عددالزائرين الان

الأحد، 14 أكتوبر 2012

نسمات اكتوبرية بقلم البطل المصري علاء الدين سويلم

بمناسبه قرب ذكري ٦ اكتوبر - سوف اكتب خواطر عنها مما اعرفه او شاهدته وسوف ابدأ بالجو العام من نهايه فتره ناصر ( ربما ساعدت جيلا جديدا ----)
كنت طالبا في السنه الثالثه في الكليه (الفنية العسكرية الدفعة 9 )  عام ١٩٧٠ وكانت مصر قد قبلت مبادره روجرز وزير الخارجيه الامريكيه , والتي كانت تقترح وقف اطلاق النار بين مصر واسرائيل بعد سنوات من حرب استنزفت الجانبين وصعدت فيها ارواح مصريه طاهره الي ربها راضية مرضيه مابين شهيد علي الجبهه واخر مدني .
 كنا في اجازه اسبوع تبدأ من ٢٥ سبتمبر وحتي اول اكتوبر -- كنت مع اصدقاء وكنا ليلا حوالي التاسعه يوم ٢٨ سبتمبر وكان الراديو من الثامنه يذيع قرآن كريم بدون انقطاع -- حتي انه لفت الانتباه بينا نحن الاصدقاء الثلاثه , وبدأت توقعاتنا فقال الاول : ربما الملك حسين قد قتله احد الفلسطينيين كرد علي مذابح ايلول الاسود التي امر بها في الاردن ,  وقال الثاني : ربما احد كبار الدوله وقلت بسخريه/ ايه هايكون ناصر مات؟ .
خرج نائب الرئيس انور السادات واذاع بيان وفاة ناصر -- ما اتذكره ان استدعاء لافراد الجيش وطلبه الكليات العسكريه تم عن طريق الراديو . كانت الشوارع بعد بيان السادات مليئه بالبشر / لايتحدث احد فقط صمت وذهول لوفاة رجل ٥٣ عاما وبشكل مفاجئ/ عدنا للكليه وعلمنا انه سيتم
اختيار كتيبه من كل كليه عسكريه لتشارك في الجنازه المحدد لها ١ اكتوبر ١٩٧٠- وكنت من الكتيبه المرشحه / نفس حيره الناس في الشارع كانت معنا .
الفارق هو ان التعليمات والاوامر قاطعه وبتقول ان السيد القائد الاعلي توفي وتولي مكانه نائبه واحنا علينا دور كذا وكذا ولامجال للفتي .

فجر يوم الجنازه والتي كان محددا بدئها من مجلس قيادة الثوره امام الاوبرا الحاليه كانت الكتيبه بالاسلحه الخفيفه ( بنادق نصف آلي) بلا ذخيره
قد ركبت اللواري العسكريه واتخذت طريق خلف قصر القبه الي الكورنيش , حيث كانت جميع شوارع وسط المدينه مليئه بالبشر ولاسياره ممكن تعبر .
واصطفت قوات من الجيش وطلبه الكليات العسكريه في مشهد مهيب انتظارا لخروج الجثمان علي عربية مدفع ويسير خلفها الرؤساء والملوك , وكان المفروض  ان السير حتي بداية كوبري قصر النيل امام الاوبرا تأتي بعده سياره عسكريه لتحمل الجثمان الي ضريحه الحالي امام الكليه الفنيه العسكريه .

 اتذكر حاملي الاوسمه والانواط امام الجنازه التي تحركت بالضبط ٢٠ متر / ثم انهارت كل الترتيبات واجراءات الامن امام زحف البشر وتحولت  الجنازه الي جنازه شعبيه تماما,  واختلط الناس بالرؤساء والملوك حتي اخرجهم الامن واحاط الشعب الوفي بناصر ميتا كما احاطه حيا
/ واتذكر وقوف الفريق اول محمد فوزي وزير الحربيه فوق سياره عسكريه وبجواره عسكريون يمسكون بالنعش للحفاظ علي الجثمان من الشعب /
مشينا يوميها من الجزيره الي ميدان التحرير الي رمسيس الي كوبري القبه بشكل مجموعات صغيره حيث لاسيارات وكل الترتيبات باظت ( الي غد ان شاء المولي)تحيا مصر
2
اللي فاهم ان مصر ماتت مايعرفش تاريخها--- وماشافش ولا قرا بعمق سنوات مصر الكئيبه من ١٩٦٧ حتي ١٩٧٣ الفرق ان النهارده الرجاله ( بعافيه)
وقفنا امبارح بعد دفن الريس ناصر وكان احساس الفقد كبيرا علي كل الناس/ ووري الجثمان التراب واقسم الريس انور اليمين وكانت التركه ثقيله .
 جيش يقترب من مليون مقاتل انهي حرب استنزاف وتخندق من يوليو١٩٧٠ في انتظار التحرير, وحليف سوفيتي له حساباته وايقن ان العداء مع اميركا قارب النهايه ، وتعامله معنا اصبح في حاجه لمراجعه جديده مع قياده جديده,  وامريكا وتعاملها باستخفاف مع مطالبنا وبدا هذا في تقديم روجرز المبادره

 وعدم اهتمام نجم اميركا الصاعد هنري كيسنجر بمشكله لم يرتبها في اولوياته التي تشمل فيتنام ومستنقع امريكي صعب وكذا الروس والاهم الصين
وعرب بعد مذبحة ايلول الاسود متفرقون كلِ وراء مايسعي --وبلد تعيش في اقتصاد حرب وتكاليف موجه اغلبها الي التسليح مع تباطؤ الخطه الخمسيه
 والاهم رئيس جديد هو الريس انور وسط هذا وهنا اقول: اول مره اسمع الاسم كان في مصيف بلطيم وانا طفل وكان ابن عم والدتي احمد الزنط المحامي ذاهبا للقائه حيث المعرفه قديمه , فقد كان هو من حزب مصر الفتاه مع السادات معتقلان في ( ماقوسه) بالمنيا في الاربعينات -- ويومها دار حوار بينهما ( عرفته فيما بعد) عن سؤال الريس انور له عن رأيه في الثوره ومدي مطابقتها مع ماكانوا يدعون ويناضلون من اجله في الاربعينات--
جاء السادات وامامه المواقف اللي حكيتها بالاضافه الي رفض من رجال نظام انتهي بموت ناصر
 كنا في عام ١٩٧١ وكنت في سنه رابعه والجيش بعيد تماما عن ذلك الصراع السياسي المشتعل ,وكان الرجل قد بدأ في اعادة علاقات مع العرب وافريقيا واسيا وبدأ طرح مبادرته بفتح قناة السويس اذا عادت قوات اليهود ل١٥ كم عن ضفة القناه وقوبلت المبادره بعدم اهتمام ( فويل للمهزوم)- الي ان جاء مايو وانهي السادات موضوع مراكز القوي وكانت له كلمه وصلتنا وهو بيعين احمد كامل رئيسا للمخابرات قال له:( روح المبني واسال الحراسه عن مكتب رئيس الجهاز وادخل اقعد وابدأ العمل)
وكان المعني هذا بلد احادي السلطه علي مدي تاريخه وعلي رأي المثل( اللي يجوز امي---) وتلاها مظاهرات الطلبه ١٩٧٢
 يعني نظام مقلقل و جيش مقلقل زهق من قعدة الملاجئ وشعب بيضغط -- يعني الريس انور ماكانش حد يحسده -- كنا نعلم بالخطه المبدأيه جرانيت ووضعت١٩٦٩ للعبور , وجاء يونيو١٩٧٢ وتخرجت دفعتي وتم توزيعنا وكان مكاني في الدفاع الجوي صواريخ( مع تدريب مكثف استعدادا للسفر لروسيا لبعثه ٦شهور في غضون شهر .
وكانت صواريخ سام٦ وسافرنا بعد قرار الريس انور بانهاء مهمه الخبراء الروس / طبعا رد فعلهم كان متحفظ مع الكثير من المجاملات وعرفنا انهم بعد الطرد بدأوا يشحنوا سلاح مصر متعاقده عليه من سنتين سابقتين/ وفي يوليو١٩٧٢ حصل ماسمي ايامها ( الوفاق) بين اميركا وروسيا يخص الشرق الاوسط تحديدا كلمه واحدهmilitary relax/ وشمل الوفاق تسويه مستنقع فيتنام حيث كان الروس يدعمون الشمال والامريكيون مع الجنوب .
اعتقد ان ذكاء السادات تنبه هنا وعرف ان القضيه هاتروح في الرجلين / وكان اهم اجتماعات مجلس الامن القومي برئاسة واحد من اعظم رجال الوطن حافظ اسماعيل( كان البرادعي وعمرو موسي واسامه الباز دبلوماسيين ويعملوا في مكتبه)-- وهناً للتاريخ كان موقف القائد وصاحب القرار في تقدير الموقف والتوقيت الصح لاعطاء القرار / وتعالو نحط نفسنا مكانه وعلي فكره ده كان التلقين اللي تلقاه كل من كان في الجيش ايامها .
قائد امامه  وضع دولي هايبقي صعب وتهديد بالاسترخاء العسكري/ امكانيات سلاح متاحه لن نحصل بأحسن منها/ تأييد نتيجه سياساته من دول افريقيا  لن يتكرر وظهرت بشايره في انتزاع بعض القرارات التي تدين اسرائيل/ وشعب في الداخل سئم اللاسلم واللاحرب --
 في وسط هذا كان قراره , وهنا ارجوكم ابتعدوا عن جنرالات المقاهي واعرفوا ان امر القتال( وعندي صوره منه) الي وزير الحربيه كان هو الوضوح ذاته( العبور وانشاء رؤوس كباري بمعني العبور والتمركز في العمق لمسافه محدوده) لضمان ان تكون القوات العابره تحت حماية الصواريخ ( يعني اللي يقوللك مضايق كان لازم نوصلها قول له لم تكن في الخطه ببساطه لعدم توافر الامكانات القتاليه لذلك في ارض مكشوفه)
وكانت الفكره تحريك اجباري للموقف يجبر القوي العظمي علي التحرك يعني شبيهه بعيل شقي بيجبر الكبار يبقوا طرف في المشكله للحفاظ علي ( الوفاق) بينهم أشهد الله ان الرئيس السادات كان رجلا بقراره .

