#رحلوا_بقي_الأثر
الشيخ عبد البصير منصور.. نور أضاء دلهمو ورحل في سلام
في كل قرية، هناك رجال لا تُنسى بصماتهم، وأرواح تظل حاضرة رغم الغياب، ومن هؤلاء العظماء الذين تركوا أثرًا خالدًا في قلوب أهل دلهمو، الشيخ الجليل عبد البصير منصور، الرجل الذي فقد بصره منذ صغره، لكن الله أكرمه ببصيرة نافذة ونور القرآن الذي أضاء حياته وحياة كل من تتلمذ على يديه.
حافظ للقرآن ومعلم للأجيال
نشأ الشيخ عبد البصير في قريته دلهمو، ومنذ نعومة أظافره، تعلق قلبه بكتاب الله، فأتم حفظه صغيرًا، وسخر حياته في سبيل تعليمه ونشره بين أبناء قريته. كم من طفل خطت أنامله أولى خطواته في تلاوة القرآن الكريم تحت إشراف هذا الشيخ الفاضل، وكم من شاب أصبح قارئًا ماهرًا بفضل توجيهاته وإرشاداته.
كان محفظًا بارعًا، لا يقتصر دوره على تعليم الحروف والتجويد، بل يغرس في قلوب طلابه حب القرآن والعمل به، فكان كتاب سيدنا عبد الرحمن أبو طالب هو الميدان الذي شهد على عطائه الكبير وتفانيه في تربية الأجيال.
بشاشة الوجه وصفاء القلب
لم يكن الشيخ عبد البصير مجرد معلم، بل كان نموذجًا في الأخلاق والتواضع. كان طيب القلب، حسن السمعة، بشوش الوجه، لا يحمل ضغينة لأحد، فصيح اللسان، كريم العطاء، يحب الجميع ويحبه الجميع. كان صوته حين يرتل آيات الله يملأ القلوب بالخشوع، وكلماته تخرج من قلب نقي محب، فتترك أثرًا عميقًا في نفوس من يسمعها.
عاش في سلام ورحل في سلام
كان الشيخ عبد البصير علامة بارزة في قريته، ونجمًا ساطعًا في سماء تعليم القرآن الكريم. عاش حياته في سلام، يُعلم ويرشد، وبنفس السكينة والرضا رحل عن الدنيا، تاركًا خلفه إرثًا لا يقدر بثمن، يتمثل في أجيال تعلمت على يديه وأصبحت تحمل مشعل القرآن من بعده.
وداعًا أيها الشيخ الجليل
إن فقدان الشيخ عبد البصير ليس مجرد رحيل شخص، بل هو غياب علمٍ ونور، لكنه باقٍ بيننا بما قدمه، وبما زرعه في نفوسنا من حب للقرآن الكريم. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويجعل كل حرف علمه في ميزان حسناته، ويسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
سلامٌ لروحه الطاهرة، ودعوات صادقة أن يجزيه الله خير الجزاء، ويجعله في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر.