عددالزائرين الان

الخميس، 5 يونيو 2014

فضائح الجنس والفساد تُخيّم على انتخاب رئيس إسرائيل

أيام قليلة وتشهد الساحة الإسرائيلية انتخاب رئيس جديد للدولة العبرية سيطل علينا بين الحين والآخر بتصريح أو زيارة لإحدى الدول أو أي من الفعاليات الرسمية الأخرى التي يقوم بها صاحب ذلك المنصب الشرفي، في انتخابات ستجرى بالكنيست في العاشر من شهر يونيو الحالي.
وبحسب قوانين أساس الدولة الإسرائيلية يتم انتخاب الرئيس الإسرائيلي من خلال البرلمان (الكنيست) ويتيح القانون الإسرائيلي تمديد ولاية الرئيس (7 سنوات) لمرة واحدة عبر تقديمه طلبا للحكومة ترفعه للكنيست، إذ يعتبر منصب الرئاسة في إسرائيل فخريا، فيما تقع السلطة التنفيذية الفعلية بيد رئيس الوزراء.
وبعدما أعلن ديوان الرئاسة الإسرائيلية في 19 فبراير من العام الجاري أن الرئيس شمعون بيريس الذي يتولى رئاسة إسرائيل منذ يوليو 2007 أن الرئيس يعتزم إنهاء مهامه في شهر يوليو المقبل، وإنه يعارض فكرة تمديد ولايته، بدأت بورصة التوقعات في العمل وطرحت العديد من الأسماء اللامعة التي تولت مناصب قيادية، ومن ثم توالت الفضائح في حرب خفية بين المرشحين.
وعلى الفور طرحت بعض الأسماء المرشحة للمنصب منهم عالم الكيمياء الإسرائيلي والفائز بجائزة نوبل في الكيمياء عام 2011 دانيئيل شختمان، ورئيس الكنيست الإسرائيلي السابق من حزب (الليكود) رؤوبين ريفلين، ورئيس الوكالة اليهودية ناتان شرانسكي وعضو الكنيست السابقة داليا ايتسك ووزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق دافيد ليفي، إضافة إلى القيادي الليكودي الوزير سيلفان شالوم.


جنس وفساد على هامش الانتخابات
الانتخابات دائماً ما تكون ساحة للصراع والفضائح التي تكشف الجوانب الخفية للمرشحين في إطار الحرب بينهم، وهو ما حدث بالفعل في حالتين على الأقل بالانتخابات الرئاسية الإسرائيلية.
في 25 مارس الماضي صدم المجتمع الإسرائيلي عند سماع نبا التحقيق مع وزير تطوير النقب والجليل ونائب رئيس الحكومة الوزير سيلفان شالوم في شكوى تحرش جنسي قبل خمسة عشر عاما، حيث تم التحقيق معه طيلة ساعتين في الشكوى التي قدمتها موظفة سابقة في وزارته حول التحرش بها جنسيا قبل خمسة عشر عاما.

