عدد كبير من الأحزاب للنزول على قوائمهم، وهذا كان متاحًا قانونيًا ولكنه رفض رفضاً قاطعاً .

    تفاصيل آخر مكالمة بينك وبين عمر سليمان؟
    تمت مكالمة بيني وبين اللواء عمر سليمان قبل وفاته وكان قلقًا جدًا بشأن ما يحدث في مصر, خاصة بعد توالي الإخوان الحكم, وقال لى إن حكم الإخوان لا يمكن أن يستمر أكثر من سنة, فقولت له "ازاي؟", قال لي اللي جبوهم هما اللي هيمشوهم".
    وسألني في آخر مكالمة عن أحوال المصريين وقال لى "أنا نفسي البسمة تعود على اوجه المصريين قبل ما أموت وخالوا بالكم من مصر"، وكان بصحة جيدة إلي ان وافته المنية.