إلا فى نفسه فقط، فعندما يكون مع زوجته فى فراش الزوجية لا يهتم إلا بإشباع رغباته والوصول إلى أعلى
درجات الاستمتاع وعندما يصل إليها يترك الفراش تاركا وراءه شريكا آخر من حقه أن يصل إلى ما وصل إليه من
المتعة.
والسبب فى ذلك يرجع إلى أن الإحساس الجنسى عند الرجل يختلف عنه عند المرأة، فالرجل سريع،
يستطيع أن ينجز العملية الجنسية خلال دقائق، أما المرأة فإنها تحتاج إلى وقت أطول.
فمتعة المرأة تأتي متأخرة وتشعر بها بمعزل عن شعور الرجل بمتعته، ولهذا لابد أن يتفهم الرجل هذا الأمر حتى
لا يتعجل ويتأنى، وحتى يبحث عن علاج إذا ما شعر بأنه ينهي العملية الجنسية بسرعة وأن زوجته لم تستطع
أن تبادله المتعة، والمطلوب هو أن يدرّب الرجل نفسه على أن يطيل فترة الجماع إلى الوقت الذي يكفي زوجته،
ولابد أن يكتشف الرجل زوجته ويتعرف على المدة المطلوبة، ويتعرف على العلامات المصاحبة لهذه المتعة مما
يجعله يضبط إيقاعه بطريقة تتناسب مع زوجته. فلكي تستمتع الزوجة بالعلاقة الجنسية مع زوجها من المحتم أن
يعرف الرجل هذ
ه الحقائق، وألا يكن متسرعاً، فإنه بالتدريب على تأخير القذف يصل الرجل لما يريد من متعة هو وزوجته معاً،
وخاصة إذا استطاع التمهل في المراحل الأولى من الجماع.
فالعملية الجنسية عند الرجل تمر بأربع مراحل رئيسية هي:
مرحلة الإثارة ثم مرحلة الانتصاب الكامل ويليها مرحلة القذف وما يصاحبها من قمة المتعة ثم أخيرا مرحلة الاسترخاء.
ولكن الأمر يختلف بالنسبة للمرأة، فلا توجد عندها المرحلة الرابعة (أي مرحلة الركود والاسترخاء وعدم الاستجابة)،
لذلك فإن المرأة عندها القدرة على أن تتكرر معها المرحلة الثالثة عدّة مرّات إذا استمرت الإثارة والمداعبة، أما
الرجل فيتوقف تماما بعد عملية القذف، هذا فضلاً عن أن المرحلة الأولى والثانية عند المرأة تأخذ وقتًا طويلاً
أكثر من الرجل كي تصل إلى المرحلة الثالثة، أما الرجل فباستطاعته أن يصل إلى مرحلة القذف بسرعة أو ببطء
وهذا يرجع إلى ما تعوّد عليه، ولكن نستطيع القول إن الرجل بطبعه يصل إلى المرحلة الثالثة بسرعة، وقد يصل
بسرعة فائقة عند الاستثارة الشديدة.
ولكي تستمتع الزوجة بالعلاقة الجنسية مع زوجها لابد أن يضع الرجل عدة أمور في ذهنه أثناء ممارسة الجنس:-
1- إن استمتاع المرأة بالجنس ليس تلقائياً ولكنه يحتاج لبعض التنبيه والمداعبة والإثارة لكي يبدأ في التفعيل،
ويمكن للرجل في البداية أن يلاطف زوجته ويداعبها عن طريق مداعبة الثديين، وملامسة الأعضاء الجنسية
وما حولها، فهذه المناطق وغيرها من مناطق الجسم تسبب متعة وإثارة للزوجة.
2- يكون التنبيه باستكشاف الخريطة الجنسية للزوجة وما يسعدها ويسبب لها المتعة باشتراك الطرفين،
"الزوج بالمداعبة، والزوجة بالتركيز والانتباه الشديدين للإحساس الانفعالي الذي تسببه هذه المداعبة".
3- على الرجل أن يدرك أن الاستمتاع الأصلي والرئيسي للزوجة يكون ما تصل إليه من الخارج "أي بمداعبة
الأعضاء الجنسية الخارجية"، وليس بالجماع الفعلي أو الاحتكاك الداخلي أثناء العلاقة الجنسية.
4- المتعة الخارجية لا تنفي حدوث متعة من الاحتكاك الداخلي أيضاً، ولكن المتعة الداخلية تكون نسبية فهي
يست بالمتعة الكبيرة ولا القوية حِسِّياً، بل إنها مختلفة اختلافاً شديداً عن مثيلتها الخارجية، فالمتعة الخارجية
حسية في المقام الأول، والداخلية تحس بها الزوجة في الأحشاء بشكل أكبر.
5- من المهم أن يعرف الرجل أي الأوضاع الجنسية التي تمتع زوجته، ولكل امرأة ما تراه مناسباً لإحساسها
بالمتعة في العلاقة الزوجية.
6- تلعب الزوجة دوراً كبيراً في إحساسها بالمتعة أثناء العلاقة الجنسية فهي يجب عليها التركيز الزائد لكي
تصل إلى قمة المتعة الجنسية، بحيث تراقب نفسها بطريقة زائدة عن اللزوم مما يقطع التلقائية التي يجب
أن يمتاز بها اللقاء الجنسي. وأيضا أثناء قيام الزوج بمداعبتها قبل الجماع الفعلي عليها أن تشعر بالأمان الكامل
حيث إنها قد تقلق من بعض الأشياء مثل الخوف من استيقاظ الطفل، أو نسيان طعام خارج الثلاجة أو مشكلة
حدثت، لذا يجب على الزوجة أن تهيئ كل الأمور قبل الجماع.
مما سبق يتبين لنا أن عدم التطابق الزمني في مراحل الجماع بين الزوج والزوجة هو الذي يسبب انتهاء
الرجل من العملية الجنسية ودخوله إلى مرحلة الركود مبكراً، بينما تكون زوجته مازالت في بداية الطريق أو منتصفه؛
لذلك لابد للرجل من تأخير مراحله الأولى وذلك من خلال الإرادة والتدريب ومحاولة عدم رفع مستوى الإثارة
عنده بسرعة.