عددالزائرين الان

الأربعاء، 12 مارس 2025

الدكتور جمال منتصر طبيب الإنسانية

 الدكتور جمال منتصر.. طبيب الغلابة الذي أضاء قلوب أهل دلهمو بالرحمة


في زمنٍ باتت فيه الماديات تحكم الكثير من الأمور، يظل الدكتور جمال منتصر نموذجًا فريدًا للعطاء الإنساني، وطبيبًا استثنائيًا اختار أن يكون رحمةً تمشي على الأرض، مفضلاً خدمة البسطاء والمحتاجين على تحقيق المكاسب المادية. فهو ليس مجرد طبيب، بل هو إنسان حمل على عاتقه رسالة سامية، ومارس مهنته بقلب نابض بالمحبة والرحمة، مؤمنًا بأن الطب ليس تجارة، بل رسالة إنسانية قبل كل شيء.


طبيب وهب نفسه لأهله وبلدته


وُلد الدكتور جمال منتصر في قرية دلهمو، مركز أشمون، المنوفية، ونشأ في بيئة تقدّر العلم والعمل الصالح. التحق بكلية الطب وتخرج منها عام 1984، ثم سافر إلى المملكة العربية السعودية ليبدأ مسيرته المهنية، لكنه لم ينسَ وصية والده بمراعاة البسطاء وخدمتهم. فعاد إلى قريته ليحقق هذا الحلم النبيل، ويصبح طبيب الغلابة في المنوفية.


مع استمرار عمله في مستشفى الحوامدية العام بمحافظة الجيزة، لم يمنعه ذلك من تخصيص جزءٍ من وقته لمداواة أهل قريته "دلهمو" والقرى المجاورة. وبالتزامن مع انتهاء ارتباطه بالعمل الرسمي عام 2018، زاد تفانيه في خدمة الناس، حيث حوّل غرفة الاستقبال في منزل العائلة إلى عيادة خاصة مجانية يستقبل فيها المرضى، ويعالجهم دون أي مقابل مادي، معتبرًا أن الثواب الحقيقي هو في الدعوات الصادقة من المرضى وأهلهم.


الخير في الخفاء.. وسام الشرف الحقيقي


رغم مكانته الكبيرة في قلوب أهل قريته، إلا أن الدكتور جمال منتصر يرفض الظهور الإعلامي، أو البحث عن الشهرة. يرى أن الخير يجب أن يكون في الخفاء، وأن الأجر الحقيقي لا يكون في المال، بل في رضا الله ودعوات المرضى الذين لمسوا في قلبه الرحمة قبل مهارته الطبية.


لم يقتصر عمله على منزله فقط، بل شارك في العمل بالمستوصفات الخيرية التي تحصل على مبالغ رمزية، لكنه كان يتنازل عن أجره لصالح الفقراء، ليؤكد يومًا بعد يوم أنه ليس مجرد طبيب، بل رجلٌ يحمل بين أضلعه قلبًا مُفعمًا بالعطاء.


رسالة شكر وعرفان


إلى الدكتور جمال منتصر،

تحية تقدير وإجلال لشخصك الكريم، الذي كرّس حياته لخدمة أهله وأبناء قريته دون انتظار مقابل. لقد كنت طبيبًا لا يعالج الأجساد فحسب، بل تضمّد جراح القلوب بروحك الطيبة وكلماتك الحانية.

بصمتك لن تُنسى، وأفعالك النبيلة ستظل محفورة في وجدان كل من عرفك أو سمع عنك. بفضلك، عرف أهل دلهمو والعزب المجاورة معنى الرحمة الحقيقية، وشهدوا بأعينهم أن الطب لا يقتصر على الوصفات الطبية، بل يمتد ليكون رسالة حب وإنسانية.


نشكرك بقلوبنا قبل كلماتنا، وندعو الله أن يحفظك ويبارك في عمرك وصحتك، وأن يجعل كل لحظة قضيتها في مساعدة المحتاجين نورًا في حياتك ورفعةً في آخرتك.


أنت وسام شرف لنا جميعًا، وطبيبٌ لن تنساه قري