عددالزائرين الان

الأحد، 1 أبريل 2012

كشف تفاصيل وأسرار صفقة بيع حق استغلال قناة السويس لقطر.. الإخوان رعاة رسميون للصفقة.. والسرية شرط نجاح المهمة للمزيد الأزمة تواصل كشف تفاصيل وأسرار صفقة بيع حق استغلال قناة السويس لقطر.. الإخوان رعاة رسميون للصفقة.. والسرية شرط نجاح المهمة

 لم يلتقِ خيرت الشاطر في العاصمة القطرية الدوحة بالشيخ حمد فقط، ولكن جمعه لقاء طويل مع الشيخ يوسف القرضاوي الذي سبق وأعلن تأييده لعبد المنعم أبو الفتوح مرشحًا للرئاسة، ونصح الإخوان أن يختاروه، وجلس مع الشيخة موزة التي تعتبر البوابة الرئيسية لكل ما يدور في قطر الآن، ولم يترك الدوحة إلا بعد لقائه مع وزير خارجية قطر ورجلها القوى في المنطقة حمد بن جاسم.
الترحيب الأخير بخيرت الشاطر جاء بعد لقائه مع جون ماكين في 20 فبراير الماضي، وهو اللقاء الذي كشف ماكين بعد ذلك دوره في الإفراج عمن اعتبروه رهائن أميركان، رغم أنهم كانوا متهمين في قضية جنائية.
ما نشر سابقًا عن شروط وضعها خيرت الشاطر للقاء ماكين، لم تكن دقيقة بالشكل الكافي، فماكين ذهب إلى مكتب الشاطر بسهولة، وكانت لديه رسائل محددة أبلغها للرجل القوي في الجماعة.
الرسالة الأولى كانت واضحة بأن أي تحريك للعلاقات المصرية الإسرائيلية إلى حافة الهاوية، لن تقبل به أميركا، بل ستقوم بمواجهته بكل حدة وحسم.
الرسالة الثانية كانت ضرورة المساهمة في الإفراج عن المتهمين الأميركان، وحدد ماكين موعدًا لذلك وهو أن يخرجوا إلى بلادهم قبل 10 مارس، وبصرف النظر عن دلالة الموعد الذي حدده ماكين إلا أن هذا ما حدث بالفعل، فقد خرج الأميركان قبل 10 مارس.
الرسالة الثالثة كانت أن يكتفي الإخوان بالسلطة التشريعية التي حصلوا عليها بالفعل، ويمكن أن يحصلوا على السلطة التنفيذية أيضًا من خلال تشكليهم للحكومة، لكن ليس عليهم أن يفكروا في الرئاسة، فالرئيس الإخواني على الأقل في هذه المرحلة ليس مرحبًا به.
وجد ماكين تجاوبًا هائلاً من خيرت الشاطر، فتقريبًا لم يناقشه فيما قاله، بل أقره عليه تمامًا، وهو نفس ما فعله مع الأمير القطري حمد، فقد رضخ له تمامًا ووافق على كل ما طلبه منه، فخيرت الشاطر يريد في النهاية أن يكون هو البوابة الأساسية التي تدخل منها كل الاستثمارات إلى مصر، فالرجل يريد أن يقال عنه إنه من أنقذ مصر من أزمتها.
مانشيت: خبر يرفع الضغط ..!
مانشيت: خبر يرفع الضغط...!

ففي مستوى من مستويات التحليل السياسي والنفسي يرى خيرت الشاطر في نفسه أنه يوسف مصر الذي خرج من السجن فجعله الله على خزائن مصر، ليخرج بها من سنواتها السبع العجاف، ولا يريد الشاطر أن يعطله شيء عن ذلك مطلقًا.
1-    حسن مالك يحاول إعادة رشيد مرة أخرى
من بين ما نسب لخيرت الشاطر مؤخرًا أنه يحاول أن يعقد صفقة مع المهندس رشيد محمد رشيد، يستفيد خلالها من كفاءة رشيد الاقتصادية، على أن تسقط عن الرجل كل الاتهامات التي لحقت به.
لكن ما جرى فعلاً أن حسن مالك الرجل الأقرب إلى خيرت الشاطر هو من يقوم بالاتفاق مع رشيد محمد رشيد، أو بالأدق هو من يريد أن يعقد معه الصفقة التي يعتبرها حسن مفيدة لمشروع جماعته التي تريد أن تنجح في الملف الاقتصادي، ففشله فيه يعني نهاية مشروعها كله، فالمواطنون لا ينتظرون من الإخوان شعارات ولا كلمات رنانة، ولكنهم يريدون خبزًا وحياة كريمة.
العلاقة التي تربط بين رشيد وحسن مالك تأتي على خلفية علاقة كل منهما برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، فرشيد كان مستشاره الاقتصادي، وحسن مالك واحد من أهم رجال الأعمال الذين يتعاونون مع تركيا، لدرجة أنه في زياراته إليها يتم استقباله استقبالاً رسميًّا، وتوضع السجادة الحمراء في طريقه وهو يهبط من الطائرة.
لكن هذه الصداقة المشتركة لم تكن عاملاً مساعدًا في إنجاح الصفقة مع رشيد، خاصة أن أردوغان غير مستريح لصعود الإخوان في مصر، ويرى أنه من الصعب أن ينجحوا، وهو ما أغضب الإخوان منه كثيرًا.
كان الاتفاق مع رشيد يسير في طريقه الطبيعي، فالوزير السابق كان على استعداد لأن يخدم مصر ويقدم لها كل خبراته ويوظف من أجلها كل علاقاته الخارجية، وكانت له مطالب محددة أن يتم معه التعامل قانونيًّا وليس سياسيًّا، فليس معنى أنه كان وزيرًا في نظام مبارك أنه فاسد.
لم يطلب رشيد محمد رشيد أكثر من تسوية وضعه قانونيًّا، وذلك قبل أن يعود إلى مصر، فهو لا يريد أن ينزل من المطار إلى الزنزانة، خاصة أن مصر ليست جهة واحدة الآن، فما تضمنه جهة يمكن أن تنقضه جهة أخرى.
لكن جرى ما باعد بين رشيد محمد رشيد والإخوان، للدرجة التي دفعت الوزير السابق إلى أن يقول لمقربين منه: أنا مش عاوز البلد دي... ولا عاوز اللي فيها.
رفع التحفظ على أموال خيرت الشاطر
بوابة الأهرام: رفع التحفظ على أموال خيرت الشاطر

