عددالزائرين الان

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

(الصندوق الأسود) لمكتب الإرشاد العالمي (1)

بالوثائق: كيف اخترقت (المخابرات المصرية) التنظيم الدولي لـ (الإخوان)
أردوغان احتضن اجتماعات جهاز التخطيط بالتنظيم قبل 10 سنوات .. والمخابرات رصدت 35 لقاء فى عام واحد فقط بـ ( مصر وتركيا وتونس ولبنان) لتمهيد "الشرق الأوسط" أمام العثمانيين الجدد !
التنظيم الدولى أجل المواجهة مع المخطط الأمريكي فى الشرق الأوسط للاستفادة من تقاطعاته مع مشروع الجماعة.. واستبدلها بمواجهة إيران بعد التمكين !http://dalhamo20.blogspot.com
الجماعة وصفت القوى السياسية غير الدينية بـ"عدو الداخل" .. وتركيا لم تمانع فى الانقلاب على مبدأ علمانية الدولة إذا نجح مشروعها مع الإخوان !
عمر سليمان تنبه مبكراً للمخطط التركى .. وأنشأ مركز ثقل جديد للمخابرات العامة فى اسطنبول مع بداية الألفية!
كان الوضع غريباً – إلى حد الالتباس – أمام العاملين بجهاز المخابرات العامة المصرية.. فحينها كان أنْ صدرت أوامر مباشرة من الوزير الراحل "عمر سليمان" بضرورة إنشاء مركز ثقل جديد للمخابرات العامة باسطنبول (تركيا).
لم يكن القرار مفهوما، إلى حد بعيد.. لكن.. من كانوا على اطلاع بالتفاصيل الدقيقة للموقف، هم - فقط - من أدركوا أبعاد القرار.
http://dalhamo20.blogspot.com/فوقتها.. كان أن رصدت "المخابرات" تحركات مكثفة، لتنظيمات الإخوان بالخارج، المعروفة إعلامياً باسم ( التنظيم العالمى )، إذ بلغت هذه التحركات ذروتها مع بدايات العام 2003 - بدعم مباشر من حزب "العدالة والتنمية" التركى، لما يسمى (جهاز التخطيط) التابع للتنظيم الدولي.. وهو أحد الأجهزة الرئيسية، و"السرية"، التى تعتمد عليها الجماعة اعتمادا كاملا فى رسم تحركات التنظيم داخل الأقطار المختلفة، عبر خطة يتم تحديثها كل 4 سنوات.
وحتى العام 2004، كان أن تم رصد، لقاءين بتركيا، للجمعية العمومية لجهاز التخطيط (المجلس الاستشاري).. وهى جمعية تضم كل من : (مجلس الإدارة "هيئة المكتب" + مسئولي التخطيط في المكاتب).
وأعقب اللقاءين، لقاء منفرد لمجلس إدارة الجهاز بـ (المملكة العربية السعودية)، ثم 12 لقاء لأمانة الجهاز ( 7 أعضاء ) بالقاهرة، تمخض عنها 20 لقاء آخرين للجان التخصصية ( الدعم الفنى والمتابعة - الدراسات والبحوث ) بمصر.
وأسفرت تحركات لجنة الدعم الفني والمتابعة - خلال نفس الفترة – عن 8 زيارات للأقطار، وضعت خلالها خطة تفصيلية للتعاون مع باقى الأجهزة – وهو ما سنعرض له تفصيلياً فى وقت لاحق - كان من بين مستهدفاتها :
الاستقرار على دورتين للتأهيل للعمل العالمي ( 6 شهور ) بالسعودية، ( 9 شهور ) بمصر.. إلى جانب دورة للتخطيط الاستراتيجي بالجزائر، و أخرى بـ ( وسط آسيا )، ودورة إدارة المشروعات بـ ( أوروبا الشرقية ).
(1)
بعد عامين من اللقاءات المختلفة - توزعت بين 8 دول – كان أبرزها ما تم فى كل من : تركيا ومصر ولبنان .. استضافت "اسطنبول" فى العام 2005 مؤتمراً جديداً للجهاز، لتقييم الأداء خلال العامين الماضيين.. انتهت خلاله إلى 15 توصية :
1- إنشاء لجان تخطيط في الأقطار التي لم تنشأ فيها بعد.
2- توحيد نماذج إعداد المخطط، والعمل على توحيد المصطلحات والمفاهيم التخطيطية المستخدمة.
3- عمل نماذج متابعة قياسية، وعقد ندوات لاتخاذ مقاييس أداء معيارية ووسائل متابعة تحقق أداء أفضل لمرحلة المتابعة والتقييم.