 قبل مانهي النهارده اقول/ خالي المرحوم السفير احمد الزنط مساعد وزير الخارجيه فيما بعد كان مستشار السفاره في موسكو وكنت محظوظ بزيارتها ودخلت البولشوي تياتر للمره الاولي في موسكو والمسرح بالكامل ٢٥٠-٣٠٠ كرسي وكان فيه طابورين للحجز الاول للروس ولحجز بعد ٦ شهور والتاني والتاني للاجانب لظروف سفرهم لليوم التالي وكانت التذكره بخمسه روبل( حوالي٢ جنيه) وعدت من موسكو ومعي اسطوانات كل الكلاسيكيات المعروفه وزودتني زوجة خالي بروائع الادب الروسي بالانجليزيه ( رحمها الله وهي السيده سميحه عمرو -- وعمها عبد الفتاح باشا عمرو سفير مصر في لندن ايام الملك فاروق -- رحم الله الجميع في رعايه الخالق اترككم ونستكمل غدا / ( تحيا مصر)
3
نحن الان في آخر يناير ١٩٧٣ وضباط البعثه الي الاتحاد السوفيتي علي وشك ركوب سفينه عسكريه اسمها ( بابيدا ومعناها النصر ) من ميناء علي البحر الاسود ونحن الركاب الوحيدون عليها ,  تحركت السفينه قبيل الغروب وحين اعتدلت في البحر, حضر رئيس عمليات اللواء سام٦ صواريخ الي قاعه الاستقبال واتذكر كان بها بيانو كبير ووقف بيننا وقال: عايز اقول مصر بعتتنا نتزود بالعلم واتكلفت كتير وكل ده عشان يوم جاي قريب تقول فيه  لينا اقفوا زي الاسود دافعوا عني // صمت لثواني// ثم رمي بقنبلته اللي اتحدي مصري حقيقي يقدر يقاوم تأثيره
( مصر عايزاكم يارجاله)
--  اكتب الان واشعر بقشعريره تملا جسدي كله / ما اتذكره هتافات كصوت الرعد كلها تحيا مصر/ احنا فدا مصر --- ولمعة عيون ولو كان صمت البحر له صوت لهتف معنا -- وصلنا ميناء الاسكندريه فجرا واجازه اسبوع ثم الي ارض التدريب المؤقته وكان مكانها عند الكيلو٦٠ مصر اسكندريه الصحراوي .
شهر وانتقال الي الجبهه واتذكر خلال هذا الشهر ( ابريل) تقريبا ان استشهد النقيب طيار سيد سيد بدير ابن الفنان والفنانه شريفه فاضل في طلعه تدريبيه اثناء الهبوط وكان معنا في اللواء الرائد سمير بدير شقيقه ولي كان سبب اخر ان الشقيق الاخر له هو زميل دفعتي وصديقي سعيد بدير الذي كان قد عين معيدا بالكليه وهو نفسه الذي اغتالته الموساد في شقته بالاسكندريه فيما بعد / وكانت له ابحاث متقدمه اثناء دراسته الكتوراه في الخارج/
 المهم تحركنا الي الجبهه في نطاق الجيش الثالث وكانت ايامها نقطه تفتيش ك٤.٥ هي مايسمي بوابه الجيش وعلي اول طريق السويس  وكانت الاوتوبيسات المدنيه المتجهه الي السويس يهبط ركابها ويتم تفتيشها -- من بعد العلامه تمتد الصحراء وتتناثر وحدات الجيش , وبعد استراحة الخديو عباس والتي بنهاها علي الطريق اثناء ذهابه للحج , والتي ظهرت في فيلم انور وجدي أمير اللانتقام كقلعه اخفي المال بها -- وكان التمركز .
 وطبعا تدريب وحياه صحراء شاقه اداريا -- ثم حل شهر يونيو/ يوليو وقامت قوات الجيش التالت بمناوره كبيره طبق الاصل تحركات واجراءات ماحدث  في اكتوبر -- وهي المناورات الضخمه لدرجه ان اسرائيل اعلنت حالة الطوارئ( وساعد هذا في اثناء الحشد الفعلي في سبتمبر ان يعتبروه مناوره ايضا
 و من اغسطس لاحظنا تعديلات علي خطة العمليات وخرائط جديده ولم نفكر الا انها تعديلات علي الخطه لتكون جاهزه وبدون التعريف بموعد الحرب حتي .
وكانت اجازتي السنويه وطبعا علي المعموره ولاكان فيه ساحل ولا دياولو وكان اليوم اللي نفكر نروح العجمي نحس اننا مسافرين وكان في سيدي كريركازينو علي البحر يتيم نروح والشمسيه والكراسي والغدا والمشاريب ( وامسكوا اعصابكم) الفرد ب ١٦٠قرش وكان غالي لان عندك كان الموده الشبابي ايامها تروح المنتزه تسهر مع بلاك كوتس ( فندق فلسطين) او ليبتي شا بتاعه عزت ابو عوف ( الحرملك) والتذكره بجنيه --- يابلاش
:: باوائل شهرسبتمبر بدأت البشاير تبان واحده واحده -- وبدأ تجهيز مواقع بديله وحفر وتدريب واستكمال احتياجات وجو داخل علي حرب.
وافتكر كنت في  القاهره حوالي ٢٢ سبتمبر اجازه يومين وقابلت واحد دفعتي وكان نفس الانطباع / ثم من ٢٥ سبتمبر منعت الاجازات للجميع / واحد الايام اظن٢٧ كان  اجتماع كنا حضوره عرفنا اول الغيث لان امن ساعه الصفر كان فائق/ انه قبل (ي) وهو يوم العمليات بيومين سنتحرك الي الموقع المفروض تواجدنا مع بدايه الحرب لكن الساعه لم نعرف / و بالمناسبه عرفنا علي مستوي الكتيبه بموعد بدء العمليات اللي كانت الساعه ٢ حوالي الساعه ١٢ ظهراً ان شاء الله ابدأ من هنا بكره ------- ( تحيا مصر) وتحياتي
4
نحن الان في نهايات شهر سبتمبر ٧٣ وكانت تعليمات قد صدرت بان يقوم كل ضابط في القوات المسلحه بفتح حساب في اقرب بنك لمسكنه, وكان مديري البنوك عندهم تعليمات بفتح الحساب بدون اي ايداع مع التوكيل لاحد افراد الاسره داخل البنك بصرف المرتب علي ان يستلم اي ضابط في وحدته مبلغ صغير من مرتبه , وكان الهدف اتقاء ماحدث يونيو٦٧ حيث استلم الافراد المرتبات ولم يكن هناك وقت لارسالها الي ذويهم وكانت مشكله .
وبعد البنوك لقينا منشور لمن يرغب في اداء عمره آخر رمضان والحج / وخدناها كاجراء طبيعي لكن كان قبل اوانه بشويه بالنسبه للحج :: وكان التالته  في ظرف مغلق ومختوم بختم الوحده ( طُلب من كل ضابط ان يكتب وصيته فيما يخص مستحقاته من الجيش) مع نصيحه بكتابه جمله ( اوصي للورثه الشرعيين) .
 كده بانت -- وبعدها تعليمات بترك كل اثباتات الشخصيه وكارنيهات نادي الضباط وخلافه في المواقع الخلفيه قبل التحرك مع ارتداء سلسله في الرقبه في اخرها قطعه من المعدن عليها رقم عسكري لاغير-- ومعاهم تركت في الموقع مفتاح اول عربيه اشتريتها وكانت فولكس بيتلز١٩٦٦ وكنت شاريها ب ٧٨٠جنيه وكانت خناقه مع المرحوم والدي ازاي احط علي اربع كاوتشات تمن ٢ فدان ارض /
كنا الان اوائل اكتوبر والعمل حوالي ٢٣ ساعه يوميا والجو جو حرب وكانت احاديث المساء في الميس( المطعم) حول الحرب وتنفيض التراب والثأر, ولاحظوا ان كتيبه صواريخ قائدها كان رائد يعني اكبر واحد حوالي٣٠ سنه  , الروح كانت في السما ووصلنا لاعلي مستوي في التدريب , ( والثأر) في الضلوع ونسيت اقول قلعنا الطواقي والبيريهات وارتدي الكل حتي قائد الجيش  خوذات حديديه -- وكنا وكان الجنود نكاد نقبل الصواريخ والدبابات عشان يسترجلو معانا وطبعا صيانه ميدانيه فوق الوصف ..../
