عددالزائرين الان

الثلاثاء، 10 يونيو 2014

مصر تمتلك ثلث أثيوبيا تاريخياً!!

أكد الدكتور نادر نور الدين، خبير الأراضى والمياه والأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أن مشكلة سد النهضة تتكون من (5) سدود بسعة (200) مليار متر مكعب، مما جعل الأزمة المصرية الإثيوبية تتحول إلى نزاع ثم صراع بين الحق في الحياة لعدم وجود بدائل للمياه وبين الحق في التطور مع وجود بدائل للكهرباء.
مضيفاً أن من حق مصر المطالبة بأراضى «بنى شنكول» ثلث مساحة إثيوبيا، التي كانت تمتلكها مصر وتنازلت عنها نظير عدم إقامة سدود تعوق وصول المياه إلى مصر، مؤكداً أن مصر لن تصمت لأنها صاحبة قضية عادلة ولكن يدافع عنها محامون دون المستوي سطحوا الأزمة الخطيرة رغم أنها تتعلق بالأمن القومى المصرى وستؤثر علي الأراضى والمحاصيل الزراعية، وستحمل مصر أعباء باهظة للبحث عن بدائل وتعديل منظومة الرى. < أين تكمن أزمة سد النهضة؟
- منذ سنوات بعيدة وإثيوبيا تحاول أن تسيطر علي مياه نهر النيل الأزرق، وقامت ببناء (13) سداً قبل سد النهضة، ولديها (19) نهراً وروافد، ومع هذا تدعي أن مصر تريد أن تحرمها من مياه النيل، والتقارير الدولية والإثيوبية تؤكد أن إثيوبيا لا تستخدم أكثر من 5٪ من المياه المتواجدة لديها، وبالتالى لا تحتاج إلى تخزين للمياه، بل تحتاج كهرباء، ومع هذا لا يوجد سد لتوليد الكهرباء بسعة (74) مليار متر مكعب ودائماً سدود إنتاج الكهرباء سعتها بين (8) و(14) مليار متر مكعب. وكل التدفق المائى للنيل الأزرق حوالى (48.5) مليار، وإثيوبيا تريد أن تخزن (74) ملياراً، معني هذا أنها ستصادر مياه النهر عن دولتى الجوار بعدها.
< ما السبب في تسارع الأحداث حول أزمة سد النهضة؟
- «الزيناوى» عرض على «مبارك» بناء السد بسعة (14) ملياراً ولكنه رفض وقال إن النيل الأزرق خط أحمر.. ولكن بعد 25 يناير فوجئنا بوضع حجر الأساس للسد، وتشاورت معنا جهات عديدة في الدولة، فقلنا سد (14) ملياراً دون ضرر علي مصر، ويمكن أن نشارك في إدارته ونشتري منهم الكهرباء، ولكنهم أعلنوا زيادة السد إلي (43)، ثم (63) ثم وصلنا إلي (74) ملياراً، بل أعلنوا أن افتتاحه سيتم في 2017، وسيتم ملء السد علي (3) سنوات.
< وما الآثار المترتبة علي مصر خلال الفترة المقبلة؟
- بداية سيتم حجز (25) ملياراً كل عام من مياه النيل ونسبة التبخير ستكون من 3 : 5 مليارات، والأرض جديدة التي سيخزن فيها المياه سيحدث تسريب عميق يقدر بحوالى (22) ملياراً، لأن هذه المنطقة منطقة زلازل وبها شقوق، إذا تتحدث عن (100) مليار هي السعة الفعلية لهذه البحيرة، فإنها تقسم إلي 33 ملياراً كل عام تنتقص من حصة مصر، وهذا لا نستطيع تحمله.
< هل بمقدور هذا السد تحمل هذه الكمية من المياه خاصة خلال الفيضانات؟
- بالطبع لا.. وإذا جاء فيضان غزير من النيل الأزرق الذي ينهمر كل (7) سنوات سيجتاح هذا السد ويدمره، لأن الفيضان أحياناً يصل إلى (110) مليارات خلال شهري يوليو وأغسطس ولن يحتمل السد هذه الكمية الهائلة.
وأكد باحث إثيوبى: «أن السد بدون دراسات، وأنه لن يصمد ضد الفيضانات ومقام علي منطقة ذات تاريخ زلزالى وإذا دمر سيكون كارثة علي مصر والسودان.
< لكن إثيوبيا تعللت باحتياجها الشديد إلي الكهرباء؟
- مصر توافق علي أن يكون هذا السد لتوليد الكهرباء بـ(14) ملياراً.. مع أن إثيوبيا لديها طاقات توليد الرياح جيدة، لأنها مرتفعة عن سطح البحر بـ(1200) متر ولديها حوالى (12) ألف ميجاوات توليد كهرباء من الرياح، ولكنها تتركها وتتجه إلي (6) آلاف ميجاوات من كهرباء السدود، مع أنه يوجد عالم إثيوبى يعيش في كاليفورنيا وأستاذ في ولاية سانت ديجو أكد أن أقصى طاقة لسد النهضة توليد (2000) ميجاوات وليس (6) آلاف كما تقول إثيوبيا، ومع هذا تريد إثيوبيا تركيب (12) توربينًا فرنساويًا، ولكنه قال إن نصف هذه التوربينات هي القادرة علي العمل الفعلى فقط، ومع هذا إثيوبيا تصر علي الاستمرار.
< ولماذا تحتاج إثيوبيا لبناء سدود أخرى خلف سد النهضة؟
- مشكلة سد النهضة أنه سلسلة سدود مكونة من (5) سدود للمحافظة علي سد النهضة من تراكم الطمى علي جسد السد مما يعجل بانهياره أو تقليص العمر الافتراضى له، لأن النيل الأزرق يأتي بـ(136.5) مليون طن من الطمى سنوياً، وهذا الطمى هو الذي كون لنا الأراضى الزراعية في مصر، وهذه السدود ستكون خية للطمى، ولكنها ستكون بسعة إجمالية (200) مليار متر مكعب.

