#رحلوا_ويبقي_الأثر
الشيخ عبدالرحمن أبوطالب.. منارة العلم والإيمان في دلهمو
في كل قرية، هناك رجال يصنعون التاريخ بعملهم وعلمهم، ويتركون بصمة لا تمحى في وجدان أهلها. ومن بين هؤلاء العظماء، يبرز اسم الشيخ عبدالرحمن أبوطالب، الذي لم يكن مجرد حافظ لكتاب الله، بل كان معلمًا ومربيًا، سخر حياته لخدمة القرآن الكريم ونشر العلم بين أبناء قريته الحبيبة دلهمو.
نشأة في رحاب القرآن
وُلد الشيخ عبدالرحمن أبوطالب في قرية دلهمو ونشأ في بيت يُقدّس العلم والدين. منذ صغره، عشق القرآن الكريم، فحفظه وأتقنه حتى أصبح منارة يستنير بها طلاب العلم. لم يكن غريبًا أن يكون الشيخ عبدالرحمن من أهل القرآن، فقد نشأ في عائلة اشتهرت بحفظ كتاب الله، أمثال الحاج عبدالمحسن أبوطالب، والدكتور عبدالصبور أبوطالب، وغيرهم من أبناء العائلة الكريمة الذين حملوا على عاتقهم نشر علوم الدين وتعليم الأجيال.
الكتاب.. صرح تعليمي خالد
لم يكن الشيخ عبدالرحمن مجرد حافظ للقرآن، بل كان مربّيًا بارعًا، أدرك قيمة العلم والتعليم في بناء الأفراد والمجتمعات. فأسس كتابًا لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم القراءة والكتابة، ليكون مشعل نور يُضيء درب الأطفال في قريته. في هذا الكتاب، لم يكن التعليم مقتصرًا على البنين فقط، بل شمل البنات أيضًا، فكان للجميع نصيب من العلم والمعرفة. كم من طفل تعلم أولى حروفه على يديه! وكم من شاب حفظ بين يديه آيات الله!
بصمة لا تُمحى
لقد كان الشيخ عبدالرحمن رمزًا للعطاء والبذل، لم يدّخر جهدًا في تعليم أبناء قريته، وفتح لهم أبواب الخير والعلم. وكما قال النبي ﷺ: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، فقد نال الشيخ هذا الشرف العظيم، وسيظل ذكره خالدًا في ذاكرة كل من جلس بين يديه ليتعلم.
وأنا واحدٌ من هؤلاء التلاميذ الذين نهلوا من علمه، فقد تعلمت على يديه القراءة والكتابة، وحفظت بعض السور القرآنية. ما أجمل تلك الأيام التي كنا نجلس فيها في رحاب كتاب الله، نستمع إلى كلماته، ونُردد آياته، ونحمل بين ضلوعنا رسالة العلم والإيمان!
رحيل الجسد وبقاء الأثر
رحل الشيخ عبدالرحمن أبوطالب بجسده، لكن أثره باقٍ في كل بيت من بيوت دلهمو، في كل قلب حمل حرفًا من القرآن، وفي كل لسان تلا آية تعلمها في كتابه. ستظل ذكراه محفورة في قلوبنا، وسيرته نموذجًا يُحتذى به في الإخلاص والعمل.
دعاء ووفاء
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد شيخنا الجليل بواسع رحمته،