عددالزائرين الان

الخميس، 10 يناير 2013

"كتالة" أول جماعة مسلحة لإسقاط نظام مرسي بالنوبة









منذ أيام أعلن عدد من أهالى النوبة عن تكوين حركة تُدعى «كتال» أو «كتالة» النوبية المسلحة دفاعاً عن كرامة النوبيين وحقوقهم ضد ما سموها تجاوزات قيادات جماعة الإخوان المسلمين ضدهم، وتأسست هذه الحركة مع تزايد التصريحات التى اعتبرها النوبيون إهانة ممنهجة من قيادات الإخوان ضدهم، بداية من تصريحات الرئيس محمد مرسى، باعتبارهم «جالية نوبية»، وعصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة التى وصفهم فيها بأنهم «غزاة»، انتهاءً بتشبيه «حسين عبدالقادر» القيادى بالجماعة لهم بـ«بربر الجزائر».
«كتال» فى اللغة النوبية تعنى دق طبول الحرب والقتال، هكذا اختار النوبيون المؤسسون للحركة اسماً لها. يقول أسامة فاروق مؤسس الحركة، إنه فكر مع عدد من النوبيين فى كيفية الرد على تصريحات وإهانات الإخوان لهم، فقرروا إنشاء هذه الحركة رداً على تهميش النوبة الذى امتد للإساءة لأهلها، مشيراً إلى أن السلمية مع هذا النظام لم تعد تجدى.
أضاف «فاروق» لـ«الوطن» أن الإساءات من جانب الإخوان خلال الفترة الماضية كانت مقصودة وممنهجة، موضحاً أن النوبة أيدت الإخوان تعاطفاً معهم بسبب ما تعرضوا له من اعتداءات وسجن واعتقالات خلال النظام السابق، لافتاً إلى أن النوبيين كذلك أيدوا الرئيس محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة.
وحول القضية النوبية وما آلت إليه، قال «فاروق» إن الرئيس مرسى ذكر النوبة مرتين، فى مؤتمراته الانتخابية قبل فوزه بالرئاسة، مضيفاً: «فوجئنا فى تعيينات الرئاسة لمجلس الشورى بوجود شخصيات لا تنطبق عليهم شروط التعيين فى المجلس، منهم ما ينطبق عليه قانون العزل، علاوة على أنه ليس من بينهم من يمثل النوبة».
وأشار مؤسس الحركة إلى أن النوبة جزء أصيل من جغرافية الوطن، مصر، الذى أعطيناه كثيراً من التضحيات ونبتنا من ترابه ولم نستوطنه، وتابع: «هذا الفصيل الذى قيل عليه جماعة منحلة ومحظورة، ساعده المجلس العسكرى للوصول للحكم، والآن يمارسون تصفية الحسابات مع هذا الشعب، ويريد أن يستحوذ على كل شىء فى البلاد، وكأنه هو وحده الشعب، والغل بداخله يدفعه للاستيلاء على السلطات جميعها التشريعية والتنفيذية والقضائية، وتهميش كافة الثقافات الأخرى وكأنه هو أمير المؤمنين».
تأسست «كتالة» المسلحة كحركة انفصالية تهدف للخروج من عباءة الإخوان وليس للانفصال عن الشعب المصرى كما يقول «أسامة»، ويضيف: «الحزب الوطنى المنحل لم يجد من يعارضه طوال فترة طويلة لذلك نتج الديكتاتور، وبعد سقوط النظام فى يناير 2011، سقطت هذه الديكتاتورية، وأى كيان أو ائتلاف يكون نتيجة البحث عن الحقوق كرد فعل».
وتابع: «توقفنا عن المطالبة بحقوقنا حتى تتعافى الدولة بعد ثورة يناير وتعود المؤسسات، إلا أننا وجدنا مزيداً من التهميش، فى المقابل كان يخرج بدو سيناء بالسلاح والتهديدات، فيحصلون على كل شىء، ونحن المسالمين نحصل من الإخوان على الإهانات والتصريحات المسيئة لحضارتنا وهويتنا، لذلك كوّنّا كتالة المشتقة من كتاليوس التى تعنى بالنوبية المعركة والقتال».
على حد قول مؤسس الحركة فالإخوان هم أقلية شرسة فى مصر وليسوا أغلبية، وهم أول من خان الثورة، وسرقوا نتائجها، والثورة كانت فى طريقها لتحقيق أهدافها السامية، وأضاف: «الدولة أكبر من الإخوان، ومصر حتى فى ظل مرضها الآن، فهى جسد عملاق لا يستطيع الإخوان تكبيله».
