عددالزائرين الان

الخميس، 16 يناير 2014

عبد الرحمن فريد: الإخوان اختطفوا ثورة يناير

أكد عبد الرحمن فريد أحد الضباط الأحرار والمسئول عن ملف الاخوان بعد ثورة يوليو 1952 أن الشائعات هو سلاح جماعة الاخوان المسلمين المغرض لاثارة الاحقاد والفتن في البلاد،
وأوضح انهم يلجأون الى العنف والارهاب دائما منذ اغتيال الخازندار وأحمد ماهر والنقراشي، والآن يحاولون اغتيال الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع لانحيازه الى الارادة الشعبية في 30 يونية التي خلعتهم من الحكم، وذكر في حواره الى «الوفد» أنهم يستهدفون رجال الشرطة والجيش والشخصيات العامة بعد فضح مؤامراتهم لتفتيت الوطن تنفيذاً لخطة امريكية لتقسيم الشرق الأوسط، ونبه الى الجماعة الارهابية منذ نشأتها تعمل ضد مصالح الوطن لأنها مشغولة بالأمم الاسلامية ونشر الخلافة الاسلامية فقط، وقال: إن ملف الاخوان الأسود يتضمن اتصالهم بالانجليز لعرقلة مفاوضات الجلاء عن مصر، وحاولوا فرض الحجاب على مجلس قيادة ثورة يوليو 1952 وخدعوا الرئيس الأسبق محمد نجيب بتوريطه في الصدام مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في أزمة مارس الشهيرة 1954، وشدد على أن الاخوان لو نجحوا في اغتيال عبد الناصر لاعترفوا بالعملية ولكن فشلها جعلهم يقولون انها تمثيلية مصطنعة.
< ما هى علاقة جماعة الاخوان المسلمين بتنظيم الضباط الأحرار؟
- كان «عبد الناصر» يريد أن يتعرف على التنظيمات السياسية المتواجدة في تلك الحقبة فصادق جماعة الاخوان التي ساعدت تنظيم الضباط الأحرار لمحاربة القوات البريطانية، وذلك بتدريبهم وامدادهم بالذخيرة عن طريق «عبد المنعم عبد الرؤوف»، ولم يكن «عبد الناصر» اخوانياً أو شيوعياً أبداً بل مصري أصل وكان يخطط للتخلص من الاستعمار البريطاني لتصبح مصر دولة مستقلة وهذا ما اكتشفناه فيه منذ كان مدرساً لنا في الكلية الحربية عام 1943، ولهذا اقترب من تنظيم جماعة الاخوان وكذلك التنظيم الشيوعي في منظمة «حدتو» عن طريق المرحوم «أحمد حمروش» وزار التنظيمين أكثر من مرة ولهذا اعتبر كل تنظيم أن «عبد الناصر» أصبح عضواً فيه.

الإخوان وثورة يوليو
< معنى هذا أن جماعة الإخوان لم يكن لها دور في ثورة يوليو 1952؟
- لا.. كان فيها جزء كبير مؤيد للثورة مثل الشيخ «محمد الغزالي» والشيخ «سيد سابق» و«عبد الرحمن السندي» رئيس التنظيم السري لجماعة الاخوان والشيخ «الباقوري» و«أحمد حسني» الذي تم تعيينه في شركة مصر للبترول بعد تأميم شركة «شل» وكان فيها جزء آخر يقف ضد الثورة ويقوم بدسائس للاستيلاء على الحكم بقيادة «منير دلة».

< وكيف بدأ الصراع على السلطة؟
- بعد نجاح الثورة حاولت جماعة الاخوان أن يكون لها دور رئيسي في الحكم، وظهر هذا عندما عين «عبد الناصر» وزيرين من جماعة الاخوان، هما «الشيخ أحمد حسن الباقوري» و«أحمد حسني» ولكن الاخوان طالبوا بالحصول على منصبين آخرين لـ «محمد حسن العشماوي» و«منير دلة» زوج بنت «حسن البنا» وعندما رفض «عبد الناصر» الطلب بدأ الصراع.
