عددالزائرين الان

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

الإندبندنت: الحياة الكريمة التى وعد بها مرسي "سراب "

تحدثت صحيفة "THE INDEPENDENT"  البريطانية على موقعها الإلكتروني  في مقدمة لمقال عن وفاة السيدة ذات الـ56 عاماً والدة هبه إبراهيم في اليوم الرابع والسبعين للرئيس محمد مرسي في الرئاسة، لافتةً إلى أنها توفيت بعد 5 أسابيع من علاج الفشل الكلوى في مستشفى بالقاهرة، ومشيرةً إلى أنها توفيت في اليوم الذي نفدت فيه مدخرات زوجها.
ونقلت الصحيفة على لسان هبه قولها "وكأنها كانت تعرف، تعرف أنها بقدر أن قيمتها عندي كقيمة العالم، فنحن لم نكن نمتلك شيئاً ندفعه لإنقاذ حياتها"، لائمةً ما أسمته بنظام الرعاية الصحية الذي يساعد فقط ذوي الوسائط، وتساءلت هبه: "هل هذه هي مصر التي وُعدنا بها؟ بلد بائسة حيث الشيء الوحيد الباقي هو أن أبيع نفسي لجمع المال؟".
وأوضحت الصحيفة أن تجربة هذه السيدة تسلط الضوء على الصعوبات التي يواجهها مرسي حيث مر المائة اليوم الأولى له في الحكم الأسبوع الماضي، وهو توقيت تعهد فيه الإسلاميين بحل 64 من المشاكل التي ابتليت بها الحياة اليومية تحت حكم الرئيس حسني مبارك. حالفاً اليمين في يونيو الماضي فقد تفوق مرسي على منافسه أحمد شفيق بوعود عن أفعال فورية لتنظيف الشوارع وتطوير الأمن وتخفيف ازدحام المرور، إلى جانب أهداف ذات مدى أطول تسعى لعدالة اجتماعية أكبر ونسبة فقر أقل.
واستطردت الصحيفة بالقول أن مرسي قد حقق 4 من تعهداته على المدى القصير فقط، وفقاً لمرسي ميتر الموقع الذي أطلقته ظبطك، منظمة لا تهدف للربح يديرها مجموعة غير مسيسة من الشباب يقولون أنهم يطلبون أن تكون مصر "حرة وآمنة".
وتابعت الصحيفة مقتبسةً عن سعيد هيرش الاقتصادي مع كابيتال إيكونوميكس بالشرق الأوسط أن "التغيير لم يجلب أي مزايا حقيقة على أرض الواقع، كما أن توقعات الشعب أعلى من قدرات الحكومة ، وهذا يجعل به مخاطرة من أن يفقد الناس الأمل في تغير الأشياء".
وقالت الصحيفة : إن الاقتصاد قد أظهر القليل من علامات النهوض بسرعة من أسوأ أزماته في عِقد، في الوقت الذي لم تتم الموافقة على القرض الذي تقدر قيمته بـ 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، وهذا يترك الحكومة تكافح من أجل إيجاد المال للمشروعات المجتمعية والتي تعد ضرورة أولية لمرسي.
ونقلت الصحيفة عن الحكومة القول يوم 9 أكتوبر أن نسبة البطالة قد ارتفعت إلى 12.6% والبلاد تحتاج إلى نمو بنسبة 7.5% من أجل خفض هذا، كما نقلت عن هشام قنديل قوله أن هذا هدف بعيد إلى الآن، وأنه يستهدف التوسع الاقتصادي بما يوازي 4.5% هذا العام، مشيرةً إلى انخفاض النمو الاقتصادي للبلاد إلى 1.8 في المئة العام الماضي، وهو أدنى مستوياتها في 19 عامًا.
وأكدت الصحيفة على وجود أشياء غير مؤكدة أخرى، البرلمان الذي حل من قبل المحكمة، عدم وجود دستور، والاعتقالات بتهمة التكفير، كل هذا قد أشعل انتقادات بأن مرسي لم  يطابق خطابه عن الحرية والكرامة بالأفعال.
وأوردت الصحيفة على لسان وائل زيادة من المجموعة المالية لهيرميس القابضة القول أن "هناك رغبة في كسب الشهرة السياسية الكافية قبل اتخاذ القرارات الاقتصادية الصحيحة أو القرارات الاقتصادية المثيرة للجدل".
وفي ذات السياق أشارت الصحيفة إلى اصطدام الإسلاميين المدعمين لمرسي مع نشطاء علمانيين يوم الجمعة بميدان التحرير في مواجهة تركز على التوتر الحادث منذ تولى مرسي السلطة في يونيو، مشيرةً إلى تنظيم الإخوان المسلمين لمظاهرة للمطالبة بإعادة محاكمة المتهمين الذين تمت تبرأتهم من مسئوليتهم عن القتلى بالورة المصرية العام الماضي، وموضحةً أن الجماعات العلمانية، التي انتقدت هذا القرار مسبقاً، كان لها السبق في الإعلان عن النزول للتظاهر انتقاداً لرئاسة مرسي والنفوذ المتزايد للإسلاميين.
وقالت الصحيفة أنه وفي الوقت الذي يراقب فيه المحللون والاقتصاديون المقاييس الاقتصادية الكلية، يركز المصريون الذين يعيش نصفهم تحت خط الفقر ، على التغييرات الملموسة.
وفي سياق منفصل لفتت الصحيفة إلى خطاب مرسي يوم 6 أكتوبر والذي يحي ذكرى حرب 1973 مع إسرائيل، والذي افتتحه بدورة في سيارة مكشوفة في استاد القاهرة وهو يشير بعلامة النصر، والذي رفض فيه الانتقادات بأنه أهدر المال العام في زياراته، الـ 9 على الأقل، حول البحار قائلاً أنها كانت تهدف للإتيان بالاستثمارات.
كما لفتت الصحيفة إلى قول مرسي "أنا لا أزال أعيش في شقة بالإيجار"، مشيرةً إلى أنه حقق نجاحات مثل إنهاء حرب شد الحبل مع المجلس العسكري الذي ورث السلطة من مبارك وأجبر أقوى لواءين من لواءاته على التقاعد، ونقلت عن محمود غزلان المتحدث باسم الإخوان المسلمين وصفه لهذا القرار في مقابلة قريبة بأنه ثورة ثانية. وأشارت إلى قول مرسي المهندس الذي درس بالولايات المتحدة أنه قد ورث أمة غارقة في الديون وتركة من الفساد.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس قد دعم إنجازاته بإحصاءات، برغم عدم قوله من أين أتت؛ فقد قال في خطاب السادس من أكتوبر أن 70% من خطة المائة يوم بخصوص الأمن قد تحققت، إلى جانب تحقق أغلبية الأهداف في مسألة رغيف الخبز والمرور ونقص الوقود، ذاكرةً آراء مواطنين قد رفضوا ما جاء بخطاب مرسي.
* المصدر :