كانت مهمتنا تأمين /تقديم الحمايه للفرقه الرابعه المدرعه ( عمود الجيش التالت) والمعروفه للعدو بقوه نيرانها ومرونتها في الحركه ) ضد اي هجوم جوي عليها ,  وكانت احدي ٤ فرق اساسيه في مواجهه العدو في قطاع الجيش التالت / ومثلهم في الجيش التاني الذي كانت مواجهته للعدو من بور سعيد لبعد الاسماعيليه , ثم تبدأ منطقه الجيش التالت حتي السخنه -- وكان بين الجيشين منطقه تواجه اوسع منطقه في قناة السويس عند البحيرات المره هي الدفرسوار وكان بها وحدات عربيه شاركت في الحرب ( كويتيه جزائريه عراقيه-- ) كانت اقرب للرمزيه كنوع من المشاركه طلبوها هم-- وطبعا هناك قوات بحريه وجويه وقوات خاصه ومدفعية جيوش ---- الخ
وافكركم كل معلوماتنا زي ماكتبت سابقا  , وعلي مستوي الكتيبه ان اليوم(ي) يوم العمليات قبله بيومين علي الكتيبه ان تتحرك الي الموقع الامامي يعني يوم ٤ اكتوبر , وذلك لتأمين الحمايه للفرقه الرابعه التي كانت ستعبر بمجرد نصب الكباري علي القناه
 مرت كما اسلفت ايام واحد اتنين تلاته كما قلت سابقا وصباح ٤ اكتوبر جاء الامر بالتحرك بعد افطار ( كنا في رمضان) ذلك اليوم -- طول النهار جهزنا كله وسيبنا كل متعلقاتنا وكالعادة يبقي مع المؤخره بعض الجنود للحراسه , وفاكر كان معاهم ضابط احتياط منضم حديثا لنا / وشلت باعزاز كبير راديو كاسيت ( فاكر الماركه ايوا) ومعاه اجمل شرايط الامود افرنجي لاشهر الاغاني العربيه تحديدا فيروز اللي كان شريطها غالي ب ٤ جنيه , وكان وارد بيروت لمسرحياتها وكان محل واحد بيبيع شرايطها في الشواربي ملك راجل ارمني - وكمان شرايط اجنبيه وكانت اغنية الوقت ده اللي طايحه  لروبرتا فلاك الزنجيه اللي خدت مونت كارلو باريد وقتها killing me softly
:: وقبل فطار يوم اربعه كانت الكتيبه زي البيت اللي بيعزل والفطارعلي الواقف وطبعا مانسيناش قبل المغرب بساعتين نلعب ماتش هاند بول من الجامد / ايام-- / اشوفكو بكره والخير معاكم---- ( تحيا مصر)
5
انه يوم ٤ اكتوبر وقد انهينا افطار رمضان علي الواقف حيث قد تم تحميل الكتيبه عداً الدبابات ( التي كانت ستنتقل علي حاملات خاصه بها) وكان الراديو يذيع ادعيه وتواشيع مابعد المغرب / وكان ملحقا بالكتيبه سريه مدفعيه مضاده للطائرات رباعيه المواسير وذلك  لحماية الكتيبه من الطائرات المنخفضه جدا وذلك باطلاق النار عليها لترتفع حيث تتلقفها صواريخنا ، وكان ذلك ضروريا حيث كان يمين الكتيبه جبل عتاقه الحاجب راداريا عن رؤيه الاهداف الاتيه من ممر حجول الواقع خلفه , والتي كانت تأتي لتهاجم
وكان ضباط هذه السريه تلاته اولهم  م ا عبد العظيم ( ساتي علي ذكره لاحقا) والتاني م ا( فريد شعبان ) والحاصل بجداره بعد ذلك علي ارقي لقب مصري( شهيد) والتالت فاكهتهم م ا عصام عيسي ,  وكان من دمياط وشربات وكان يحكي عن علقه خدها في اولي اعدادي من مدرس الانجليزي لما اختلط عليه ان حرف الcممكن يتنطق k  والمدرس بيسأله عن اسمه قال ( ايكام ايكا) بدل( ايسام ايسا) ، وكان بيأكد لنا فكرتنا عن الدمايطه زي يبقي معاه ٣ ساغ يروح الكانتين ويسأل كيلو الموز بكام يقولو ب ٤ ساغ يرد ( اوزنلي كيلو مايطبش) , كانت المجموعه كلها اكبرها سنا قائد الكتيبه يرتبه رائد وحوالي ٣٠ عاما
 انهينا الافطار ووصلت حاملات الدبابات استعدادا للتحرك للموقع القتالي الامامي -- لحظه بدايه التحرك دخلنا جو ورائحه الحرب وتحركنا صوب قناة السويس/ وصلنا حوالي ١٢ مساء -- وفي الحال بدأنا في تحضير الكتيبه للقتال ( امور فنيه تشمل احداثيات وكشف راداري للمناطق حولنا ,  وذلك لمعرفة الجهات الجبليه حولنا والتي ستكون مناطق ضعيفه في كشف الرادار وكمان لوضع وحدات سرية الرشاشات الملحقه في اماكن جيده تقلل هذا  الضعف -- حوالي الساعه اتنين واثناء تظبيط مكان احدي الدبابات لمست كتلتها جسم م ا عبد العظيم , الذي كان يتحرك معها ليوجه السائق واستدعت  الاصابه نقله فورا الي المستشفي الميداني , واستمرت التظبيطات حتي الساعه ٥ صباح يوم ٥ اكتوبر
-- لنفاجأ بدخول عربه جيب ٤ باب روسي الي الموقع , ومعني ٤ باب انه بداخلها ضابط كبير الرتبه لان هذا الطراز كان يُصرف لهم فقط--
كانت نسمات الصباح ولم ينم مخلوق منذ اليوم السابق وكان بداخلها سياده اللواء مساعد قائد الجيش التالت ومعه اللواء سعد سري قائد دفاع جوي الجيش/ جاءوا للاطمئنان علي تمام الجهزان وان لا مشاكل
 والاهميه كانت ان السام ٦ كصاروخ محمول علي دبابه يعني ذاتي الحركه وهو هام جدا لحمايه فرقه مدرعه ، وكان سلاح حديث في الجيش وحتي بالنسبه  للروس لم يكن قد جُرب الا في فيتنام وعلي صوره كمائن للطائرات الامريكيه ، اما في حرب جيوش نظامين فكان جديدا
انصرف القاده وكنا كسلاح  جاهزللاشتباك مع العدو / طبعا كده ملامح الحرب واضحه وميعادها بعد يوم الساعه كام منعرفش علي مستوي الكتيبه لسه -- توجهنا لبعض الراحه ( وهنا مش معناها نوم لانه اصلا لايوجد سراير وتركناها في الخلف) معناها تقعد وتسند ضهرك وتريح عينك وتبقي جاهز لاي استدعاء ,  لمعالجه مشكله او اعاده التنسيق مع طاقم الدبابه لموضوع ما
 نسيت اقول يوم ٤ جه منشور دوري لكافة الافراد بكلمه للامام عبد الحليم محمود شيخ الازهر ( بانه يُستحب الافطار حين مواجهه العدو طلبا للقوه والتركيز) -- واعتبر اغلبنا هذا كرخصه والقليل ( بالذات غير المدخنيين) فضلوا ان يلاقوا ربهم حربا او شهادة وهم صائمون--
 واعتبارا من يوم ٥ كان الجيش يوزع علينا سجاير كليوباترا علبه بوكس ١٠ سجاير يوميا ( حتي المزاج) محدش من الساده المخططون نساه ( الله عليكي يابلد جميله لما يبقا لك مزاج) - وتناولنا اقداح الشاي الساخنه مع افطار لذبذ بعد السهرايه -->
 نحن الان يوم ٥ صباحا وخليه النحل مواصله الليل بالنهار والسلاح صاحي وشبابنا مدينا امل ورضا وثقه -- وكفايه النهارده ( تحيا مصر)-- تحياتي
            