ترسيخ الانشقاق < لكن المشكلة قديمة منذ اتفاقية عنتيبى التي لم تستطع مصر إيقافها؟
- كل تداعيات «عنتيبى» أنها رسخت الانشقاق بين دول حوض النيل عندما نجحت إثيوبيا أن تستقطب (5) دول من دول حوض النيل الأبيض البعيدة تماماً عن أزمتنا مع إثيوبيا، والنيل الأبيض نحصل منه على (13) مليار متر مكعب أى حوالى (15٪) من مياه النيل، وهذه النسبة غير مؤثرة علينا ولكن يأتي من إثيوبيا 85٪ من مياه النيل أي حوالى (72) مليار متر مكعب لمصر والسودان، والتشدد المصري مع دول حوض النيل كان خطأ، وفي غير محله، وكان علينا أن نساعدهم كما ساعدناهم في عهد الملك «فاروق» في بناء سد «أوين» بأوغندا عندما ساهمت مصر بمليون جنيه استرلينى عام 1948 لبناء السد وقامت بافتتاحه الملكة «إليزابيث» ملكة بريطانيا عام 1953.
< مشروع السد كبير وضخم.. ما الذي يجعل إثيوبيا تسارع الخطوات في إنشائه دون دراسة جيدة؟
- إثيوبيا استغلت انشغال مصر وانغماسها في تداعيات ثورة 25 يناير وبدأت خطوات سريعة في تنفيذ المشروع، وأن يكون لها تواجد في جنوب السودان، وشاركت في فصل القوات في منطقة «أبيى» المتنازع عليها بين دولتي الشمال والجنوب السودانى، وتغلغلت في هاتين الدولتين بشكل مكثف وكأن مصر غير موجودة علي الإطلاق.

الحرب الأهلية < لكن حدث تقارب مع جنوب السودان بعد زيارة رئيس الجمهورية إلي القاهرة؟
- بعد مجىء «سلفاكير» رئيس جمهورية جنوب السودان ووزير الدفاع إلي القاهرة دفعت إثيوبيا وأوغندا الانقلابيين بقيادة نائبه للتمرد علي الرئيس، وبدأت تشعل الحرب الأهلية في جنوب السودان مرة أخرى نتيجة لإحساسها أن جنوب السودان يقترب من مصر، وبالفعل فوجئت مصر بدعوة الرئيس ونائبه لاجتماع في جنوب السودان لتوقيع اتفاقية إنهاء الحرب والمصالحة وهنا أصبح لإثيوبيا نفوذ داخل جنوب السودان والخطوة القادمة ستجعلهم يوقعون علي اتفاقية «عنتيبى».
< كيف تنظر لتصريح رئيس الوزراء إبراهيم محلب بأن الأزمة بين مصر وإثيوبيا مجرد سحابة صيف؟
- تصريح «إبراهيم محلب» أراه تسطيحًا لمشكلة عميقة للغاية ترتبط بالأمن القومى، وعلي مصر أن تعترف بالأزمة بين مصر وإثيوبيا وقد تتحول إلي نزاع ثم إلي صراع لأنه صراع بين الحق في الحياة، والحق في التطور، لأن الكهرباء لها بدائل، أما المياه فلا توجد بدائل لها، ولابد من حشد الشعب المصرى لشرح الخطورة لو استمر بناء السد بهذه المواصفات، وأن تداعياته كارثية علي مصر، ومصر لن تصمت والمفاوضات التي لا تدعمها قوة فاشلة، والقوة تكمن في الحشد الشعبى والرأى العام العالمى.


