#رحلوا_ويبقي_الأثر
الشيخ عبدالملك.. نبراس العلم والإيمان في دلهمو
في تاريخ القرى المصرية، تبقى أسماء العلماء والمربين منارات تُضيء الدرب للأجيال القادمة، وتبقى بصماتهم محفورة في وجدان المجتمع. ومن بين هؤلاء العظماء، يبرز اسم الشيخ عبدالملك، الرجل الذي جعل من تحفيظ القرآن الكريم وتعليم القراءة والكتابة رسالته في الحياة، فكان واحدًا من أعلام دلهمو الذين تركوا أثرًا خالدًا في نفوس تلاميذهم.
النشأة في ظلال القرآن
وُلد الشيخ عبدالملك في قرية دلهمو بطريق الترعة، ونشأ في بيت يعشق العلم ويقدّس القرآن الكريم. منذ نعومة أظافره، تعلّم القراءة والكتابة وحفظ كتاب الله، فكان للقرآن الكريم أثر عميق في تشكيل شخصيته. لم يكتفِ بحفظه، بل حمل على عاتقه نشره وتعليمه للأجيال القادمة، فكان كتابه مدرسة علم وإيمان، ينهل منها الأطفال القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم.
الكتاب.. صرح علمي أمام المسجد الشرقي
لم يكن الشيخ عبدالملك عالِمًا منعزلًا عن الناس، بل كان قريبًا منهم، محبًا للخير، يسعى لنشر النور في قريته. فأنشأ كتابًا لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم القراءة والكتابة أمام المسجد الشرقي بدلهمو، ليكون قبلة لكل من يرغب في تعلم أساسيات اللغة العربية والقرآن الكريم.
في هذا الكتاب، لم يكن التعليم مقتصرًا على الذكور فقط، بل كان للجميع، فأقبل عليه الأولاد والبنات، وتخرج على يديه أجيال حملوا مشعل العلم في مختلف المجالات. فمنهم الطبيب، والمعلم، والمهندس، والقاضي، وكلهم يدينون بالفضل لهذا المعلم الفاضل، الذي منحهم أساسيات العلم والإيمان.
صفات الشيخ عبدالملك.. معلم القلوب والعقول
كان الشيخ عبدالملك رجلًا طيب القلب، حسن السمعة، بشوش الوجه، لا يحمل ضغينة لأحد. كان فصيح اللسان، قوي الحجة، له أسلوبه الخاص في التعامل مع الأطفال، فيجذبهم بعلمه وحكمته، ويؤثر فيهم بأخلاقه الرفيعة.
لم يكن مجرد معلم، بل كان أبًا روحيًا لكل من تعلم على يديه، يربي قبل أن يُعلّم، ويوجّه قبل أن يُحاسب. كان يؤمن بأن العلم بلا أخلاق لا قيمة له، وأن القرآن الكريم ليس مجرد كلمات تُحفظ، بل نورٌ يُضيء القلوب والعقول.
دلهمو.. أرض الكتاتيب وحفظة القرآن
منذ القدم، اشتهرت دلهمو بالكتاتيب وحفظة القرآن الكريم، فكانت مهدًا للعلم والعلماء، ومنبعًا للنور والهداية. وكان الشيخ عبدالملك أحد هؤلاء العظماء الذين حملوا مشعل العلم، وساروا على درب أسلافهم..