6

 نحن اليوم ٥ اكتوبر٧٣ وصوت الصمت عالي والكل يعمل ويتأكد من صلاحيه سلاح لم تخرج منه رصاصه منذ ١٩٧٠ / نحن ماقبل يوم  من صناعة التاريخ
 الكل يعلم ابعاد الموقف / رئيس رحمه الله اتخذ قرارا بكل مقاييس وقته صعبا وخطيرا / كان السادات في نقطه موقف دولي يميل  الي الوفاق مجمدا قضيتنا وارضنا وكرامتنا الي موعد مجهول والي شعب انهكه اقتصاد حرب والي خزانه خاويه والي قوات مرابطه في الخنادق منذ سنوات وطال الانتظار ولن يزيد السلاح عما في يدنا ولن يصل الرجال الي قمة التدريب كما هم الان--

 وكان قرارا مصيريا , تخيل لو انكسرنا في اكتوبر ,  ماذا كان التاريخ سيسطر لصاحب القرار ومعه ألسنه الفشله وجنرالات المقاهي مندده بالرجل و---- المهم صباح ٥ اكتوبر لم يكن من معلومات الا  يوم ٦ والساعه غير معلومه -- كان اجتماع للضباط مع قائد الكتيبه ومعنا ضباط سريه المواسير الملحقه للمراجعه وتمام المعدات والافراد -- وهنا اود الاشاره ان امر العمليات ( ولدي صوره منه نشرتها هنا من قبل) الموقع من الرئيس السادات وموجه الي الفريق احمد اسماعيل وزير الحربيه  كان يحدد اهداف العمليه بدر( تيمنا بموقعة بدر وكانت في رمضان)بالتالي-- الهجوم وعبور القناه وتدمير قوات العدو واسلحته وذلك الي داخل سيناء برؤوس كباري( تعبير يعني احتلال ارض والتمركز والدفاع عنها) وهذا كفيل بخلق واقع جديد يحرك القضيه ويجعلها ساخنه --
والله مافيه كلمه علي مضايق ولاتدمير دوله ولاوصول لحدود دوليه لان توازن قوه السلاح لم يكن ليسمح وكان ( الراجل) السادات يعرف ماتحت يده -- كنا نعرف ان الحرب ستكون وكنا نعرف اننا مستعدون بالدم ( بالمناسبه كان معانا ضابط احتياط في وحده معاونه مصري مسيحي وكنا قبل الحرب نعيش ونأكل في مكان واحد وكان بعد انتهاء خدمته سيكون شماسا ولطالما جلسنا نتحدث عن طبيعه وظيفته وكان يضرب امثال للتقريب من الاسلام لنا -- اقول هذا لمقسمي الوطن  وخونته فهل كانت القنبله التي ستسقط ستميز بيننا دينيا / ابدا والله كانت ستقتل مصريا) ، انتهي الاجتماع وعدنا للعمل وكان لاينتهي --
الصمت غالب حتي الساعه ١٢ ظهر ٦ اكتوبر , دخلت الكتيبه سياره مسرعه بها زميلنا الرائد/ محمد مفتاح من عمليات قيادة اللواء ومعه ظرف مغلق سلمه يدا بيد الي قائد الكتيبه ولم يكن هناك وقت ففي موقع الاطلاق اخبرنا القائد ان ساعة الصفر ٢  طبعا واقول الحق( نفخه صدر علي فرحه علي ابتسامه , علي امل علي خوف علي ترقب علي مشاعر انتقام علي دعاء ,  انت امام انسان فيه كل المعاني والمشاعر :: يااااه الوقت بطئ يمر علي اعصابك كحد السيف ,  كانت الخطه العامه وببساطه كما يلي:ضربه جويه ودك بالمدفعيه وعبور بالقوارب لحين نصب المعابر وفتح معابر في الساتر الترابي بمدافع المياه -- ثم عبور المدرعات تحت حمايه الصواريخ الي الشرق--
 وهنا اود ان اقول ان التفوق الجوي للعدو كان كاسحا وكان تصرف هيئه العمليات ان قررت وبما ان المقارنه غير وارده ان تحيد طيران العدو ( بغابه من الصواريخ) علي الارض يخشي طيران العدو الاقتراب منها وكانت تشبه مظله علي القوات المهاجمه بطول القناه-- ونجحت تماما /
الساعه الان قبل الثانيه وانت وسط لوكيشن تصوير فيلم واقعي وكانت الاوامر ببدء تشغيل وحداتنا من الساعه واحده ونص وبدون اشعاع راداري لعدم كشف النشاط حتي اللحظه الاخيره , وكان التحول من هذا الوضع الي الكشف الراداري مجرد زر .
الساعه ٢ الا ربع وقفنا خارج دباباتنا لمشاهده الهجمه الجويه حيث كانت نيراننا مقيده -- مع تحياتي واحترامي ( وتحيا مصر)
                                                                                              7
نحن الان يوم ٦ اكتوبر٧٣ الساعه اتنين الا ربع واقفين بره الدبابات وكانت النيران مقيده لحين هجوم طائراتنا وعودتها وكذا  للمدفعيه وراجمات الصواريخ ( الكاتيوشا) -- كنا شباب صغير السن يملانا حب الوطن وكلنا طاقه واراده / وكانت مصر قد وصلت الي اقصي مايمكن من  مجهود وتسليح اتاحته لنا الظروف الدوليه / قرأنا جميعا الفاتحه واشرأبت اعناقنا ناحيه جبل عتاقه حيث ستطير طائراتنا ونسورنا متجهه الي القناه .
اتنين الا خمسه لمحنا وبدون نظارات معظمه نقاط فضيه اللون تطير بجوار الجبل وبشكل عايز فنان يرسمه -- تعالت صيحات التكبير ( فقد عقلناها وتوكلنا) دقائق قليله واصبح خط البصر دخان من قنابل الطائرات -- وزمجر اللاسلكي بالكلمه المعبره ( النيران غير مقيده ) يعني امامك سماء مصر ومجالها وارضها وفتش علي اي هدف طائر ودمره) صاحب ذلك امر اخر من القياده ( بأن القياده غير مركزيه) بمعني لاتحتاج للرجوع لاحد لتطلب امرا  لكن تصرف وخد قرارك بناء علي ماتراه علي شاشات الرادار/
يلزم هنا توضيح : حينما تكتشف هدفا علي شاشه الرادار فلكي تعرف ان كان من قواتنا ام من قوات العدو كانت وحدات الصواريخ وطائراتنا مزوده بشفره خاصه تعمل اوتوماتيكيا عند الطيار اسمهاIFF( identification friend or fow) وتعمل عن طريق ضغط زر في وحده القياده الي الطائره اللي عليها العين ويكون الرد ان كانت صديقه اشاره علي شاشه الرادار من الكود بتاعها,  ان لم تستجب ان لم تصدر تبقي معاديه ونحطها علي رادار تاني خاص بالتتبع قبل اطلاق الصواريخ و اختفاءها من علي الشاشه يعني شيئا واحدا فقط ، انها تدمرت .
في نفس توقيت فك الحظر علي اطلاق النار كان فيه ولاد مصر الابطال وهم الموجه الاولي للعبور بالقوارب --- نمل هاجم معاه بندقيه وار بي جي  لاغير وحب لمصر ومخاوف واراده , كانت دعاية العدو قد اعلنت صراحه انهم علي الضفه الشرقيه قد اعدوا حريق بالنابالم عن طريق مواسير ممدوده  تحت الماء والتي ستفتح وتشتعل بمجرد اقتراب اي مقتحم او طالب عبور -- وكانت مشكله حقيقيه
ولكن مصر كان فيها رجاله تخطط / جابوا خرايط هذا الجحيم عن طريق عمليه مخابراتيه مع عميل كبير هناك وكانت تحت تصرف رجاله الضفادع البشريه من القوات البحريه ( رجاله ولا حد يعرف اسمهم) -- وياصبرهم / خططوا وفي اوائل ايام اكتوبر وتحت جنح الظلام تسللوا تحت الماء وسدوا واغلقوا تلك الفتحات بنوع اسمنت مائي خاص / وبالتالي غارت في داهيه -- بيحكيلي زميل في الفرقه الخامسه مشاه ميكانيكي ايامها ان الجنود كانوا قلقانين من هذا الجحيم والحرق حيا -- وكمان لان العدو كان بيتعمد تجربتها كل فتره للتأكد من سلامه المواسير ولهدف آخر هو بث الرعب في نفوس جنودنا لانه ببساطه بعد تجربتهم كان السمك بيطفو علي سطح الماء اسود ومحروق -- بعد ماانسدت المواسير كان التطمين للجنود حين السؤال ( انسوا الموضوع ده لانه علاجه تم) شايف الكلام المغطي  والذي لايذكر صراحه ماتم تنفيذه بسد المواسير لكنه مطمئن -- والاهم ان الهجمه الاولي كانت القوارب شايله الجنود والضباط مع بعض /
 معلوماتي ان القياده كانت متوقعه في هجمه علي جبهه طول ١٨٠ كم ان تكون الخسائر عاليه ولكن الله سلم وكانوا حوالي مئات من شباب هذه الامه العظيمه طيب عبروا هايتسلقوا الساتر الترابي اللي كان للي شافوه بارتفاع عماره متوسطه الارتفاع / ازاي؟ كان الحل ( وعظماء ياولاد مصر) سلالم من  من الحبال والدرجات الخشبيه وكان معروف مين الدليل وكان بيبقي عنده لياقه بدنيه فائقه اللي هايمسك طرف السلم ويطلع بيه زحفا علي الساتر حتي يصل لقمته ويثبته ليبدأ زملاءه في التسلق - كده مشكله النابالم ومشكله التسلق اليدوي اتحلوا -- لكن تبقي معضله هامه وبدأ العمل عليها من ١٩٧٠ وهي ان عبور الافراد في قوارب لازم يتلوه عبور مدرعات وناقلات ومدفعيه / وبدأ التفكير والتجريب في سلاح المهندسين عن( كيف يمكن عمل ممرات في  تكون من الاتساع لتسمح بمرور مجنزرات وبسرعه فائقه نظرا لان من سيعبرون بلا غطاء مدرع ) وطالت الاقتراحات وده نكمله غدا ان شاء ربي( تحيا مصر) .
                                                                                  8
( نسمات اكتوبريه-- وآه يالحظات الكرامه) / مازلنا يوم ٦ اكتوبر الساعه ٢ وربع والرادارات تبحث جائعه عن اهداف العدو لتدمرها -- ورجاله مصر في قواربهم يعبرون القناه التي اسنت مياهها وتوحشت اسماكها وكانت صيحه الله اكبر تشق الفضاء ، وكان الله قد اعانهم في مشكله مواسير النابالم وسد فوهاتها رجال الضفادع البشريه / وهداهم الي تسلق الساتر الترابي بوسيله بدائيه لكنها كانت تحتاج عزم رجال ( وكان الصنف متوافر) ,  ام المشاكل كانت شق الساتر الترابي وكان عباره عن رمل بتكسيات وبارتفاع وصل ل١٢ متر في بعض مناطقه / طفت المشكله عام ١٩٦٩ وتوالت الاقتراحات
وكانت البدايه مع التفكير بان المدفعيه والديناميت قادران علي ذلك : وكانت التجارب واثبتت ان تأثير ذلك ضعيف ولاعتبار آخر كان سيستهلك وقتا ثمينا يخص ارواحا وابطالا كانوا يتدفقون من القوارب كالسيل -- افاد خبراء روس ان الساتر يحتاج الي تفجير نووي صغير ليمكن شقه / وكان هناك ضابط مهندس في المهندسون العسكريون برتبة ملازم اول يروح فين ( باقي وهو اسمه) جنب الضباط الكبار والخبراء ) لكن وحده جلس يفكر وجال بعقله  طفل يلهو علي رمال شاطئ يبني قلاعا تأتيه الامواج وتمحوه وتزيله -- علي استحياء كتب لقائده المباشر عن فكره عبقريه تتلخص في دفع الماء عن عن طريق مضخات يتم دفع الماء المأخوذ من مياه القناه وتحت ضغط عالي في اتجاه الساتر فتفتته كما تفعل موجات البحر مع الطفل علي الشاطئ -- فوراتم بناء نموذج للساتر الترابي اظن بجوار برقاش الناحيه التانيه من الرياح البحيري-- وكانت النتائج مبشره ، لكن كان مطلوب مضخات بقدرات عاليه , وكان هذا غير متوفر محليا وبشكل عام الا في شركه المانيه منتجه لها ، وكان مجرد طلبها منها يثير الشبهات لانها معروفه الاستخدام لمشاريع  معروفه عالميا-- لكن الاراده تفل الحديده / بعمليه تنسيقيه بين مصلحه الري والمخابرات تم احضار المطلوب بغطاء لمشاريع ري --

