عددالزائرين الان

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

"داعش" و"القاعدة".. وجهان لعملة واحدة

سيطر على العالم في الآونة الأخيرة مخاوف من الجماعات المتشددة المسلحة التي باتت تتحدث باسم الدين وتتصدى لمعارضيها بقوة السلاح، وترتكب كل أنواع الجرائم الإنسانية من ذبح واغتصاب نساء وقتل الأطفال وتشريد الأهالي وحرقهم في البلدان
العربية.
آخر هذه الجماعات جماعة "داعش" التي ذاع صيتها منذ أشهر قليلة وحصلت على أكبر تغطية من الإعلام واهتمام الرأي العام بعد ذبح الصحفى الأمريكى "جيمس فولى" حيث وصفتها الصحف العالمية بأنها الجماعة الأكثر وحشية من جماعة تنظيم القاعدة.
و فى هذا الملف نعرض أهم الفروق بين الجماعتين:داعش
أسباب الظهور
فى أواخر عام 2006 فى مناطق من سوريا والعراق, ظهرت جماعات مسلحة سمت نفسها "الدولة الإسلامية فى الشام والعراق" والمعروفة بـ"داعش" وهو تنظيم أطلقت عليه دول عدة لقب "الإرهابي" حيث يتبنى الفكر الجهادي السلفي التكفيري ويفرضه على المناطق التي يسيطر عليها. يسعى هذا التنظيم المسلح إلى إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة" ويتزعمه الجهادي "أبو بكر البغدادي" الذي أعلن خليفة للدولة الإسلامية فى 29 يونيو 2014. يقوم هذا التنظيم على العمليات النوعية المتزامنة وقد شهدت الأشهر الأخيرة توسعاً ملحوظاً في عملياتهم خاصة بعد اشتداد الحرب في سوريا واقتتال الجماعات الثورية والجيش الحر مع نظام بشار الأسد.
سبب التسمية
بعد سيطرة جماعات إرهابية جهادية مسلحة على مناطق عدة فى العراق والشام (سوريا), اتخذت هذه الجماعات مسمى "الدولة الإسلامية فى العراق والشام"، ثم اختصر هذا الاسم لكلمة "داعش" وهى الحروف الأولى من المسمى السابق الذى تم تغييره منذ أشهر إلى "الدولة الإسلامية" فقط ليعم أرجاء العالم بشكل أوسع من بلاد العراق والشام فقط.
أفكار الجماعة
واصل "أبو بكر البغدادى" ما أقره الخليفة السابق للدولة الإسلمية "عمر البغدادى" من مصادرة أموال الشيعة والمسيحيين وغير المسلمين، وعملاء النظام حتى لو كانوا من السنة، إضافة إلى الاستيلاء على مصادر النفط ومحطات توليد الطاقة والوقود وأي مصادر مالية حكومية في «دولة العراق»، وما لا يمكن الاستيلاء عليه بالكامل يجبر صاحبه على دفع ضريبة شهرية.
كما ان موارد الدولة المالية تأتي من عائدات نقاط تفتيش اعلى الطرق البرية المكلفة بتحصيل أموال من الشاحنات التجارية مما ساهم فى تكوين ثروات مالية للإنفاق على العمليات العسكرية لـ"الدولة" وانجذاب الكثير من المتطوعين للانضمام لصفوف الجهاد, كما يزعمونها.

المناطق التى تسيطر عليها
توجد هذه الجماعات بشكل خاص فى منطقة "المثلث السنى فى العراق" (المحافظات السنية الست) بينما فى سوريا توجد فى مناطق في محافظات الرقة وحلب‏ وريف اللاذقية ودمشق وريفها ودير الزور وحمص وحماة والحسكة وإدلب وتتخذ مدينة الرقة عاصمة لها ويختلف الوجود العسكري من منطقة لأخرى. 
أهم القادة
أبو بكر البغدادى
ذكر موقع "العربية" الإخبارى أن قادة داعش الأساسيين هم ستة قادة منهم أربعة كانوا فى الجيش العراقى على رأسهم القائد أبو بكر البغدادي واسمه الحقيقي إبراهيم البدري وعمل إماما لأكثر من مسجد فى العراق منها جامع احمد بن حنبل فى سامراء وتم اعتقاله من القوات الأمريكية وأفرج عنه فى عام 2007.. التحق بالقاعدة وبايع أسامة بن لادن, زعيم تنظيم القاعدة وقتها ليصبح الرجل الثالث فى التنظيم ليتولى خليفة "للدولة" بعد وفاة عمر البغدادى.
أعلن أبو بكر البغدادى خليفة للدولة الإسلامية فى شهر رمضان  الماضى، حيث إنه في بداية ٢٠١٠ كان تسلم إمارة دولة العراق الاسلامية في مرحلة أولى قبل انشاء الدولة الاسلامية في العراق والشام، متعهدا بتنفيذ قائمة من الاغتيالات السرية التى وصلت إلى 100 شخص حاليا من المنشقين عن طاعة الدولة سواء من القادة الميدانيين او القضاة الشرعيين.
أبو أيمن العراقي
يأتى بعد أبو بكر البغدادى القائد الأول لداعش فى سوريا ويتولى قيادة داعش في إدلب وحلب وجبال اللاذقية.
أبو أحمد العلواني
أحد أعضاء المجلس العسكري لداعش والمكون من ثلاثة أشخاص واسمه وليد جاسم العلواني.

