عددالزائرين الان

الثلاثاء، 2 فبراير 2016

في الذكرى الخامسة لموقعة الجمل.. من الجاني؟؟؟

أحداث ومشاهد سجلتها موقعة الجمل، تأبى الرحيل عن الذاكرة حتى في ظل الذكرى الخامسة للثورة ، فموقعة الجمل هي النقطة الحاسمة في أحداث الثورة المصرية بعد الخطاب العاطفي للرئيس الأسبق حسني مبارك الذي أثر على الكثير من أبناء الشعب المصري وجعلهم يقفون موقف المعادي للثورة.
فبعدما تعهد الرئيس الأسبق مبارك  بعدم الترشح مجددا في الانتخابات الرئاسية وقال إنه “ولدت وعشت في هذا البلد وحاربت من أجلها وسأموت على أرضها”، مطالبا المعتصمين بمغادرة ميدان التحرير.. رفض الميدان الخطاب ، ليدبر البعض موقعة الجمل لإنهاء الثورة وطرد بقايا الثوار المتواجدين في التحرير، تعاطفا مع الرئيس الذي أعتبره البعض وقتها الاب الروحى للبلاد .
التعاطف الشعبي بعد الخطاب
وفي الوقت الذي كان فيه قطاع ليس بالقليل من الشعب المصري يتجه للتعاطف مع مبارك، جاء هجوم أنصاره في اليوم التالي بالجمال والبغال والخيول على المتظاهرين السلميين بميدان التحرير، ليزيد من تمسك الشباب باستكمال ثورتهم ، بعد المعركة التى خلفت 5 قتلي 1500 مصاب والتى ذكرت المصريين بمعارك القرون الوسطى.
واستمرت موقعة الجمل الحديثة لمدة يومين متواصلين نجح خلالها الشباب في التصدي لمن وصفوا بـ"البلطجية" الذين جاءوا للإنقضاض على المتظاهرين في ميدان التحرير لإرغامهم على إخلاء الميدان بوسط القاهرة، إلا أن ذلك زاد من عزم المعتصمين على الاستمرار في ثورتهم، حتى اضطر مبارك للتنحي في 11 فبراير 2011.
التليفزيون المصري يحذر
ومع منتصف يوم 2 فبراير، أعلن التليفزيون الرسمي أن معلومات وصلته بـ"توجه عناصر مندسة  إلى ميدان التحرير لقذف كرات من اللهب على المتظاهرين"، وطالب المعتصمين بميدان التحرير مغادرته فورا حرصا على سلامتهم، وهو الأمر الذي حدث بالفعل بعد ساعات حيث اعتلى مجهولون أسطح البنايات القريبة من ميدان عبد المنعم رياض، المتجهة لميدان التحرير من الناحية الشمالية، وبدأوا في قذف المعتصمين بالحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة، وسمع دوي إطلاق نار.

على الجانب الآخر خرجت مسيرات مؤيدة لمبارك من ميدان مصطفى محمود ، في اتجاهها إلي ميدان التحرير، داعية إلى اقتحامه وطرد المعتصمين منه، وتمركزوا في اماكن متفرقة من القاهرة واشهرها ماسبيرو رافعين لافتات مكتوب عليها "نعم لمبارك من أجل الاستقرار" .
بداية الموقعة
وبعد عصر ذلك اليوم بقليل، هاجمت مجموعة من مؤيدي مبارك، على ظهور جمال وخيول وعربات تجرها الخيول، الميدان، وهم يلوحون بالسياط والعصي من المدخل الشمالي للميدان، وسرعان ما تحولت إلي اشتباكات عنيفة بالحجارة استمرت لساعات طويلة، ومع استمرار سقوط الضحايا، أقام المعتصمون مستشفى ميدانيا لعلاج الجرحى الذين قدروا بالمئات، كما لقي 7 أشخاص مصرعهم، وفق وزارة الصحة.
ومع نهاية اليوم، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، عن نائب رئيس الجمهورية آنذاك، عمر سليمان، قوله إن "رسالة المشاركين في هذه التظاهرات قد وصلت سواء من تظاهر منهم مطالبا بالإصلاح بشتى جوانبه، أو من خرج معبرا عن تأييده للسيد رئيس الجمهورية (مبارك".
استمرار المشاحنات
ومع إنطلاق مساء اليوم الأول للموقعة،بدأ المعتصمون في إزالة آثار المصادمات بعد أن أحبطوا الهجوم عليهم، لكن مع الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، بدأ هجوم جديد من أكثر من مدخل، وأكثره شراسة جاء من ميدان عبد المنعم رياض المدخل الشمالي لميدان التحرير، وجسر 6 أكتوبر القريب من الميدان، حيث تمثل الهجوم في سيارات تمر بمحيط الميدان قبل أن يطلق أشخاص يستقلونها النار عشوائيا من أسلحة آلية مما أدى إلى سقوط 5 قتلى جدد، فضلا عن 1500 مصاب بجروح مختلفة، كمحصلة نهائية بحسب بيان لوزارة الصحة.
غير أن المعتصمين استبسلوا في الدفاع عن الميدان رغم سقوط القتلى والجرحى، وسط نداءات متكررة من رموز المعارضة حينها للمواطنين بالنزول إلى الميدان والدفاع عنه، وفي النهاية أحكم المعتصمون قبضتهم على الميدان بالفعل ونجحوا صد الهجوم عليهم.
المتهمين وتبرئة القضاء
وطالت تهمة الإعداد لهذه الموقعة العديد من رموز النظام الأسبق بين رجال أعمال ومسؤولين وأعضاء بالحزب الوطني الحاكم سابقاً والذي تم حله بعد الثورة، وأبرزهم الأمين العام السابق للحزب الوطني صفوت الشريف وفتحي سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق (الغرفة الأولى للبرلمان)، وعائشة عبد الهادي وزير القوى العاملة الأسبق، وحسين مجاور رئيس اتحاد العمال الأسبق، ورجل الأعمال وعضو الهيئة العليا للحزب الوطني إبراهيم كامل، ورجل الأعمال محمد أبو العينين، ومرتضى منصور رئيس مجلس إدارة نادى “الزمالك” الأسبق، الذي ادعى بأن اتهامًا كهذا “مكيدة له”؛ كونه نوى ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة في مصر.. إلا أن الاتهامات جميعا سقطت بعد تربته المتهمين من قبل القضاء المصرى .. ليظل لغز موقعة الجمل من أكبر الألغاز التى سجلتها الذاكرة المصرية ولم يتم حله إلى الآن .