كلمة «الانفصال» فى مبادئ الحركة لا تعنى الانفصال عن مصر، فكما يقول «أسامة»: «الانفصال عن نظام الإخوان الحاكم، ونحت قيادات سياسية نوبية تتمركز فى أسوان حيث ما تبقى من النوبة، ونقول للحرية والعدالة أنتم مسيئون لمصر كلها، ولا تمثلون إلا السطو على مؤسسات البلاد، ولم نرَ منكم إلا كل ما هو هادم للدولة، فالدستور ملفق، والأسعار فى ارتفاع دائم، وتهميش للعرقيات والشخصيات والتيارات السياسية وغيرها، من أصول المصريين».
يتابع: «نقول لعصام العريان الذى يدعو اليهود للعودة إلى مصر، ما المقابل الذى أخذته لهدم مصر، ما الهدف من ذلك، نرى الآن رئيساً ليس له كلمة على جماعته، يتخذ قرارات يتراجع عنها، كيف يكون نائب الرئيس رجل قضاء وقانون أشرف على تعيين 90 نائباً بالشورى بالمخالفة للقانون ومواد عزل رموز النظام السابق؟».
وحول مجمل صورة النظام السياسى الحاكم حالياً كما تراها الحركة، قال: «الإخوان يتبعون سياسة واحدة، هى أن يصدروا شخصيات صورية فى البداية تمهيداً لتثبيت الشخصيات الحقيقية التى تنتمى إليهم، فرئيس مجلس الوزراء الحالى تمهيد للدفع بالشاطر نائب المرشد لهذا المنصب، وكذلك النائب العام، ومنصب محافظ البنك المركزى وغيره».
وتساءل: «النوبة بتضحياتها هى أول الطريق لنهضة مصر، قبيل بناء السد العالى، وفى حرب أكتوبر، وغيرها، ضحينا بأكبر بقعة فى النوبة غرقت تحت مياه النيل بعد السد العالى، تاريخنا مشرف، لكن ما هو تاريخ الإخوان حتى يشوهوا صورتنا بهذا الشكل، هم من تعاونوا مع الإنجليز وشوهوا الإسلام واغتالوا السادات، ونستنكر تبعتنا لهذا الحكم، فقد كنا نأمل فى يد أمينة تنقل مصر للتطور والتقدم».
حول أهداف حركة «كتالة»، أكد مؤسس الحركة أن أول الأهداف هو استرداد كرامة مصر والنوبيين التى داسها الإخوان، قائلاً: «نستهدف وصول من يخاف على مصر للحكم، والكرامة والهوية النوبية سنفديها بروحنا ودمنا، وكل من يعشق النوبة يؤيدنا، وما نريد أن يعرفه قادة الإخوان أنهم أخطأوا فى حقوق مصر والنوبة».
ووجّهت الحركة رسالة لقادة الإخوان على لسان مؤسسها، قائلاً: «نقول للحرية والعدالة: لم تعد لكم شرعية علينا نهائياً، وشرعيتنا هى لمجلس سنكوّنه مع مختلف أطياف أبناء أسوان، وسنستقل عن سيادتكم، وسياستكم الضعيفة الهزيلة التى تستغل الدعوة للإسلام للنصب على الناس».
يضيف مؤسس الحركة أن النوبيين سيستخدمون السلاح فى وجه هذه الجماعة التى سرقت مصر وسرقت ثورتها، قائلاً: «يحمينا القانون الدولى، الذى ينص على أنه من حق الشعوب الدفاع عن نفسها، فقد منح القانون هذه الشعوب حق تقرير المصير لتكون منطقة حكم ذاتى، أو الانفصال لتكوين دولة مستقلة، وما يحدث من اعتداءات الجماعات الإسلامية على شرعية الدولة أعطانا هذا الحق، وهذا ما رأيناه من اعتداء أتباع أبوإسماعيل على مقر جريدة حزب الوفد، وتهديدهم باقتحام المزيد، ومحاصرة الإخوان للمحكمة الدستورية العليا، وغيرها من صور سقوط سيادة الدولة».
حول السلاح الذى تمتلكه الحركة، أكد «أسامة» أنه متوافر وبكثرة فى منطقة أسوان نتيجة وقوعها فى منطقة حدودية يستغلها المهربون، وتابع: «اسألوا أى شخص يقف فى سوبر ماركت عن السلاح سيدلكم، التجار أصبحوا موجودين فى كل مكان، بدليل ضبطيات وزارتَى الداخلية والدفاع اليومية، وأسوان هى أفضل موقع لخبيئة السلاح فى مصر بسبب موقعها الحدودى».
وشدد «أسامة» على أن الحركة لن ترفع السلاح فى وجه المصريين، قائلاً: «لم نرَ عدواً لنا سوى الحرية والعدالة، والنظام السابق بقدر جبروته لم يحرجنا ولم يؤذنا فى كرامتنا، وعلى الرغم من الجدل المثار حول مشروع وادى كركر فإنه كان أول خطوات إعادة حقوقنا».