< هل يمكن لإثيوبيا أن تقوم بتصدير المياه كما أعلنوا في السابق؟
- نوايا الإثيوبيين في هذا المضمار بدأت تظهر عندما أعلن الوسيط السويسرى أنه بدأ يتوسط بين الكويت وإثيوبيا لبيع المياه، إذن هذا سد تخزين وإثيوبيا تريد أن تضع مبدأ بيع المياه العذبة في العالم، وهذا لم تقره الأمم المتحدة ولا أي منظمة دولية، لأن المياه والهواء ليسا ملكًا لأحد، وإثيوبيا لم تستمطر السحاب حتي يمطر، وهنا يمكن أن تتم إدانة دولية لإثيوبيا لأن الإنسانية هنا غائبة، وهذا ما جعل معظم دول العالم تدين الموقف الإثيوبى وتساند الموقف المصرى.

ضعف الاقتصاد < ما تداعيات سد النهضة علي الأراضى الزراعية في مصر؟
- أولاً مصر لديها (8.5) مليون فدان سيضيع منها أكثر من (6) ملايين بعد (3) سنوات سيحدث نقص دائم من المياه يقدر بـ(12) مليار متر مكعب بما يكفي لزراعة (2.5) مليون فدان سنوياً، وهذا سيضعف الاقتصاد وسيرتفع معدل البطالة.
< هل توجد بدائل لزيادة الموارد المائية؟
- البدائل مكلفة جداً ومفاجأة، بأن نقيم (17) محطة مياه للتحلية علي ساحل البحر للمدن الساحلية من أول السلوم والإسكندرية ثم رشيد وكفر الشيخ وبلطيم ودمياط وبورسعيد والعريش، ثم محافظات الإسماعيلية والسويس.. وقد تصل تكلفة محطات التحلية إلي (4) مليارات دولار يتحملها الاقتصاد المصرى.
< هل أصبح لزاماً علينا إعادة النظر في منظومة الرى؟
- أولاً شبكة منظومة النقل والتوزيع والرى حوالى (40) ألف كم2 بداية من خروج المياه من السد العالى حتي دخولها إلي الدلتا ونسبة الفاقد تصل إلي (19) مليار متر مكعب سواء من البخر والرشح العميق ومن الجوانب، وسنضطر إلي الإسراع بالخطى لتدبير موارد مالية لتحويل الترع الصغيرة إلي مواسير، وتبطين الترع المتوسطة ثم تبطين الترع الرئيسية وهذه تكلفة عالية جداً.
< وماذا عن التأثير علي المحاصيل الزراعية؟
- أولاً مصر تستورد 55٪ من استهلاكها الغذائى، ولديها فاقد من الأراضى الزراعية يقدر بـ30٪ وإذا تم سد النهضة ستصل النسبة إلي 75٪ ومصر الأولى عالمياً في استيراد القمح، والرابع عالمياً في استيراد الذرة الصفراء للأعلاف، والسابع في استيراد زيوت الطعام، ونستورد 32٪ من السكر، بجانب الفول والعدس وسنضطر إلي إعادة هيكلة المحاصيل الزراعية واستبعاد المحاصيل المستهلكة للمياه بنسبة كبيرة مثل قصب السكر والأرز مع أنه المحصول الوحيد الذي لدينا اكتفاء ذاتى منه.