< وكيف تعاملتم مع هذا الصراع؟
- كان «منير دلة» و«حسن عشماوي» مستشارين في مجلس الدولة، فتم تشكيل قوة مضادة لهما تؤيد الثورة من المستشارين أيضاً وهم «فهمي السيد» مدير مكتب «عبد الناصر» وعديله في ذات الوقت، و«محمد نصير» الذي عين وزيراً للعدل فيما بعد، و«حسن نور الدين» مدير مكتب «زكريا محيي الدين» وكانوا من مجلس الدولة، وتعاملت معهم حيث كنت في المباحث الجنائية العسكرية، بدأنا نفتح ملفات جماعة الاخوان كل في جانبه، وكان لنا صديق في منطقة الحسين يدعى «
محمد جودة»، وكان في محله باب سري يفتح على مكان فسيح، وكان يجمع لنا شباب الاخوان لنتحاور معهم ومعي زميلي اليوزباشي «محمد عبد الرحمن نصير» وفي أحد اللقاءات طلبوا منا اصدار قانون يفرض الحجاب، وكان الرد بأن هذا لا يتأتى الا بالاقتناع الشخصي، وإلا لماذا أدخل «الهضيبي» ابنته كلية الطب التي يدرس طلابها على جثث عارية.
< ما هو سلاح جماعة الإخوان في صراعها على السلطة؟
- جماعة الاخوان كان سلاحها الأول هو نشر الشائعات المغرضة التي تزعزع أمن الوطن وتثير الاحقاد والفتن وكان يعمل معي الضابط «عصمت يوسف»، فتم ادخاله جماعة الاخوان وأصبح يأتينا كل يوم بشائعات اليوم التي سيطلقها الاخوان، وكنا نرسلها الى «عبد الناصر» حتى يطلق شائعات ضدها!! وذات يوم جاء عقيد الى «كمال الدين حسين» وأخبره أن الاخوان طلبوا منه تجنيد اثنين من ضباط المدفعية لينضموا الى التشكيل العسكري للاخوان بقيادة «عبد المنعم عبد الرؤوف» للاستيلاء على السلطة، فقال له «كمال» اذهب الى «عبد الرحمن فريد» قائد المباحث الجنائية العسكرية وسيقوم باللازم واتصلت باثنين من زملائي هما «عمر طاهر الموجي» الذي أصبح فيما بعد نائب رئيس أركان حرب القوات المسلحة والثاني «محمد المصري» ولكنه اعتذر واستمر «عمر» في الانضمام داخل جماعة الاخوان وكان يخبرهم مطمئنا أنه جند ضباطاً كثيرين داخل المدفعية الى أن اخبرهم انه سيطر على بطارية مدفعية بالكامل حتى يتم التحرك للاستيلاء على السلطة، فأخبروه بأنهم يعدون الأمور للانقلاب بالجيش، وعليه أن يكون جاهزاً بمن جندهم وسيعدون أمر العمليات ويخبرونه به يوم 14-1-1954.
< ماذا حدث يوم 14-1-1954 يوم صدور أمر العمليات من جماعة الاخوان؟
- في ذلك اليوم كنت في مكتبي أنتظر «عمر الموجي» ومعه أمر العمليات، فوجئت بـ «عبد الناصر» يتصل بي متسائلاً: لماذا لم تحضروا أنا منتظركم لأرى أمر العمليات؟ فقلت يا أفندم «عمر الموجي» لم يصل حتى الآن، فقال: اتصل بـ «أحمد أنور» مدير البوليس الحربي وأنا انتظركما، وبالفعل اتصلت به وجاء «عمر الموجي» ومعه أمر العمليات وذهبنا الى عبد الناصر وأيضاً انضم الينا «جمال القاضي» وأخذ «عبد الناصر» أمر العمليات وسألني: لماذا يراني غير سعيد؟
فقلت: نريد أن نفعل شيئاً حتى نتخلص من المنشورات والشائعات التي يطلقها الاخوان ضد الثورة يومياً وبعد أن قرأ أمر العمليات بالانقلاب العسكري قال: لم يحن الوقت بعد، ولكنه اتصل بـ «عبد الحكيم عامر» تليفونياً وأخبره بموضوع الانقلاب وطلب منه القبض على كل من «عبد المنعم عبد الرؤوف» و«محمود غراب» و«أبو المكارم عبد الحي» و«معروف الحضري» وهؤلاء الضباط كانوا من أعضاء جماعة الاخوان داخل الجيش، وأمر أن يقدموا للمحاكمة برئاسة «زكريا محيي الدين» ونظر إلىَّ قائلا: استرحت يا «فريد» فضحكت وبالفعل تمت محاكمتهم.
< كيف تمت محاكمتهم  وهؤلاء جميعاً كانوا خارج مصر؟
- بعد محاكمتهم وحبسهم جاءت الينا الأوامر من «عبد الناصر» بتهريب «عبد المنعم عبد الرؤوف» وبالفعل تم تهريبه الى افريقيا ثم الى سوريا وبعد احداث 1954 تم الافراج عن «معروف الحضري» وسافر الى سوريا و«محمود غراب» سافر الى لبنان!!
< ماذا كشف لكم أمر العمليات الذي أحضره لكم «عمر الموجي»؟
- تأكدنا أن جماعة الاخوان كانت بالفعل تريد القيام بانقلاب في الجيش، وكانت قناعتي لو أن «عبد الناصر» كان أنهى على جماعة الاخوان بعد اكتشاف أمر الانقلاب العسكري الذي كانوا يدبرونه لساند الشعب كله موقف الاخوان لكن «عبد الناصر» انتظر الفرصة المناسبة التي يضرب فيها الاخوان بعد حادث المنشية فوقف الشعب كله ضد جماعة الاخوان.
< ألم تكن هناك مفاوضات مع الاخوان لتدارك هذا الصراع؟
- عبد الناصر» طلب من «صلاح سالم» أن يتقابل مع «الهضيبي» المرشد العام للاخوان للحوار وحل هذا الصراع، وتم تحديد موعد له في منزل «الهضيبي» وفي الوقت المحدد ذهبنا مع «صلاح» لمقابلته ولكن المفاجأة انه لم يكن موجوداً لمقابلتنا مع أنه الذي حدد الموعد، وهذا لم يكن اهانة لـ «صلاح سالم» بل كان ضرباً في الثورة كلها معتقدين أن الانقلاب العسكري سينجح! وإلا كيف يأتي الضيوف الى منزل المضيف ولا يجدونه؟
< ما هى ادوات جماعة الإخوان للاستيلاء على السلطة بعيداً عن الجيش؟
- كان الصراع مشتعلاً من جانب جماعة الاخوان التي لم تهدأ وبدأت الاتصال بالقوى المضادة للثورة واعضائها وكان اتحاد العمال لم يشكل بعد، وكانت نقابة النقل العام اقوى النقابات ويرأسها «صاوي أحمد صاوي» من أقارب اللواء «محمد نجيب» والأجهزة الأمنية كانت تتابعهم وفي أزمة 1954 حددت اقامة «الصاوي»
بالنقابة وتحرك أمين النقابة واتفقوا على الاضراب تأييداً للثورة عدا «عبد العزيز مخيمر» رئيس نقابة «الترام» الذي كان يوالي جماعة الاخوان، ثم اختفى عن الانظار حتى لا تصل اليه الاجهزة الأمنية، فذهبت الى «العتبة» ومعي أحد الاصدقاء المدنيين وجعلته يفتعل مشاجرة مع أحد سائقي «الترام» وذهبنا الى قسم «الموسكي» وعرفت شخصي للمأمور ورجوته الافراج عن السائق بحضور رئيس النقابة الذي أجبر على الحضور وواجهته بمكاسب الثورة ولم يقتنع فهددته بوضعه في مكان مجهول في القلعة فأعلن اضراب سائقي «الترام» مع باقي النقابات.
< كيف يتم تحديد اقامة «صاوي أحمد صاوي» بعدما وقف مع عبد الناصر وقيل إنه قبض «4» آلاف جنيه رشوة لحشد العمال والهتاف ضد الديمقراطية؟
- «صاوي» كان في صف «محمد نجيب» وجماعة الاخوان وكانت نقابة النقل من أقوى النقابات في مصر وبعد قيامهم بالاضراب كانوا في احتياج الى الطعام، وفي هذا اليوم صرف «عبد الناصر» 4 جنيهات وكانت للمعيشة وليست بالرشوة!! وجزء منها صرف الى عمال نقل الاسكندرية والجزء الآخر الى عمال نقل القاهرة، وقيادات الاخوان كانت على صلة بـ «طعيمة» أيضاً في هيئة التحرير الذي له صلات مع العمال، وكنت أنا و«صلاح سالم» نذهب الى العمال كل يوم ثلاثاء ونحدثهم عن مكتسبات الثورة للعمال واصدار قانون عدم الفصل التعسفي، ونظراً لاحتياج «عبد الناصر» الى شعبية للثورة ضد جماعة الاخوان، اصدر قانون الاصلاح الزراعي وقوانين العمال.