4- الاهتمام بالأدوار الإقليمية للأقطار ذات الوضع المركزي في الأقاليم الجغرافية المختلفة (إندونيسيا : منطقة جنوب شرق آسيا – الجزائر : منطقة شمال أفريقيا وغرب أفريقيا)، ويكون هذا الاهتمام عن طريق الاضطلاع بأدوار إقليمية ذات اتصال بالوضع العالمي للجماعة والمشروع الإسلامي.
5- ترتيب لقاء قريب بين جهاز التخطيط والأجهزة الأخرى – نظرًا لعدم تمكنهم من الحضور – للتنسيق بشأن الاستدراك على خطط الأجهزة في ضوء المستجدات.
6- إحالة الدراسات المبدئية للمشروعات الأربعة المقترحة إلى أمانة الجهاز لاستكمالها من النواحي الفنية، ورفعها إلى المكتب العام في دورته القادمة.
7- التحول إلى مستوى التخطيط الواعي وإصدار دليل للتخطيط يكون خطوة نحو توحيد العمل التخطيطي في الأقطار، وإيجاد مؤشرات قياس أداء على المستويين الفردي والمؤسسي، وتحديد معايير النجاح في الجوانب التخطيطية للأقطار.
8- العناية بإدارة الأزمات وتوفير الخبرات اللازمة للتخطيط في الأزمات في الأقطار التي يلزمها دعم.
9- تحفيز أهل التخصص في الأقطار بالبدء في خطوات المشروع الفكري وإرسال المشاركات إلى العنوان المؤقت إلى أن يتم إنشاء المؤسسة الخاصة به وتكليف الإدارة المسئولة عنه.
10- ترتيب مؤتمر بالتنسيق مع الجهاز السياسي حول مفهوم وماهية مشروع الدولة.
11- التنسيق مع الجهاز التربوي فيما يتعلق بمكونات المنهاج الخاصة بالدورات الإدارية وتبني تنفيذ بعضها.
12- إضافة أعداد آخرون إلى الجهاز - من خارج القطر الحالي - (خمس أسماء مقترحة).
13- تكثيف زيارة الأقطار من قبل المسئولين في الجهاز، وإعداد استمارة مفصلة واضحة لتقارير الأقطار.
14- التأكيد على ضرورة العناية بقضية العراق.
15- مراعاة النواحي الأمنية في اللقاءات القادمة.
إلا أن أكثر ما أثار تحدى الأجهزة – وقتئذ – كان المحاولات المستمرة لخلق غطاء تنظيمي يحول دون اكتشاف الأجهزة الأمنية لأمر الاجتماعات.. حتى انتهت التوصيات إلى ضرورة إنشاء "واجهة علنية" للعمل التخطيطي، من خلال تأسيس مراكز للدراسات الفنية والاستشارات بالأقطار، تكون إطار للعمل التخطيطي في الأقطار، وغطاء للقاءاتنا خلال المؤتمرات.
وهو ما أسفر فى النهاية عن (المركز الدولي للدراسات والتدريب)، الذى كان غطاءً لاجتماع التنظيم – أو بالأدق الجهاز – الأخير.
(2)
فى هذا الأثناء – وحسبما بينت الأوراق الموضوعة أمام الأجهزة الاستخباراتية – بدت هناك 3 مشاريع مختلفة تتصارع فيما بينها للسيطرة على "الشرق الأوسط"، هى :
المشروع الإيراني – أو المشروع الطائفي بحسب تسمية قيادات مكتب الإرشاد الدولي – والمشروع الأمريكي، والمشروع المدعوم "تركياً" تحت مسمي "الإسلام الحضاري".
وحسب البروتوكولات، التى وضعها القائمون على المشروع الأخير فى تركيا، بأذرع إخوانية.. كانت أولوية المواجهة للمشروع الطائفي " الإيراني".. إذ يمكن الاستفادة - مرحلياً - من تقاطعات المشروع الأمريكي "بعيد المدى الزمني" مع المشروع الإسلامي، لحين تمكين المشروع بدولة واحدة على الأقل (!)
وخلال هذه الفترة.. كان أن سعى "العدالة والتنمية"، بمباركة أردوغان لإبعاد شبهات البعد الديني عن ممارسات حزبه.. وأجرى – وقتئذ – ما روج له على أنه إصلاحات ديمقراطية داخلية، بين عامي ( 2003 - 2004 ).
وهو ما تهاوى، كذلك – فيما بعد - بعد أن ضمن سيطرته على الحياة السياسية التركية.. لتنفجر – مؤخراً - موجات الاحتجاج الداخلي، بعد أن سبقها موجات أخرى من التذمر والتململ منذ العام 2010، كانت فى مجملها رد فعل على تقييد الحريات، وقمعها.
