الخيمة التي احترقت وبقية الطفلة تنادي رأسها"
في رفح… كانت خيمة صغيرة تقف بشموخ فوق ركام الحرب.
بداخلها أمٌ منهكة تحتضن ثلاثة أطفال، أصغرهم "سُجى"، لم تكمل عامها الخامس.
في الخارج، السماء كانت سوداء، لا من الغيم، بل من دخان الموت القادم من طائرات الاحتلال.
سُجى كانت تحلم بأرجوحة، برغيف خبز دافئ، بقطعة شوكولاتة من يد أبيها الذي استُشهد قبل أسبوع.
وكانت الأم تهمس لها كل مساء: "اصبري يا روح أمك، لما الحرب تخلص، هنبني بيت تاني، ونجيبلك شنطة وردي فيها ألعاب".
لكن تلك الليلة لم تكن ككل الليالي…
عند منتصف الليل، سقط الصاروخ.
لم تكن قنبلة عادية، بل جحيمًا نازلًا من السماء.
احترقت الخيمة.
صرخت الأم، صرخ الأطفال، صرخت رفح كلها.
حين دخل المسعفون في الصباح، كانت الجثث متفحمة.
لكن سُجى…
كانت بلا رأس.
يدها الصغيرة كانت لا تزال تمسك بدميتها،
وصوتها لا يزال يرنّ في المكان:
"ماما… فين رأسي؟ أنا مش شايفة!"
المسعف الشاب انهار. لم يتحمل المشهد.
جلس على الأرض، وصرخ بأعلى صوته: "دي مش حرب! دي إبادة! دي جريمة في حق كل طفل على وجه الأرض!"
العالم كان يشاهد…
وكان يصمت.
في تلك اللحظة، لم يكن هناك خيمة، ولا أم، ولا أرجوحة،
كان هناك فقط سؤال يتيم يطفو في السماء فوق رماد رفح:
"هل تستحق سُجى أن تُحرق بلا رأس لأن اسمها فلسطينية؟"