< كيف انحاز اللواء نجيب رئيس الجمهورية وقائد الثورة الى الاخوان ضد الثورة؟
- لقد التفت حول «نجيب» القوى الرجعية واحتمى بها، فطالبت بعودة الجيش الى ثكناته ثم ارسل استقالته الى مجلس قيادة الثورة مستنداً الى هذه القوى الرجعية، وذهب «عبد الحكيم عامر» اليه قائلا: في المرة التي سمعت فيها كلامي أصبحت رئيساً للجمهورية (لأن «عامر» هو الذي ضم «نجيب» الى تنظيم الضباط الأحرار) ودعك من الاستقالة لأن البلد في حالة ثورة وقد تضيع هذه الثورة، وكان الملك «سعود» في القاهرة وأراد أن يوفق بين «عبد الناصر» و«نجيب» وبالفعل أصلح بينهما في فبراير 1954، وحضر اللقاء «كمال الدين حسين» و«خالد محيي الدين» وأرادوا ان يأتوا بـ «سليمان حافظ» وزيراً للداخلية، وطلبوا مني أن آتي به الساعة الثالثة صباحاً وأذكر وأنا أصعد مع «سليمان» قابلني «جمال سالم» ممسكاً بعصا في يده وقال: اطلع يا «عبد الرحمن» ياما جاب الغرب لأمه قاصداً «سليمان حافظ» وكان «سليمان» و«السنهوري» هما أساس الفساد بصياغة الدستور خوفاً وكرهاً في حزب الوفد حتى لا يأتي الى السلطة مرة أخرى وهو حزب الأغلبية في ذلك الوقت.
< هذا ليس دليلاً كافياً لانضمام محمد نجيب لأعداء الثورة من جماعة الاخوان؟
- ذات يوم طلب مني «كمال الدين حسين» أن أحضر له بعض قيادات الصوفية إذ كنت أعرف أحدهم ليشكلوا قوة مضادة لجماعة الاخوان، وبالفعل أحضر صديقي الشيخ «محمد علوان» أمين عام المجلس الأعلى للطرق الصوفية والشيخ «الصاوي» رئيس الطرق الصوفية الى منزل «كمال الدين حسين» وباقي أعضاء المجلس ودعاهم الى الغداء يوم «جمعة» وبعد انتهاء الغداء دق الباب وإذا به «محمد نجيب» وهذا يدل على أن جماعة الاخوان تتابع خطواتنا وأرسلوا «نجيب» ليثبت أنه علم بما يحدث، وأيضاً كان هناك اجتماع شهري بين مجلس قيادة الثورة والوزراء في مجلس الشيوخ، وحضرت اجتماع نوفمبر 1953 لتأمينه وحضر الجميع ولم يحضر «نجيب» وفي الساعة السابعة جاء «اسماعيل فريد» سكرتيره وقدم خطاباً الى «عبد الناصر» بعدم حضور «نجيب» الا اذا تمت الاستجابة الى طلباته التي هى شروط جماعة الاخوان.

شروط الجماعة < وماهى هذه الشروط؟
- الشرط الرئيسي حل مجلس قيادة الثورة وعودة الضباط الى ثكناتهم، واقالة الوزراء واعادة تشكيل الوزارة، وعدم مقابلة سفراء الدول الا عن طريق «نجيب» وترقية ضباط القوات المسلحة من رتبة عقيد بواسطة «نجيب» وايضاً تنقلاتهم الداخلية بين الوحدات، واجراء انتخابات نيابية والسير في طريق الديمقراطية، فذهب «عبد الحكيم عامر» اليه وقال: البلد في حالة سيئة وتوجد قوى مضادة للثورة بقيادة جماعة الاخوان والشيوعيين والقوى المضادة لمحاولة اندلاع ثورة اخرى لاجهاض الثورة وأيضاً توجد تحركات بالجيش، فحضر معه «نجيب» الاجتماع وأثناء ذلك سمعت بأذني حديثاً بين «سليمان حافظ» وزير الداخلية و«عبد الجليل العمري» وزير المالية المواليين لنجيب والاخوان قالا فيه: علينا أن نضرب على الحديد وهو ساخن. < لكن هذه المطالب كان تم الاتفاق عليها من قبل الضباط الأحرار؟
- ظروف الشعب المصري في 1952 كانت سيئة للغاية، وكان تخطيطنا في تنظيم الضباط الأحرار القيام بالثورة ثم اجراء الانتخابات النيابية بواسطة القضاء والقوات المسلحة، وتسيير الأمور وتسليم السلطة الى القوى المدنية، لكن في احد الاجتماعات مع «صلاح سالم» لتجنيد الضابطين «أحمد سليم» من كلية الضباط الاحتياط و«مصطفى حسن» وكانا من جماعة الاخوان، كان ردهما اذا تمت انتخابات حرة نزيهة سوف يأتي «الوفد» الى السلطة فرد «صلاح سالم» نعم سيأتي الوفد ونحن نعرف هذا لكنه سيكون بصورة أخرى لأن القوات المسلحة موجودة لتحديد المسار، ولكن «عبد الناصر» عندما رأى وقوف الشعب خلفه بعد قوانين الإصلاح الزراعي والعمال اختلف الأمر خاصة في وجود «عبدالرازق السنهوري» و«سليمان حافظ» اللذين ساعداه بالقوانين والدستور حتي لا يأتي الوفد الي السلطة مرة أخري.