تراجع المواصفات < وهل من الممكن أن تتراجع إثيوبيا بعد ما أنفقت أكثر من مليار دولار علي السد؟
- لا نطالبها بالتراجع عن بناء السد ولكن نريدها أن تتراجع عن المواصفات، وهو السد النوعى، وهي الآن مازالت تعمل في السد الذي سيولد الكهرباء بسعة (14) مليار متر مكعب، والسد النوعى هو سد ركامى (ردم) بين جبلين بارتفاع 45 متراً، وإذا كانت صرفت مليار دولار فهذا طبيعي حتي الآن لأن التكلفة الفعلية (8.5) مليار.
< لكنهم يعتمدون علي التمويل الدولى؟
- الموقف الدولى بدأ يقدر موقف مصر، لذا امتنعت دول ومؤسسات الصين وإيطاليا وكوريا والبنك الدولى عن التمويل.
< ومن لم يتوقف حتي الآن؟
- هناك تمويلات غير ظاهرة قادمة من قطر وتركيا وإيران، لكن يبدو هذا التمويل خفياً، لأن ما هو معلن رسمياً من قبل إثيوبيا أنهم دبروا مليون دولار، ولهذا علي مصر أن تبحث عن هذا التمويل الخفي وتفضحه، لأن ملياراً من (8.5) مليار معناه أن مشوار التمويل مازال طويلاً، وهذا يصب في صالح مصر.
< ماذا عن أهمية نهر الكونغو بالنسبة إلى مصر؟
- مشروع نهر الكونغو منذ أكثر من قرن والمصريون يفكرون فيه، ومنذ (10) سنوات الرئيس الأوغندي قال: إن ربط نهر الكونغو بنهر النيل سيؤتى بخير كبير لدول نهر النيل لأن نهر النيل مع أنه أطول أنهار العالم، إلا أنه أقل مياه (84) ملياراً ونهر الكونغو (1284) مليار متر مكعب ينتهي بها الحال في المحيط الأطلنطى ولا تتم الاستفادة منها، لذا إذا تم ربط نهر الكونغو بنهر النيل سنحصل على (100) مليار تحصل منها مصر علي (50) ملياراً والسودان (25) ملياراً وجنوب السودان (25) ملياراً.. ولكن المشكلة أن الأمر ليس بيدنا لأنه لابد أن يمر في أراضى السودان وجنوب السودان ولهذا لابد من موافقتهما.

دراسات وتوضيحات < المشكلة تكمن في جنوب السودان الذي رفض استكمال قناة «جونجلى». - جنوب السودان ردم قناة «جونجلى» بحجة إعاقة الماشية من الرعى والتي كانت ستأتي لمصر بـ(4) مليارات متر مكعب، ومشروع نهر الكونغو سيكون في باطن الأرض، وكلها محاولات تحتاج مزيداً من الدراسات والتوضيحات، ولكنه أمر كبير، وأمريكا وإسرائيل للأسف لن تسمحا بهذا المشروع، لأن العائد من المتر المكعب من المياه في قطاع الصناعة (500) دولار، إذن ستحاربان، وهذا المشروع، ونحن نعلم أن إسرائيل كانت سبباً في ردم بحيرة «جونجلى» وحثت الجنوبيين علي هذه حتي لا تستفيد مصر منها. < لكن الدكتور أحمد السيد النجار يري أن مشروع نهر الكونغو مؤامرة علي مصر.
- أنا اندهشت من هذا التصريح، وأقول له: لا يوجد مصريون يتآمرون علي مصر، وهل ترشيد استهلاك المياه في مصر يحتاج مؤامرة؟!
ثم إنه في المقال قال خبل وجنان(!!) مع أن الانتقادات العلمية تكون بدون هذه الألفاظ بل تفند علمياً، لأن ما قاله ألفاظ غريبة عن البحث العلمى، ولهذا لم يعجبني ما كتبه في هذا الأمر، وكان مقالاً عنيفاً يحسب عليه أكثر مما يحسب له. < هل أرسلت إثيوبيا إلى الخارجية المصرية تطالب بمنعك من الكتابة عن سد النهضة؟
 

