عددالزائرين الان

الاثنين، 24 مارس 2025

سيدنا الشيخ علي السطوحي

 #رحلوا_ويبقي_الأثر

الشيخ علي السطوحي.. منارة العلم وحامل لواء القرآن في دلهمو


في قرية دلهمو الصغيرة، حيث تتعانق البساطة مع القيم العريقة، ولد رجلٌ جعل من تعليم القرآن الكريم رسالته ومن غرس المبادئ منهجه. إنه فضيلة الشيخ علي السطوحي، ذلك المربي الفاضل الذي أفنى حياته في خدمة كتاب الله، فكان نورًا يُضيء دروب العلم والإيمان، وأبًا روحانيًا لمئات الأطفال الذين نهلوا من علمه وتربوا على يديه.


رحلة العلم والقرآن


منذ نعومة أظافره، نشأ الشيخ علي السطوحي في بيئةٍ تعشق العلم وتحترم العلماء، فكان شغوفًا بتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم. لم يكتفِ بذلك، بل حمل على عاتقه مسؤولية نشر هذا النور بين أبناء قريته، فأسس كُتابًا لتحفيظ القرآن وتعليم القراءة والكتابة، لم يفرّق فيه بين ولدٍ وبنت، بل كان يرى أن العلم رسالةٌ سامية يجب أن تصل إلى الجميع.


أجيال صنعتها يداه


عبر سنواتٍ طويلة، مرَّ تحت يديه مئات الأطفال، ليخرج منهم الطبيب والمهندس والمعلم والمستشار والإمام والخطيب، وكلهم يحملون في قلوبهم بصمته العظيمة. لم يكن مجرد معلمٍ يحفظهم الآيات، بل كان أبًا يزرع فيهم القيم الإسلامية الصحيحة، يعلمهم معنى الأخلاق، ويربيهم على احترام الكبير وحب الخير والسعي للعلم والعمل الصالح.


إرثٌ خالد وذكرى لا تُنسى


لم يكن الشيخ علي السطوحي مجرد معلمٍ للقرآن، بل كان رمزًا للعطاء بلا حدود. كم من طفلٍ جلس بين يديه في الكتاب، يتهجى الحروف لأول مرة، ليصبح بعدها عالمًا أو داعيةً أو طبيبًا ناجحًا! كان يرى في كل طفلٍ مستقبلًا واعدًا، ولم يدّخر جهدًا في دعمه وتعليمه حتى يرى فيه ثمرة جهوده.


واليوم، وبعد أن رحل بجسده، يبقى أثره خالدًا، يُذكر اسمه بكل فخر في مجالس العلم، وتُروى سيرته الطيبة في البيوت، ويظل صداه يتردد في صدور طلابه الذين لا يزالون يحفظون القرآن ويعلمونه لأجيالٍ أخرى، ليظل ما قدّمه صدقةً جاريةً له في ميزان حسناته.


دعاء ووفاء


رحم الله الشيخ الجليل علي السطوحي، وجزاه عنا خير الجزاء، وجعل كل حرفٍ علّمه، وكل آيةٍ حفظها لطلابه، نورًا في قبره وشفيعًا له يوم القيامة. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة دلهمو، وسيظل عمله المبارك شاهدًا على مسيرته العظيمة في خدمة كتاب الله.


وداعًا أيها المعلم والمربي الفاضل، ستظل ذكراك عطرة في قلوبنا، وعلمك منارةً تهدي الأجيال القادمة.