وبقراءة بسيطة للموقف التركي، المساهم فى المشروع الديني للمنطقة.. يمكن أن نضع بدون تردد إمكانية انقلابه على مبادئ الديمقراطية، إذا ما وجد المشروع رواجاً مستقبلياً.
وفى هذا السياق – أيضاً – يمكن أن نتفهم حالة الغضب التركي من الإطاحة بـ"مرسي".. فقد كانت مصر، ركيزته الأساسية فى تحقيق تطلعاته الشرق أوسطية.. لذلك، كان أن أعاد إنتاج علاقاته بالمنطقة على أساس التعاون وتنظيم الإخوان.
وكان أن استثمر أردوغان علاقاته الجيدة ( سياسياً واستخباراتياً ) مع الولايات المتحدة للتبشير بقدوم الإخوان إلى سدة الحكم فى مصر.. وهو ما كان محل رصد مبكر من قبل المخابرات المصرية فى حينه، إذ كشفت التفاصيل – من واقع أوراق اللقاءات – أن الخطة (التركية – الإخوانية) تعتمد فى مجملها على ما يمكن وصفه بـ ( حرق سيناريوهات التحرك المضاد ) إعلاميا وحركياً.
وبحسب تصورات المشروع، تستهدف آليات التحرك، السيناريوهات التالية :
1- سيناريو التفكيك والتصفية (في بعض المناطق كفلسطين)، تحت عنوان (سيناريو الاحتواء والترويض).
2- يضاف إلى هذا السيناريو، سيناريو " التيئيس" (في بعض المناطق كمصر والجزائر).. وأساسه أن المشروع الإسلامي غير قابل للتطبيق، من خلال نشر الإحساس بعدم الجدوى نتيجة تزييف الإرادة الشعبية، والفساد، وتكثيف هذا المفهوم لدى الشعوب المسلمة (!)
3- ضرب الحركة الإسلامية بتوريط رموزها في مسئوليات ومناصب يستحيل تحقيق إنجاز فيها ثم إسقاطهم لسحب التأييد الشعبي لهم (في بعض المناطق كالعراق).
4- توظيف الحركة كبديل عن التطرف.
(3)
فى أعقاب هذا اللقاء .. وضع الجهاز ، استدراكاً لرؤيته ، حول الدور الذي يمكنه القيام به في ضوء المستجدات على الساحة، حتى نهاية العام 2006.
وكان أن أخذ هذا الاستدراك ، هو الآخر، طريقه للأجهزة المعنية ، إذ كان نصاً كالآتى :
أولا : الاستدراك على الرؤية العامة :

ويعتمد ذلك بالدرجة الأولى على مدى توفيق الله لهذا الجمع المبارك في الخروج بمنتج فكري يرقى إلى مستوى التحدي الذي تواجهه الجماعة والأمة ، ويشمل :
1- الخروج برؤية موحدة وشاملة لسيناريوهات العدو في بلادنا – في المرحلة القريبة على الأقل - واستخلاص العلاقات والروابط التي تجمع بين أشكالها التي قد تبدو أحيانا مختلفة من منطقة لأخرى ومن شهر لشهر ، بهدف تحديد الفلسفة والمنهاج العام للعدو في التعامل معنا ( النظرة الشمولية بدلا من النظرة المحلية أو الجزئية).

2- الخروج بتصور مشترك لسيناريوهات المواجهة المتاحة لنا على المستويات المختلفة ( المحلية والإقليمية والعالمية ) ، وتحديد العناصر المتفق عليها لرفعها كتوصيات للمعنيين .
3- الخروج بتصور أو مقترحات حول سيناريو المبادرة (الذي يمكننا من خلاله الانتقال من رد الفعل أو المواجهة إلى مرحلة الفعل والمبادأة).
ثانيا : الاستدراك على الخطط :
من خلال المنتج أعلاه يقوم الجهاز بالمهام التالية :
1- الاستدراك على الخطة العامة لما تبقى من المرحلة الحالية.
2- التنسيق مع الأجهزة بشأن خططها والمهام ذات الأولوية لما تبقى من المرحلة الحالية.
3- اقتراح بعض الأدوار على أقطار معينة في إطار القناعات المتفق عليها.
4- بدء الإعداد ووضع الأسس لخطة المرحلة القادمة.
ثالثا : تطوير أداء الجهاز :
1- التعميم على الأقطار والترويج لعقد عدد من الدورات بالغة الأهمية والمتوفرة حاليا لدى لجنة الدعم الفني بالجهاز ( دورة إعداد القيادات الفعالة – دورة إعداد المدربين – دورة قياس الرأي العام – دورة قياس القيم العبادية والأخلاقية في المجتمع – دورة تنمية الابتكار والإبداع ).