- فعلاً إثيوبيا أبلغت الخارجية بأن كتاباتى عن السد تمثل تأليباً للشعب المصرى ضدها وأنا رجل وطنى مهموم بقضايا الوطن.
وأوضح أن سد النهضة كارثى علي مصر، ويوجد كاتب إثيوبى قال هذا الكلام وأنا من حقي أن أدافع عن بلادى كما أشاء.. وهم لديهم «إسحق أورسانوا» أستاذ تاريخ في جامعة «أديس أبابا» يهاجم مصر ليل نهار، وهو الذي أقنعهم بتطبيق مبدأ السيادة المطلقة على نهر مشترك، وهذا خاطئ لأن السيادة المطلقة تكون علي الموارد الداخلية، أما الموارد المشتركة مع دول أخرى يطبق عليها مبدأ السيادة المشتركة، ومنظمة الوحدة الأفريقية تؤكد علي ضرورة وجود شفافية في العرض، ولهذا علي إثيوبيا أن تعرض بشفافية كل رسومات السد علي مصر والسودان ولكنها تعاملت مع السد علي اعتبار أنه سر عسكرى خطير، وعندما اعترضوا علي كتاباتى تأكدت أني أسير في الطريق الصحيح لصالح بلدى، مع أني لست ضد التنمية في إثيوبيا، ولهذا أعيب علي البعض تبني المواقف الإثيوبية دون أن يتفهموا الموقف المصرى.

جثث المصريين < مثل من؟
- مثل الدكتور «عصام حجى» الذي قال: من حق إثيوبيا أن تبني السد.. وأتساءل كيف هذا؟
مع أن إسبانيا قالت: إثيوبيا تبني سداً علي جثث المصريين.. وأقول له هل توافق أن تبني إثيوبيا سداً علي جثث المصريين؟ وهو قال هذا لأنه لا يعرف أن إثيوبيا لديها (13) سداً.
< الدكتور فاروق الباز قال مثل هذا الكلام؟
- د. فاروق الباز قال: من حق إثيوبيا أن تبني سداً ولا توجد اتفاقيات بينها وبين مصر، واعترضت عليه وطلبت مناظرته ورفض، لأن «الباز» يتبني المواقف الأمريكية، لدرجة أنه وقف ضد ترشح «السيسى» مثل أمريكا.. حتي عندما طرح محور التنمية ابتعد عن سيناء وجعله في الصحراء الغربية.. لأنه يسير بتوجيهات أمريكية صرفة.
< وهل بالفعل لا توجد اتفاقيات مع إثيوبيا تحفظ حق مصر في مياه النيل؟
- بالفعل توجد اتفاقيات 1902، 1906 مع الملك «ميلك» وكانت إمبراطورية مستقلة إذا هي اتفاقيات فعلية.. ثم ظهر أن كل أراضى بنى «شنكول» وهي ثلث مساحة إثيوبيا كانت ملكاً لمصر، وتنازلت عنها لإثيوبيا مقابل عدم بناء أي سدود أو مواقع علي النيل الأزرق، وإذا كانوا يريدون استكمال البناء بذات المواصفات فليعيدوا إلينا أراضى «شنكول» التي تنازلت عنها مصر بشروط.

شكوى عاجلة
< كيف تستفيد مصر من المعاهدات الدولية؟
- الاستفادة تكون بتدويل القضية لأنها أصبحت أمراً عاجلاً وعدم السير في هذا الإجراء يدهشني وعرضت علي «نبيل فهمى» وزير الخارجية أسرار السد الخفية، وتقرير اللجنة الدولية، وعلينا التقدم بشكوى عاجلة إلي مجلس الأمن لأن المادة (6) من الدستور العالمى لقوانين الأمم المتحدة تقول: لو وجد نزاع يؤدى إلي صراع أو حروب لابد من تدخل الأمم المتحدة وهذا نهر مشترك وإثيوبيا ستقيم عليه (5) سدود ضد مصر وتطلب من مجلس الأمن إصدار قرار بإيقاف العمل في السد وتشكيل لجنة من الخبراء لمعاينة تداعياته وآثاره السيئة علي مصر، والأمم المتحدة لابد أن تتخذ موقفاً حرصاً منها علي عدم نشوب صراع في شرق أفريقيا سوف يؤثر علي الأسعار العالمية للغذاء والوقود، وأيضاً نصوص الاتحاد الأفريقى تؤكد علي حل النزاعات سلميًا وعلينا أن نضع الأمور أمامه ونطالبه بالحلول السلمية.
< هل تثق مصر في الاتحاد الأفريقى بعد طلبه الاشتراك في مراقبة الانتخابات؟
- الحقيقة نحن لا نفهم مواقفهم المتغيرة، بعد أن وافقوا علي وجود (50) مراقباً زادوا إلي (100) ثم إلي (200) ورئيس الدورة السابقة للاتحاد الأفريقى قال: «لن نعترف بالانتخابات الرئاسية في مصر، لأن أحد المرشحين «السيسي» رجل عسكرى وشارك في الإطاحة بالرئيس «محمد مرسى»، ولجنة الحكماء جاءت إلي مصر وطلبت زيارة للسجون وقالوا: نحن نتفهم أنها ثورة وليست انقلاباً، ثم فوجئنا بعد عودتها باستمرار إيقاف نشاط مصر في الاتحاد الأفريقى ثم عادت اللجنة في زيارة ثانية في شهر أبريل وقدمت تقريرها إلي الاتحاد الأفريقى دون الإشارة إلي وجود رغبة شعبية لإسقاط نظام الإخوان الذي كان يدير النظام المصرى لحسابه ولصالح آخرين، وبالتالى نحن متخوفون من الاتحاد الأفريقى.