كان من الواضح أن كشف جرائم الوزير السوداء في ذلك التوقيت تحديداً لها خلفية سياسية، الأمر الذي أثار العديد من التظاهرات، بما في ذلك خروج مئات المتظاهرات الإسرائيليات، بمظاهرة نسائية في ميدان الملك جورج بتل أبيب، احتجاجاً على إمكانية تقادم جريمة اغتصاب وزير الطاقة الإسرائيلي الذئب "سيلفان شالوم"، والتي ارتكبها قبل 15 سنة في حق إحدى العاملات بمكتبه، علماً بأن بعض المتظاهرات كن عاريات الصدر.
وطالبت المتظاهرات اللائي نظمن تلك التظاهرة تحت شعار "كفى صمتاً..دوركم قادم"، بإلغاء قانون تقادم الجرائم الجنسية، الذي من المتوقع أن يحفظ التحقيقات ضد الوزير "شالوم"، مؤكدن على أنهن لن يبرحن مكانهن حتى تغيير ذلك القانون.
ورفعت المتظاهرات لافتات مكتوب عليها "كفى لثقافة الاغتصاب"، و"الاعتداء الجنسي= ظاهرة اجتماعية" و"87% من الاعتداءات الجنسية يكون فيها الجاني معروف للمجني عليها"، وقد أدت الانتقادات إلى سحب شالوم ترشحه والعدول عن الفكرة لكي لا يحصل الرئيس الأسبق موشيه كتساف السجين بعد إدانته بجريمة اغتصاب.
وفيما يتعلق بالفساد، تصدر الوزير السابق وعضو الكنيست الحالي بنيامين بن اليعيزر عناوين الصحف، بعدم  كشف موقع "عنيان ميركازي" العبري أن المرشح المحتمل لرئاسة إسرائيل "بنيامين بن اليعازر" الشهير بفؤاد شريك في 5 كازينوهات قمار فارهة في لندن.
وأضاف أن فؤاد بن اليعازر ذي الأصول العراقية الذي يحلم أن يكون رئيساً لإسرائيل كان شريكاً في 5 كازينوهات قمار بلندن على الأقل واعتاد ارتيادها بين الحين والآخر.
وأشار إلى أن المرشح الرئاسي شوهد أكثر من مرة في كازينوهات قمار بأماكن أخرى وعندما تمت مواجهته زعم أنه كان يتناول الطعام هناك فحسب.
والمعروف أن لعب القمار ممنوع في إسرائيل، حيث يحظر إقامة أي صالة قمار لأن القمار حرام في الشريعة اليهودية، ومن ثم يتجه المقامرون اليهود والإسرائيليون إلى الخارج، بما في ذلك الدول العربية والسلطة الفلسطينية، لممارسة تلك اللعبة المحرمة بحسب الديانة اليهودية.

سارة نتنياهو ومحاولة إلغاء الانتخابات الرئاسية
كشف موقع "عنيان ميركازي" العبرى في مطلع شهر مايو الماضي أن سارة نتنياهو زوجة رئيس وزراء إسرائيل "بنيامين نتنياهو" وراء محاولات زوجها لإلغاء المؤسسة الرئاسية، مشيرًا إلى أن الكنيست سيسعى بكل قوته لإلغاء مؤامرة نتنياهو ضد المؤسسة الرئاسية لمجرد كراهية سارة ونتنياهو لمرشح حزب الليكود الأوفر حظًا "رؤوفين ريفلين"، رئيس الكنيست الأسبق.
وأضاف أن سارة لا تريده رئيسيًا ونتنياهو الذى يرى أنه قادر على فعل أى شيء يواصل تطاوله، مشيرًا إلى أن نتنياهو يمتطى حصان الحكومة رغم أن كل استطلاعات الرأى تؤكد أنه ليس محبوبًا بالدرجة والأغلبية لا تشعر بالارتياح له، إلا أن الرأى السائد هو أنه لا يوجد حاليًا بديل.
وتابع بأن نتنياهو وزوجته سارة يستغلان الوضع تمامًا، بدء من الجنون غير المسبوق فى حياة الترف الشخصية على حساب الدولة، ومرورًا بالهوس الذى فى إطاره صادقت الحكومة دون خيار آخر على شراء طائرة شخصية فارهة له ولسارة، وانتهاء بأقامة مقرًا لرئيس الوزراء بتكلفة مبدئية 650 مليونًا فى حين يعرف الجميع أن التكلفة الإجمالية ستصل إلى مليار. 
ولفت الموقع إلى أن بيبى على قناعة بأنه سيتمكن من السكن فى ذلك المقر الجديد وبدأ أعمال بنائه بسرعة كبيرة، مؤكدًا أن نتنياهو يتآمر الآن لإلغاء المؤسسة الرئاسية أيضًا لمجرد مقته هو وزوجته لرؤوفين ريفلين وزوجته، إلا أن الكنيست سيثور ولن يوافق بأى شكل على تلك المؤامرة الآن قبل أسابيع معدودة من مغادرة بيرس القصر الرئاسى واستبداله بريفلين. 
وأشارت بعض التقارير الإعلامية الإسرائيلية التي نشرت بعد تقديم ريفلين ترشحه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدعم وزير الطاقة والمرشح للرئاسة الإسرائيلية “سيلفان شالوم” في هذه المنافسة بشكل غير معلن بعد الخلاف بين رئيس الكنيست السابق روبين ريفيلين والمرشح للرئاسة الإسرائيلية والذي يعتبر من أبرز المرشحين لخلافة شمعون بيرس على كرسي الرئاسة.
وذكر تقرير للقناة الثانية من التليفزيون الإسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى حل وإلغاء مؤسسة الرئاسة الإسرائيلية، خاصة في الوقت الذي لم يجد فيه نتنياهو مرشحا بعينه ليدعمه كرئيس لإسرائيل، مع قرب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية وإعلان شيمون بيريز -الرئيس الإسرائيلي- بأنه لن يخوض الانتخابات القادمة.
ولفت التقرير العبري إلى أن نتنياهو لن يدعم أحدا حتى هذه اللحظة في الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أنه يعمل بكل قوة ضد ترشح ابن حزبه “الليكود” روبن ريفيلين رئيس الكنيست السابق، رافضا ترشحه لمنصب الرئيس، مع رفض ترشح عدد من السياسيين البارزين الآخرين، مما دفع نتنياهو إلى تجديد مبادرته والتي يطلب فيها إلغاء مؤسسة الرئاسة في إسرائيل.


