عددالزائرين الان

الأربعاء، 26 يوليو 2017

موقع راديودلهمو الاخبارى القرضاوى.. مفتى الدم «1 - 2»

الفتاوى التى أصدرها تكشف تهافت مواقفه وتناقضها بشأن الجهاد الإسلامى

تحول من معارضة روسيا إلى تحريم القتال الذى يقوم به مسلمو دولة الشيشان ضدها
الشكوك تحيط بتحريمه الجهاد فى فلسطين ودعوته للتركيز على تحرير سوريا من ظلم بشار

بعد أن كان يمثل أباً روحياً لقطاع كبير من الحركات الإسلامية، تحول الشيخ يوسف القرضاوى إلى أداة فى يد أعداء الأمة، وهو الأمر الذى تكشفه وتؤكده مجموعة مواقفه وفتاواه التى أطلقها، خاصة خلال العقدين الأخيرين التى بدا واضحاً من خلالها ارتباطه بتحولات السياسة القطرية. وفى إطار رصد مواقف الشيخ القرضاوى التى اتسمت بالتناقض تنشر «الوفد» دراسة لمجموعة من الفتاوى لـ«يوسف القرضاوى» منذ عام 1979 حتى عام 2015 فى مسألة فقهية واحدة تمثل موضوعاً من أخطر الموضوعات الدينية والإنسانية هو «حرمة الدماء والجهاد الإسلامى». لننظر معاً هذه الفتاوى التى أسميها «الفتاوى القرضاوية» وليس الإسلامية.. ذلك أنها «تقرض الحق والإسلام والإنسانية قرضاً».. لنرى ما يتضح جلياً واضحاً وضوح الشمس، هذا التناقض المرعب بينها، بل إنك تجد الفتوى ثم تجد عكسها تماماً فى «حرمة الدماء والجهاد الإسلامى».. فى نفس الموضوع الواحد.
إن هذا التناقض الرهيب فى فتاوى القرضاوى فى الجهاد الإسلامى والدماء يجعلنا نولى قدراً كبيراً فى دراستنا عن الأسباب والدوافع الحقيقية وراء «فتاوى القرضاوى» وما هذه الفتاوى.. ولماذا حدثت ولماذا أفتى بها القرضاوى؟! وهل هى فتاوى إسلامية حقيقية لوجه الله والوطن. وللإسلام ولمصلحة المسلمين؟ أم أن هناك من يقف وراء ستار فتاوى القرضاوى يلقنه على خشبة المسرح تلك الفتاوى؟! ومن هو المستفيد من «الفتاوى القرضاوية»؟! وما الأسباب الدولية السياسية والاقتصادية وراء فتاوى القرضاوى والتى أدت إلى «تهافت القرضاوى» وجعلته مفتى الدم العالمى؟! وما هى الأضرار والكوارث الوطنية والقومية والإنسانية والإسلامية التى تسببت فيها «الفتاوى القرضاوية»؟
تجعلنا التساؤلات السابقة نؤكد أن القرضاوى أصبح فعلاً وواقعاً «اسماً على مسمى فهو يقرض الحقيقة والإسلام والمسلمين والإنسانية قرضاً»، ففى عام 1979 أفتى القرضاوى داعياً للجهاد الإسلامى ضد الاتحاد السوفيتى الشيوعى الكافر، وأن يجاهد المسلمون مع الأمريكان أهل الكتاب مثلنا فى حرب أفغانستان. وفى 26/5/2012 ينقلب القرضاوى على فتاوى القرضاوى!
وفى نفس الموضوع «حرمة الدم والجهاد الإسلامى» يفتى القرضاوى هذه المرة «لصالح روسيا» بتحريم الجهاد الإسلامى الذى يقوم به المسلمون فى «دولة الشيشان المسلمة» الذين تعرضوا لمذابح بشعة عبر التاريخ ولليوم وتشريد وتطهير عرقى. ويعلن فى وثيقة موسكو.. «إن الجهاد الإسلامى الذى يقوم به مسلمو الشيشان ضد روسيا هو خدعة شيطانية وهو محرم وغير جائز شرعاً، فالجهاد الإسلامى تدبير حكومى وليس عمل أفراد والمتعين فى هذا الزمان ممارسة الجهاد السلمى ومنها جهاد النفس. أما الجهاد بالقتال فهو خدعة شيطانية».

