عددالزائرين الان

الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

حرب شوارع بين قوات الأمن العسكرية والمدنية والمتظاهرين، جمع ألعاب الشماريخ النارية، وحرق سيارات الاسعاف


تسيدت حالة من المطاردة الامنية لفلول المعتدين على قوات الامن العسكرية والمدنية الموقف والسيناريو في وسط القاهرة وانتقلت المواجهات الى ما يشبه حرب الشوارع، والتي ادت الى القبض على المزيد من عناصر الشغب واثارة المواقف المشتعلة على بعد امتار من المنشآت الهامة والحيوية وفي مقدمتها مجالس الشعب والشورى والوزراء ومقر وزارة الداخلية في محاولة لاسقاط هيبة الدولة بالكامل في الوقت الذي يجري فيه البحث والقبض على عناصر وصفت بأنها المحركة للأحداث والتي تدير الشباب صغير السن لاشعال الحرائق واشاعة اجواء الفوضى في الشارع وتحرك الشباب بـ «الريموت كنترول» وسط تأكيدات مصادر امنية ان قيادات الحركات المضادة للدولة والتي تبحث عن اشاعة الفوضى نجحت في استقطاب الغالبية من اطفال الشوارع الذين لديهم النزعة الاجرامية بالاضافة الى عناصر فارة من السجون خلال فترات الانفلات الامني، وايضا قطع السلاح التي تمت سرقتها من السجون واقسام الشرطة خلال حالة اللا امن التي سادت الشارع المصري ابان الاسابيع الاولى من قيام ثورة 25 يناير في الاعتداء على قوات الشرطتين العسكرية والمدنية وضرب متظاهرين من الخلف بطلقات نارية واحراقهم بزجاجات المولوتوف لاحداث الوقيعة والفتنة بين الشعب وقواته المسلحة في الوقت الذي فقد فيه هؤلاء مرتكبو حوادث الفوضي واشعال الحرائق التعاطف الشعبي بصورة كاملة، ودليل ذلك ما قام به بعض شباب سكان عمارات شوارع قصر العيني وميدان التحرير والشيخ ريحان والشيخ يوسف بتلقين اية عناصر يتم القبض عليها (عُلق) ساخنة في احواش العمارات قبل تسليمها الى سلطات الامن انتقاما منهم على ما تسببوا فيه من اثارة الذعر والرعب بين السكان في هذه الشوارع خاصة كبار السن والاطفال. وتسببت في امتناع العديد من الاسر عن ذهاب ابنائها الى المدارس خوفا على حياتهم من ان تطولهم رصاصات الغدر أو الكرات الحارقة حتى ولو ضاع العام الدراسي عليهم، على الرغم من تعهد قوات الشرطة بحمايتهم، واضطرت اجهزة الامن الى نشر دوريات امنية حول المدارس بصورة ثابتة في حين تجوب دوريات امنية متحركة مشتركة ما بين الجيش والشرطة الشوارع الرئيسية طوال فترات الصباح والظهيرة لحماية «باصات» المدارس من أي اعتداء.
وطارد الاهالي عدداً من العناصر الاجرامية التي تسللت الى الاختباء تحت بئر السلم والمبيت هناك وامتلت بالعشرات منهم وتولى الشباب ابلاغ الشرطة العسكرية والنجدة للقبض عليهم بينما كشفت عمليات البحث والتحري التي قامت بها سلطات امنية على مدى الـ 48 ساعة الاخيرة عن العديد من بئر السلم في العمارات القريبة من موقع الاحداث يتم فيها صنع وتخزين قنابل زجاجات المولوتوف الحارقة وجراكن البنزين والسولار والجاز المعدة للتعبئة في زجاجات المياه الغازية الفارغة أو زجاجات المياه المعدنية واستحدث المخططون والمنفذون ايضا تعبئة زجاجات المياه المعدنية ذات السعة الكبيرة بالبنزين والمواد المشتعلة بما فيها «التنر» ايضا لاحداث اكبر مساحة من الانفجار بين قوات الامن واصابة اكبر عدد من قوات الشرطتين العسكرية والمدنية.
واصدرت السلطات الامنية تعليمات عاجلة الى سلطات الاحياء وسط القاهرة بقيام عمالها بجمع الزجاجات الفارغة من المياه واعدامها خاصة وانه تكشف ايضا ان استخدامها في صنع المولوتوف يؤدي الى الاصابة بحروق متعددة نظرا لقوة اشتعال البلاستيك المصنوعة منه، وطلبت اجهزة الامن رفع جميع المخلفات من الشوارع أولا بأول للحيلولة دون اشعال الحرائق.
