عددالزائرين الان

الخميس، 10 أبريل 2025

غزة تحترق

 غزة، تلك الأرض التي تحمل في قلبها تاريخًا طويلًا من الصمود والصبر، أصبحت اليوم تجسد صورة أليمة من الألم والتحدي. ولكن في وسط النار والدمار، لا تزال غزة تنبض بالحياة، حيث ينبض قلبها بقوة أكبر من أي وقت مضى.


أذكر في إحدى الزيارات التي قمت بها إلى مستشفى أشمون العام، عندما رأيت الأطفال الفلسطينيين الذين هربوا من جحيم الحرب في غزة. كانت نظراتهم مليئة بالبراءة، ولكن على وجوههم كانت آثار الصراع الذي عاشوه، من جروحٍ وآلامٍ لا توصف. أحد الأطفال، لم يتجاوز عمره خمس سنوات، كان يلتفت بنظراته إلى السقف وكأنّه يبحث عن شيء ما... لعلّه يبحث عن الأمل في مكان لا يعرفه. سألت والدته عن حاله، فأجابتها بصوت حزين: "هو دائمًا يسألني: هل سنعود إلى بيتنا؟ وهل سنعود إلى غزة؟".


عندما كنت أقف بجانبهم، شعرت بحجم معاناتهم. ماذا يمكنني أن أقول لهذا الطفل الذي فقد كل شيء؟ ماذا يمكن أن أتحدث عنه وقد رأيت في عينيه أسئلة لم أتمكن من الإجابة عليها؟


لا يمكن لأحد أن يفهم ما تعيشه غزة إلا إذا عاش تلك اللحظات. ولا يمكن للذين لا يعرفون إلا الحروب الحروب أن يقدروا ما يعنيه أن تحارب من أجل البقاء. غزة، رغم كل ما تحمله من جراح، لا تزال تقاوم، لا تزال صامدة.


هذه القصة ليست مجرد حكاية، إنها واقع يعايشه أهالي غزة، بل إنها صرخة إنسانية تطالب بأن يُسمع صوتهم، أن يعرف العالم حجم الألم الذي يعيشونه. من أجل هذا السبب، أكتب هذه الكلمات وأنتظر أن تصل إلى كل القلوب الطيبة لتكون بداية لمشاركة الأمل، ومساعدة من يمكن أن يُسهم في تخفيف معاناتهم.


غزة، مهما اشتدت عليك الرياح، ستظل شامخة، ستظل تشرق كما الشمس رغم غيوم الظلم.