عددالزائرين الان

الأحد، 1 يناير 2017

أحلام الشباب تغرق داخل "مركب هجرة" في 2016

استفاق من سكرة مراهقته، ليجد نفسه غدا رجلًا ينتظر منه الجميع أن يُشكل بيديه ملامح مستقبله، مد نظره للأفق ليُبصر طريقًا غير ممهدٍ، بدأت همته تفتر تدريجيًا ويتمكن منه اليأس، حالته أغرت "بائعي الوهم" المُتاجرين بأحلام البسطاء، فبدأوا التسويق لبضاعتهم الفاسدة، وهموا لإقناعه بأن قشة بالية لا تستطيع إقناع طفل صغير بجدواها وكفاءتها، قادرة على العبور به إلى البر الثاني من البحر، حيث جنة الله في دنياه الفانية.
 لتحين اللحظة الأليمة، ويكتشف بعد فوات الأوان أن تلك القشة عاجزة حتى عن مقاومة أمواج البحر الساكن، وأنها أتفه من أن يحمل عليها كل آلامة وآماله، يكتشف ذلك في لحظات عمره الأخيرة بعد أن بدأت قصته فعلاً تُدون كرواية تراجيدية تتداولها الأجيال.
السطور السابقة تعد مقدمة لسرد قصة كلُ من فاضت روحه بين أمواج "المتوسط" في مغامرة يائسة للهجرة إلى ضفته الشمالية، نحو 5000 قتيل، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، منذ أيام، أنهم كانوا عدد ضحايا مراكب "هجرة الموت" خلال 2016 فقط.
في مصر، كان عام 2016، الذي يغادرنا خلال أيام، عامًا استثنائيًا في علاقتنا بملف الهجرة غير الشرعية، فبجانب الحادث الأليم بغرق أحد تلك المراكب بـ"رشيد" مخلفًا ما يزيد على مائتي ضحية، برز الاهتمام الرسمي بالظاهرة.
 فشدد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، وفي أكثر من مناسبة، على أهمية التصدي لها، فذكر في الأمم المتحدة أن السبيل لمعالجة تلك الأزمة هو معالجة جذوره الرئيسية وفتح قنوات الهجرة الشرعية وتطوير أنماط جديدة لها، ودعا الرئيس إلى تبني استراتيجية شاملة تتضمن معالجة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع الشباب إلى الإقدام عليها.
الاهتمام الرسمي بالموضوع، تجسد كذلك في إقرار قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية، الذي شرع لعقوبات حازمة تجاه كل من أسس ونظم وأدار جماعة إجرامية منظمة لأغراض تهريب المهاجرين أو تولي قيادة فيها وكل من ارتكب جريمة تهريب المهاجرين، أو الشروع فيها.
بعيدًا من الصعيد الرسمي، وبجانب تجسيد السينما للظاهرة مجددًا، في فيلم حمل هذه المرة اسم "البر الثاني"، فقد شهد العام مناقشات مجتمعية موسعة، حول سُبل التغلب على الظاهرة، وبرز التساؤل عن البديل الممكن اتخاذه عن تلك الخطوة بالنسبة لأي شاب في متقبل عمره، وعاد إلى السطح مجددًا وبقوة، الحديث عن أهمية المشاريع المتوسطة والصغيرة ، وانها المُعوض عن أي خيبة أمل في مجالات العمل التقليدية.
نستعرض روشتة خبراء أمنيين في حل المشكلة، إلى جانب تسليط الضوء على أحلام وآمال المهاجرين بالخارج، وآراء الموطنين عن المشكلة التي أرقت المجتمع المصري خلال العام الجاري.