عددالزائرين الان

الخميس، 11 سبتمبر 2014

11 سبتمبر 2001.. صنيعة المخابرات

من يقرأ أحداث التاريخ بتمعّن, يكتشف أن الحوادث التى غيرت مجرى التاريخ لم تقع من قبيل المصادفة سواء كانت تتعلق بالاغتيال السياسى مثل اغتيال ولى عهد النمسا يوم 28 يونيو عام 1914 والذى أدّى إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.
مروراً بضرب اليابانيون ميناء بيرل هاربور فى 7 ديسمبر 1941 والذى أدّى إلى دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية  وصولاً إلى حادث 11 سبتمبر عام 2001 والذى غير مجرى الأحداث فى العالم ليبدأ عهد جديد لمحاربة الإرهاب .
والذى يحلل الأحداث بشكل محايد يكتشف أن جميع الحوادث التى مرت بها الولايات المتحدة صبّت بشكل أو بآخر فى مصلحتها المباشرة , بل لا نكذب إذا قلنا أن التحليل المحايد الذى يمكننا من قراءة المشهد بصورة صحيحة يعتمد على البحث فى نقطتين أساسيتين:
1- الأهداف التى تريد تحقيقها الولايات المتحدة قبل حدوث الحدث سواء كانت داخلية أو خارجية .
2- ماذا تحقق من مكاسب للولايات المتحدة أو بالأصح - للفئة الحاكمة لأمريكا من وراء الستار- وذلك بعد حدوث الحدث نفسه .
وما يؤكد هذا الكلام من داخل أمريكا نفسها هو عملية نورثود northwood operation  التى تم الإفراج  عن وثائقها عام 1998 تحت ضغط من منظمة  Freedom of Information Act الأمريكية وهي خطة عسكرية أمريكية سرية وضعتها قيادة أركان الجيش الأمريكى عام 1962 وعرضت في نفس السنة على الرئيس الأمريكي كينيدي, حيث  جاء فيها كيف يمكن أن تقوم الحكومة الأمريكية بضرب مصالحها وإلصاق التهمة بكوبا , لحشد التأييد الجماهيري لغزو كوبا  وكانت الخطة تحتوي على عدة اقتراحات كخطف أو تفجير طائرات ركاب أو تفجير قواعد عسكرية أمريكية لإلصاق التهمة بكوبا.
بالتأكيد تلك الخطة توضح الأسلوب الأمريكى المتبع حتى الآن فى السياسة الخارجية لتحقيق الأهداف التى لا تستطيع تحقيقها عبر الوسائل الدبلوماسية .


بيرل هاربور
وهناك مثال آخر يتعلق بحادث بيرل هاربور حيث ناقشت بعض الأصوات فى الولايات المتحدة الأمريكية ما إذا كان هناك تورط يثبت علم المخابرات الأمريكية بالهجوم وعدم حدوث أي رد فعل قبلها , وهو ما ألمح إليه الكاتب الأمريكي جوزيف بيرسيكو فى كتابه " الحرب السرية لرووزفلت" وكذلك كتاب " العصر الذهبي" لمؤلفه جور فيدال الذي أوضح كيف خططت أمريكا بقيادة روزفلت للسيطرة على العالم عبر تجربة أول قنبلة ذرية بشكل فعلى خاصة بعد سيطرة اليابان على معظم بلدان آسيا , وتحدث عن كيفية تهيئة الشعب نفسيا لاستخدام القنابل الذرية وهو أيضاً ما ناقشته وكالة الأنباء الفرنسية عام 2011 فى تقرير لها بعنوان " الأمريكيون يتساءلون: هل أخفى روزفلت علمه بهجوم وشيك على بيرل هاربور؟ ".
- وأيّاً كانت صحة تلك المعلومات فالملاحظ هنا هو الرفض الشعبى الكامل داخل أمريكا نفسها لدخول الولايات المتحدة فى الحرب العالمية الثانية وهو ما إنقلب إلى العكس تماماً بعد ضرب بيرل هاربور حيث دخلت الولايات المتحدة الحرب تحت ضغط الرأى العام لديها , وجنت أمريكا المكاسب من وراء ذلك الحدث الكبير والتى تمثّل أهمها فى بزوغ الولايات المتحدة كقوة عالمية تخشاها جميع الدول خاصة بعد استخدام القنبلة الذرية.
ونفس هذا السيناريو تكرر بصورة أو بأخرى فى حوادث عالمية تالية أهمها بالطبع أحداث 11 سبتمبر عام 2001 وهذا يقودنا بالضرورة إلى الإساليب التى يتبعها الذين يحكمون العالم من وراء ستار والذين لا يحكمون فقط من خلال الولايات المتحدة, بل يتحكمون فى حكومات أوروبية أخرى من خلال وضع أشخاص مؤثرين يدينون لهم بالولاء بحيث يساعدون فى تنفيذ مخططاتهم , ولا يفوتنا هنا أن نذكر ان أجهزة المخابرات هى الأداة التى يتحكمون فى العالم كله من خلالها حيث يوجهون الرأى العام أينما يريدون من خلال ما يعرف بالحرب النفسية.