 وكانت فتره تصنيعها تستغرق ٦ شهور لكن في النهايه حضر فأل الحظ ورقد منتظرا اللحظه المناسبه/ نعود الي سير العمليات -- ضربه جويه قادها حسني مبارك  ابن مصر ( انا بتكلم عن ٧٣ وده دوره ومابعدها من احداث كشخصيه سياسيه لايعنيني ، لكنه يخضع للحساب ) وكانت اغلب الطائرات روسيه ميج ١٧-١٩-٢١ وظهرت بارقه وعرفتها بالصدفه سنه ٧٢ من زميل دفعه قبلي بسنه وكان تخصصه في الكليه محركات طائرات-- كان ضمن فريق خاص تم ابتعاثهم الي فرنسا  بجوازات سفر ليبيه للحصول علي فرقه طائرات ميراج اهداها القذافي لمصر فيما بعد -- واشتركت بجانب الطائرات الميج( بالمناسبه ميج اختصار  ميكويان اي جورج وهما العالمان الروس المخترعان للطائره بدءا من ميج ١٥ --- وحتي اليوم) -- بدأت مضخات المياه الجباره في العمل وعلي فكره للدلاله علي قوتها لو حد وقف امامها بفرض انه مش هايطير هاتعمل في بطنه فتحه تخليك تشوف الناحيه التانيه زي الافلام الهوليوديه-- بعد ٢٠ دقيقه كانت اقدام ولاد مصر قد بدأت الوصول للضفه الشرقيه واستمر العبور / هنا اقول بني العدو دفاعاته خلف الساتر الترابي علي اساس وجود نقط  حصينه واللي شاف اي واحده منها بالذات نقطه عيون موسي حيث انها في الطريق الي شرم الشيخ - هايعرف انها ثكنه عسكريه بها قوات واسلحه  وخدمات تكفي لشهور ودبابات ومدافع
وكانت هذه النقاط من عيون موسي حتي بور سعيد اسمها خط بارليف / وبمجرد ان بدأ العبور اخرجت كل نقاط الخط قواتها للاشتباك مع العابرون الجدد اصحاب الارض -- المشاه اللي عبروا توزعوا تمام خلف التلال وهاتك ياصيد في العدو ولاحظوا مفيش معاهم طبابه  بعد ٥ ساعات ونص من بدء العمليات تم نصب اول معبر كوبري علي مياه القناه وبدء عبور المدرعات -- ويافرحتك يامحروسه بولادك راكبين خط بارليف
طبعا كل الاخبار كانت عندنا لحظه بلحظه داخل دبابه القياده خلال اللاسلكي -- يعني ٨ مساء ٦ اكتوبر كانت ولادنا في الشرق وبيدمروا وبيرجعوا حق وارض-- داخل الدبابه وطرق خفيف في الظلام وجندي مراسله صعيدي ( أسمه عيد) بيقوللي يافندم سيادتك محطيتش في بطنك من الصبح لقمه وبقينا ٨ بليل والله كنت ناسي -- اداني احلي ساندوتش في العالم ( نص رغيف جواه والله كده ارز وكوسه ولحمه) شوفوا الجمال -- بكره احكي التجربه الذاتيه لنا  في الساعات الاولي برده / مع تحياتي----- ( تحيا مصر الوطن )
                                                                                            9
من الساعه ٢ وربع وحتي ماقبل بناء اول معبر علي قناة السويس وفتح الثغرات في الساتر الترابي يعنه حوالي ٧ مساءا كانت مصر قد ارسلت ٢٠٠٠٠ من ابناءها كمبعوثين فوق العاده وفوق الظلم ورغما عن كل الصعاب الي ارض الاجداد سيناء / شقوا الرمل باظافرهم ووقفوا في كمائن لتلقي مادفعه العدو من نقاط خط بارليف كمجنزرات ( والوصف لزملائي من الفرقه الخامسه) جاءت في حاله فوضي وعدم فهم واستيعاب للحدث الجلل
:: كان يوم سبت وعيد الغفران وكانوا في حاله استرخاء وفجأه وجدوا جهنم قد فتحت ابوابها وكان الصيد وفيرا--- اللي عدا من معبر احمد حمدي هاوصفله  المنظر بعد المعبر تماما( مكان النفق الحالي)عام ١٩٧٣ -- فلنكات حديد منتزعه من قضبان سكك حديد سيناء مستخدمه كتقويات للساتر الترابي وعلي مرمي البصر كميه مدرعات للعدو محطمه بفعل ولاد مصر ( اقول لكم مشاعرهم ومواقفهم- )
 تخيل جندي مصري قمحي البشره من ريف او صعيد مصر واقف ومعاه قاذف ار بي جي لوحده في حفره وترك خلفه قيراطين ارض وام مجهده من متاعب الدنيا وربما زوجه ورقيق الحال ضامر الجسم -- وامامه دبابه تزن ٢٠ طن  تندفع ناحيته ، ومصر اللي في قلبه كوطن وارض وعرض قالتلو دمرها لانها لاتحمل الا الشر-- كان يحط المقذوف وهو في حفرته وبجواره صندوق خشبي به الطلقات ويقبل احداها ويرسلها في اتجاه اما برج الدبابه او جنزيرها ولم يخف ولم يتردد -- لتحول الدبابه الي جحيم وانفجار وخروج طاقمها قفزا الي الارض لتتلقفهم نيران مصريه اخري ليموتوا او يستسلموا ( هذا المنظر تكرر علي كامل الجبهه)
كان الصيد وفيرا والروح في السما وعادت  البسمه بعد طول غياب -- بعبور دباباتنا توالي التدفق وبناء مزيد من المعابر / وعلي حد قول العقيد/ صلاح دهب امامنا : الولاد ركبوا سينا:  شهاده حق مصدرها زميلي من افواج العبور الاولي يوم ٦ وهو النقيب حسني الجبرتي (بالمناسبه هو من سلاله المؤرخ الكبير الجبرتي-- قال لي بالحرف : ياعلاء لما عدينا ومنعرفش الارض قتاليا الا من علي الخرائط كانت الشرطه العسكريه بتعمل حاجتين / اولها بتنظم المرور علي المعابر ولو فيه اي عربيه او مجنزره خفيفه يصادف تعطل علي المعبر كان معاهم اوناش خاصه لرفعها والقاءها في مياه القناه لانها معطله قوات خلفها الناس في الشرق لاتحتمل تأخرها / والحاجه التانيه تنسيق وتسريع للقوات بمجرد العبور وذلك لمنع التكدس لخطورته وامكان ضربه وكانت المدقات الترابيه منوره بفوانيس منخفضه الاضاءه لتحديد معالم المدق -- يابني والله كأنك ماشي في ميدان التحرير --) كانت شهاده للعمل الدؤوب والتخطيط والعظمه
ماشاء الله توالي العبور ومع لحظات فجر يوم ٧ كان لمصر علي الشاطئ الشرقي للقناه رجال وعتاد ورؤوس كباري ( واستنشقت مصر انفاس الصباح بثقه) , نعود الي الصواريخ -- من الساعه ٢ وربع كان عندنا اتنين رادار داخل وحده التحكم والاطلاق الاول للاستطلاع وفي حدود ٥٠ كم وحين اكتشاف هدف هدف لذيذ يؤكل نرسله داخل نفس الدبابه الي الرادار التاني وده بقي للملاحقه والتركيز والمتابعه( حطين عنينا عليه بمزاج) لغايه مايوصل لمنطقه القتل وهي من ٣٠ كيلو وانت جاي -- نديله نصيبه حيث كانت نسب التدمير ترتفع الي ٩٤٪حين اطلاق صاروخين -- ولان التنسيق كان كاعظم اوركسترا في الدنيا
كان فيه رادارات انذار مبكر علي مستوي الدوله ولها تشكيلات خاصه وهي من النوع B وكانت ترسل معلومات عن اهداف للعدو بمجرد قيامها من مطاراتها داخل اسرائيل نفسها وترسلها الي غرفه عمليات الدفاع الجوي بالجيوشي في سفح جبل المقطم التي تفرزها وفورا تكون في متناول ايدينا حتي يأخذ طقم عمل الرادار بتاعنا الاول دقائق ثمينه لتوقع اتجاه اي هجوم -- وكانت الثواني لها قيمه--.
 مع بدء العمل بعد الضربه الجويه كان من  الملاحظ صعود طيران العدو الي الجو في شكل مسعور طيران بعضه اخطأ واقترب من القناه وبجرد متابعته استعداد لتدميره واهو ربنا هايكرمنا نلاقيه تم تدميره اما بمدفعيه او وحدة صواريخ اخري / كله كان صاحي وكله كان نفسه مفتوحه وطبعا البلاغات علي الاسلكي مخليانا شايفين المنظر تماما اغلي طائرات العدو كانت تقترب وتعود ادراجها فورا بدون اشتباك -- ليله والله كنا بنضحك مع التركيز العالي علي المنظر -- يعني كانت العلقه جامده وكانت ليله فللي --
 اطلاق صواريخ وكسر الذراع الطولي لاسرائيل وهي الطيران -- وكانت الخطه اللي اشرت اليها من قبل وهي انت متفوق طيران  وانا دفاع جوي وغابه متدرجه الارتفاع تفسد هذا التفوق -- وطبعا كنا متأكدين من ان فجر يوم٧ ومع اول ضوء هيبقي فيه هجوم طيران للعدو / امبارح كتبت ان حوالي ٨ كلت انا وزملائي اجمل ساندوتش مصحوب بالفرحه والعزه --
وعلي الساعه ١٢ بليل هدأت بل وتوقفت حركه الطيران المعادي ودخلت نبطشيه تانيه وخرجت بره الطبابه بعد حوالي ١٠ ساعات يوم ٦ ومش شايف امامي -- بمجرد ان تعودت عيني الظلام نظرت اولا بالعين المجرده ناحيه  القناه وحاولو تكونوا فنانين وترسموا المشهد -- ضوء علي البعد بطول القناه لونه ابيض واحمر مختلط بدخان متصاعد وفوقيه ظلام -- كانت طائرات العدو مسعوره وطياريها يلقون بحمولاتهم بصوره عشوائيه وكان الهدف المركزين عليه هو تدمير المعابر لانهم عارفين معني اكتمالها -- يعني عبور مدرعات ومزيد من التدفق ومزيد من الثقه -
- ناقص اقول لكم نمت ازاي ( طبعا مسندا ظهري الي اطار عربه طراز كراز روسي ومتغطي بالبالطو وعيني نايمه علي صاحيه وصوت دانات المدافع يأتي من بعيد وكانت احلي غفوه تعب انتهت علي الساعه ٤ والمراسله بيقول ( شاي يافندم ) --- ( تحيا مصر)
                                                                                         10
( نسمات واهات اكتوبريه):: كان يتناهي الي سمعي صوت راديو قادم من مكان ما في الظلام وجندي يناولني كوب من الشاي( الساعه اربعه يافندم/ قالها>
 قبل ان اسأله -- كان الجو هادئا شقه صوت الشيخ نصر الدين طوبار من مسجد سيدي الحسين يجلجل بتواشيح اذكر منها من تلك الليله المجيده(حب الحسين وسيله السعداء -- وضياءه قد عم في الظلماء) وكان صوت المصلين فرحا متفائلا -- هزني دعاء الامام وهو يدعو للزائدون عن حمي الوطن -- وكان زملائي اللي استلموا نبطشيه ١٢ بليل سينهون عملهم ونستلم منهم -- سألنا كطبيعه الامور عن نشاط العدو وكانت الاجابه هادئه مع وجود طائرات خداع في الجو : وهي طائرات كانت تقترب من حدود ( منطقة القتل) وهي حوالي ٣٠ كم وبمجرد التقاطها لاشاره وجود رادارات تتتبعها كانت تهرب -