المرشحون يتمنعون والناخبون منساقون
تحت عنوان "حكومة نتنياهو تقدم: سباق المجرورين للرئاسة"، كتب زيف قام في تقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية بتاريخ 29/5  أن الانتخابات الرئاسية الإسرائيلية هي سباق انتخابي مثير للضحك، مشيراً إلى أن الجميع يجر بعضهم  البعض ويفقدون السيطرة على الوضع، مشيراً إلى أن رئيس حزب البيت اليهودي انجر وراء أعضاء كتله وجر رئيس الوزراء لتأييد روبي ريفلين، ووزير الخارجية أفيجدور ليبرمان أضطر لتأييد المرشحة داليا إيتسك والجميع ينتظرون رأي أعضاء الكنيست اليهود الأرثوذكس(الحريديم).  
وأضاف أن كل رؤساء الأحزاب ينتظرون معرفة آراء الأحزاب الأخرى في المرشح الأفضل للرئاسة لمواكبة السير مع القافلة، مشيراً إلى أن الحملة الدعائية تطارد الحملة الدعائية والجميع يعدون الأسابيع في تلك الانتخابات الهزلية.
وأكد أن معظم المرشحين تمنعوا عن الترشح في البداية، وكذلك الناخبون (أعضاء الكنيست) منساقون ينتظر كل منهم رأي الآخر لتحديد اختياره.  


القائمة النهائية للمرشحين 
ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن ستة مرشحين يتنافسون على رئاسة إسرائيل، من بينهم النائبان رؤوفين ريفلين رئيس الكنيست السابق والوزير السابق بنيامين بن إليعيزر مهندس اتفاقية الغاز مع مصر، والقاضية المتقاعدة داليا دورنر من المحكمة العليا الإسرائيلية والنائب مئير شطريت والنائبة السابقة داليا إيتسيك والبروفسور دان شختمان.
تلك هي الأسماء المتنافسة التي جمعت تواقيع عشرة أعضاء كنيست يؤيدون ترشيحهم حسبما يستلزم القانون، إلا أن الكفة تميل لفوز رؤوفين ريفلين الذي استطاع رؤساء الأحزاب وكبار رجالات الليكود عقد مصالحة بينه وبين نتنياهو بعد مساعي مضنية والتي أسفرت عن التصالح بين الصقرين الليكوديين وزادت فرص نجاح ريفلين الذي بات المرشح الأوفر حظاً.