أبو عبدالرحمن البيلاوي
قتل فى الفلوجة وكان عضو المجلس العسكري لداعش ورئيس مجلس الشورى واسمه الحقيقى عدنان إسماعيل نجم.
حجي بكر
اسمه سمير عبد محمد الخليفاوي عمل كضابط تطوير أسلحة فى الجيش العراقى. سجن في بوكا، وبعد إطلاق سراحه التحق بالقاعدة. كان الرجل الأهم لداعش في سوريا، حيث قتل أخيراً.

أبو فاطمة الجحيشي
اسمه نعمة عبد نايف الجبوري، تولى عمليات التنظيم في جنوب العراق، ومن ثم كركوك ومواقع أخرى في الشمال.

ذكرت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية أن داعش أصبحت أكثر الجماعات المكروهة على الأرض نتيجة للبشاعات والجرائم الإنسانية التي يقوم بها قادتها فى أنحاء سوريا والعراق وبالرغم من حداثة تكوين هذه الجماعة إلا أنهم ارتكبوا الكثير من الجرائم التى يصعب حصرها.
ذكرت الصحيفة أن داعش أعلنت عن قائدها أبو بكر البغدادى شهر رمضان الماضى فقط، حيث قام البغدادى بإلقاء خطاب على مقاتلى داعش ومؤيديهم فى جامع الموصل الكبير وأعلن انضمام العديد من مساحات شمال سوريا والعراق إلى خلافته.
قال "أنطونى كورديسمان"، المدير السابق للاستخبارات في وزارة الدفاع الأمريكية، لصحيفة" فاينانشال تايمز" البريطانية، إن قيادات جماعة داعش تقوم على ثنائى من القادة فى تخطيط أو تنفيذ أى عملية، حيث يقول "كورديسمان" إنهم دائما ما يولون أمورهم لقائدين فى الوقت نفسه ويقوم القادة الكبار فقط بالتخطيط لبعض العمليات وليست كلها.
القاعدة
النشأة
نشأ تنظيم القاعدة عام 1987 وهى حركة متعددة الجنسيات، ينتمي أعضاؤها إلى السنية الإسلامية الأصولية، تدعو إلى الجهاد الدولى ضد الأجانب على الدين الإسلامي، وتهدف إلى إنشاء دولة إسلامية جديدة.
قاعدة الجهاد أو الحركة الجهادية الإسلامية يتزعمها حاليا أيمن الظواهري، الذي خلف أسامة بن لادن بعد مقتله على يد قوات أميركية خاصة في "آباد" الباكستانية عام 2011، ويتبنى التنظيم فكرة الجهاد ضد "الحكومات الكافرة" وتحرير بلاد المسلمين من الوجود الأجنبي أيا كان، وتصنفه الولايات المتحدة وأغلب الدول الغربية كأبرز تنظيم إرهابي عالمي.

تم تدريب مجاهدى القاعدة فى معسكرات التدريب المسلح ليقوموا بالتصدى لأى فكر مخالف لفكر الإسلام، خصوصاً فى المناطق التي كانت تشهد صراعات وحروباً أهلية مثل الشيشان والفليبين وإندونيسيا والبلقان.
سبب التسمية
وضح أسامة بن لادن, زعيم القاعدة السابق فى حديث لقناة الجزيرة، أن سبب تسمية تنظيم القاعدة بهذا الاسم أنه ظهر بمحض المصادفة، حيث إن معسكرات التدريب كانت تسمى بالقاعدة، لذا بقى الاسم وانتشر على هذا النحو.