الإخوان .. والجلاء < ماذا عن دور جماعة الإخوان مع الإنجليز وتعطيل مفاوضات الجلاء؟
- جماعة الإخوان كانت لها صلة مع الاحتلال الانجليزي في مصر وتم الاتصال بهم حتي يكون للإخوان دور في مفاوضات الجلاء فقد كان لديهم أمل بعد الجلاء، المتاجرة بأنهم الذين أخرجوا الإنجليز ولكن «عبدالناصر» فضحهم بأنهم اتصلوا بالإنجليز من وراء ظهره ويعرقلون مفاوضات الجلاء ولم تكن معركة هينة فقد كان يوجد جهاز في المخابرات برئاسة «عبدالمجيد فريد» و«كمال رفعت» و«محمود عبدالناصر» و«محمد عبدالفتاح أبوالفضل»، يتابع ويحلل ويقرر وكل الأجهزة سخرت لمفاوضات الجلاء وكنا نرسل أفرادنا الي الإسماعيلية لمنع توصيل المواد التموينية شرق ترعة الإسماعيلية وفي ديسمبر 1953 قمت باختطاف جميع التجار في «فايد» وكانوا من الهند، واليونان وتاجر من إسرائيل وتمت محاكمتهم وخلال أعياد الكريسماس في 1954 تم ترحيل جميع العائلات الأجنبية من الإسماعيلية وقالوا: الفدائيون خطفوا التجار وتمت المفاوضات في إبريل 1954.
< لكن خلال هذه الأزمة اتفق مجلس قيادة الثورة علي العودة الي ثكناتها؟
- نعم.. فقد اجتمع «عبدالناصر» و«عامر» بتنظيم الضباط الأحرار وقال «عامر»: لن أسمح بأن تتقاتل أسلحة الجيش مع بعضها وقام بخلع الرتب العسكرية من فوق أكتافه وألقي بها علي المكتب، وأيده «عبدالناصر» في هذا واتفق مجلس قيادة الثورة بأن هذا قرار نهائي، وأرسلوا «حسين الشافعي» و«خالد محيي الدين» الي «نجيب» ليخبروه بعودته الي السلطة وتعيين «خالد محيي الدين» رئيسا للوزراء وبعودة الضباط الي معسكراتهم.
< لكن هذه القرارات لم تنفذ؟
- لأن الضباط الأحرار لم توافق علي هذا وتم اتخاذ خطوات سريعة باستيلاء البوليس الحربي علي الكباري وكل شيء في البلد، وذهبت أنا  و«كمال رفعت» في سيارة «عبدالناصر» الخضراء الي «محمد نجيب» ووجدناه يرتدي الزي العسكري بالكامل، وأخذناه الي إدارة المدفعية المضادة للدبابات! وكانت المدفعية المضادة للطائرات معها الضوء الأخضر بضرب أي معدة عسكرية تتحرك ضد الثورة وكانت الطائرات في سماء القاهرة جاهزة للتعامل مع أي ظرف يخرج علي السيطرة.
< كيف كان رد فعل محمد نجيب علي هذه التصرفات؟
بعد أن ذهبنا به الي إدارة المدفعية تركني «كمال رفعت» ليبلغ مجلس قيادة الثورة بما حدث فقال «نجيب»: يا بني أنا مريض بالروماتيزم فأجلسته في الحديقة، وأكمل: أنا مالي ومال الثورة فهذه ثورتكم!! فقلت: سيادتك قدمت طلبات وشروطا فقال متنازل عنها والله يسامح اللي كانوا السبب خاصة جماعة الإخوان فسألته: هل أبلغ هذا الكلام الي «عبدالناصر» فقال: أبلغه.. وبالفعل أبلغته، فأمر «عبدالناصر» «شمس بدران» بأن يحضر «نجيب» الاجتماع وبالفعل تم الإعلان في الإذاعة الساعة الواحدة عن رجوع اللواء «نجيب» في استقالته وعودته رئيسا للجمهورية وأعلنوا عن مؤتمر شعبي في ميدان عابدين الساعة الخامسة بحضور رئيس الجمهورية.
< ما الذي دار في المؤتمر الشعبي حول الأزمة الحقيقية للصراع علي السلطة؟
- كان مؤتمرا ضد الثورة وحشدت جماعة الإخوان أعضاءها ومن يدور في فلكها ووقف «نجيب» وخطب في جموع الناس واستمرت المظاهرات ضد الثورة بقيادة الإخوان ولم يستطع «نجيب» أن يصرفها وطلب من «عبدالقادر عودة» أن يصرفها وقام بصرفها ثم أخرج منديلا به بقع من الدم وقال ستتم بالدم وأشار للجماهير بالمنديل ويعد هذا حكم عليه بالإعدام بعد محاولة اغتيال «عبدالناصر» وضبط مع جماعة الإخوان كشفا به أسماء عشرين من مجلس قيادة الثورة وآخرين لاغتيالهم وهذا هو أسلوب جماعة الإخوان منذ نشأتها علي يد «حسن البنا» للوصول الي الحكم بالعنف والاغتيال وبث الشائعات والأكاذيب ودفع الأموال لشراء ضعاف النفوس.
< إذن محاولة اغتيال عبدالناصر في المنشية دبرتها جماعة الإخوان بالفعل؟
< نعم جماعة الإخوان دبرت اغتيال «عبدالناصر» في المنشية ثم أنكروا هذا وقالوا إنها تمثيلية مدبرة!!
وأتساءل: كيف وقد أحضر البوليس الحربي «محمود عبداللطيف» من الإسكندرية إلي القاهرة، وقاموا بضربه وتعذيبه، وأنا منعتهم لاني كنت لا أريده أن يموت قبل أن تتكشف الحقائق! فإذا كانت تمثيلية مدبرة.. فلماذا يضربه البوليس الحربي؟!.. ولو كانت نجحت هذه الخطة لكانوا أعلنوا مسئوليتهم عنها ولكن بعد فشلها تنكروا منها، لانها كانت خطة فاشلة مع أن «محمود عبداللطيف» كان بارعا في ضرب النار ولكن ليس بالسهل قتل «عبدالناصر» في هذا الموقف ووسط الجماهير الحاشدة.
< هل تغيرت جماعة الإخوان في 25 يناير؟
- لا.. جماعة الإخوان لم تتغير في فكرها وعنفها وإرهابها وجبروتها والبحث عن مصالحها مهما كانت ضد مصالح الوطن، لانها مازالت تكذب وتخدع وتشتري النفوس المريضة، وتدلس وترهب وتقتل أبناء مصر الذين يقفون ضد مصالح الجماعة وهدفها في حلم الخلافة والسيطرة والهيمنة.
الإخوان وثورة يناير
< وما علاقة الإخوان بثورة 25 يناير؟
- الإخوان ليست لها علاقة بثورة 25 يناير. فالذي طالب بها وروج لها شباب مصر المخلص ولكنه كان بدون قيادة وغير منظم، وبعد أن نجحت الثورة بدأت الجماعة تستولي عليها بالحشد ونفذت مخططاتها القديمة بالهجوم علي السجون وتهريب قياداتها، وحرق الأقسام وتهريب الإرهابيين، لقد ركبوا الموجة الثورية لانهم منظمون، ولهم خبرات في المواجهات وحبك المؤامرات وعقد الصفقات الخفية.