وقدرت السلطات المعنية ان اكثر من 15 الف زجاجة مياه غازية ومعدنية تم تعبئتها بمواد حارقة شديدة الاشتعال قد ألقيت على قوات الامن التي تقوم بحراسة المنشآت الهامة والحيوية خاصة مجالس الشعب والشورى والوزراء وان عشرات المئات منها قد ألقيت على هذه الاماكن منذ يوم الجمعة الماضي وحتى الآن وان هناك امدادات تتم على مدار الساعة للعناصر المخربة بواسطة السيارات الخاصة والدراجات البخارية المحملة بالمواد الحارقة بهدف انهاك قوى قوات الشرطة العسكرية والمدنية واصابة اكبر عدد منهم للسيطرة على الموقف وسط المدينة ومهاجمة الشرطة العسكرية التي اصبحت حاليا تسيطر على الصينية التي تتوسط ميدان التحرير بعد هدم الخيام خاصة وانها تمثل احد نقاط الانطلاق للمهاجمين على القوات النظامية.
واصدرت الهيئة العامة للبترول تعليمات عاجلة الى جميع محطات البنزين بعدم بيع البنزين والسولار الا للسيارات والمركبات وتعبئة تنكاتها دون الجراكن لوقف استخدامها في صنع المولوتوف.
في الوقت نفسه بدأت السلطات المعنية جمع ألعاب الشماريخ النارية من جميع المحلات، وسط العاصمة وفي مختلف الاحياء، بعد استخدامها كأحد المغذيات الرئيسية لاشعال الحرائق والتي استخدمها نحو 400 من التراس الاهلي والزمالك في احداث التحرير ومجلس الوزراء والشيخ ريحان.
واعتدى متظاهرون فجر امس على الحواجز الاسمنتية والحديدية التي تم تركيبها بواسطة القوات المسلحة وقفزوا عليها وحطموا اجزاء منها في شارع الشيخ ريحان والقوا زجاجات المولوتوف بصورة كثيفة في محاولة السيطرة على الشارع الذي تقع فيه وزارة الداخلية واقتحام الوزارة واحراقها وجرت محاولات فاشلة جديدة لاحراق الوزارة بالكرات الحارقة وتصدت لها قوات متمركزة اسفل اسوار الوزارة واخمدتها وايضا القاء كرات اللهب على باب خلفي في الشيخ ريحان لمجلسي الشعب والشورى بهدف اشعال الحرائق، بينما سارعت قوات الدفاع المدني الى اطفاء حرائق اشتعلت بالفعل بالبنزين والسولار للاشجار داخل حرم مجلس الشورى وبالقرب من الجمعية الجغرافية ووزارة النقل والمجمع العلمي.
وامتد الخطر ولاول مرة امس الى مقر الجامعة الامريكية حيث نالها نصيب وافر من زجاجات المولوتوف الحارقة وكرات النار المشتعلة بالبنزين واسرعت قوات الاطفاء الى التعامل معها على الفور، وكانت تستهدف احداث فرقعات مدوية في زجاج المبنى الضخم الذي يقع على مشارف ميدان التحرير في الوقت الذي انطلقت فيه صيحات الاستغاثة من سكان المنطقة خوفا من انهيار باب اللوق وميدان التحرير خاصة وان هناك مواسير الغاز الطبيعي التي يمكن ان تنفجر في أي لحظة، وهناك ايضا عدد كبير من مطاعم الوجبات الجاهزة خاصة البيتزا وهو ما يساعد على زيادة حدة الاشتعال، وصدت قوات مشتركة عسكرية ومدنية ايضا هجوما جديدا على شارع محمد محمود حيث اغلقت المحلات ابوابها بالكامل وامرت القوات صاحب فرن افرنجي شهير هناك بالتوقف عن العمل فورا.
واتبعت قوات الشرطتين العسكرية والمدنية طريقة (الكماشة) لصد هجوم كثيف على شارع الشيخ ريحان بعد ان حطم المتظاهرون جزءا كبيرا من الجدار الامني في الشارع، حيث فاجأت قوات الامن المركزي المهاجمين من خلفهم والذين هرولوا من شارع عمر مكرم يتمركون الى جوار السفارة الامريكية وسارع المئات من المتظاهرين الى الفرار خوفا من محاصرتهم.
وقامت القوات بالتقدم حتى اول شارع قصر العيني وبداية شارع محمد محمود ودارت اشتباكات بين الجانبين انتهت بتقدم قوات الامن حتى صينية الميدان واحتلتها. وقامت القوات بإطلاق عدد من طلقات الخرطوش في الهواء للسيطرة على الميدان بعد الـ 48 ساعة السابقة.
ونتج عن الاشتباكات وقوع العديد من الاصابات ما بين الخفيفة والمتوسطة والكبيرة. وقالت الدكتورة رشا سليم من المستشفي الميداني في عمر مكرم ان نحو 20 حالة اصابة تلقتها المستشفى خلال فترة لا تزيد على خمس دقائق، منها حالة خطيرة مصابة بكسر في العمود الفقري في العقد الثالث من عمره ويدعى عمرو فتحي اضافة الى اصابات بجروح قطعية وكسور بالعظام.
في الوقت الذي ألقى فيه المتظاهرون الطوب والحجارة وزجاجات مولوتوف على سيارات الاسعاف التي حال ذلك دون نقلها لعدد من المصابين بإصابات خطيرة الى المستشفيات القريبة.