وتابع: «لم يجرؤ أحد من قبل على إحراج أى نوبى أو إهانته، وعندما أخطأ أحد رموز الحزب الوطنى فى أحد النوبيين جاء رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف لإصلاح الموقف، فكيف يجرؤ الإخوان على إهانتنا المتتالية».
وحول تعداد المنضمين إلى حركة «كتالة»، أكد أن تعدادهم يفوق الـ6000 نوبى، قائلاً: «سكتنا كثيراً عن المطالبة بحقوقنا، ولم نفكر فى الدعوة للانفصال عن مصر، والآن أوصلنا الإخوان إلى التفكير فى إخراج أسوان من الحكم الإخوانى وتطهير أسوان منهم».
وأضاف: «نعتمد على نظام الخلية فى الانضمام للحركة، فكل نوبى موجود فى قريته مسئول عن نشر الفكرة وتسجيل الأعضاء، ونحن الآن موجودون فى غالبية القرى النوبية، وشروط عضويتنا هى أن يكون المنضم نوبياً غيوراً على كرامة الهوية، ونقتصر حالياً على النوبيين فقط، فإصلاح بيتنا النوبى أولاً».
وأشار إلى التواصل بين النوبيين فى أسوان وغيرها من المحافظات المصرية بل والنوبيين الموجودين خارج مصر فى السعودية وألمانيا وغيرها، وتابع: «نتواصل مع كافة النوبيين المؤيدين للفكرة، وكذلك لا نرفض التواصل والتلاحم مع باقى القوى التى تنتصر لمصر ولا نمانع التوأمة مع الحركات التى تحمل نفس الفكرة لتخليص مصر من هذا الحكم».
وحول الخطوات التصعيدية التى ستتبعها الحركة، قال: «السلاح سيظل اختياراً موجوداً، إلا أننا سنقوم بعدة خطوات تبدأ من المسيرات الحاشدة فى 10 يناير المقبل، والاعتصام المستمر حتى 15 يناير الجارى الموافق العيد القومى لأسوان، ثم سنتشاور مع القوى الثورية والقبائل والعرقيات والمقيمين ومكونات مجتمع أسوان، وسنلقى بياناً مشتركاً مع هذه القيادات».
وتابع: «لا أعتقد أن قيادات الحرية والعدالة ستقبل الحوار، وحتى إن قبلته فسينتج عنه مجرد توصيات لن تطبق، ولكن إذا تعهد الإخوان بتلبية مطالبنا كاملة والتوقف عن إهانتنا، سنتشاور وسنخرج بقرار جماعى من أهالى أسوان».
وحول بقية مطالب القوى الثورية بإقالة المحافظ وتوطين النوبيين خلف السد العالى، أكد «أسامة» أن هذه المطالب تعتبر حقوقاً شرعية لأبناء أسوان لكنها لن توقف تنمية بلادنا، وقال: «لسنا ضد شخص المحافظ، نحن سنساند أى شخص يلبى مطالبنا ويوفر الخدمات ولا يكتفى بالوعود، ونحن نرى أن الحكومة المركزية هى المشكلة وليس المحافظ، فهناك تداخل بين الولايات فى أراضى أسوان، بين الرى والزراعة والكهرباء والقوات المسلحة، وهذه عقبات نريد أن نزيلها، ونكوّن ما يُعرف باللامركزية فى المحافظة وأن يكون اتخاذ القرار فى يد المحافظ وحده».
وأضاف «أسامة»: «هذه المحافظة فيها كل مقومات الدولة، من مناجم للحديد ومختلف المعادن، وكهرباء السد، وأراضٍ زراعية، وهناك مصانع ضخمة، علاوة على وجود النيل وبحيرة ناصر مما يكوّن الثروة السمكية والحيوانية والزراعية وغيرها».
أما عن انتخابات مجلس الشعب المقبلة، فأكد مؤسس حركة «كتالة» أن حزب الحرية والعدالة لم يعد يجرؤ على دخول أسوان مرة أخرى، بالإضافة إلى كونهم غير موجودين داخل القرى النوبية، مشيراً إلى أن أهالى أسوان وافقوا على الدستور لمجرد اعتقادهم أنه سيحقق الاستقرار على الرغم من خلوه من أى شىء يتعلق بالنوبة.
وأشار إلى أنه لا يعتقد أن هناك نوبياً واحداً سيخون كرامته، فنحن أحرار لا نقبل الإهانة، وتابع: «لو تقدم حزب الحرية والعدالة باعتذار مادى ومعنوى لأبناء النوبة ربما نقبل دخولهم أسوان للدعاية لأنفسهم، ولو شارك نوبى واحد على قوائم مرشحى الجماعة فنحن نعتبره مجرد استبن لتصحيح صورى وشكلى لما ارتكبته الجماعة فى حق النوبة».