هذه الطائرات  فيما بعد كانت تحمل صاروخ اسمه( شرايك) كان يسير علي موجات الرادار كدليل له حتي يصل الي المحطه ويدمرها -- وكنا نميز الطائره الحامله لها  بانها بتتلكع امام الرادار كانها بتقول له ( إلتقطني) وكنا بلعب مع التكنولوجي الامريكي بمخ فللي /
 أقولك ازاي: كنا نلقط الطياره وبمجرد اطلاقها للصاروخ كاتت لحظيا تغادر مكانها -- والمسافه والارتفاع معروفه وكنا نعرف الموعد المتوقع لوصول الصاروخ( والله بكتب وانا مستفرب من من قوه اعصابنا حاجه زي افلام هولي وود لما البطل يستني اللحظه المناسبه) كنا نعلق الصاروخ وياخد مساره وهوب نطفي شعاع الرادار يبقي الشرايك عامل تماما زي الاعمي فيتحرك ويكمل مساره وفي الضياع طبعاًً/ صاروخ شبيه اصطدم بالارض علي بعد ٨٠ متر من موقع الكتيبه وكنا مضللينه وعاينته  انا وزميلي الملازم اول(اسماعيل الصحصاح-- اسكندراني) فيما بعد اللواء وقائد نفس اللواء صواريخ ( قابلته مع الباقي من زملائي في الحرب في  لقاءنا السنوي في اسبوع الانتصارات ودايما في احد انديه الضباط للتذاكر وبتبقي قعده لها ريحه وذكريات عن الحرب) -- هذا الصاروخ ورده اليانكي لاسرائيل قرب نهايات الحرب معدلا بميموري تسمح له بالطيران حتي بعد اطفاء الرادار الي الموقع السابق تسجيله
 وبرده كان له علاج تشتيتي / مش بقول لكم فراعنه/ -- كنا نلقطه ونطفي وبالتنسيق مع محطه اخري وده كان سهل تلقطه هي بعدين تطفي زينا / يقوم المرحوم يحتاس وتضرب الذاكره لخمه بين موقعين ونلاقي جنابه في الصحرا ينعي من بناه--
النهار طلع ونحن في شوق الي طائرات العدو وكان القلب( يامتهني يافرحان) وعلي الخرائط  كانت الالوان الجميله ورؤوس السهام المحدده لاتجاهات هجوم قواتنا في الشرق واكتساب اراضي جديده -- وكان هناك اربع فرق في الشرق والاف الرجال ومع الصباح انطلقت طائرات العدو لمحاوله تكرار ماحدث في ١٩٦٧ من هجوم علي المطارات -- من الجنوب الشرقي والشمال ناحيه البحر وكانت انذارات عنها امامنا بالعدد المهاجم والنوع والارتفاع( الله ياولاد مصر)
جات الطيارات بس المره دي كان فيه حفل استقبال او كما يقول الفرنجه ريسبشن لقوا ( فضله خيرك) كمائن لنسورنا وصواريخ عندها شبق للتدمير ومدفعيه عينيها مفنجله - وكانت خيبه وتدمير وطفشان ناحيه البحر بعد القاء حمولتها  في البحر لزوم تخفيف الوزن والجري السريع-- وبدأوا بعدها في عدم الاقتراب من منطقه القنال والتركيز علي القوات المهاجمه في الشرق / وكان يوم وفير الصيد والقنص لدرجه النداء الخالد للعدوه مائير الي الساده اليانكي يوم٨ ، ٩ save israil
الي ان كانت الساعه قبل المغرب بحوالي اقل من ساعه واظهرت شاشه الرادار اغرب هدف -- طائره معاديه في المسافه بين موقعنا قرب القناه والقاهره عند منطقه عويبد للي بيمر علي طريق القاهره السويس / اديني عقلك الحرب شرق وهدف معادي غرب -- تديله اشارات تعارف مايردش يعني معادي واحنا في حرب والقرار في ايد اتنين ضباط انا  والرائد محمد فتحي العمروسي -- تشاورنا والطائره امامنا وكان القرار اطلاق عدد اتنين صاروخ ورا بعض بفاصل دقيقه - وتم الاطلاق واختفي الهدف
 الساعه ١١ بليل دخلنا غرفه قياده الكتيبه وكان اسمها بالروسي ( كابتسي) وكانت روحنا في السما وكان زمايلنا اللي في الموقع وغير موجودين بالدبابات بيسمعوا ٣ اذاعات ( مصر اسرائيل ومونت كارلو) وكانوا بينقلوا لينا كل الاخبارولاحظوا اعتدال الخطاب الاعلامي المصري وبدايه  خبل اسرائيل وبلاغات في الاذاعه علي المكشوف بتحركات واستدعاء بدون شفره وانقلاب في مونت كارلو حيث كانت التقارير ةالقوات علي الارض تنطب في عين التخين والموقف ماينفعش معاه اي دعايه -- ويدق تليفون القياده عند جندي الاشاره وياخد اشاره كالاتي ( اللواء فلان قائد دفاع جوي الجيش الثالث يتقدم بوافر التقدير للمقاتلين في الكتيبه كذا دفاع جوي علي اليقظه وقيامهم بتدمير ساعه كذا طائره معاديه طراز سكاي هوك كانت تحوم حول قيادة الجيش التالت الميداني -------) حد يعرف يتخيل يعني ايه فرحه وهتاف بمصر وعناق -- كنا كده /
 الحكايه ان ممر حجول خلف جبل عتاقه كان ممكن تسرب طائره منه لانه محمي راداريا نتيجه عائق هو صخوره-- وحصل وواضح ان هدفها كان محدد بضرب قياده الجيش واصلا ضربها صعب لانها في  حضن الجبل / الطيار شاف الصاروخ قفز وتم اسره -- وعظيمه يامصر/ تحياتي ( تحيا مصر الوطن)
                                                                                          11
 في شهر يونيو ٧٣ كان زميلنا فريد شعبان راكب قطر اسكندريه بتاع ٤ الا عشره ومعاه زميلي ودفعتي نقيب علي محمد حسن( كان والده من ابطال الجمهوريه القدام في العاب القوي وكان لواء شرطه مساعد مدير امن اسكندريه اوائل السبعينات) ودخلو علي المجري اللي رايح اسكندريه , وجه جلستهم مقابل السيده المحترمه الفنانه شاديه شفاها الله/ طلعت من جيبها منديل ادته لفريد ينشف عرقه -- علي حسن بيحلف لي كانت بتشيك علي  فريد ليكون حاطط حاجه حمره علي وشه / مين فريد-- اللي فاكر الممثل الفرنسي السوبر وسيم الان دولون -- يبقي عرف شكله -- ووش بيفط دم / وكان  التندر والضحك اثناء مباريات البريدج علي الحادثه دي
 -- في يوليو حضرنا فرح فريد ( موتنا من الضحك وهو بيوصف والدته واصرارها علي سرعه زواجه  لانه كانت خايفه عليه من الفتنه وكان بالضبط حوالي ٢٢ سنه-- ( دي مقدمه لفريد وهاييجي في الحوادث حالا)
صباح ٨ اكتوبر والقوات تكسب ارضا الشرق وكانت قوات العدو قد بدأت تحس بثلاثه اشياء زادت من رهقها , قوات بحريه عظيمه من قبل الحرب وبهدوء تحركت وحداتها في اتجاه باب المندب  لمنع مرور سفن اسرائيليه تحمل عتادا وغيره الي اسرائيل وكان هذا مفاجأه بكل المقاييس للعدو فقد كان دائما يري البحريه حول الموانئ فقط
 الثاني وبعد قيام النسور بتدمير رادار الاستطلاع الشهير في شرم الشيخ ( ام السيد) قد حاصرت مداخل خليج العقبه
 الثالث انه في تمام الساعه الثالته وبعد بدء العمليات تحركت هليوكبتر من مطار الماظه وسط النار وعلي متنها ( رجاله) الي خلف خطوط العدو في عمق سيناء ومعهم لاسلكي  وخيمه واكل ميداني جاف وكانوا يمدون قيادتهم بكل التحركات علي المحاور الرئيسيه المعروفه داخل سيناء ( قعدوا ٦ شهور ياشباب مصر وجم ابريل٧٤ عشان كده وبالعوامل دي بالاضافه لتلغيم مدخل الخليج كانت قواتك لها كامل السيطره علي العمليات  
نرجع للصواريخ وكان نشاط جوي للعدو مع التركيز علي قواتنا في الشرق وكانت احدي الفرق هناك يقودها العميد احمد بدوي ( وزير الحربيه فيما بعد) -- كنا قد اخترنا مكان خلفي لما يمكن  تسميته مكان للقمه او كوب شاي / اثناء توجهنا له انا والنقيب جمال عيد( العميد فيما بعد رحمه الله) سمعنا انفجارا لقنبله ٥٠٠ رطل ودي  كانت حين انفجارها بتعمل في الارض حفره حوالي ٨ متر -- الانفجار كان قريب جرينا وكان التراب بيخف لقينا فريد الله يرحمه هو الضحيه وكان  ساعتها بيحلق دقنه ومعاه حته مرايه ساندها علي برميل/ استشهد وهو يقول مصر-- وكانت الايام بعده والعشره مختلفين جدا
 -- استمرت الاشتباكات وكان الوضع اكثر راحه في الايام التاليه واستمر ايام من٩ حتي ١٣ ولاحظنا اثناءها شبه جمود في تحركات قوات الشرق بعد تمكنها من تنفيذ المهمه وعلي حد كلام المقدم / محمد عاطف رئيس الاركان ( ياولاد يظهر القياده اتفاجئت لما المهمه اللي كان المفروض لها اسبوع خلصت في يومين
 في هذه الفتره -- كان ممنوع منعا باتا الوجود علي سطح الارض لفرد اثناء نبطشيه الكتيبه وذلك بسبب ان لحظه انطلاق  الصاروخ بيتحول سطح الارض الي عادم حارق ودفع الهوا بيطير زلط وطوب صغير بيبقي قنابل طايره / يقوم جندي وهو حلاق الكتيبه ولسه فاكر اسمه  ديرير كميل وهو عاري كما ولدته الماما / علي المستشفي وكانت اخف النكت ان كميل كان ( بيشع) -- وفي ليله اخري وفعلا كان الظلام ماتشوفش كف كميل -- يحلاله يقضي حاجته جوه المنطقه الممنوعه / واذ فجأه صوت صاروخ شرايك اللي بيمشي علي الاشعاع ينفجر وتطلع شظاياه وييجي واحده منها في  ايدك وكانت الحراسه علي الموقع مفنجله -- اثناء مرور جندي داخل الموقع وقفه نبطشي حراسه وسأله كلمه سر الليل استظرف وقال لزميله انا فلان  ماردش عليه ضرب طلقه علي رجله اتكوم في الارض ويوميها انا والرائد حسان السيد بعربيه جيب نلف علي غير هدي وبدون اناره كشاف السياره طبعا ورا مصدر الصوت -- لغايه ماجبنا المصاب والكلام بقي بعد سيادته مارجع من المستشفي اتوقع عليه جزاء بالكبس شهر لمخالفته الاوامر العسكريه -- ده انا بسميه جيش /
 المهم يوم ١٣ اكتوبر صباحا اوامر بعد طول انتظار واحنا كنا اول الزهقانين بالاستعداد للتحرك فجر ١٤ مع الفرقه الرابعه  المدرعه اللي احنا كان واجبنا الاساسي حمايتها / اخيرا الي الشرق -- لاحظوا استعداد واحنا في حاله حرب غير سلم / يعني قوة النيران لها  الاولويه في التحرك واي اداريات تترك -- مع العصر بدأ التحرك وهنا لاناقلات ولا يحزنون والتقدم علي الجنزير عند المعبر( احمد حمدي)  كنا نعبر وطلقات هنا وهناك تضرب في الماء وواقف رجاله المعابر ومعاهم الاسياخ الحديد اللي بيزقوا بيها البراطيم واجزاء الكوبري ( وتحيا مصر)




