عددالزائرين الان

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

بيان السيد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة


شعب مصر العظيم ، يتابع المجلس الأعلى للقوات المسلحة تطورات الأحداث في مصر خلال الأيام الماضية ونشعر جميعا بالأسف الشديد لوقوع ضحايا ومصابين من أبناء الوطن في هذه الأحداث التي تعود بنا إلى الخلف ونقدم خالص العزاء للأسر الضحايا , ففي ثورة 25يناير المجيدة ثار الشعب طالب الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية واتخذت القوات المسلحة التي هي جزء لا يتجزأ من هذا الشعب موقفا وطنيا يسجل لها وان حازت لجموع الشعب تجسيدا لوحدته مع قواته المسلحة ونموذجا فريدا يحتزى به من نماذج الثورات في العالم ,وتحلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة مسؤولية إدارة البلاد في هذه المرحلة الانتقالية التي تلت إسقاط النظام السابق وبدأت سلسة من الإجراءات الإصلاحية في طريق إقامة حياة ديمقراطية وتعهدنا مرارا أن القوات المسلحة لن تكون بديلا عن الشرعية التي ارتضاها الشعب فلم نطمح في اعتلاء كرسي الحكم ولم نسعى لذالك ولكننا كنا نعلم مسبقا أن العمل السياسي يقتضى الاختلاف في وجهات النظر وربما يتجاوز هذا الاختلاف إلى حد المزايدة وهو ما حدث بالفعل وتعرضت القوات المسلحة إلى التجريح في حالات كثيرة تحملناها على خلاف طبيعة العمل العسكري لإدراكنا بطبيعة المرحلة الانتقالية كنا وما زلنا على قرارنا منذ اندلاع ثورة يناير فلم نطلق الرصاص على صدر مواطن مصري فالعسكرية المصرية العريقة لديها عقيدة راسخة بأنها جزء أصيل من شعب بمصر مهمتها الدفاع عن الوطن ولا يمكن أن نسعى أبدا بالوقوف أمام الشعب وكنا لا نتهاون أبدا في اتخاذ إجراءات قانونية ضد أي تجاوزات فردية في هذا الشأن.
- كان هدفنا الأول منذ بدا المرحلة الانتقالية هو إعادة الأمن إلى الشارع المصري وتذكرون جميعا كيف كانت الحالة الأمنية في هذه الفترة وقدمنا كل دعم ممكن لوزارة الداخلية بهدف رفع كفاءتها وزيادة قدرتها في حفظ الأمن في إطار القانون , وربما لو يكن البعض يرضى عن أدائها لكن المؤكد أن كفاءتها في تطور مستمر رغم محاولات إضعاف مهمتها وكسر إرادتها , لم تكن إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية بالسهولة التي يتصورها البعض والتي يتحدث عنها كثيرون فالكلام سهل أما العمل على ارض الواقع فهو مختلف فالاقتصاد المصري يتراجع بشكل ملحوظ وكلما اقتربت الأمور من الاستقرار وقع حدث يجرنا مره أخرى إلى الخلف , لكننا في القوات المسلحة مدرسة الوطنية تعودنا على مواجهة الصعاب ونتدرب على الصبر حتى نحقق الهدف بالتخطيط المحكم والإصرار على النجاح, حاول البعض جرنا إلى مواجهات وتحملنا المصاعب والتجريح والتشويه لكننا لم نستجب لذالك ولتلك المحاولات وكنا دائما ولا زلنا نلتزم بضبط النفس لأقصى درجة,وقد تحملت معنى الحقوق هذه المصاعب فالاعتصامات والاحتجاجات الفئوية وغير الفئوية لا تتوقف والإنتاج يتعطل وبالتالي تقل الموارد رغم ذالك فنحن كمجلس عسكري للقوات المسلحة وحكومة كنا دائما مطالبين بالمزيد وهى معادلة غير متزنة على الإطلاق ونتيجة لاستمرار التوتر هربت استثمارات كثيرة كانت مصر ولا زالت في أمس الحاجة إليها .