< ماذا عن علاقة الإخوان بالخارج خلال 25 يناير وبعد ثورة 30 يونية؟
- دائما وجماعة الإخوان لها علاقات خارجية ضد المصالح المصرية وثبت بالدليل القاطع أن لهم اتصالاً علي أعلي المستويات مع الأمريكان وبالطبع أمريكا لها أذرع تلعب بها في المنطقة مثل قطر وتركيا حتي تظل في الخفاء لتحقيق الشرق الأوسط الجديد وجماعة الإخوان المسلمين لا يشغلها فكرة الوطن بل ما تُشغلها الخلافة الأممية وكان الحلم قريب المنال بعد تفكيك الجيش السوري وتحطيم الجيش العراقي ولكنهم لا يعلمون طبيعة الشعب المصري الذي من أهم أولوياته استقرار مصر والحفاظ علي هويتها.
< وما آليات جماعة الإخوان حالياً وهل تغيرت عن فترة الخمسينيات والستينيات؟
< آليات الإخوان في تنفيذ مخططاتهم لم ولن تتغير لانهم بدون إبداع، فهم يعتمدون علي العنف ولازالوا منذ اغتيال «المستشار» الخازندار، و«أحمد ماهر» و«النقراشي» رئيسي وزراء مصر ومحاولة اغتيال عبدالناصر يروجون إشاعات انهم يريدون اغتيال الفريق «عبدالفتاح السياسي»، هذا بخلاف استهداف رجال الجيش والشرطة، والشخصيات العامة التي تفضح مؤامراتهم والقيام بالتفجيرات الإرهابية الخسيسة ولم ينجح منهم النساء والأطفال.. وأيضاً دأب الإخوان علي نشر الشائعات والأكاذيب ولديهم في هذا الأمر جهاز لنشر الشائعات منذ نشأتها لتلويث سمعة الأفراد الذين لا ينتمون إليهم ويبتزونهم لدفع الأموال الطائلة ويستغلون فقر الشباب ويدفعونهم إلي التهلكة والعنف ضد أجهزة الأمن وأحيانا توريطهم في الاغتيال والإرهاب والتفجيرات، ليدمروا وطنهم، وبعض الشباب المضبوطين مؤخراً اعترفوا بهذا.
< لكن بعضهم ينتمي إلي فكر الإخوان معتقداً أنه يطلب صحيح الإسلام بعمليات القتل الانتحارية؟
- هذا صحيح.. وقد سألت الشيخ «سيد سابق» وهو من قيادات الإخوان التاريخية عن كيفية اقتناع بعض شباب الإخوان بالخروج لتنفيذ عمليات إرهابية، وهو يعلم إنه لن يعود حباً منها فأجاب: إنهم يحضرون الشاب الذي سيكلف بعملية إرهابية ويضعونه في مكان بمفرده ويجعلوه يقرأ القرآن في آيات محددة يتم اختيارها من قبل قيادات الجماعة، وفي اليوم الذي سيقوم فيه بالعملية المحددة، يجعلونه يقرأ هذه الآيات من بعد صلاة العشاء حتي صلاة الفجر إلي أن يصبح كما لو كان منوما مغناطيسياً، يتم إسناد المهمة له فيرتكبها دون نقاش، وهذا ما رواه لي أحد قيادات الإخوان، ومن الممكن أن هذا الشاب يسجل حديثاً له في مقطع فيديو ويتم تصويره وهو يضع حزاماً ناسفا علي وسطه دون مبالاة ودون فهم ان ما يفعله قتل أناس أبرياء حرم الإسلام قتلهم أو ان ما يقدم عليه انتحار جرمه الإسلام وحرمه بشكل قاطع.


سيرة ذاتية
< عبدالرحمن فريد
< تخرج في الكلية الحربية 1946

< انضم إلي تنظيم الضباط الأحرار
< شارك في حرب فلسطين 1948
< عمل في البوليس الحربي 1952
< قائد المباحث العسكرية الجنائية
< مدير مكتب حسين الشافعي (3) سنوات
< مدير مكتب الشئون الاجتماعية العسكري
< مستشار أعمال منطقة الشرق الأوسط في لبنان وسوريا والأردن 1965
< انتدب لرئاسة الجمهورية للشئون العربية حتي عام 1980
< وكيل وزارة القوي العاملة حتي عام 1985
< قبض علي الكثير من الشخصيات السياسية التاريخية مثل: إبراهيم باشا عبدالهادي «رئيس وزراء مصر»، حامد باشا عبداللطيف وزير التموين، سليمان باشا غانم، محمد نجيب أول رئيس للجمهورية.
< مسئول ملف الإخوان خلال عمله في المباحث العسكرية الجنائية.