صراع دائم < من يقود الصراع في إفريقيا ضد مصر؟
- مصر دولة رائدة في أفريقيا، لكن توجد دولتان تقودان الصراع ضد مصر وتعملان علي استمرار إيقافها هي جنوب أفريقيا لوجود صراع دائم بينها وبين مصر علي الريادة، حيث إنها أصبحت دولة واعدة ومنطلقة وحققت انطلاقات، ثم إثيوبيا ومواقفها الدائمة ضد مصر علي مدار الزمن و«مانجستو هيلا ماريم» قائد الانقلاب الشيوعى هدد بإقامة سد لمنع المياه عن مصر ورد عليه الرئيس «السادات» لو فكرتم في بناء السد سيكون الشعب المصرى بالكامل عندكم في إثيوبيا، فعدل عن بناء السد، وأيضاً هددوا كثيراً ببناء السد خلال عهد «مبارك»، وكان «عمر سليمان» يرسل إليهم رسائل قوية للغاية وكانوا يتراجعون.
< وماذا عن الموقفين الأوروبي والأمريكى؟
- كل دول الاتحاد الأوروبى أدانت هذا السد وأيضاً أمريكا أدانته لأنها حذرت مصر كثيراً من التغلغل الصيني في منطقة القرن الأفريقى ودول منابع النيل، ويكفي أن جميع السدود التي أقيمت خلال الـ(15) سنة الأخيرة أقامتها الصين بقروض ومنح لا ترد من البنك الوطنى الصينى، وهذا التغلغل ضد الرغبة الأمريكية لأن الصين تستنفد المواد الخام، ولهذا فهذه المنطقة الوحيدة التي لا يكون الميزان التجارى فيها ليس لصالح الصين، لأن واردات الصين من أفريقيا أكثر من صادراتها، ولهذا هم حريصون علي التواجد في أفريقيا.

بحث الأزمة < إذن.. انتهت مرحلة التفاوض مع إثيوبيا؟
- لو تابعنا الموقف الإثيوبى منذ بدء الأزمة سنرى عدم حضور أي مسئول إثيوبى إلي مصر حتي الآن لبحث الأزمة وطمأنة الشعب المصرى، حتي وفد الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية منع من المجىء إلي مصر، ووفد الشباب الإثيوبي منع من حضور المنتدى الذي تقيمه مصر كل عام لشباب دول حوض النيل خوفاً من تأثير مصر عليه لأنهم يعرفون أن موقفهم ضعيف.
< إذن.. كيف سيتعامل الرئيس القادم مع هذا الملف دون وجود تفاوض؟
- أقول للرئيس القادم من فضلك لا تكن من أولوياتك زيارة إثيوبيا، لأنهم ينظرون إلي هذه الزيارات بأنها هرولة وضعف من مصر وعليهم أن يحضروا إلينا لإبداء الثقة وحسن النوايا، ومصر لا تحتاج إلي هرولة أكثر مما حدث، كفانا هرولة، فقد ذهب اثنان من رؤساء الوزراء «محلب» و«قنديل» وكل الوزراء تقريباً ذهبوا إلي إثيوبيا ورأوا التشدد الإثيوبي.
< فيما تتمثل عدالة الموقف المصرى؟
- مصر صاحبة قضية عادلة، لكنها في يد محامين دون المستوي، ولابد من وجود أقوياء يدافعون عنها في الأمم المتحدة، لأنها قضية حياة أوموت، ولابد أن نقنع الرأي العام المصرى والعالمى للضغط علي إثيوبيا، لكي تتراجع عن السد النوعى لتخزين المياه وتكتفى بالسد الرئيسى الذي تقبله مصر وتنتهي الأزمة.