أفكار الجماعة
نشأ فكر القاعدة خلال فترة الصحوة الإسلامية التى وجدت بعد انتشار كتابات المفكر الإسلامي سيد قطب الذي أكد أن "العالم الإسلامى ليس إسلاميا إن لم تطبق الشريعة" وانتشر هذا الفكر إلى جانب اتجاهات فكرية متشددة ترفض الآخر بشكل عام وترفض الأديان الأخرى والمفاهيم مثل الاشتراكية أو القومية، حيث رأى "قطب" أن المستشرقين واليهود هم الذين يحيكون المؤامرات على الإسلام وهذا كان المنهج الفكرى الذى سار عليه أنصار القاعدة.
أبرز العمليات الإرهابية
- دعمت القاعدة الحروب الأهلية، خصوصاً أريتريا والصومال، إضافة لمناطق شمال أفريقيا التي قامت فيها بتفجيرات عدة فى الفترة بين 1991 إلى عام 1996.
- في عام 2003، نفذ إسلاميون سلسلة من التفجيرات في أسطنبول، مما أسفر عن مقتل 57 شخصاً وإصابة 700، وتم توجيه الاتهام إلى 74 شخصاً من السلطات التركية، سبق لبعضهم مقابلة أسامة بن لادن، وعلى الرغم من أنهم رفضوا الانضمام لتنظيم القاعدة، إلا أنهم طلبوا مساعدتها ومباركتها.
- في يوم 29 ديسمبر 1992، قامت القاعدة بأول هجماتها الإرهابية بتفجير قنبلتين في عدن، كان هدفها الأول هو فندق موفنبيك، والثاني موقف السيارات التابع لفندق جولد موهر، وكانت تلك التفجيرات محاولة للقضاء على الجنود الأمريكيين، وهم في طريقهم إلى الصومال للمشاركة في جهود الإغاثة الدولية للمجاعة، في إطار "عملية استعادة الأمل". داخليًا، اعتبرت القاعدة التفجير انتصارًا أثار خوف الأمريكيين، ولكن في الولايات المتحدة كان الهجوم بالكاد يلحظ.
- في عام 1993، استخدم رمزي يوسف شاحنة مفخخة لمهاجمة مركز التجارة العالمي في نيويورك، كان الهجوم يستهدف تدمير أساس البرج الأول، وبالتالي انهياره على البرج الثاني، وبذلك يسقط المجمع بأكمله.
- أدت عملية تفجير السفارات الأمريكية في نيروبي ودار السلام، إلى مقتل أكثر من 300 شخص معظمهم من السكان المحليين. وردًا على التفجير، أطلق الجيش الأمريكي وابلاً من صواريخ كروز لتدمير موقع للقاعدة في خوست في أفغانستان، ولكنه لم يلحق أذى بشبكة القاعدة.
- في أكتوبر2000، قام أعضاء من تنظيم القاعدة في اليمن بقصف بالصواريخ على المدمرة "يو أس أس كول" في هجوم انتحاري، مما أسفر عن مقتل 17 جنديًا أمريكيًا.
- تعتبر اعتداءات 11 سبتمبر 2001 هي أكثر الأعمال الإرهابية تدميرًا في أمريكا وفي تاريخ العالم، التي أسفرت عن مصرع ما يقرب من 3,000 شخص.
قادة القاعدة
أسامة بن لادن
من أبرز قادة تنظيم "القاعدة" الذي يقال إنه لم يعثر عليه حتى الآن  وهو قائد تنظيم القاعدة السابق الذي اختفى بعد إعلان مقتله على يد قوات الكوماندوز الأمريكية، وهو الأمر المشكوك فيه، حيث تقوم الفضائيات العربية بإذاعة بعض التسجيلات الصوتية التي ترجح انه حي ومختبئ في مكان ما في العالم.
أيمن الظواهرى
مصري الأصل، تولى قيادة التنظيم بعد إعلان مقتل بن لادن، وكان الظواهري عضوا أساسيا في جماعة الجهاد الإسلامي المصرية، التي تعاونت بعد ذلك مع القاعدة.
أبو حفص الموريتاني
وهو مستشار الشئون الدينية لـ"بن لادن"، وخبير القاعدة في إيران فيما يتعلق بالشريعة الإسلامية، واسمه الحقيقي هو محفوظ ولد الوليد.

سيف العدل
سيف العدل، وهو عضو في مجلس إدارة تنظيم القاعدة؛ وأحد المشاركين في التخطيط للعمليات الإرهابية وخبير الدعاية لتنظيم القاعدة؛ كما تبوأ في وقت سابق رئاسة العمليات العسكرية للتنظيم؛ فضلاً عن تعاونه الوثيق مع أبو محمد المصري، ويعتقد أن العدل يوجد حالياً في إيران.