عددالزائرين الان

الثلاثاء، 20 مايو 2014

ليبيا .. إلى الهاوية؟!

تتلاحق التطورات فى ليبيا بشكل دراماتيكى سريع، يؤشر إلى توجه هذا البلد الغنى بالنفط إلى طريق غير معلوم، ربما يكون أشبه بالنفق الذى دخلت فيه أفغانستان منذ أكثر من 30 عاماً، وما زالت فيه حتى الآن، أو ربما المستنقع الذى وقعت فيه الصومال، ومن بعدها العراق، والعامل المشترك فى المآسى الثلاث، كان الغرب وتدخله العسكرى فى هذه البلدان، لأهداف استعمارية خاصة.
فمنذ أن تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو لإسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافى فى عام 2011، لم يهنأ شعب ليبيا البالغ عدده 6 ملايين و155 ألف نسمة تقريباً بالهدوء، وأصبح القتل والترويع والرعب هى السمات الغالبة فى هذا البلد، والأخطر أن ليبيا أصبحت حالياً تواجه خطر التقسيم.
فلم يعد معروفا من يقاتل من، ومن يعمل مع من، ومن يحكم ومن يملك، حيث تشكلت العديد من الميليشيات المسلحة والعصابات، وكثرت المسميات العسكرية، والكل يتحدث باسم الشرعية والوطن، وتم تفكيك كل المؤسسات المشكلة بعد رحيل القذافى، وأصبح المؤتمر الوطنى فى قبضة الميليشيات والحكومة كذلك، والميليشيات تصارع بعضها البعض، وبعضها يحاول الاستقلال بأقاليم أو مدن معينة، كما هو الحال فى برقة، وبنغازى.
وهناك، من يقول إن الحرب بين فريقين، أحدهما داعم للثورة على نظام القذافى، خصوصاً من التيارات الإسلامية، والآخر من فلول النظام القديم وقيادات العسكر.
وبالطبع لا تغيب الأصابع الغربية والعربية عن المشهد، فى دعم طرف ضد آخر، والعمل على شيوع حالة عدم الاستقرار، وفى ظل هذه الأجواء تزايدت الأنشطة الإرهابية، وأصبحت ليبيا محطة ترانزيت تمر منها وخلالها تجارة الأسلحة إلى مناطق النزاع الأخرى فى العالم، خاصة فى سوريا ومصر.
وفى الأيام القليلة الماضية تزايدت وتيرة العنف والقتل، وتم تعطيل عمل البرلمان والحكومة.
وأغلقت العديد من الدول العربية والأجنبية سفاراتها فى ليبيا، مما يؤشر على أن الوضع فى طريقه للأسوأ، وأن البلاد تتجه نحو الهاوية والفشل، لتنضم إلى قائمة الدول الفاشلة، وعلى رأسها أفغانستان والعراق والصومال.