-كنا دائما نستطلع آراء القوى السياسية والوطنية وائتلافات شباب الثورة المختلفة ونسعى لاتخاذ القرار الأقرب إلى التوافق ومنذ اليوم الأول ومنذ اليوم الأول بدء التخطيط لعمليه سياسيه تنتهي بتسليم مقاليد الحكم إلى سلطه مدنيه منتخبه بإرادة ديمقراطيه حرة وتم الاستفتاء على تعديل بعض المواد وإصدار إعلان دستوري وتم سن عده قوانين للإصلاح السياسي والتزمنا بالمسار الذي توافقت عليه غالبيه القوى السياسية وتفرر أن تبدأ عمليه بناء مؤسسه برلمانية في انتخابات حرة نزيهة لكننا كلما اقتربنا من موعد إجراء الانتخابات يزداد التوتر والخلاف بشكل غير مبرر على الإطلاق .المجلس الأعلى للقوات المسلحة لا يهمه سوى مصلحة الوطن ولا يهمه من سيفوز بالانتخابات أو من سيتولى الرئاسة فالأمر كله بإرادة الشعب ولا رجعة في هذا التوجه الديمقراطي الذي ارتضاه شعب مصر وناضل من اجله في ثورة 25 يناير وأمام ادعاءات البعض بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتباطأ في تسليم السلطة .تم الإعلان في جدول زمني محدد ذلك على المسار الذي حدده الشعب في استفتاء 19 مارس أعلنا مرارا وتكرار أننا نقف على مسافة واحده من الجميع لا ننحاز لطرف على حساب أطراف أخرى فنحن القوات المسلحة التي تحمى الشعب دون تصنيف أو انتقاء ورغم ذلك يتهمنا البعض بالانحياز وأعلنا مرارا وتكرارا أننا أوقفنا إحالة المدنيين إلى المحاكمات العسكرية إلا في الحالات التي ينطبق عليها قانون القضاء العسكري ، شعب مصر العظيم إن ولائنا الوحيد في القوات المسلحة لشعب مصر وارض مصر وان الانتقادات الموجه للمجلس الأعلى للقوات المسلحة إنما تستهدف إضعاف هممنا وعزائمنا وتحاول النيل من رصيد الثقة الكبير بين الشعب بل وتستهدف إسقاط الدولة المصرية وهو ما ظهر بوضوح من قبل بعض القوى التي تعمل في الخفاء في إثارة الفتن وإحداث الوقيعة إما بين الشعب والقوات المسلحة أو بين فيصل وأخر من المصريين .شعب مصر العظيم إن ما نشهده الآن في الشارع المصري وبعض وسائل الإعلام من اتهامات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ومحاولات التشويه والتخوين هو أمر مرفوض جملة وتفصيلا فنحن نتحمل مسئوليه وطنيه في ظروف تاريخيه استثنائية لا نطمح في الحكم ولا نبغي إلا وجه الله والوطن
- إن القوات المسلحة ترفض رفضا تاما هذه المحاولات التي تستهدف النيل منها والتشكيك في سمعتها بالباطل وهو أمر لو استمر سيؤثر سلبا على القوات المسلحة الباسلة التي أدت أدوارا وطنية يحفظها لها التاريخ .لقد قررت ما يلي قبول استقالة حكومة الدكتور عصام شرف وتكليفها في العمل لحين تشكيل حكومة جديدة لها الصلاحيات التي تمكنها من استكمال الفترة الانتقالية بالتعاون مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة .الالتزام بإجراء انتخابات برلمانيه في توقيتاتها المحددة والانتهاء من انتخاب رئيس الجمهورية قبل نهاية شهر يونيو 2012 .إن القوات المسلحة ممثلة في مجلسها الأعلى لا تطمح في الحكم وتضع المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار وأنها على استعداد تام لتسليم المسئولية فورا والعودة إلى مهمتها الأصلية في حماية الوطن إذا أراد الشعب ذلك من خلال استفتاء تشريعي إذا اقتضت الضرورة ذلك .
حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .