عددالزائرين الان

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

فتحى على يكتب :ثورة الخلاص والعودة للمستقبل

 أيام ويفارقنا عام 2013، وفى عرف المصريين واعتقاداتهم أن الرقم (13) هوالرقم المميز لسوء الحظ، وبالرغم من أنه كذب المنجمون ولوصدقوا، وبالرغم من عدم وجود أساس علمى وراء تكهن المصريين لدلالة هذا الرقم إلى أن عام 2013 قد برهن على هذه المقولة خير تبرير وأثبت أن رقم 13 هومتعهد سوء الحظ!


بدأت أحداث العام باعتصام فى ميدان التحرير، ثم الذكرى الثانية لثورة 25 ينايروالتى لم تلبث أن تمر دون وقوع اشتباكات، وأعقبها الحكم فى قضية مجزرة بورسعيد والتى أودت بحياة الكثيرين سواء فى الحادث ذاته أوفى الفصل فى قضيته!.
وبدأ يتأزم المشهد السياسى المصرى، فالكل ضاق صدره بالإخوان، والكل مستاء من أفعالهم، والكل متيقن بأن ما يدير البلاد هومكتب الإرشاد وليس الرئيس المنتخب الذى جاء بالصندوق ورغما عن الكثيرين فى الوقت ذاته!، وبدأت حركة تمرد فى تدشين حركتها لسحب الثقة من الرئيس المعزول واستطاعت تنفيذ غايتها قامت ثورة 30 يونيوليصبح يوم إعلان مرسى رئيسا هوذاته يوم إعلان عودته مواطنا عاديا مرة أخرى!.
لم تترك الجماعة مرشحها الرئاسى فى مواجهة مع الشعب بمفرده، بل ساندته وقررت أن تكون صورة المساندة هى تقسيم الشعب، فى تمثيل واضح ومكشوف عن تقسيم الولايات المتحدة لمصر، ولكن الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى بيان 3 يوليوالشهير قد أفسد هذا المخطط وحمى مصر من مخطط التقسيم حين أعلن إنهاء حكم المعزول محمد مرسى لمصر وتولى رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلى منصور مهام البلاد لحين عمل دستور وانتخابات رئاسية مبكرة.
ولكن بالفعل نجحت الجماعة فى دب الفرقة بين أطياف الشعب المصرى، وتشكل فريقين الأول "ربعاوى" وهوالمنتمى إلى أنصار الجماعة المحظورة ومن أبناء اعتصامى رابعة والنهضة وأما الثانى فهو"سيسى" وهوالمؤيد لموقف وزير الدفاع والقوات المسلحة فى إنها حكم الإخوان وإعطائهم الكارت الأحمرخارج الملعب السياسى المصرى.
وباتت أغنية "تسلم الأيادى" هى شعار كل مؤيدى الفريق السيسى، فى حين رد عليهم "الربعاوية" بجملة على حائط جامعة القاهرة " تتشل الأيادى"، وكان راعى الضحك فى كل هذه الفترة هوبرنامج البرنامج للمذيع باسم يوسف، إذ كان برنامجه سياسيا ساخرا، ينتظره الملايين لمعرفة ما يدروفى مصر ولكن بطريقة كوميدية هزلية، إلى أن تقرر منعه مع أولى حلقات موسمه الثالث لسبب غير متضح حتى الآن.
وفى خضم الأحداث المتعاقبة  ما بين تظاهرات وإحياء لذكرى أحداث مضت، وسقوط ضحايا وشهداء من جنود الشرطة والقوات
المسلحة فى تفجيرات سيناء والإعتداء على اقسام الشرطة، جاء يوم 4 نوفمبر، يوم انتظره الشعب المصرى ليرى الرئيس المعزول محمد مرسى أول رئيس مصرى منتخب وثانى رئيس يدخله قفص الاتهام! .
ومثل محمد مرسى أمام المحكمة وبدا فى حالة اندهش لها الجميع، ومن أبرزما قام به هوقوله أنه الرئيس الشرعى للبلاد، مطالبا هيئة المحكمة بأن تخرجه حتى يباشر مهامه، ومن المثير للضحك أيضا، أنه قام من موقعه فى "السجن" بعزل وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى وكذلك وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم فى حين لم يأت باللوم على المستشار عدلى منصور الرئيس المؤقت للبلاد!. وبالطبع لم يخل هذا اليوم من العنف الإخوانى، ولكن جاء العنف فى هذا اليوم فئويا وليس عاما!
إذ استهدف أنصار المعزول الإعلاميين، وقاموا بالإعتداء على طاقم التلفزيون المصرى، ومصور بوابة الوفد ومصور من اليوم السابع، ومراسلى قناة إم بى سى مصر، ومراسل قناة العربية، ومراسل ومصور من المصرى اليوم ووغيرهم من مندوبى القنوات الفضائية الذين أطلقوا عليهم "إعلام الإنقلاب".
وتزامن مع ذلك انتشار فيديولطم إخوانى لسيدة عجوز لرفعها صورة الفريق السيسى إلى جوار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى محيط المحاكمة، الأمر الذى دفع البعض إلى إبعاد الإخوانى، ولكن استطاعت قوات الشرطة فيما بعد إلقاء القبض عليه، بعد ما أثاره من سخط فى نفوس المصريين، فقد أعماه الإنتماء السياسى عن أنها بالدرجة الأولى سيدة وليست من الرجولة أن يتطالوعليها بهذه الطريقة، وفى المقام الثانى أغفل أنها فى سن والدته وربما جدته!.
ومن مفارقات عام 2013 هوإخلاء سبيل الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك لحصوله على البراءة فى قضية هدايا الأهرام والذى أعاد ما قد حصل عليه، وبما أنه أنهى مدة الحبس الإحتياطى على ذمة قضية قتل المتظاهرين فتم الإفراج عنه، وبعد إلغاء قانون الطوارئ الذى كان قد فرض عقب أحداث فض إعتصامى رابعة العدوية والنهضة فإنه تسقط عنه الإقامة الجبرية.
حتى قال محاميه فريد الديب أنه أصبح حرا طليقا يستطيع أن يمارس حياته بصورة طبيبعة وأن من حقه السفر إلى أى منطقة داخل مصر بحرية ولكن لا يجوز أن يغادر مصر.
وهكذا أصبح بورتوطرة يضم رموز الإخوان من العريان والبلتاجى وبديع وحجازى بعد أن غادره مبارك، فى حين تم حبس المعزول مرسى فى سجن برج العرب بالاسكندرية، وكأن الأرض المصرية لا تسع الإخوان والجيش على أرض واحدة، فحينما كان مبارك طليقا كان الإخوان مقيدين، وحينما عكست آية وأصبح مبارك طليقا عاد الإخوان إلى محبسهم مرة أخرى! .