2- تحقيق الاستجابة لمتطلبات المرحلة من الدراسات والبحوث التي تلبي حاجة المجتمع وترد على استفسارات الجماهير بشأن القضايا التي تشغل بالهم – والتي ينبني على كثير منها خطط ومشروعات المستقبل - وتصميم آلية مناسبة لمراحل الاستكتاب والتصنيف والتجميع ، انتهاء برؤية إسلامية متفق عليها للاعتماد (مرفق نموذج).
3- تحقيق فعالية الاتصال بين الجهاز والأجهزة الأخرى لتنسيق العمل بينها ( لقاءات دورية – لجنة تنسيق).. وكذلك لتبادل الدراسات والبحوث النافعة.
4- فتح مزيد من قنوات الاتصال مع الأقطار لإمداد الجهاز – أولا بأول - بمنتجاتهم من الدراسات النافعة التي تعين على تشكيل الرؤية المستقبلية والمنهج التخطيطي.
رابعا: رؤية الجهاز للدور المستقبلي الذي يرجو القيام به :
1- الارتقاء إلى مستوى العقل الجمعي الحر المؤهل للرصد والتحليل والذي يستبق الأحداث ويطرح الحلول الابتكارية والملهمة للجماعة.
2- تكوين شبكة اتصالات بين أمانة الجهاز بدولة المقر وبين الجهات المشرفة على برنامج زيارات الموفدين من الأقطار إلى المقر بهدف ترتيب لقاءاتهم مع أمانة الجهاز لتكثيف مهمة الدعم الفني والمتابعة.
وفى تقرير آخر عن برنامج لجنة الدراسات والبحوث .. كان أن أوصت اللجنة بالآتى، تمهيداً لتمكين التنظيم بالأقطار المختلفة :
أولا: بحوث تشرف على عملها اللجنة ويتم تكليف مختصين بأدائها:
1- كيفية قياس القيم العبادية والأخلاقية في المجتمع لتحديد مظاهر النجاح.
2- الدولة النموذج : دراسة لشكل الدولة الإسلامية ومواصفاتها المعاصرة وكيفية قيامها.
3- مستقبل العمل الإغاثي في إفريقيا وآسيا وأوروبا، وارتباطه بالعمل الدعوى.. وما يواجهه من تحديات.
ثانيا : دراسات لموضوعات تقوم اللجنة بتحضير عناصرها واستكتاب المعنيين من داخل وخارج الصف ثم تجميع المادة العلمية والانتهاء بورقة بها التوصيات المطلوبة لاعتمادها :
1- الشكل الحالي للتنظيم الدولي ومدى تحقق أهدافه.. وهل هناك تعديلات تفرضها المتغيرات من حيث :
(الشكل– العضوية– التمثيل– اتخاذ القرار– إلزامية القرار)، بما يحقق أهدافه بشكل أفضل.
2- الاتفاق مع الجماعة الإسلامية بـ(تركيا) : طبيعة الاتفاق – إيجابيات وسلبيات تطبيقه في الماضي – المتغيرات على الساحة التركية الآن – إيجابية استمرار أو وقف أو إيجاد شكل آخر للاتفاق.
3- مستقبل العمل الإسلامي في الخليج وأثر تغير التركيبة السكانية عليه، وكذلك المتغيرات المتسارعة بالمنطقة.
4

- إيجاد رؤية موحدة للجماعة حول وسائل التغيير المرتقبة والمتاحة وفقا للمتغيرات الموجودة.
ثالثا: بحوث تخدم الرؤية والخطة.. ولكنها تدخل في أعمال أجهزة أخرى.
.. وتقترح اللجنة إحالة هذه الموضوعات للأجهزة المختصة لإدخالها ضمن خطتها في البحوث :
1- الصفات المطلوبة لمهام المرحلة وكيفية تحقيقها (جهاز التربية).
2- الهجمة العلمانية الغربية لهدم الأسرة - رصد وسائلها واقتراح كيفية مقاومتها (جهاز الأخوات).
3- وسائل التغيير لدى الحركات الإسلامية الأخرى، والعاملة على الساحة ونقاط تقابلنا معها، ونقاط اختلافنا معها والتأصيل الشرعي لمبررات الاختلاف (الجهاز السياسي).
4- رصد نقاط ضعف الأعداء وكيفية استثمارها لصالح الحركة الإسلامية (الجهاز السياسي).
.. وهذا ما سنتعرف على تفاصيله فيما بعد.