12


( نسمات اكتوبريه) - ١٤ اكتوبر ٧٣ يوم عبور الصواريخ ذاتيه الحركه( نفس ١٤ اكتوبر٧٤ ووفاة ابي) علي المعابر والتي كانت تهتز من ثقل الدبابات , وقف رجال كثير وتحس انهم بتنسيق ورشاقه حركتهم كعازفي اوركسترا/ في المدخل من ناحيه الغرب رجال شرطه عسكريه لتنسيق المرور ، العبور لقطعه وراها التانيه بفاصل متر , مع الاشاره بحزم للسرعه فانت في عنق زجاجه قتاليا اولا وتكثيف قوات علي معبر ثانيا/ بجوارهم مايسمي دبابه انقاذ ونش , اي سياره تتعطل الونش يشيلها يرميها في قناه السويس فالعطله مكروهه- بجوار الشرطه المهندسون العسكريون بجوار الاجزاء المكونه لجسم المعبر , ومتصله ببعضها والكوبري محمول علي براطيم( براميل) يشيرون لنا بتعليمات سرعه الدبابه ام ٢٠ طن ب ٤٠كم/ساعه المياه شديده الزرقه .
علي البعد تبدو نهايه المعبر يمينها باقي الساتر الترابي بارتفاع حوالي ٩ متر ويسارها كذلك وبينهما الممر الذي نجحت مدافع المياه في فتحه : عند نهايه  المعبر ناحيه الشرق ارض ترتفع بميل حوالي ٤٥ درجه-- وشديده الانزلاق من اثر المياه / جاءو لها بحصيره حديد طلبا للصلابه -- وانت في كابينه الدبابه وحين صعود هذا المرتفع لم نكن نري سوي السماء -- وتم العبور ووجدنا امامنا طرق ثلات يمين ناحيه عيون موسي وشمال ناحيه فايد وامام  ناحية الممرات -- كنا نعرف موقعنا المطلوب احتلاله ولكن تم نشر الوحدات لعدم تجمعها في مكان واحد انتظارا لعبور باقي الدبابات والصواريخ وكان مقدرا لذلك حوالي ١٥-٢٠ دقيقه / الموقع الجديد تم استطلاعة وهي مهمه عسكريه واجبه بواسطه الرائد الشهيد / محمد كمال الجندي يرحمه الله يوم ١٣ كمال اسكندراني خاطب وكنا قد اقتربنا اثناء فرقه دراسيه في معهد الدفاع الجوي في ابو قير--
كنا انا وهو والرائد عادل شعبان( قائد كتيبه سام٦) نتناول غذاء جماعي بعد فصول الدراسه في نادي الضباط سان استيفانو -- عبر كمال في سياره يوم ١٣ وعاين الاماكن وفي طريق العوده وهو لسه في الشرق وقبل المعبر دخلت الجيب حقل الغام -- نزل كمال من العربيه ليوجه السائق للمرور بين مصيده متفجره / وكان مع الجنه علي موعد ، انفجر لغم اطاح بساقه -- وبدأ نزيف رهيب - تماسك السائق والرقيب وخرجوا بالسياره كيفما اتفق لسرعه طلب النجده، كانت الخدمات الطبيه عدا عيادات الوحدات والمستشفيات الميداتيه مع امكانيه الاخلاء الي السويس والاسماعيليه والقاهره قد اوقفت سيارات اسعاف مجهزه علي جوانب الطرق بفواصل ٥ كم مثلا علي طريق السويس الاسماعيليه وطريق المعاهده وكل الطرق في نطاق الحيوش الميدانيه وصل الرقيب والسائق الي اقربها في حوالي تلت ساعه في الصحرا وكان الاغماء قد سبق الاطباء وكانت دماءه موزعه علي كل شبر في سيناء/ واستقبل السماء روحا طيبه ادت ماعليها وصدقت ماعلهدت الله عليه لاوقت للبكاء او الحزن لكن اتي وقته لاحقا وكان اختلاط الحب والعشره والحزن النبيل --
 اكتمل دخول باقي معدات الكتيبه اثنائها كنت تسمع صوت المدافع المكتوم يأتي من عمق سيناء -- انشغالنا بالتجهيز للتحرك جعلني وانا واقف مع الملازم اسماعيل الصحصاح لانلاحظ اقتراب رقيب اول أدي التحيه العسكريه وقال ( يافندم انا من الفرقه الرابعه وتهت عنهم ، هو سيادتك الفرقه عبرت؟)شاورت ناحيه فرد شرطه عسكريه وقلت له اسأل هناك هم اللي يعرفوا / وانشغلنا وتحركنا وليلتها سألت اسماعيل لاحظت الجدع اللي كان بيسألنا بجوار المعبر اوفارولو كان مكوي ونضيف ازاي؟ وكان غريباً ان تكون ملابس كهذي علي محارب في صحراء ومش فاضي غير انو يموت--
 تمر السنون وفي احد لقاءتنا نحن ضباط سام٦ في نادي الضباط في مثل هذا الاسبوع  سنه ١٩٩٥ وكان في نادي الضباط اللي عا النيل بجوار شيراتون ونحن نتذاكر في هذا اللقاء السنوي ، ان قفز الي ذهني والله بدون ترتيب صوره هذا الرقيب : سألت وارتفعت ضحكه المقدم عثمان نصيروقال / وانت كمان قابلته؟ دا ياسيدي كان ماشي وماحدش فاضيله يسأل لغاية ماوقع مع فرد مخابرات حربيه / قالو وانت ايه اللي بعدك عن وحدتك؟ كنت هربان ولا حكايتك ايه- مسكوه وشحنوه الشرق وطلع فرد استطلاع اسرائيلي بيسأل تحديدا علي الفرقه الرابعه لدلاله ومعني عبورها
المهم اخدنا مواقعنا وبدأنا علي الفور في التجهيز للاشتباك / كانت الساعه حوالي ١٠ ليلا وصدر أمر بعودة الكتيبه الي الغرب مره اخري والسبب ان التطوير يستلزم وجودنا للتغطيه
 هنا لي كلمه : في احوال الحرب وظروفها انت لاتعرف تحركات القوات الا ماتراه  امامك علي الخرائط او تعرف بشكل مباشر موقف القوات المنسقه معك -- قيل كلام كتير قاده جنرالات المقاهي ومؤلفو الغبره عن واجب كان ان نطور  الهجوم والصقوا وده الغرض كل مايريدون بالقاده والريس انور واليكم الحقيقه كما اعرفها( التوجيه الصادر من الريس أنور الي الفريق اسماعيل أوضح من الوضوح وعندي صورته ونزلتها هنا في ١٠ رمضان الماضي وفيه تكليف القوات المسلحه بكل افرعهها بعبور قناه السويس وقتال العدو وتدميره وانشاء رؤوس كباري واحتلال الارض شرق القناه وذلك طبقا لما نملك من معدات وامكانيات)
هذا هو امر القتال وهو شئ عاقل لرئيس عاقل فلم نكن نملك  في ارض مفتوحه من المعدات مايصل بك الي الممرات وكان الغرض العاقل هو ان نخلق واقعا جديدا يستدعي من القوي الكبري التدخل وبمعطيات اخري, ودليلي علي ذلك وان الكلفه غير محتمله مع قوه النيران انه (يوم ٩ اكتوبر كان رصيد اسرائيل من الدبابات بعد المعارك التصادميه والرقم صحيح هو ٩٠ دبابه ( يعني تكسير عضم من ١٤٠٠ تقريبا) عشان كده نزلت دبابات عا الزيرو من حلف الاطلنطي من المانيا الي ميناء العريش وده كان يوم  ماقالت السيده مائير علنا وهي تولول الي حلفاءها save israil يعني وحياه ابوكم واللي ميتين لكم حطوا لسانكو جوه بقكوا بطلوا  فتي فيما لاتعلمون
يعني ارحمونا من خيابات الكفتجيه لان كل حاجه كانت طبقا للامكانيات -- رحم الله رجالا لمصر لم بزيدوها رهقا ولكن كانوا لها محبين ( وتحيا مصر)
13
نحن الان ١٤ اكتوبر مساءا -- صدر الامر بالعوده الي غرب القناه واحتلال موقعنا بالشلوفه --- كان الظلام يحيط ونحن بين اشجار منطقه الجناين -- وكان الصوت المسموع هو هدير محركات الدبابات --في تلك الليله هفت علينا كضباط مزاج لاكل كباب وبسبوسه -- وكان احد >
٣/ السويس الذي بقي مفتوحاً خلال السنوات الماضيه هو ( سوسو) -- واظنه مازال موجودا في السويس حتي الان بجوار فندق بلير -- وحصل وكانت ليله موف يدوبك نتعنا الكباب والبسبوسه والدنيا كحل اذ بصرخه قذيفه تدميرها محدود لكن اجارك الله من صوتها -- كان الضرب عشوائي لكنه مزعج -- واتولد  ليلتها اسطوره ( ابو جاموس) -- مدفعين عملاقين ( نزلت صورهم قبل كده) يشبهوا مدافع فيلم نافارون -- موجودين بالنقطه الحصينه في عيون موسي مصدر الاذي منهم انك مش شايف مصدر النار/ تحول الموضوع الي قلق ووصل الي القياده وكان لابد من حله / لم يكن هناك سوي الصاعقه وبعمليه فذه فجروا المدفعين واستراحت النفوس _ تلك الليله عمدت قوات العدو الي ارسال اهداف طائره بدون طيار ومضيئه وكانت المدفعيه تتصدي لها ولكن ان تعرف  ان مدفع رباعي واحد كان بيطلع ٤٠٠٠ طلقه ٢٣مم في الدقيقه وكان ذلك قبل التأكد من طبيعه الهدف وانه مجرد استهلاك لذخيرتنا ولاقيمه له
 اليوم قابلت العميد/ محمد امام وهو احد ضباط المخابرات الحربيه القدامي وكان برتبه نقيب وقت الحرب وراجعت معاه توقيتات بدايه التسلل في الدفرسوار واليكم المنظر زي مااعرفه/ الريس انور كان في مجلس الشعب يوم ١٦ اكتوبر-- وحتي مساء عودتنا يوم ١٤ لم يكن هناك اي تسلل معاكس من العدو الجبهه كانت بها ٤ فرق وقوات معاونه في الجيش الثالث ومثلها في الثاني -- المنطقه بين الجيشين تقع حول الدفرسوار -- تلك المنطقه كان يواجهها  اكبر عرض للقناه وكان طبيعيا وهو البحيرات المره -- كانت القوات الموجوده هنا كتائب ساهمت في الحرب من كل من الجزائر والكويت والعراق ماحدث وكان يوم ١٥ هو عبور ٧ دبابات برمائيه للعدو -- ونجحت في تدمير اول وحدات الدفاع الجوي وكانت هذه احد المشاكل / فوحدات الدفاع الجوي مهمتها تدمير اهداف طائره -- وبالتالي فوجود دبابه داخل وحده منها كارثه فيكفيها دانه واحده علي كابينه القياده وتنتهي القيمه النيرانيه لها
  ان كان حائط الصواريخ قد نجح في تحييد الطيران المعادي المتفوق وان كان فرد مشاه بقاذف ار بي جي استطاع تغيير مفهوم حرب المدرعات كما قال جنرال بوفرز ( استاذ الاستراتيجيه) -- وان كان فرد دفاع جوي بصاروخ ستريللا يُضرب علي مخرج العادم في الطائرات ويسقطها وهو صاروخ موجه حراري ١٧بمليم مقارنه بسعر الطائره --- كان ال٣ حاجات دول مفاجأه الحرب من طرفنا وغيرت مفاهيم عسكريه كثيره وتدرس الان- وكان ايضا براعة استخدام  استخدام جديد وامثل للسلاح وتوظيفه ببراعه ( فقد كان دخول دبابه علي وحده دفاع جوي مفاجأه) ولذلك تم تزويد كتائب الدفاع الجوي بقواذف ضد الدبابات فيما بعد --
 المهم انتشرت القوات المعاديه ودمرت وركزت علي الدفاع الجوي لاختراق حائط الصواريخ وحدث فيه تخلل مكن طائرات العدو ان  تعمل بحريه اكثر -- كان الممر الذي تأتي منه قوات العدو ضيقا وكانت خطوط امداد هولاء العابرون طويله / كان المنظر ناحيه الشرق كتله مصريه من الجيش التالت وردزيها من الجيش التاني وبينهم ممر ضيق كان العدو يحاول توسيعه بازاحه الكتلتين بعيدا ليسهل مرور قواته -- انتشرت قوات العدو جنوبا حتي مشارف السويس وتحطمت دباباته بفعل مقاومه عند مدخل المدينه بجوار السكه الحديد بفعل مقاومه منظمه من الجيش التالت ومقاومه شعبيه كان ايقونتها وعشق السوايسه هو الشيخ حافظ سلامه الذي كرمه السادات فيما بعد-وكانت امدادات السويس تأتي عن طريق مدقات جبليه داخل عتاقه محموله