كان قد وصل لرشيد محمد رشيد أن جماعة الإخوان تريد أن تكون كل المشروعات الاقتصادية من خلالها، فحسن مالك من خلال رئاسته لجمعية رجال الأعمال الجديدة التي كونها بعد خروجه من السجن، يريد أن يسحب البساط من تحت أقدام كل الغرف الصناعية والتجارية، يريد أن يكون هو صاحب الكلمة في أي استثمار خارجي يمكن أن تستفيد منه مصر، حتى يقال إن الإخوان هم أصحاب الفضل وحدهم.
المثال الواضح على ذلك ما فعله الإخوان مع أحمد الوكيل، وهو رئيس الغرف التجارية في مصر، الوكيل كان قد عقد اتفاقية مع وزير الصناعة التركي لعمل خط بين ميناء "مرسين" التركي، وميناء بورسعيد.
رأى الوكيل أن حركة التجارة بين تركيا ودول الخليج تأثرت بالحالة الأمنية في سوريا، فقد كانت سوريا معبرًا أساسيًّا للبضائع التركية إلى الخليج، ولذلك أقدم على عقد الاتفاقية التي كانت تنظم انتقال الحاويات من الميناء التركي إلى ميناء بورسعيد، ثم منها إلى بورسعيد، بواقع أربع رحلات يوميًّا، كل رحلة عبارة عن 150 شاحنة، وعلى كل شاحنة تحصل مصر على 3200 دولار، أي أننا أمام مكاسب مهولة يمكن أن تجنيها مصر من وراء هذه الاتفاقية.
لكن الإخوان لم يعجبهم ما فعله أحمد الوكيل، ليس لأنه سيكون مصدرًا لمكاسب هائلة لمصر، ولكن لأن الاتفاقية تمت من خارجهم، لم يظهروا في الصورة، وكان طبيعيًّا أن تشن الجماعة هجومًا طاغيًا على الوكيل عبر مؤسساتها العديدة، محاولة الإطاحة به من منصبه.
أحمد الوكيل هو الصديق الأقرب والمقرب من رشيد محمد رشيد، الذي ساءه أن يتصرف الإخوان مع الوكيل، ليس لأنه صديقه فقط، ولكن لأن عرف ما الذي يريده الإخوان منه، إنهم لا يعترفون بأحقيته في العودة، ولكنهم يريدون ما يعرفه ومن يعرفهم، وبعد أن يستنفدوا أغراضهم منه يمكن أن يلقوا به في السجن، وهو ما جعل رشيد يحسم أمره ويقرر عدم التعامل مع الإخوان، أو على الأقل لا يعود إلى مصر – هذا إذا كان مقدرًا له أن يعود – من بوابة الإخوان المسلمين.
2-    لماذا يحاربون الجنزوري؟
ما فعله الإخوان مع أحمد الوكيل، يجعلنا نفهم سر العداء الكبير الذي يتعاملون به مع كمال الجنزوري، الذي رحبوا فيه في البداية وكانوا داعمين له، بل إنهم وقفوا بقوة أمام من رشحهم الشارع لتولي رئاسة الوزراء من أجل الجنزوري.
هجوم الإخوان على الجنزوري – يقف وراءه خيرت الشاطر بالطبع – ليس لأسباب موضوعية، فهم لا يعترضون على فشله رغم أنهم يعلنون ذلك، فالجنزوري بالنسبة للإخوان يقف أمامهم كحجرة عثرة ضد ما يريدون تنفيذه من مشروعات.
فعندما عرضوا عليه مشروع المناطق الحرة حول قناة السويس الذي تريده قطر، رفض الجنزوري على الفور وقال لهم: إن هذا احتلال كامل.. انتم عاوزين قطر تحتل مصر.
٣٥٠مليار ممكن ندخلهم في السنه من قناة السويس
٣٥٠ مليار ممكن ندخلهم في السنه من قناة السويس

أخبرهم الجنزوري أنه لن يقبل بهذا المشروع طوال بقائه في الوزارة، وهو ما جعل الإخوان يقررون الإطاحة به، فرئيس الوزراء العجوز الذي اعتقد الإخوان أنهم يمكن أن يسيطروا عليه، لم يقبل الوزارة مرة أخرى من أجل سواد عيون الإخوان، ولكنه عاد لرد اعتباره من ناحية، ومن ناحية ثانية يعيد الروح إلى مشروعاته القومية – أو التي كان يرى أنها قومية- وهي مشروعات لا تروق إطلاقا للإخوان الذين يريدون إعادة صياغة الاقتصاد على هواهم وما يحقق مصالحهم هم.
الصفقة الحرام بين الشيخ حمد وشاطر الإخوان.. قطر تعرض احتلال قناة السويس بعقد امتياز لمدة 99 عامًا.. وتمرير المشروع عبر البرلمان