عددالزائرين الان

الاثنين، 24 مارس 2025

سيدنا الشيخ علوني

#رحلوا_ويبقي_الأثر
الشيخ علواني.. نور القرآن وسراج دلهمو المضيء

في قرية دلهمو الطيبة، حيث تتعانق القلوب بالمحبة والإيمان، وحيث تحيا النفوس على صوت التلاوة العذبة، عاش بيننا رجل من رجال الله، رجل وهب حياته للقرآن الكريم، وتعليم أجيال حملت مشعل النور من بين يديه، إنه فضيلة الشيخ علواني، الذي كان بحق أحد أعمدة تحفيظ القرآن الكريم في القرية، وصاحب الأثر العميق في قلوب أبنائها.

وجه بشوش وقلب نقي

من عرف الشيخ علواني، عرف الابتسامة التي لم تفارق وجهه يومًا، والقلب الصافي النقي الذي لم يحمل سوى الخير لكل من حوله. كان مثالًا للمعلم الصبور، الذي لا يكلّ ولا يملّ من تعليم أبناء القرية، يغرس فيهم حب كتاب الله، ويزرع في أرواحهم التقوى وحسن الخلق. لم يكن مجرد محفظ للقرآن، بل كان قدوة في السلوك والأخلاق، رمزًا للعطاء والتواضع، ومرشدًا روحانيًا لمن أراد السير على درب الحق.

إرث خالد وبصمة لا تُنسى

تتلمذ على يديه العشرات من أبناء قرية دلهمو، وأصبح الكثير منهم من علماء الأزهر الشريف، ودعاة نشروا نور الإسلام في أرجاء البلاد. كان يؤمن بأن القرآن هو مفتاح القلوب، وأن من يحفظه لا يحفظ كلمات فحسب، بل يحمل رسالة، ومسؤولية، ونورًا يسري في عروقه إلى يوم يلقاه.

لم يكن الشيخ علواني محفظًا للقرآن فقط، بل كان أبًا ومربيًا لكل من جلس بين يديه، يُعلمهم بلسان الحكمة، ويرشدهم بخلق الأنبياء، فلا عجب أن كل من عرفه يحمل له في قلبه دعوة صادقة، وذكرى عطرة، وحبًا لا يذبل مع الأيام.

سلامًا لروحك الطاهرة

رحل الشيخ علواني عن دنيانا، لكن صوته لا يزال يتردد في أرجاء المساجد، وأثره باقٍ في صدور طلابه ومحبيه، وذكراه العطرة تعيش في قلوب أهل دلهمو الذين عرفوه بحق رجلًا صالحًا، ومحبًا للخير، وعاشقًا للقرآن.

رحمك الله يا شيخنا الجليل، وجعل القرآن الذي علمته شفيعًا لك يوم تلقاه، وجعل حسناتك في ميزانك نورًا يضيء قبرك. سلامًا لروحك الطاهرة، وسلامًا لذكراك الخالدة، وسلامًا لكل حرف من كتاب الله نقشته في صدور أبنائك الذين سيحملون رايتك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.