14


بعد خطاب السادات يوم١٦ في مجلس الشعب كان التسلل من الدفرسوار قد بدأ قبلها بيوم( خدت التوقيت بالضبط من العميد محمد امام امبارح وهو احد ضباط المخابرات الحربيه وكان نقيب سنه٧٣-- انتشرت القوات المعاديه وركزت علي وحدات الصواريخ وحدث شرخ في حائط الصواريخ -- واتسعت الرقعه ووصلت لمشارف الكيلو ٩٩ علي طريق السويس/ في اجتماع عاجل تم ايفاد رئيس الركان الشاذلي لمراجعة الموقف مع الجيش الميداني علي الطبيعه هنا بقي اختلطت العسكريه بالسياسه-- ( معلوماتي من اللواء احمد محمود اللي كان اخر خدمته في الثمانينات وكان مشرف علي البانوراما)-
 لكن وقفه هنا (الشاذلي) ضابط محترم مظلات خدم في الكونغو الستينات ايام ناصر ، سمعته العسكريه لاغبار عليها ،ضابط اركانحرب دارس وواعي ، حضوره كبير -- مهندس حرب اكتوبر مع الجمسي، خطط تفصيليه مرنه لدرجه مذهله -- الخلاصه عسكري محترف/ جاء من الميدان منزعج من الثغره / السادات بيسمع وطلب بيان موقف قواتنا وكان كالتالي: الشرق تحت قياده العميد احمد بدوي متماسك وربما مشكه امدادات غذاء ومياه ستواجهه، السلاح سليم ، روح معنويه عاليه / سأل: عن كيف ستصل الامدادات وعرف ان هناك مدقات وطرق داخل جبل عتاقه ستستخدم -- سأل عن الموقف في الغرب / الاجابه هذه القوات المتسلله من ممر ضيق تحت رحمه قواتنا تماما-- والله اشهد بالحق وكانت الخرائط امامنا كانت قوات علي شكل بقعه تشبه المعده اتصالها بالشرق اقرب بانبوبه رفيعه / وكان طيران مصر ونسورها مع حسني مبارك بيضربوا فيها يوميا وبالذات خطوط امدادهم اللي طالت -- والله كانت محاصره وكان تصفيتها حتميه والخساير لن تحتملها إسرائيل :
 وهاروح بعيد ليه-- وزير خارجيه امريكا كيسنجر اول ماجه مصر كان عنده اولويات واتقالت في اول محضر اجتماع: > تبادل اسري وجرحي >ضمانات  بعدم تدمير قوات الثغره وعودتها فورا الي الشرق لانه عارف انها هاتبقي مدبحه وكانت الخطط جاهزه واحنا كلنا كرجال للقوات المسلحه ( وكان تهديده مبطنا لنا لو اقدمنا علي خطوه التصفيه/ نعود للجتماع العاجل: الريس انور سأل الشاذلي امام مجلس الحرب وفيه القاده ورؤساء الافرع عن رأيه
رد: العمليه فيها اقلال من العبور العظيم وواجب استدعاء قوات من الشرق اتدمير الثغره/ بالمناسبه احتياطي القوات كان موجود في القاهره وحولها وهي قوات الحرس الجمهوري( دي مش للتشريفات عكس مفاهيم البعض دي قوات عسكريه داخله ضمن تشكيلات القوات المسلحه) وكان فعلا جزا منها قد تحرك  للجبهه وكان العميد بدوي في الشرق قد زاد من تحصيناته وبدأ في عمل مقننات للماء والغذاء-- جميع القاده في الاجتماع رفضوا فكره عوده قوات من الشرق وكانت الاسباب هي: >قوات الشرق متماسكه >عوده البعض ربما ستؤثر علي موقف غير العئد >قواتنا المحيطه بالثغره تكفي ابادتها ورفض الشاذلي---  وتحدث السادات سياسه/ وبين ان الارض المكتسبه شرقا هي الانتصار الفعلي ومحرك التغيير للموقف بخلقها واقعا جديدا وان قوات العدو في الغرب راجعه راجعه وان ابادتها شئ صعب حدوثه لان امريكا واضحه في كلامها( عن طريق حافظ اسماعيل مستشار الامن القومي خلال قناه خلفيه مع cia وقال ان عوده جندي من الشرق يستدعي ذكريات اليمه من انسحاب ٦٧)-
-هنا كان قراره (لاعوده لقوات من الشرق -- وباللفظ الرجاله ولادي يستحملوا لان دة وقت التماسك يعني قائد عسكري فذ كالشاذلي شاهد الموقف عسكريا فقط والموضوع بنفس القدر كان سياسه( الله يرحمك ياسادات)-- راجل مسؤول وعارف قدراتنا وتبعات اي قرار هايتاخد-- اكمل مع الشاذلي عشان ده موضوع اختلط فيه الحقيقه بالاساطير ومعاهم صيع التاريخ وجنرالات المقاهي وارزقيه تأليف الكتب والوهم لغايه هنا لاغبار علي موقف الشاذلي فهو في النهايه تقدير عسكري--
لكن ان تترك المسؤليه بعدها عسكريا صح/ لانه هبل ان تكون رافضا لشئ واطلب منك ان تكون مسؤلا عن تنفيذه / ماقاله الشاذلي علي لسانه من لندن والبرتغال وكانا مكانين انت فيهم مكرما من مصر وسفيرا-- ومااتبعه من كلام في في الجزاير مرفوض شكلا وموضوعا (وخان الضابط الشجاع المحترف ذكاؤه حينما شجعه البعض ان يقول في السياسه وان ينزلق الي كلام من عينه اصل السادات كان بيغير مني -- ده كان العيب واللي صغره كتير لانك في النهايه ضابط محترف اما قرارات البلد ف دي مش شغلتك) واكثر ماازعجني هو تكريمه من يومين مع السادات راس براس-- اللي بيأكد لي انه مكنش تكريم اد ماهو تصفيه حسابات ومحاوله اثبات انه كان مصيب في موقفه ضربا في قائده الاعلي
والله كتبت مااراه ومااعرفه وتوقعوا فشله يقولو عليهما اكتر فمصر موعوده بخونه ودعاه هزيمه طول تاريخها( تحيا مصر وربنا يزيح الطفح والقرف عنا)