مناصرة روسيا ضد الشيشان
ويقف القرضاوى هنا فى فتاواه مع روسيا، ضد مسلمى الشيشان المحتلة أوطانهم ومع من سماهم فى وثيقة موسكو «بطل روسيا أحمد خان قديروف» والذى هو بإجماع مسلمى الشيشان «الخائن والعميل رقم واحد»؟! وهو نفس ما كتبه عن موقع الإخوان «إخوان أون لا ين»؟!
وفى 5 أكتوبر 2015 وقبل أن يجف مداد وثيقة موسكو يفتى القرضاوى ويدعو الأمة الإسلامية شعوباً وحكومات لوقف التدخلات الروسية فى سوريا ومواجهة هذه الهجمة الشرسة وتسليح المقاومة السورية ضد بشار المجرم وتركيز الجهاد فى سوريا لتحريرها. ويعود «للحضن الأمريكى» فيقدم الشكر لهم على تقديمهم السلاح للمجاهدين ودعاهم للدفاع عن السوريين كما فعلت فى ليبيا؟! وأصبح الأسد مجرماً بعد رفض «خط الغاز القطرى» ومصالح تركيا وأمريكا وقطر.
وفى 2009 يصدر القرضاوى كتابه «فقه الجهاد» ويفتى بأن جماعات الجهاد والتكفير والعمل المسلح تتبنى أفكاراً مشابهة لمعتقدات الخوارج والجهاد فرض كفاية. وفى 4 أغسطس 2013 يفتى القرضاوى داعياً للقتل والتخريب والتدمير وقتل المسلمين للمسلمين فى مصر والخروج للشوارع ومواجهة الجيش المصرى ومؤيديه «الخوارج»، وأن ذلك فرض عين وواجب على كل مسلمى العالم.
أما الجهاد الإسلامى ضد الصهيونية فى فلسطين فقد أفتى القرضاوى «لا ضرورة ولا واجب شرعاً بفتح باب الجهاد الإسلامى فى فلسطين ويجب تركيز الجهاد فى سوريا لتحريرها من ظلم بشار».
ويمكن للقارئ المتأمل فى مجموع ما قدمه القرضاوى من فتاوى أن نلحظ ما نقول بسهولة، حيث إنه فى 25/12/1979 عندما غزا الاتحاد السوفيتى أفغانستان أفتى يوسف القرضاوى بشرعية الجهاد الإسلامى لنصرة أفغانستان مع الأمريكان أهل الكتاب ضد الاتحاد السوفيتى، ضد الشيوعيين الكفار.
وبفتاوى «يوسف القرضاوى» تحرك آلاف الشباب المخدوعين للحرب الإسلامية المقدسة فى أفغانستان ضد الشيوعيين الكفار وقام تنظيم القاعدة برئاسة «أسامة بن لادن» بالحرب فى أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتى مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ونشير فى عجالة إلى رعاية وتخطيط المخابرات الأمريكية لتأسيس «تنظيم القاعدة» برئاسة بن لادن، حيث قام بالحرب بالوكالة مدعماً بفتاوى القرضاوى لصالح أمريكا وضد الاتحاد السوفيتى فى أفغانستان، والتى كانت أخطر نتائجها مجموعة من النتائج السلبية الأثر على كافة المستويات الإقليمية «مصرياً وعربياً وإسلامياً» والعالمية.. ومنها:
(1) قيام أمريكا والصهيونية العالمية باستخدام «المجاهدين العرب» بفتاوى القرضاوى بالجهاد الإسلامى فى أفغانستان لتنفيذ أخطر «حروب الوكالة» ضد الاتحاد السوفيتى على أرض أفغانستان، وبدماء المسلمين ودون أن تتكلف أمريكا ثمن طائرة فى هذه الحرب.
وقد أدى ذلك إلى تفكك الاتحاد السوفيتى السابق مع عمالة «ميخائيل جورباتشوف» رئيس الاتحاد السوفيتى السابق، الذى يعيش الآن منعماً فى أمريكا. وهو صاحب الكتاب الشهير «البريستوريكا» ومع الإنفاق الضخم على السلاح وحروب الفضاء ومع تفكك الاتحاد السوفيتى السابق انهار «حلف وارسو» المناوئ «لحلف الناتو».. وانفردت أمريكا بالهيمنة والسيطرة على العالم سياسياً وعسكرياً واقتصادياً تم ذلك بفضل فتاوى القرضاوى.
(2) ثم حين عاد هؤلاء «المجاهدون الأفغان» من المصريين والعرب بعد أن أدوا الدور المرسوم والمخطط من قبل المخابرات الأمريكية والصهيونية العالمية، عادوا مؤمنين ومسلحين بفتاوى القرضاوى بعد أن تم تدريبهم عسكرياً قاموا بعشرات التفجيرات ضد بلادهم وأهلهم فى مصر وغيرها. وكان مما قاموا به «حادث الدير البحرى» فى مدينة الأقصر عام 1997 الذى قتلوا فيه سياحاً لا ذنب لهم عددهم «66» سائحاً، مما ضرب السياحة فى مصر لسنوات.
(3) وبدأت بذلك مسلسلات تشويه وتحريف الإسلام بفتاوى القرضاوى بالجهاد الإسلامى وانتشرت فى العالم وأصبحنا مصريين وعرباً ومسلمين.. وإسلاماً.. أصبحنا السبب الأول لجرائم القتل والتدمير فى العالم كله، مما أدى تلقائياً للدعاية الصهيونية فى العالم كله أن تردد أنهم «واحة الحرية والديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان»؟! وتوقف الحديث وعميت الأعين عن فظائع جرائم اليهود الصهيونية العالمية فى فلسطين فى القدس المحتلة ضد العرب من المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين.
(4) واستمر تواصل تأثير فتاوى القرضاوى بالجهاد الإسلامى فى تشويه صورة الإسلام والمسلمين على المستوى العالمى، بل تم توظيفها لخدمة أمريكا والصهيونية العالمية، وفى إلصاق أخطر الجرائم العالمية بالمسلمين بزعم «الجهاد الإسلامى» نتاجاً لفتاوى القرضاوى.
فرأينا زعيم تنظيم القاعدة «أسامة بن لادن» يتطوع متباهياً بمسئوليته عن تفجير «مركز التجارة العالمى» فى الحادث الشهير رغم أن كل الأحداث والوقائع تثبت الفاعل الحقيقى للتفجير، ومنها ما هو شائع أن «أربعة آلاف يهودى قاموا بإجازة من عملهم فى مركز التجارة العالمى يوم تفجيره».
لكن «أسامة بن لادن» بفتاوى القرضاوى للجهاد الإسلامى كان يستمر فى عمله لإلصاق جريمة تفجير مركز التجارة العالمى بالمسلمين والإسلام، مما أدى لتشويه وتخريب صورة المسلمين والإسلام وتبرئة المجرم الحقيقى الفاعل الأصلى للجرائم.
(5) ثم كان تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن هو البداية والأب الشرعى وصاحب الطريق الذى ولد منه وسار على دربه كل التنظيمات والجماعات الشيطانية التى قامت بالقتل والتدمير والتخريب وزرع القنابل فى الشوارع والمعابد باسم الإسلام وبفتاوى الجهاد الإسلامى للقرضاوى ومن على شاكلته.
(6) واستمر مسلسل فتاوى القرضاوى وأتباعه فى خدمة أمريكا ونهب «مليارات الدولارات».
ففى العام الماضى فى عهد الرئيس الأمريكى السابق «أوباما» صدر «قانون جاستا» وبموجبه يحق لأسر ضحايا مركز التجارة العالمى فى 9/11 مقاضاة والحصول على تعويضات مالية ممن قتلهم وفجر مركز التجارة العالمى. وبذلك فإن تطوع أسامة بن لادن السعودى الجنسية بالاعتراف بهذه التفجيرات قدم لأمريكا المبرر المنطقى للحجز على بل والاستيلاء على مئات المليارات السعودية المودعة فى الأسهم والسندات والعقارات وسوق المال وأذون الخزانة الأمريكية؟! وتوقعاتنا أن يتم تنفيذ ذلك فى خلال سنوات معدودة.

