يظهر ضحايا الاعتداء الجنسي عادة بعض المؤشرات السلوكية المرتبطة بوضعهم. لقد تعرضوا في مرحلة مبكرة إلى سلوكيات جنسية, قد تمارس من قبلهم في المدرسة. قد يحاولون الاستمناء داخل الفصل, يقدمون محاولات جنسية للأطفال الآخرين, يناقشون سلوكيات جنسية محددة أو كمية من المعلومات الجنسية الغير مناسبة لمرحلتهم العمر يه. قد يتغوط الأطفال على ملابسهم في حالة تعرضهم لاعتداء جنسي شرجي. إن هؤلاء الأطفال عادة ما يجبرون على الصمت من قبل الشخص المعتدي عليهم. وقد يقنع الأطفال بأن الأذى سيلحق بوالديهم في حالة معرفتهم بالاعتداء الجنسي على أطفالهم. وقد يدفع الطفل إلى الشعور بالمسؤولية تجاه التحرش الجنسي ويقال له بأنة سيفقد محبة الآخرين له إذا عرف أي شخص بما يجري.
الأطفال المعتدى عليهم جسديا يظهرون بعض المؤشرات: يكونون غالبا انسحابيين ولا يرغبون في أن يلمسهم أحد. قد يحاولون إخفاء بعض الإصابات التي تعرضوا لها. قد يضربون ويتصرفون بعنف تجاه الأطفال الآخرين, حيث أنهم يقتدون بهذا النوع من السلوكيات داخل بيوتهم. قد يختلق هؤلاء الأطفال أعذارا غير واقعية لإصاباتهم الجسدية. الأطفال المعتدى عليهم قد يتجنبون إقامة علاقات مع الراشدين في محاولة لتجنب التعرض للأذى مرة أخرى.
أساليب منع تعرض الطفل للإيذاء
إن التدريب على منع الاعتداء الجنسي يبدأ من الاعتماد على الإمكانيات الطبيعية للأطفال, و من معلومات وخبرات سبق لهم معرفتها. المعلومات الأساسية التي يحتاج الطفل إلى معرفتها:
1-. جسدك هو ملك لك.
2-. لك الحق في الحديث عن الشخص الذي يلمسك, و كيف يقوم بذلك.
3-. لو قام أحد بلمسك بطريقة لا ترضى عنها, أو تعطيك شعور غريب أو غير مريح داخليا, أو بطريقة تعتقد أنها خطأ أو أن والديك سيعتقدان أنها خطأ, فإنه لك الحق بقول "لا".
4-. إذا لم يتوقف الشخص عما يفعل, فقل له " سأبلغ عما حدث", وبلغ بالأمر مهما حدث.
5-. لو طلب منك أن تبقي الأمر سرا, فقل "لا, سوف ابلغ عن الأمر".
6- لو كانت لديك مشكلة, فاستمر في الحديث عنها إلى أن تجد أحدا يقدم لك المساعدة.
يتعلم الأطفال أن بإمكانهم السيطرة على ما يحدث لأجسادهم متى ما علمناهم ذلك, وعندما نظهر لهم من خلال سلوكياتنا أن أجسادهم بالفعل ملك لهم. إن الأطفال في عمر سنتين و ثلاث سنوات يستطيعون التمييز بين اللمس المريح والغير مريح. اللمس الغير مريح يعطيهم شعور بالاضطراب وإحساس بالخطأ. إن هذه الطريقة في التعامل مع وقاية الأطفال تمنحهم الحق في الحديث بصوت مسموع, وتعلمهم كيف يكون صوتهم فعال ومناسب.
إن هذه الأساليب لمنع الاعتداء على الأطفال يجب أن لا تعلم فقط كأفكار وإنما أيضا كمهارات فعلية. وهذا يعني التدريب. وأيضا يعني إعطاء الأطفال الفرصة لتمثيل الدور ومعايشة الشعور الذي يصحب الرفض وقول "لا" في مواقف صعبة. ويمكن للوالدين المشاركة في ذلك ولكن جوهر برامج الفصل هو في الحقيقة إعطاء الأطفال الفرصة للتدريب على هذه المهارات حتى يمكنهم استخدامها في حال اضطرارهم لذلك. وكما أن الأطفال لا يمكنهم تعلم ركوب الدراجة من خلال القراءة أو الحديث عن ذلك فإنه لا يمكنهم التعلم على كيفية وقاية أنفسهم من الاعتداء عليهم بدون منحهم الفرصة للتدرب على هذه الأساليب, والوصول إلى مرحلة الإحساس بالارتياح مع هذه المهارات.
الأمان مع الغرباء
يحتاج الأطفال إلى أدراك أن الغرباء هم مجرد أشخاص لا يعرفونهم وأنهم في حياتهم اليومية سيواجهون الغرباء. ليس هناك حاجة إلى الخوف, ولكن هناك قوانين لحماية الأطفال عند تعاملهم مع أي شخص غريب عندما لا يكونون بصحبة شخص بالغ يتولى رعايتهم ( مثلا عند اللعب خارج البيت أو في الحديقة). المفاهيم والقوانين التي تضبط العلاقة مع الغرباء بسيطة ومباشرة ويجب تعليمها للأطفال بدون سرد قصص مخيفة. ويمكن للأطفال بداية من سن الثالثة استخدامها وتبنيها كلما تقدموا في العمر.