فى الحلقة السابقة من حواره لـ«الوطن» جزم ثروت الخرباوى، المحامى والقيادى الإخوانى المنشق عن جماعة الإخوان منذ عام 2000، بأن مكتب الإرشاد هو الذى يدير شئون البلاد الآن، وأن الرئيس محمد مرسى مجرد مُنفِّذ للقرارات الصادرة عن المكتب، وتحديداً عن خيرت الشاطر ومحمود عزت.
فى هذه الحلقة يكشف «الخرباوى» عن الدور الذى لعبته جماعة الإخوان، وقيادات تتبوأ حالياً مقاعد قيادية بالجماعة وبحزب الحرية والعدالة فى مخططات توريث جمال مبارك حكم مصر، وكذلك دور الدكتور محمد مرسى، كقيادى بالجماعة وعضو مكتب إرشاد، وقياديين آخرين، فى الصفقات التى كانت تعقدها الجماعة قبل الثورة مع نظام مبارك والحزب الوطنى «المنحل».
ثروت الخرباوى لدى شكوك عن علاقة «مرسي» بـ«أمن الدولة» و«الوطنى»
ثروت الخرباوى.. القيادى الإخوانى السابق: «مرسى» و«الشاطر» عقدا صفقة مع «مبارك» لتوريث الحكم لـ«جمال».. و«العريان» التقى «عزمى» فى القصر عام 2005
فى الحلقة السابقة من حواره لـ«الوطن» جزم ثروت الخرباوى، المحامى والقيادى الإخوانى المنشق عن جماعة الإخوان منذ عام 2000، بأن مكتب الإرشاد هو الذى يدير شئون البلاد الآن، وأن الرئيس محمد مرسى مجرد مُنفِّذ للقرارات الصادرة عن المكتب، وتحديداً عن خيرت الشاطر ومحمود عزت. فى هذه الحلقة يكشف «الخرباوى» عن الدور الذى لعبته جماعة الإخوان، وقيادات تتبوأ حالياً مقاعد قيادية بالجماعة وبحزب الحرية والعدالة فى مخططات توريث جمال مبارك حكم مصر، وكذلك دور الدكتور محمد مرسى، كقيادى بالجماعة وعضو مكتب إرشاد، وقياديين آخرين، فى الصفقات التى كانت تعقدها الجماعة قبل الثورة مع نظام مبارك والحزب الوطنى «المنحل». القيادى الوحيد الذى لم يُحاكَم عسكرياً هو «مرسى».. ولدىّ شكوك عن علاقته آنذاك بـ«أمن الدولة» و«الوطنى» * قلت إن الإدارة الحالية لجماعة الإخوان ينتمى أغلب أعضائها إلى «تنظيم العشرات» الذى وفدوا إلى مصر بعد وفاة «التلمسانى».. ما قصة هذا التنظيم؟ - «سيد قطب» كوّن تنظيماً يستهدف قلب نظام الحكم وقتل جمال عبدالناصر فى منتصف ستينيات القرن الماضى، وكان ذلك بشهادة قيادات إخوانية كبيرة، منهم «فريد عبدالخالق»، وقد سُجلت شهادته، وقال إن «قطب» استطاع ضم بعض أعضاء الجماعة، إلا أنه أُلقى القبض عليهم وسُجنوا لمدة 10 سنوات وخرجوا عام 1975، وأطلق عليهم «التلمسانى» «تنظيم العشرات»، وحذر من وجودهم فى الجماعة، ورفض اعتبارهم جزءاً منها نظراً لتطرف أفكارهم، إلا أن مصطفى مشهور كان يريد إعادة عمل هذا التنظيم، وأرسل أعضاءه إلى دول الخليج واليمن، وبعضهم اتجه إلى لندن والولايات المتحدة مثل محمد مرسى، وعقب وفاة مرشد الجماعة «التلمسانى» استدعى «مشهور» كل أعضاء التنظيم من الخارج، ووضعهم ضمن نسيج الجماعة، وأطلق يدهم، حتى أصبحوا نافذين، وبدأوا نشاطهم فى منتصف تسعينيات القرن الماضى. * لكن المعروف عن محمد مرسى أنه ذهب إلى الولايات المتحدة للدراسة! - قبل سفره إلى أمريكا لم يكن لمرسى أى علاقة بـ«الإخوان»، ولم نكن نعرفه إطلاقاً، ولم يكن له أى نشاط سياسى من قريب أو بعيد بالجماعة. جاء من أسرة فقيرة، كلية الهندسة، وسكن فى المدينة الجامعية، وبالتالى لم تكن له علاقة بـ«ترف» العمل بالسياسة، بالنسبة لظروفه. * لكن، كيف أصبح قيادياً فى هذا الوقت القصير؟ - كان مصطفى مشهور قد هرب من مصر بعد أحداث سبتمبر 1981، لكى لا يُقبَض عليه، وزار عدداً من البلدان العربية والأوروبية، وذهب بعدها إلى الولايات المتحدة، ليعيد فكرة التنظيم الخاص والدولى، ووضع لائحة له عام 1983، ومن ضمن محطاته كاليفورنيا، حيث التقى عدداً من الشخصيات القريبة فكرياً للإخوان، وبدأ ضمها إلى الجماعة، وكان ذلك تاريخ إقامة قواعد التنظيم الخاص فى الولايات المتحدة، وكان «مرسى» يتردد على المركز الإسلامى. وقد استضافه «مرسى» فى منزله عدة مرات، ونشأت علاقات قوية بينهما، وأدخله «مشهور» بعدها «الإخوان» فى منتصف الثمانينيات. * وهل عاد «مرسى» إلى مصر بعد عضويته فى الإخوان مباشرة؟ - فى أواخر 1985 عندما كان يعانى التلمسانى من شدة المرض، واتصل مشهور بالشخصيات التى أطلق عليها «تنظيم العشرات»، وطلب منهم العودة إلى مصر خِفية، ولم نكن نعلم عنهم أى شىء من قبل، وأرسل مصطفى مشهور «مرسى» إلى محافظة الشرقية، وهناك بدأ يُرقيه سريعاً، وأصبح مسئولاً عن القسم السياسى للإخوان بالمحافظة، ثم دفع به فى انتخابات مجلس الشعب عام 2000، وعيّنه رئيساً لكتلة نواب الإخوان بالبرلمان، إضافة إلى تعيينه عضواً بمكتب الإرشاد. «الشاطر» و«مرسى» التقيا أمين تنظيم «الوطنى» عام 2005 فى فندق «البولمان» بالمعادى واتفقوا على إخلاء دوائر «عز» و«عزمى» و«سرور» * ما الذى لفت انتباهك إلى تحركات «مرسى» وقتها، على الرغم من كونه مغموراً وقتها قبل عضويته بمجلس الشعب؟ - «مرسى» هو القيادة الإخوانية الوحيدة الذى لم يُحاكم عسكرياً، ففى عام 1995، وهو العام الذى رُفعت فيه القضية الأولى ضد «الإخوان» أمام القضاء العسكرى، وكان وقتها عضواً بمجلس شورى الجماعة، وقرر المجلس الاجتماع العاجل لدراسة الوضع، فإن «مرسى» تغيّب ولم يحضر، وخلال الاجتماع داهم أمن الدولة المكان، واعتُقل جميع الموجودين، وأحيلوا إلى المحكمة العسكرية، وعام 1996 حدثت نفس الواقعة، واعتُقل الجميع عدا «مرسى» الذى تغيّب، وكانت القضية الأولى عُرفت إعلامياً بقضية «الشاطر والعريان»، والقضية الثانية عرفت باسم «عبدالمنعم أبوالفتوح»، وفى عام 2000 أُلقى القبض على عدد من أساتذة الجامعات وأُحيلوا إلى القضاء العسكرى عدا «مرسى»، وفى القضية الشهيرة المعروفة باسم «ميليشيات الأزهر» عام 2006، أُحيل قيادات «الإخوان» جميعاً إلى المحاكمة العسكرية عدا «مرسى» الذى كان يشغل منصب مسئول نشاط الطلبة فى الجماعة، بينما أُلقى القبض عليه على ذمة قضية أخرى هى مساندة حراك استقلال القضاة، وأفرج عنه عقب 7 أشهر من السجن، مما أثار شكوكى حول اتصاله بالحزب الوطنى وأمن الدولة، وقتها.