عددالزائرين الان

الأربعاء، 26 مارس 2025

فضيحة القرن:حكام المسلمين يخذلون غزةوالناريخ لن يرحمهم

 فضيحة القرن: حكام المسلمين يخذلون غزة والتاريخ لن يرحمهم


بقلم: فتحي علي عبدالمحسن


عندما تفتح كتب التاريخ بعد عقود، سيسأل الأطفال آباءهم: كيف سكت العالم على مجازر غزة؟ كيف صمت حكام المسلمين بينما كانت النساء تُغتصب، والأطفال يُذبحون، والشيوخ يُبادون بدم بارد؟ ما الذي جعلهم يتركون شعبًا مسلمًا أعزل فريسة لآلة قتل لا تعرف الرحمة؟ الإجابة واحدة: الخيانة والخذلان والتواطؤ!


اليوم، أمام أعيننا، ترتكب أكبر جرائم العصر الحديث. يُقتل الأبرياء في غزة، تُهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، يُجوع الناس حتى الموت، ويُمنع عنهم الماء والدواء، بينما يجلس ملوك ورؤساء العرب في قصورهم، منشغلين بمؤتمرات عقيمة، وخطابات جوفاء، واتفاقيات "السلام" التي لم تجلب سوى العار.


هل هذه هي الأمة التي أنجبت عمر بن الخطاب وصلاح الدين؟ هل هؤلاء هم ورثة الفاتحين أم ورثة الخيانة والخذلان؟


ليست قضية حماس، بل قضية أمة!


كثيرون يحاولون التهرب من المسؤولية بحجة أن "القضية ليست قضيتنا" أو أن "حماس تتحمل المسؤولية"، لكن الحقيقة التي لا يمكن لأحد إنكارها هي أن معاناة غزة لم تبدأ اليوم. غزة محاصرة منذ أكثر من 17 عامًا، وفلسطين كلها تعاني منذ أكثر من 75 عامًا! هل كانت حماس موجودة عندما احتلت فلسطين؟ هل كانت حماس موجودة عندما تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم؟ القضية ليست "حماس"، بل قضية شعب تُسحق حياته يومًا بعد يوم أمام صمت مخجل من أمة يفترض أنها صاحبة أعظم تاريخ وأعظم حضارة.


حكام باعوا الأمة بثمن بخس


في كل مرة تُرتكب مجازر في غزة، نرى البيانات المكررة والشجب والاستنكار من الحكومات العربية. لكن، هل هذا ما يحتاجه أهل غزة؟ هل البيانات الجوفاء تحمي طفلاً من الموت أو تنقذ امرأة من تحت الأنقاض؟ كلا، بل هي مجرد غطاء للعار والخيانة.


الفضيحة الكبرى ليست فقط في تخاذل الحكام، بل في تواطئهم. بعضهم يفتح مجاله الجوي للعدو ليقصف غزة، وبعضهم يمده بالنفط والغاز، وبعضهم يضغط على الفلسطينيين للاستسلام والقبول بالذل والمهانة. أي خزي هذا؟ أي خيانة أشد من هذه؟


التاريخ لن يرحم.. واللعنة تطاردهم


كل ملك، كل رئيس، كل مسؤول عربي ومسلم صمت عن المجازر في غزة شريك في الجريمة. كل من صافح القتلة ودعاهم إلى موائد التطبيع شريك في سفك دماء الأبرياء. والتاريخ لا ينسى، والتاريخ لا يرحم.


ستظل صور الأطفال المذبوحين تطاردهم. ستبقى صرخات الأمهات الثكالى تلاحقهم. ولن يجدوا مفرًا من سؤال الأجيال القادمة: أين كنتم عندما أُبيد شعب مسلم؟ لماذا خذلتم غزة؟


لكن الشعوب لم ولن تخذل غزة!


ورغم كل هذا الخذلان الرسمي، فإن الشعوب الحرة ما زالت تقف مع غزة. نرى التظاهرات في كل العواصم، نرى التبرعات تتدفق رغم القيود، نرى الأحرار في كل مكان يرفعون صوتهم عاليًا: غزة ليست وحدها، فلسطين ليست وحدها!


ستنتصر غزة، كما انتصرت دائمًا. ستبقى رمزًا للعزة والكرامة، بينما سيدخل الخونة مزابل التاريخ، حيث لا مكان إلا للخزي والعار. لن ننسى.. ولن نغفر!