علاقات أسرتى بن لادن وبوش الأب
ولعل أهم من كشف العلاقة بين أمريكا ممثلة فى أسرة الرئيس الأمريكى «جورج بوش الأب» وبين أسرة «بن لادن» هو الأمريكى «مايكل مور» فى فيلمه الوثائقى التسجيلى الرائع «فهرنهايت 11/9» الذى حصل ولأول مرة يحصل فيلم تسجيلى على أكبر جوائز مهرجان كان السينمائى- جائزة السعفة الذهبية- عام 2004. وقد كشف مايكل مور بالوثائق العلاقة الخطيرة بين أسرة «بن لادن» وأسرة «بوش الأب» وخفايا الشراكة الرسمية بين الأسرتين فى العديد من كبريات الشركات الأمريكية العالمية العابرة للقارات.
كما كشف «مايكل مور» أنه فى يوم تفجير مركز التجارة العالمى 11/9 أصدر الرئيس الأمريكى بوش قراراً رئاسياً بحظر ومنع كل أنواع الطيران «مدنى أو عسكرى» فى سماء الولايات المتحدة الأمريكية لكنه استثنى من قراره طائرتين فقط سمح لهما القرار الرئاسى بالطيران فى سماء أمريكا. منهما طائرة كانت تقل أبناء أسرة «بن لادن» فى أمريكا عائدين للسعودية.
وقد تكون هذه العلاقة بين أسرة بن لادن وأسرة بوش الرئيس الأمريكى السابق أحد أسباب تحجيم أعمال مؤسسة بن لادن بالسعودية فى عهد الملك «عبدالله بن عبدالعزيز» بعد سقوط رافعة من معدات بن لادن فى الحرم المكى الشريف.
وليس من المقبول عقلاً ولا ديناً إصدار مثل هذه «الفتاوى القرضاوية» ولن نقول «الإسلامية» فصفة الإسلام تنتفى عنها تماماً حتى إن كان الموقف الرسمى لمصر وللسعودية معاً حينذاك مع أمريكا وضد الاتحاد السوفيتى.
فبعد أن رفعت مصر شعار «99% من اللعبة فى يد أمريكا» فى عهد الرئيس السادات، وقامت بدعم وتدريب المقاتلين بل كانت الطائرات المصرية تنقل السلاح من القواعد العسكرية فى صعيد مصر إلى أفغانستان، وقامت المملكة العربية السعودية حينذاك بتقديم دعم وتبرعات تجاوزت «عشرة مليارات دولار» لتنظيم أسامة بن لادن للحرب فى أفغانستان، حيث أدركت كل من مصر والسعودية «الخطأ والخطر» الذى حدث نتيجة ذلك.